Site icon IMLebanon

الديار: سيغورنيه الى بيروت حاملا رسالة «خطيرة» عن عملية اسرائيلية استباقية

 

واشنطن تعتمد مرفأ جونية للاخلاء والمساعدات… والحكومة وضعت خطة ثلاثية – ميشال نصر

 

التأهب على أشدّه والترقب سيّد الساحات، حيث كل شيء معلق على لحظة الرد وما يليه وكيفية تعامل تل ابيب معه. جيوش مستنفرة في البر والبحر والجو، منصات الصواريخ وقواعد اطلاق المسيرات، تنتظر صفارة ساعة الصفر التي تملك طهران وحارة حريك توقيتها، اذا ما اسقطنا من الحسابات اقدام تل ابيب على خلط الاوراق من جديد وتوجيه ضربة استباقية.

 

وفي وقت يترقب لبنان والعالم رد ايران وحزب الله، تستمر الاتصالات لتلافي التصعيد الكبير في المنطقة، على وقع اختراق جدار الصوت وتحليق المقاتلات الاسرائيلية على علو منخفض فوق بيروت والضاحية الجنوبية، قبيل اطلالة امين عام حزب الله في ذكرى اسبوع اغتيال القائد في الحزب فؤاد شكر، فيما كان الميدان الجنوبي يشتعل بالقصف والغارات المتبادلة بين الحزب و«اسرائيل».

اتصالات دولية

 

هذه الاجواء السلبية انعكست على الارض، اذ بعد التسريبات عن زيارة وفد اميركي الى ايران بوساطة عمانية، جاءت تطورات الليلة الماضية وما حملته معها من تصعيد، مع استهداف قاعدة عين الاسد في الانبار العراق، بجزئها الاميركي، ما ادى الى جرح عدد من العسكريين ، وفقا لوكالة رويترز، لتشير الى انهيار كل المفاوضات ومحاولات التهدئة، وسط توقع انغماس اميركي اكبر في العمليات، نتيجة قرار فصائل المحور تصعيد عملياتها ضد القواعد الاميركية في سوريا والعراق، اقله حتى الساعة، مع تأكيد بيان صادر عن البيت الابيض أن فريق الأمن القومي أطلع بايدن وهاريس على التهديدات التي تشكلها إيران وحلفاؤها، مشيرا إلى أن الرئيس ونائبته ناقشا الخطوات اللازمة للدفاع عن القوات الأميركية والرد على أي هجوم يستهدفها.

 

اما على الجانب اللبناني، فبعد الوفد البريطاني الثنائي، الذي غادر بيروت متشائما، بعد رفض الجانب اللبناني ما طرحه لجهة تطبيق القرار 1701، وانسحاب قوات حزب الله الى ما وراء الليطاني، بدليل القرارات السريعة التي اتخذتها لندن، مع رفع جهوزيتها العسكرية في منطقة شرق المتوسط، مرسلة مجموعة بحرية «معتبرة»، من جهة، واخلاء عائلات دبلوماسييها المقيمون في لبنان، يحضر وزير الخارجية الفرنسية بدوره، والذي استبقه قصر الصنوبر في اتصالات شخصية مع الرعايا لحثهم على مغادرة لبنان.

 

وفي هذا الاطار، تكشف المعلومات ان الفريق المختص بملف لبنان في الايليزيه، درس جديا امكان قيام الرئيس ايمانويل ماكرون بزيارة الى لبنان، في رسالة واضحة «لاسرائيل»، الا انه عاد وتراجع عن الفكرة لاسباب ونصائح امنية تلقاها من اكثر من جهة، مكتفيا بايفاد وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال الفرنسية، ستيفان سيغورنيه، في مسعى «لحصر» التصعيد، رغم ادراك باريس ان «الامور صارت بمطرح تاني»، وبالتالي ثمة استحالة للقيام بأي دور في الوقت الحالي، خصوصا في ظل تراجع الولايات المتحدة عن تأدية دور «الاطفائي» الجدي في هذه المرحلة، بعدما رأت ان الامور تفاقمت، رغم ان الزيارة تبقى ضرورية من الناحية المعنوية، دون ان تغير في الوقائع الميدانية، من هنا لا نتائج مرجوة من مهمة الضيف الفرنسي، سوى رسالة تضامن مع لبنان الرافض للحرب، متابعة بان سيغورنيه الذي تردد في قبول المهمة بداية، يحمل معه رسالة «شديدة اللهجة»، تتقاطع مع ما سمعه المسؤولون من الوفد البريطاني، تشدد على خطورة التدهور العسكري، بعدما باتت الامور اكبر من لبنان وساحته، من جهة، وتأكيد دعمها للشعب اللبناني بانه غير متروك.

