IMLebanon

الديار: «اليوم التالي» للحرب : لا ابراج بريطانية و«اليونيفيل» خارج «البازار»

 

انتظار ثقيل لمفاوضات غزة «المتعثرة» حتى اللحظة!

الاستجداء الحكومي للعراق يمنع العتمة الشاملة.. بري: جعجع ناكر للجميل ؟ – ابراهيم ناصرالدين

 

ينتظر المبعوث الاميركي عاموس هوكشتاين في اليونان، حيث يقضي اجازته الصيفية، «الضوء الاخضر» من البيت الابيض للقدوم الى لبنان للبحث في ترتيبات اليوم التالي لوقف النار، اذا ما قدر للتسوية في غزة ان «تبصر النور» حيث يواصل رئيس حكومة العدو بنيامين نتانياهو مناوراته في ربع «الساعة الاخير» والحاسم في المفاوضات الدائرة بين القاهرة والدوحة. وقد بات واضحا وجود اتفاق مع الاميركيين على تطبيق القرار الدولي 1701 فور انتهاء الحرب في غزة، دون اي بحث في الترتيبات حتى الان، بعد ان جزم الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بان الهدنة في غزة ستنتقل تلقائيا الى الجنوب، وبعدها يمكن الحديث عن «اليوم التالي» الذي سقطت منه حكما الابراج البريطانية للمراقبة «بفيتو» اسرائيلي، وكذلك تم تحييد «ورقة» التجديد «لليونيفيل» من بازار الضغوط حيث يفترض ان يتم التمديد تلقائيا ودون تعديلات. اما مسألة انسحاب المقاومة من الحدود، فتبقى فكرة غير قابلة للتطبيق عمليا، وان حاول الاسرائيليون مستقبلا البناء على اوهام، لتبرير الاتفاق المفترض.

 

داخليا، نجح «تسول» الحكومة اللبنانية، المتخبطة والغارقة في الاهمال، من نظيرتها العراقية، في الافراج عن الفيول الذي كان ينتظر في سفينيتن في البحر، وبدأ تفريغها بالامس على ان يكون التيار الكهربائي قد عاد بدءا من صباح اليوم. في هذا الوقت، يستمر العجز الداخلي في ايجاد مخارج لحالة الاستعصاء الرئاسي في ظل عدم نضج الحل الخارجي بعد، وفيما حمل رئيس القوات اللبنانية النواب «الوسطيين» مسؤولية عدم انتخاب رئيس حتى الان، نقل زوار رئيس مجلس النواب نبيه بري عنه وصفه جعجع بانه «ناكر للجميل»، بعد ان وقف سدا منيعا امام محاولة عزله من قبل رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل.

مناورة نتانياهو.. والاستماع لنصرالله

 

وفيما نقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن مسؤول أميركي تأكيده أن إطار وقف إطلاق النار المكون من ثلاث مراحل في غزة جاهز للتنفيذ والأطراف تتفاوض على التفاصيل المعقدة المتعلقة بتنفيذه، يواصل رئيس وزارء العدو بنيامين نتنياهو «مناوراته» لنسف محاولات وقف النار في غزة وزعم خلال حفل تخريج ضباط أن «هذه الحرب ستستمر حتى نحقق النصر ولو استغرق الأمر وقتا. وعن الحرب مع لبنان، عاد نتنياهو الى الكلام الفارغ من اي مضمون، ولفت الى ان من يشن علينا هجمات من الجبهة الشمالية مصيره الموت، وهذا الوضع سنغيره! وفي انتقاد واضح لنتانياهو، دعاه رئيس مجلس الامن القومي السابق، غيورا آيلاند الى الاستماع جيدا الى كلمات الامين العام لحزب الله السيد نصرالله لانها وحدها ما ستعيد المستوطنين الى الشمال».

سقوط اقتراح «الابراج»

 

وفي سياق البحث عن ترتيبات اليوم التالي للحرب جنوبا، يبدو ان الاقتراح البريطاني بوضع ابراج مراقبة داخل الاراضي اللبنانية قد سقط قبل بلوغه آذان قيادة حزب الله. ووفقا لاوساط ديبلوماسية، فان «اسرائيل» ابلغت البريطانيين والاميركيين رفضها العرض البريطاني لانه سيكون موجها ضد امنها، رافضة ان يتم نصب الابراج في مواقع يديرها الجيش اللبناني، واشترطت ادارة بريطانية للمواقع، على ان يتم توجيه كاميرات المراقبة المفترضة الى داخل الاراضي اللبنانية، لضبط ما اسمته نشاط مقاتلي حزب الله. وهذا ما تم رفضه على نحو حاسم من قبل لبنان الرسمي بالتنسيق مع قيادة المقاومة.

