Site icon IMLebanon

الديار: إستنفار داخلي ودولي لاستيعاب حادثة الجولان

 

 «تل أبيب» تريد توسعة الحرب… لكنها غير قادرة على ذلك!

 دروز لبنان وسوريا يتصدّون للفتنة «الإسرائيليّة» من بوابة مجدل شمس – بولا مراد

 

تصعيد «اسرائيلي» مرتقب في الساعات المقبلة، يخرق قواعد الاشتباك التي سادت في الاشهر القليلة الماضية، من دون ان يؤدي لتوسعة الحرب. هذا على الارجح ما ستلجأ اليه «تل ابيب» بعد حادثة مجدل شمس في الجولان المحتل، والتي تشير كل المعطيات الى انها كانت نتيجة صاروخ اعتراضي «اسرائيلي» اطلقته القبة الحديدية.

 

ونشطت في الساعات الماضية، بحسب معلومات «الديار»، المساعي الاقليمية والدولية لاستيعاب التطورات الاخيرة ولمنع انزلاق الوضع الى انفجار كبير. وافادت مصادر واسعة الاطلاع انه «تم التوصل لنوع من التفاهم الضمني، ان يكون الرد «الاسرائيلي» على حادثة مجدل شمس محدودا ومدروسا، بما لا يؤدي لحرب شاملة». لكن المصادر نبهت من ان «الاوضاع ليست مطمئنة، ويفترض تتبع مسار الاحداث المقبلة للبناء عليها». واضافت «ما هو محسوم ان «تل ابيب» تريد توسعة الحرب وترى مصلحة لها بذلك، لكنها غير قادرة عليها من دون دعم اميركي مباشر. وهي تعي راهنا ان واشنطن منهمكة بانتخاباتها الرئاسية، لذلك يبدو نتنياهو مترددا بالمغامرة بوجه حزب الله، خاصة بعدما كشف الحزب في الاسابيع الماضية عن مجموعة كبيرة من المواقع الاستراتيجية ،التي يلحظها بنك اهداف حزب الله في اي حرب مقبلة، ولعل ابرزها منصات استخراج الغاز».

 

واعتبرت المصادر ان «ما يجعل «اسرائيل» مترددة باعلان الحرب الواسعة، رغم اعتبارها ان هناك حجة بين يديها اليوم بحثت عنها طويلا، هي قوة الردع التي ارساها الحزب في الاشهر الماضية، وعلمها بأن المواجهة لن تكون محصورة مع لبنان، انما ستؤدي لانخراط كل حلفاء طهران في المنطقة فيها، والارجح انخراط ايران المباشر ايضا بالقتال».

اسقاط مخطط الفتنة

 

وبالرغم من كل محاولات توظيف الحادثة لاتهام المقاومة بها، واشعال فتنة بين دروز لبنان وسوريا وبيئة حزب الله، الا ان المرجعيات الدينية والسياسية الدرزية كانت على قدر من الوعي، الذي قطع الطريق على الخطط «الاسرائيلية». وخلال تشييع الضحايا الذين سقطوا في مجدل شمس، طرد عدد من الأهالي وزراء في الحكومة «الإسرائيلية» وأعضاء «الكنيست» من البلدة الذين حضروا للمشاركة في التشييع. كما هاجموا وزير المالية «الإسرائيلي» المتطرف بتسلئيل سموتريتش، وصرخوا بوجهه «ارحل من هنا يا مجرم، لا نريدك في الجولان». ودعا الأهالي الوزراء «الإسرائيليين» لعدم استغلال الكارثة التي حصلت في مجدل شمس لأهداف سياسية وأجندة «إسرائيلية».

طهران وواشنطن على خط التهدئة

 

وبالتوازي، استنفرت الدول الكبرى لمحاولة استيعاب التطورات الاخيرة، وتجنيب المنطقة الحرب الشاملة. ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الاميركية عن مسؤولين عرب وأوروبيين، بأن «مسؤولين أميركيين تبادلوا رسائل مع إيران لتهدئة التوتر في المنطقة».

 

وتواصلت التهديدات «الإسرائيلية» بوجه حزب الله ولبنان، فأكّد وزير الخارجيّة «الإسرائيليّة» يسرائيل كاتس لموقع «أكسيوس»، أنّ «هجوم حزب الله على مجدل شمس تجاوز كلّ الخطوط الحمراء، وسيكون الردّ وفقًا لذلك» . ونقلت القناة 12 «الإسرائيليّة» عن كاتس قوله: «نقترب من حرب شاملة مع حزب الله، ولا شكّ أنّنا سندفع ثمنًا، لكنّ الحزب سيدفع ثمنًا أكبر».