اتصالات داخلية

 

هذا الوضع المتدهور والمخاوف من تداعيات ما هو آتٍ، دفع بحكومة تصريف الاعمال الى تفعيل عملها، وتكثيف اجتماعاتها، على اكثر من خط، مركزة جهودها على ثلاثة مسارات، الاول، ديبلوماسي، مع فتح رئيسها خطوط التواصل مع الخارج على مدار الساعة، املا في تحقيق اي خرق، الثاني، العمل على تأمين الحاجات الاساسية الضرورية على صعيد مخزون المواد الغذائية والنفطية والادوية، حيث تجاوبت منظمة الصحة العالمية بسرعة، مرسلة شحنة كبيرة من الواد اللازمة للمستشفيات في حالات الطوارئ والحروب، وهنا طمأنت المصادر إلى أن «لا مشكلة في المستلزمات الطبيّة، هناك مخزون في المستشفيات وفي الشركات يكفي ما بين ثلاثة إلى ستة أشهر على الأقل»، اما الثالث، فأمني، حيث المخاوف من انفلات الامور، ومحاولة «المخربين» من لبنانيين وسوريين الاستفادة من الفوضى التي قد يتسبب بها الوضع، خصوصا ان الايام الماضية شهدت سلسلة عمليات واحداث، تدفع الى الخوف من تطورها وما قد ينتج منها.

 

وكانت تقاطعت معلومات عن ان الجيش الاميركي، بات جاهزا لانشاء جسر بحري في منطقة جونية، مهمته اخلاء المواطنين الاجانب، والديبلوماسيين، فضلا عن استخدامه كمعبر لادخال المواد الاساسية، مع توقف الحركة في مرفا بيروت ومطار رفيق الحريري الدولي، علما ان كل الترتيبات اعدتها الجهة القبرصية لانجاز تلك المهمة. يشار الى ان الدول الكبرى اشتكت من بطء عمليات الترحيل عبر مطار رفيق الحريري الدولي، في ظل امتناع شركات الطيران العالمية عن ارسال رحلاتها، كما ان شركة طيران الشرق الاوسط خففت من عدد طائراتها الموجودة في المطار الى اقصى درجة، وسط معلومات عن مافيات سوق سوداء بدات تتحكم باسعار تذاكر الطائرات، لبيعها باسعار مضاعفة للرعايا الاجانب الراغبين بالمغادرة، فيما تعذر ايجاد اي بطاقات عبر المواقع الالكترونية.

الانتشار العسكري

 

وتشير المصادر في هذا الخصوص الى ان الانتشار العسكري البحري الاميركي والبريطاني قبالة السواحل اللبنانية، يتموضع في المنطقة الممتدة من بيروت باتجاه طرابلس شمالا، ويضم مجموعتين برمائيتين وسفن انزال، ومدمرات مجهزة بصواريخ كروز، فضلا عن حاملة طائرة ترافقها حاملة مروحيات، تضم مستشفى عائما، تدعمها طائرات تجسس وحرب الكترونية تكاد لا تفارق السماء على مدار الساعة، حيث تقوم بعمليات مسح ورصد لكامل الشاطئ اللبناني والسوري، وصولا الى الداخل السوري حتى الحدود العراقية.

ضربة اسرائيلية

 

وسط هذا المشهد المعقد والسوداوي، تقاطعت المعطيات الديبلوماسية، على ان «اسرائيل» باتت جاهزة لتنفيذ عملية استباقية، حددت موقعها بالتنسيق مع القيادة الاميركية الوسطى، في محاولة منها لاحباط استراتيجية الاستنزاف التي يمارسها محور المقاومة، حيث علم ان قائد القيادة الوسطى الجنرال «كوريلا» الذي زار تل ابيب والتقى كبار قادتها، قبل ان يغادرها الى غرفة عمليات قواته في الاردن، بحث مع الاسرائيليين موضوع الجبهة اللبنانية، واضعا خطوطا حمراء، من بينها عدم التعرض للجيش اللبناني، اذ ترى فيه واشنطن شريكا استراتيجيا اساسيا لها في المنطقة، كما انها ترى له دورا فاعلا ومركزيا في تطبيق اي تسوية مستقبلية.

رد المقاومة

 

من جهتها، ووفقا لما ورد في كلام امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، عادت جبهة الاسناد الجنوبية الى تأدية دورها، موسعة من وتيرة العمليات، وكذلك نطاقها الجغرافي ليشمل مناطق في الداخل الاسرائيلي بقيت حتى الامس بعيدة عن الاستهداف، مستخدما اسلحة جديدة، منها المسيرات ليلا، وهو ما اربك الجيش الاسرائيلي، الذي وفقا لتقديراته، كان يعتقد بان حزب الله لا يملك تقنيات الرؤية الليلة لطائراته المسيرة، او حتى كاميرات تصوير ليلي، وهو ما دحضته عمليات الساعات الماضية.