تمديد روتيني «لليونيفل»

 

في سياق متصل، وعشية تجديد تمديد مهمة اليونيفيل في مجلس الامن الدولي، استبعدت مصادر مطلعة حصول اي تعديل في متن القرار لوضعه تحت الفصل السابع. وقد ابلغ الفرنسيون لبنان انها عازمة على اقتراح تجديد روتيني من دون اي تعديل لانها لا تريد ان تضع القوات الدولية في مواجهة اي طرف  في ظل الوضع المتوتر، وهي تتفق مع الولايات المتحدة على ابعاد التمديد»لليونيفيل» عن «الكباش» الدائر حاليا حول الترتيبات الحدودية.

لا فائدة من الاغتيالات

 

وفي رد غير مباشر على ادعاءات رئيس اركان العدو هارتسي هاليفي الذي زار جنوده في الشمال بالامس، مدعيا ان اغتيالات قيادات حزب الله تترك اثرا كبيرا في الحزب، سلط عدد من الخبراء والمعلقين الاسرائيليين الضوء في قراءاتهم وتحليلاتهم على سياسة الاغتيال واعتبروها غير مجدية ومضرة، وأشارت صحيفة «معاريف» إلى أنّ الجيش الإسرائيلي يسيطر على التكتيك (عمليات الاغتيال)، لكن في الاستراتيجيا، حزب الله يلقّنه دروساً، ووضع ميزان ردع «إسرائيل» في موضع شك. فيما أشارت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية في افتتاحيتها امس، بعنوان «حماقة التصفيات»، إلى أنّ عمليات الاغتيال في لبنان تتضمن مخاطرة برد من قبل حزب الله يمكن أن يؤدي إلى قتل إسرائيليين (وهذا ما حصل فعلاً). وتساءلت الصحيفة عن جدوى الاغتيالات وفائدتها، ومدى مساهمتها في استعادة الهدوء والأمن لـ «إسرائيل»، ولمستوطني الشمال. وتساءلت الصحيفة أيضاً عمّا وصفته بـ «الحكمة السياسية في الاغتيالات التي لم تنجح في تغيير معادلات التهديد»، وبرأيها فإنّ عمليات الاغتيال صارت بديلاً عن الإنجازات الاستراتيجية، وعلاجاً مهدئاً للمطالب في «إسرائيل» بشنّ حربٍ شاملة في الشمال. من جهته، رأى البروفسور يغيل ليفي، أنّه من المشكوك فيه ما إذا كان أحد في الجيش قد افترض أن اغتيال مسؤول رفيع المستوى في حزب الله، سيساهم في أمن سكان الشمال، واشار الى ان  سياسة الاغتيالات قد تكون «تفريغا للإحباط» داخل الجيش الإسرائيلي.

«الهدهد2» والحرب النفسية

 

وفي سياق متصل ، افادت التقارير الصحافيّة الاسرائيلية امس ان قيادة الاحتلال تعاملت بجديّةٍ وقلقٍ مع نشر حزب الله الحلقة الثانية من الهدهد وتوقّفوا عند القدرات الاستخبارية للحزب، واعتبروها رسالة ردعٍ وتحدٍّ «لإسرائيل» لثنيها عن القيام بأيّ اعتداءٍ على لبنان. وكشفت القناة «الـ12» الإسرائيلية، أنّ الرقابة في «إسرائيل» وافقت على نشر مقطع الفيديو المذكور، على الرغم من أنّه تضمّن مشاهد لقواعد لـ «الجيش» الإسرائيلي، ولمنشآتٍ أمنية. وأضافت القناة «الـ12» الإسرائيلية أنّ تصوير مقطع الفيديو هذا حصل خلال أكثر من طلعة جوية، في الأشهر الأخيرة. وتابعت أنّ أكثر من يقلق «المستوطنين» في الشمال هو أنّ مُسيّرة جمع معلومات استخبارية حلقت فوق مناطق مأهولة، كـ «نهاريا» وعكا والجولان والعفولة، من دون أيّ عائق أو خشية من الإسقاط. ولفتت القناة الإسرائيلية إلى أنّ حزب الله يدير مع «إسرائيل»، إلى جانب الحرب العسكرية، حرباً نفسية أيضاً، فهو يهدف من خلال نشر مقطع الفيديو هذا، إلى ردع المؤسسة الأمنية والعسكرية والجمهور في «إسرائيل»، عن أيّ حربٍ مُستقبلية معه، كما يهدف الى نقل رسالة مفادها: «نعرف أين نهاجم، ونعرف إلى أين تصل؟

