محور المقاومة سيضرب من كل الجبهات… و«الاسرائيليون» مذعورون ينامون بالملاجئ منذ يومين – نور نعمة
اتضحت الصورة الكبرى لما يحاك للشرق الاوسط. الولايات المتحدة الاميركية تقود الحرب على كل فصائل المقاومة المناهضة لمصالحها، وبطبيعة الحال مصالح «اسرائيل». فأعطت الضوء الاخضر لرئيس وزراء «اسرائيل» بنيامين نتنياهو بتنفيذ اغتيالات تأخذ المنطقة الى تصعيد كبير، سواء بشن عدوان على ضاحية العاصمة بيروت واغتيال القيادي الكبير فؤاد شكر الى جانب اغتيال القيادي اسماعيل هنية في حركة حماس في قلب طهران. وخلاصة القول ان اميركا هي الشريكة الكاملة لحرب الابادة في غزة وفي العدوان على لبنان، وهي التي تريد الحرب الشاملة في المنطقة، وهي التي تصب الزيت على النار ربما لاعادة رسم خرائط المنطقة لتطبيق اتفاق شبيه بسايكس – بيكو، ولكن هذه المرة بصنع اميركي. وكشفت مصادر مطلعة للديار ان نتنياهو خلال زيارته لواشنطن، التقى الرئيس الاميركي السابق دونالد ترامب الذي اوعز اليه بان ينفذ نتنياهو كل التصفيات التي يريدها وكل الاهداف الذي يسعى لتحقيقها قبل وصول ترامب الى سدة الرئاسة، نظرا لوجود احتمال كبير بفوز الاخير بالانتخابات الرئاسية الاميركية.
والحال ان «اسرائيل» ادخلت المنطقة بعد سلسلسة الاغتيالات التي نفذتها في مرحلة جديدة من الصراع، لان التوقيت الحالي يناسب الكيان الصهويني بالذهاب الى حرب شاملة. وارادت «اسرائيل» عبر العدوان على الضاحية وعلى طهران ان تقول انها مستمرة في المواجهة العسكرية بوجه اخصامها، ولا تراجع عن تحقيق اهدافها المعروفة.
ودعما لـ «اسرائيل»، اكدت ادارة بايدن ارسالها قوات عسكرية جوية وبحرية لحماية وضمان امن حليفتها، واعلنت واشنطن عن عزمها بمساعدة الانظمة الدفاعية الجوية ضد هجمات صواريخ باليستية ومسيرات انقضاضية.
حالة ذعر وتوتر تسود «اسرائيل»
في المقابل، هذه الاغتيلات التي اعطى نتنياهو الامر بتنفيذها، سواء في العاصمة بيروت ام في طهران، ادت الى خلق مناخ كبير من التوتر لدى «الاسرائيليين» من مسؤولين ومن مواطنين. اليوم، تعيش «اسرائيل» اسوأ كوابيسها، فحالة الذعر هي الحالة السائدة لدى الجيش وفي الوزارات وفي المستوطنات. وخير دليل على ذلك، ان الجيش «الاسرائيلي» حظر خروج الجنود من القواعد العسكرية تحسبا للرد الايراني او لرد حزب الله. اضافة الى ذلك، افادت صحيفة «معاريف» العبرية ان «اسرائيل» ستواجه هجوما غير مسبوق من لبنان واليمن والعراق من كل الاتجاهات، فضلا عن ان وسائل اعلام غربية و «اسرائيلية» كشفت ان اكثر من 25 الف اسرائيلي عالقون في الخارج بعد ان الغت شركات الطيران رحلاتها الى «اسرائيل». ومن جهتها، اشارت صحيفة «نيويورك تايمز» الاميركية الى الغاء 18 رحلة الى «مطار بن غوريون» في «تل ابيب»، لافتة الى ان شركات لوفتهانزا الالمانية وشركات طيران سويسرية ونمسوية وهندية ودلتا ويونايتد الاميركيتين الغت جميع رحلاتها الى «تل ابيب».