 

بدوره، قال وزير الخارجية الاميركية أنتوني بلينكن امس، إن «كل المؤشرات تدل على أن حزب الله أطلق الصاروخ على الجولان المحتل، ما أدى إلى مقتل 12 من الفتيان». لكن بلينكن أكد «أننا عازمون على وضع حد للنزاع في غزة، لقد استمر لفترة طويلة جداً». وأكد «أننا لا نريد أن نرى النزاع يتصاعد، لا نريد أن نرى توسعاً، لقد كان هذا أحد أهدافنا منذ اليوم الأول منذ 7 أكتوبر الماضي، وسنواصل القيام بذلك».

 

بالمقابل، حذّرت الخارجية الإيرانية «إسرائيل» من أي مغامرة في لبنان بعد هجوم مجدل شمس، واعتبر المتحدّث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني  أنّ «الحفاظ على استقرار وأمن لبنان والمنطقة إزاء مغامرات الكيان الصّهيوني المعتدي، هو واجب يقع على عاتق الأسرة الدوليّة لا سيّما مجلس الأمن الدولي «، مشدّدًا على أنّ «أيّ إجراء جاهل للكيان الصّهيوني، يمكن أن يمهّد لتوسيع رقعة عدم الاستقرار والتّدهور الأمني ونيران الحرب في المنطقة. وفي هذه الحالة، فإنّ الكيان المذكور سيتحمّل المسؤوليّة الحتميّة والرّئيسيّة للتّداعيات وردّات الفعل غير المتوقّعة على هكذا سلوك أخرق».

 

من جهتها، رأت وزارة الخارجية السورية انه «في إطار محاولاته لتصعيد الأوضاع في منطقتنا، وتوسيع دائرة عدوانه عليها، اقترف كيان الاحتلال الإسرائيلي يوم السبت جريمة بشعة في مدينة مجدل شمس في الجولان السّوري المحتل منذ عام 1967، ثمّ قام بتحميل وزر جريمته للمقاومة الوطنيّة اللّبنانيّة». واكدت الخارجية السورية ان «أكاذيب الاحتلال واتهاماته الباطلة للمقاومة اللبنانية، بأنها قصفت مجدل شمس لن تنطلي على شعبنا».

رسالة اميركية للحزب

 

اما على صعيد لبنان، فقد أجرى رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي سلسلة إتصالات ديبلوماسية وسياسية، في اطار متابعة الاوضاع الطارئة المستجدة والتهديدات «الاسرائيلية» المتكررة ضد لبنان. وشدد خلال الاتصالات على «أن الحل يبقى في التوصل الى وقف شامل لاطلاق النار والتطبيق الكامل  للقرار الدولي الرقم 1701، للتخلص  من دورة العنف التي لا جدوى منها، وعدم الانجرار الى التصعيد الذي يزيد الاوضاع تعقيدا، ويؤدي الى ما لا تحمد عقباه».

 

وأكد على «موقف الحكومة بإدانة كل أشكال العنف ضد المدنيين ، وأن وقف طلاق النار بشكل مستدام على كل الجبهات، هو الحل الوحيد الممكن لمنع حدوث مزيد من الخسائر البشرية، ولتجنب المزيد من تفاقم الاوضاع ميدانيا». وشدد على»أن الموقف اللبناني يلقى تفهما لدى جميع اصدقاء لبنان، وأن الاتصالات مستمرة في أكثر من اتجاه دولي واوروبي وعربي  لحماية لبنان ودرء الاخطار عنه».

 

وقد اطلع ميقاتي من وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب على حصيلة الاتصالات الجارية في هذا السياق ايضا.  كما اجرى سلسلة اتصالات مع الوزراء المعنيين في اطار المتابعة الدورية لشؤون وزاراتهم.

 

من جهته، دعا بوحبيب إلى «إجراء تحقيق دولي أو عقد اجتماع للجنة الثلاثية عبر اليونيفيل لمعرفة حقيقة الأمر». كما طالب بـ»التطبيق الكامل والشامل للقرار 1701» الصادر عن مجلس الأمن الدولي من الجهتين. وأشار إلى أن أي «هجوم كبير من قبل «إسرائيل» على لبنان، سيؤدي إلى تدهور الوضع في المنطقة واشتعال حرب إقليمية». وأضاف بوحبيب لـ»رويترز»، أن الحكومة طلبت من الولايات المتحدة حث «إسرائيل» على ضبط النفس، وقال إن الولايات المتحدة طلبت من الحكومة اللبنانية نقل رسالة إلى حزب الله تطالبه بالتحلي بضبط النفس أيضاً.

 

وعلى خط التطورات الميدانية جنوب لبنان، فقد أعلن حزب الله قصف تموضع لقوّات العدو الإسرائيلي ونقاط انتشاره في مستعمرة «شتولا»، كما تموضع آخر لهم في مستعمرة المنارة. بالمقابل، قصفت مسيرة معادية بصاروخين منزلا عند أطراف بلدة طاريا، فيما شنّت طائرات حربية «اسرائيلية» غارة على منزل في بلدة شيحين عند أطراف بلدة ميس الجبل الشمالية (وادي البير وكركزان والدباكة) كما غارة على بلدة كفركلا.