التحقيق في الاخفاق

 

وأشارت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية، أنّ هذا الفيديو «مُقلق ومُربك جداً». ورأى الرئيس الأسبق لشعبة الاستخبارات العسكرية في «الجيش» الإسرائيلي «أمان»، اللواء احتياط، عاموس مالكا، أنّ ما قام به حزب الله هو «فعل إذلالي «لإسرائيل». وأشار مراسل الشؤون العسكرية في قناة «كان» الإسرائيلية، إيتاي بلومنتال، إلى أنّهم في سلاح الجو الإسرائيلي لا يزالون يحققون كيف أن طائرة تابعة لحزب الله نجحت في الدخول لهذا الوقت الطويل، وإلى هذا العمق، إلى داخل الأراضي الإسرائيلية، من دون أي إزعاج، وتعود إلى الأراضي اللبنانية بأمان.

الوضع الميداني

 

ميدانيا، شن حزب الله سلسلة من العمليات كان ابرزها هجوم جوي بسرب من المسيرات الانقضاضية على المقر المستحدث لقيادة ‏‏كتيبة المدفعية التابعة للفرقة 146 جنوب كابري، مستهدفين أماكن القيادة وتموضع أطقم ‏وضباط ‏إدارة النيران ومرابض المدفعية وأصابهم بشكل مباشر وأوقعوهم بين قتيل وجريح».‏ ‏ وقد اقرت وسائل اعلام العدو بمقتل جندي واصابة اثنين احدهما جراحه خطرة. كما استهدفت المقاومة تجمعا لجنود العدو في محيط موقع حانيتا وحققت إصابة مباشرة». كما تم استهداف التجهيزات ‏التجسسية ‏المستحدثة في موقع حدب يارين. والابرز مساء هجوم على تجمع للجنود في ثكنة زرعيت بصاروخ «بركان»  من العيار الثقيل.

قذائف فوسفورية

 

وكانت الاعتداءات الاسرائيلية استهدفت بقصف مدفعي فوسفوري اطراف بلدة ميس الجبل الجنوبية والشرقية، ايضا، تعرضت اطراف بلدتي الناقورة وعلما الشعب ومنطقة البطيشية خراج بلدة الضهيرة لقصف مدفعي من عيار 155 ملم ، وقد ادى القصف على منطقتي الناقورة وعلما الشعب إلى اندلاع النيران في الاحراج وبساتين الزيتون حيث عملت فرق الدفاع المدني على إهمادها. وشنت الطائرات غارة مستهدفة أطراف بلدة الجبين – طير حرفا . وتعرضت اطراف بلدات الناقورة وجبل اللبونة وعلما الشعب لقصف مدفعي وكذلك الناقورة وطيرحرفًا وعلما الشعب ووادي الزرقاء في قضاء صور… كما استهدف صاروخ إسرائيلي موجّه منزلاً خالياً في بلدة يارين ودمّره بالكامل. واستهدف القـصف المدفـعي الاسرائيلي من العيار الثقيل، أطراف بلدات: حولا، وادي السلوقي وعيترون.

«الولادة الميتة»

 

رئاسيا، ولدت مبادرة المعارضة الرئاسية «ميتة» بعد ان تعامل معها رئيس مجلس النواب نبيه بري كانها لم تكن». ولفتت مصادر مطلعة الى ان الاستعصاء في الملف الرئاسي عنوانه داخلي لكنه في الاصل خارجي، وعندما تنضج ظروف اجراء الانتخابات كل المواقف المتعنتة ستتلاشى، وما هو غير مقبول اليوم سيكون متاحا عندئذ وستجد تلك القوى التبريرات الواهية لجمهورها حيال تعديل مواقفها!