اما عن وضع المستوطنات، فقد اعرب المستوطنون انهم يعيشون في حالة توتر بعد خطاب السيد نصر الله امين عام حزب الله الاخير الذي يشير الى اننا سنعيش مجددا ما عشناه خلال 10 اشهر الماضية، بما ان الحزب سيعاود تنفيذ عملياته العسكرية في الشمال.
وعن كلام السيد نصرالله بان الاسرائيليين سيبكون كثيرا، فهذا الامر يقترب من ان يترجم واقعا على الارض، فالبكاء سيحصل في كل بقعة سيضربها الحزب في الاراضي المحتلة. وخلاصة القول ان البكاء سيكون في الملاجئ رغم دوي صفارات الانذار وفي القواعد العسكرية الاسرائيلية وفي كل مكان. وما سيحصل للاسرائيليين هو نتيجة ما اقدم عليه رئيس وزرائهم بنيامين نتنياهو بخرق كل الخطوط الحمراء وتجاوز قواعد الاشتباك.
وحالة الخوف والذعر لم تنحصر في «اسرائيل» فقط، بل امتدت الى اليونان التي اعلنت حالة التأهب القصوى بعد حصولها على معلومات تفيد بان اراضيها ستتعرض لهجوم، نظرا لوجود مقرات ومصالح اسرائيلية في اليونان.
ايران ستنتقم لشرفها وحزب الله سيرد بعمل امني عسكري
من جهة اخرى، الرد الايراني الانتقامي على «اسرائيل» سيكون موجعا، لان الجمهورية الايرانية الاسلامية ستوجه ضربة قاسية للكيان العبري، بعد ان اراد الاخير اذلال طهران وابراز عجزها عن حماية ضيوفها على اراضيها. والرد الايراني ليس بالضرورة ان يكون ضمن نطاق جغرافي محدد كما يعتقد الاسرائيليون، فكل الاحتمالات ممكنة، سواء عبر وحدة الجبهات ام من خلال ضربة ايرانية مباشرة في صميم «اسرائيل» او عبر استهداف مواقع ومراكز «اسرائيلية خارج «اسرائيل» . والامر ذاته ينطبق على حزب الله الذي اكد ان الرد حتمي غير قابل للنقاش، وسيكون مؤلما لـ «اسرائيل» بالالم نفسه الذي تسببته للمقاومة باغتيالها شكر، ولكن دون وضع اطار جغرافي معين للانتقام لدماء شهداء الحزب وللعدوان الاسرائيلي للضاحية. وتعقيبا على كلام السيد، رأت اوساط سياسية للديار ان حزب الله مصمم على قتل احد الرموز الاسرائيلية في سياق الثأر لشكر. اضف الى ذلك بعث السيد نصرالله برسالة واضحة في كلمته الاخيرة للعدو الاسرائيلي بان الاخير استهدف ضاحية بيروت ومبنى مكتظ بالمدنيين وليس مقرا عسكريا، ما اسفر عن سقوط شهداء مدنيين وجرح 70 اخرين، وبالتالي فان المقاومة لم تعد معنية اذا اصابت صواريخها او مسيراتها مناطق محتلة مأهولة بالسكان، لان الحرب باتت مفتوحة على مصراعيها ولم يعد هناك خطوط حمراء ولا سقوف محددة للقتال. وخلاصة القول ان العدو الاسرائيلي هو من استهدف مدنيين في لبنان، وعليه لا يمكنه من الان وصاعدا ادانة سقوط مدنيين في صفوفه بما ان «الاسرائيلي» هو من بادر الى اعتماد هذه المعادلة.