اعتداءات اسرائيلية

 

على الصعيد الميداني، تعرضت بلدة عيتا الشعب في القطاع الاوسط لقصف مدفعي متقطع، كذلك، أغار الطيران الحربي الاسرائيلي على بلدة الخيام بصاروخين. وقد توجهت فرق الإسعاف والدفاع المدني الى المكان. وأغارت مسيّرة على منزل من طبقتين في حارة النادي في بلدة ميفدون. وقد ارتفعت سحب الدخان وتوجهت سيارات الإسعاف الى المكان، قبل ان يعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة ان «العدوان على بلدة ميفدون ادى الى استشهاد خمسة أشخاص وان العمل مستمر لرفع الأنقاض وإزالة الركام.

الحزب يرد

 

في المقابل، أعلن «حزب الله» استهداف مجاهدو ‏‏‏‏المقاومة ‏الإسلامية مبنى يستخدمه جنود العدو في مستعمرة افيفيم بالأسلحة ‏المناسبة واصابوه إصابة مباشرة». واعلن انه استهدف «تجمعاً لجنود ‏العدو الإسرائيلي قرب موقع بركة ريشا بصواريخ بركان». ايضا، اعلن انه «وردا على بلدة عبّا في الجنوب، شنّ هجومًا جويًا بطائرات مسيّرة على مقر قيادة لواء غولاني ووحدة إيغوز 621 في ثكنة «شراغا» شمال عكا محققًا إصابات دقيقة». وقد اشارت وسائل إعلام إسرائيلية الى إصابة شخصين أحدهما حالته حرجة بعد سقوط مسيرة لـ «حزب الله» في نهاريا. واشار موقع واللا العبري الى ارتفاع عدد المصابين في هجوم المسيرات إلى 6 بينهم اثنان في حالة حرجة. وتحدث رئيس بلدية نهاريا عن اصابات وأضرار مادية في الهجوم المسير لحزب الله على نهاريا. واعلن حزب الله ايضا «اننا استهدفنا ملالة إسرائيلية في محيط موقع رويسات العلم بالصواريخ الموجهة وحققنا إصابة مباشرة، ما أدى إلى تدميرها وسقوط طاقمها بين قتيل وجريح». كما قصف «موقع المرج بقذائف المدفعية وحقق فيه إصابة مباشرة».

ميقاتي متخوف

 

وسط هذه الاجواء المقلقة، جدد رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي مطالبة المجتمع الدولي بوقف الاعتداءات والتهديدات الاسرائيلية على لبنان تمهيدا لارساء حل يرتكز على التطبيق الكامل للقرار الدولي الرقم 1701. وقال: «العدوان الاسرائيلي الاخير على الضاحية الجنوبية لبيروت زاد من تعقيدات الوضع القائم وعزز المخاوف من مواجهات ميدانية من شأنها ان تدفع الامور نحو الحرب الشاملة». وتابع: «هذه المخاوف أعبرّ عنها لجميع المسؤولين في الدول الصديقة للبنان من خلال الاتصالات والاجتماعات التي اجريها، والتي أحرص على أن تكون بعيدا من الاعلام، لان الديبلوماسية الصامتة هي الانجع في مثل الظروف الدقيقة التي نمر بها».

بوحبيب

 

من جهته، ا كّد وزير الخارجيّة والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال عبدالله بوحبيب، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره المصري بدر عبدالعاطي عقب اجتماعهما الثنائي في مقر وزارة الخارجيّة المصريّة في القاهرة امس، أنّ التصعيد الإسرائيلي الأخير في المنطقة يقوّض الاتصالات والجهود التي تبذلها مصر للتهدئة، ويضرب بعرض الحائط مبادرة الرئيس الأميركي جو بايدن لوقف إطلاق النار وقرار مجلس الأمن الرقم 2735 الذي تبنّى هذه المبادرة، ويعكس نيّات «إسرائيل» بإطالة أمد الحرب وتوسيع رقعة الصراع، مُشدّدًا على أنّ الخطوة الأولى باتجاه وقف التصعيد هي وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، من أجل أن نحمي المنطقة كلّها من تبعات اشتعال حرب إقليميّة. وحذّر من أنّ توسّع رقعة الحرب أصبح جديًا في حال لم يتحرّك المجتمع الدولي والدول المعنيّة بشكلٍ فوري وفاعل لوقف جرائم الحرب التي ترتكبها «إسرائيل».

جنبلاط لمجموعة الـ7

 

في المقابل، كتب رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» السابق وليد جنبلاط، في منشور على حسابه عبر منصة «إكس»: حان الوقت لمجموعة السبع لفرض وقف إطلاق النار في غزة. وكان وزراء خارجية «مجموعة السبع» شددوا على «ضرورة خفض التوتر في منطقة الشرق الأوسط مع ازدياد المخاوف من هجوم قد تشنه إيران وحلفاؤها على إسرائيل ردا على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران، إضافة الى قيادي كبير في حزب الله في ضاحية بيروت الجنوبية الأسبوع الفائت».