بري: جعجع ناكر للجميل؟

 

وفي سياق متصل، ينقل زوار بري عنه القول ان القطريين لديهم افكار لا مبادرة موسعة بخصوص الرئاسة، نافيا ان يكونوا طرحوا تعديلات في النظام اللبناني. وفي انتقاده لموقف القوات، يشير بري الى ان رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع «ناكر للجميل»، فهو لم يقدر رفضي عرض رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل الرامي الى حوار وانتخاب بنصاب مؤمن وبمن حضر من الكتل، وقد رفضت ذلك دون اي عناء تفكير، لانه لا يمكن القبول بعزل اي مكون لبناني، وخصوصا القوات اللبنانية التي تشكل اكبر تكتل برلماني مسيحي. لكن الغريب ان هذا الموقف يقابل بجحود غير مفهوم، وتشن الحملات السياسية المعلومة الاهداف والنيات، لكن سيأتي اليوم ويدركون قيمة موقفي»، يقول بري، حسب زوار عين التينة.

الممر الالزامي ؟

 

وفي هذا السياق، يؤكد بري على الحوار كممر الزامي لانتخاب رئيس الجمهورية وحل اي معضلة اخرى. وينقل زوار عين التينة عنه في الملف الرئاسي وضرورة انتخاب رئيس الجمهورية انه عندما يصبح لديه 86 نائبا سيدعو للحوار او التشاور الذي قد يكون لساعات او ليوم او كحد اقصى لسبعة أيام، معربا عن جهوزيته للدعوة الى جلسة انتخاب الرئيس حتى في يوم واحد. ويشير بري حسب الزوار الى ان التشاور اذا ادى الى تفاهم على اسم او اثنين واكثر يتم الانتقال فورا بعده الى جلسة انتخاب.

جعجع ينتقد «الوسطيين»

 

وفي موقف لافت، اقر رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع بأن الرهان فقط اليوم على النواب الوسطيين بأن ينتخبوا مرشحاً غير محور الممانعة، الذي سيبقى برأيه يعطل انتخابات الرئاسة حتى يتأكدوا من إيصال مرشحهم وهذا لن يحصل، بالتالي سيستمر الفراغ، وهنا يشدد جعجع على أن الحل الوحيد يكون عبر النواب الوسطيين الذين هم في المنتصف ويضعون أنفسهم في الوسط، بأن يروا إلى أين وصلت الأوضاع في موقفهم الوسطي، وبألا يكونوا مع أي فريق لا يوصل إلى أي نتيجة وبالتالي ليس لمصلحة البلاد. ويضيف «نحن نعمل في هذا الاتجاه ونأمل في أن نحدث تقدماً، مع الأخذ في الاعتبار أننا نواجه صعوبات لأنه وبكل صراحة هناك نواب لا يريدون مواجهة حزب الله؟!

«نصف الحقيقة»؟

 

في المقابل، لفتت مصادر نيابية الى ان جعجع قال نصف الحقيقة عندما اشار الى ان النواب الوسطيين قادرون على حسم الملف الرئاسي، لان الحقيقة الكاملة التي تقصد تغييبها، انهم يخشون السعودية وليس حزب الله، فهم ينتظرون الضوء الاخضر السعودي ويخشون مواجهة اللاقرار من المملكة التي تصر على عدم الافراج عن الاستحقاق الرئاسي.

انفراجة كهربائية

 

كهربائيا، سمحت الدولة العراقية بتعبئة الباخرة الفارغة المتوقفة في البصرة، بالفيول أويل العراقي، ما سمح لبواخز الغاز أويل بتفريغ حمولتها في معامل إنتاج الكهرباء في لبنان، وتحديداً في دير عمار والزهراني. وكان رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أعلن امس أنه بحث مع رئيس مجلس الوزراء العراقي في ملف استمرار تزويد لبنان بالنفط العراقي والالتزامات المالية المترتبة عن ذلك، مشيراً إلى أنه تم التوافق على استمرار هذا الدعم مما سيساعد في حل الازمة المستجدة. كذلك، شكر ميقاتي خلال افتتاحه مصنع تجميع وانتاج أجهزة الكترونية في الجامعة اللبنانية – الفنار، العراق الذي لم يتردّد في الإيعاز بتفريغ حمولات الفيول، وقال «سيكون لنا لقاء في بغداد بعد ذكرى عاشوراء» لمتابعة الموضوع. ومن المفترض ان تكون الكهرباء قد عادت الى برنامج التقنين السابق للانقطاع بدءا من صباح اليوم.

«صفقات» وفساد؟

 

ad

 

ووفقا لمصادر مطلعة، فان المسؤولين العراقيين  يدركون ان الوعود اللبنانية تبقى «حبرا على ورق»، وينتظرون ان تسدد الاستحقاقات المالية، وباتوا يخشون ان تكون المشكلة تكمن في احتمالات ان تكون هناك صفقات داخلية لبنانية تفوح منها رائحة الفساد؟