في الوقت ذاته، تشير اوساط سياسية مطلعة الى ان حزب الله من المرجح ان يرد عبر عمل امني عسكري، وهذا العمل لا يدفع «اسرائيل» الى الذهاب الى حرب واسعة، لان الحزب لا يريد تقديم هدية «على طبق من فضة» لنتنياهو فيستغل هذا الامر لتعزيز موقعه في دولته ولتحقيق اهداف خبيثة ضد لبنان. وفي اغلب الاحوال، المقاومة تقدم التضحيات الكبيرة من اجل حماية لبنان من مشاريع وخطط الكيان الصهيوني الذي يريد انتهاز اي فرصة لتدمير الوطن وعليه، تشدد هذه الاوساط الديبلوماسية ان حزب الله سيبقى دائما بالمرصاد بوجه «اسرائيل» وسيرد علهيا بذكاء وحنكة فتقع في الفخ التي تريد نصبه للبنان.
واشنطن تجري اتصالات بالغة الحساسية مع الايرانيين
في غضون ذلك، افادت مصادر ديبلوماسية للديار ان الاميركيين يتواصلون مع الايرانيين عبر الوسطاء العمانيين والقطريين، ويقولون ان هناك محاولة للضغط على نتنياهو لوقف الحرب في غزة. وهذا تلقائيا سيؤثر في لبنان والمنطقة بهدف لجم اي عملية ثأرية ضد «اسرائيل» قد تؤدي الى عواقب خطرة على الجانبين. ولكن هذه المصادر الديبلوماسية اشارت الى ان الكلام الاميركي لم يلق تجاوبا ايرانيا، بخاصة ان طهران تدرك ان واشنطن اعطت الضوء الاخضر لنتنياهو باغتيال القيادي اسماعيل هنية في طهران.
وباختصار، يقول مصدر عسكري للديار ان الجميع يعلم كيف تبدأ الحرب، ولكن لا احد يمكنه توقع او استشراف كيف ستنتهي الحرب. وعليه، باتت كل السيناريوهات مطروحة بين حزب الله وبين العدو الاسرائيلي وخلفه واشنطن اللذين فتحا ابواب الجحيم على المنطقة برمتها.
حزب الله: اميركا شريكة كاملة في الحرب على غزة ولبنان وتترك نتنياهو يفعل ما يريد
من جهته، رأى مسؤول في حزب الله للديار انه لا توجد محاولة اميركية جدية لكبح جماح نتنياهو في التهدئة وعدم التصعيد، في وقت يلعب الاميركيون دور الوسيط ولكن دون ممارسة اي ضغط على حليفتهم «اسرائيل». وتابع ان «الاسرائيلي» لديه هدف واضح وهو الغاء غزة بدليل الابادة الجماعية التي تحصل واخراج حماس من القطاع. وهنا يمكن ان يكون هناك تباين بين الحكومة «الاسرائيلية» والسلطات الاميركية حول حل الدولتين الذي تدعمه واشنطن وترفضه «تل ابيب». اما عمليا، فان الولايات المتحدة الاميركية لا تقدم على خطوة فعلية وملموسة تعطي مؤشرات بانها فعلا تسعى لتحقيق الدولتين، في وقت يستمر نتنياهو، بعد الحصول على تغطية اميركية، بفعل ما يريده من اغتيالات وجرائم حرب وخرق للقانون الدولي وتجويع اهالي غزة وشن عدوان على بيروت وطهران. وهنا رأى المسؤول في حزب الله ان كل هذه الامور المذكورة تدل على شيء واحد، وهو ان واشنطن تعطي نتنياهو الضوء الاخضر لتنفيذ اجندته في غزة اينما كان وتتركه ياخذ المنطقة الى الحرب الشاملة.
في المقابل، اكد المسؤول في المقاومة ان ردها الثأري لاغتيال القيادي فؤاد شكر في ضاحية بيروت حتمي، وكذلك الرد الايراني والحوثي ضد المصالح «الاسرائيلية» حيث ستكون الاضرار والخسائر باهظة الثمن.
وشدد ان مفتاح التهدئة في الشرق الاوساط هو وقف اطلاق النار في غزة، عندئذ سيكون هناك كلام اخر، ولكن حتى هذه اللحظة لا نلمس الا نفاقا اميركيا ووحشية اسرائيلية ضد اهل غزة الذين يعيشون حربا قاربت 10 اشهر.