Site icon IMLebanon

الديار: لبنان يشحذ الكهرباء… الجزائر بعد العراق لإغاثته

 

 الحذر يسود المنطقة… ومحور المقاومة غير مُتفائل

 بلينكن في «إسرائيل» للضغط على نتنياهو – بولا مراد

 

قبل ايام من جولة جديدة من المفاوضات، يُرتقب ان تُعقد في القاهرة بمسعى للدفع قدما باتجاه وقف اطلاق نار في غزة، وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الى «اسرائيل» للضغط على رئيس الوزراء «الاسرائيلي» بنيامين نتانياهو، للسير بالاقتراحات الموضوعة على الطاولة، والتي تم تعديلها خلال الاجتماعات التي عُقدت مؤخرا في الدوحة.

 

وافادت القناة 13 «الإسرائيلية» امس، بأن «المفاوضات تتقدم خطوة ونتانياهو يجري نقاشا قبل مغادرة الوفد «الإسرائيلي» إلى القاهرة». وكان مكتب نتنياهو تحدث يوم السبت عن «تفاؤل حذر» حيال إمكان التوصل إلى اتفاق، فيما اصر مسؤولون أميركيون على اشاعة اجواء من التفاؤل وصفتها حماس بـ» الكاذبة».

تفاؤل زائف

 

وقالت مصادر مطلعة على المحادثات الحاصلة في المنطقة، ان «محور المقاومة غير متفائل بوصول جولة المحادثات الجديدة الى نهاية سعيدة»، مرجحة في تصريح لـ» الديار» ان «يواصل نتنياهو المماطلة وسياسة التمييع، مستفيدا من الوقت المستقطع اميركيا حتى انجاز الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الاميركية».

 

واضافت المصادر: «الطرفان الاميركي و«الاسرائيلي» يعتقدان ايضا انهما ببثهما اجواء من التفاؤل، يؤخران ردود ايران وحزب الله، حتى انهما يعولان على عدم حصول هذه الردود، بالمقابل يواصل المحور استعداداته لرد محسوب آت مهما تأخر».

 

ونقل موقع «واللا» العبري عن تقديرات للجيش «الإسرائيلي» تفيد بأنه «في حالة تأهب قصوى، خوفا من هجوم مفاجئ من إيران أو حزب الله»، مؤكدة أن «إيران وحزب الله لم يتراجعا عن رغبتهما في الرد على اغتيال رئيس المكتب السياسي في حركة حماس اسماعيل هنية، والقائد العسكري في الحزب فؤاد شكر».

 

من جهتها، اعلنت هيئة البث «الإسرائيلية» أن «الخطوط الجوية الأميركية الغت رسميا جميع رحلاتها من وإلى «إسرائيل» حتى نيسان 2025»، بمؤشر يؤكد ان الردود آتية حتى ولو تأخرت اشهرا اضافية.

 

وكان لافتا، ما افادت به صحيفة «يسرائيل هيوم» عن شبهات بأن يكون حزب الله قد أطلق طائرة مسيّرة للاستطلاع في أجواء مدينة قيسارية الساحلية يوم الجمعة الماضي، بهدف جمع معلومات عن المنزل الخاص بنتنياهو، الذي يقضي نهاية الأسبوع فيه، وهو ما يحيي احتمال ان يعمد حزب الله او ايران الى اغتيال شخصية «اسرائيلية» رفيعة عندما تتوافر الظروف لذلك.

الرد شيء آخر…

 

في هذا الوقت، حثّ وزيرا الخارجية البريطاني ديفيد لامي والفرنسي ستيفان سيجورنيه «إسرائيل» وحزب الله ولبنان على الانخراط في محادثات بقيادة الولايات المتحدة، لتسوية التوترات بينهم بالسبل الديبلوماسية، استنادا إلى المبادئ التي ينص عليها قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701.

 

فيما بدا لافتا خروج عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النّائب حسن عز الدين ليقول ان «الذين يأتون بمبادرات لا يحملون خيراً للبنان، بل ما يدعم العدو ويساعد في تثبيته وإراحته من القلق والخوف والاضطراب، وأنهم أتوا ليساعدوا «إسرائيل»، ولم يأتوا ليكونوا موضوعيين ووسطاء حياديين، فاميركا والغرب وادواتهم ليسوا كذلك».

 

وبحسب المعلومات، فان حزب الله لم يعط اصلا اي اجوبة لاي من الوسطاء العرب والغربيين، الذين زاروا لبنان مؤخرا، والذين دعوا لضبط النفس وعدم توجيه اي رد على «اسرائيل»، فيما جولة المفاوضات لا تزال قائمة بين الدوحة والقاهرة. وتشير المعلومات الى ان الحزب صحيح لم يرد خلال الاسبوع الماضي بالتزامن مع انطلاق الجولة، لكن لا شيء يمنعه من ذلك في اي وقت، بخاصة انه كان واضحا وحاسما لجهة ان الرد شيء وهو حاصل حاصل، ومسار المفاوضات شيء آخر تماما.

اصابة جنود في «اليونيفل»

 

ميدانيا، استهدفت مسيرة معادية  دراجة نارية في محلة جنعم، خراج شبعا قضاء حاصبيا، ما ادى الى استشهاد شخص. كذلك نفذ الطيران الحربي المعادي غارتين متتاليتين على بلدة الضهيرة في منطقة البطيشية قبالة علما الشعب، وغارة على بلدة عيتا الشعب أدت إلى إصابة مواطنين اثنين بجروح.

 

بالمقابل، استهدف حزب الله مواقع المرج والمالكية ومسكاف عام وزبدين ورويسة القرن في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة، كما مقر قيادة كتيبة السهل في ثكنة بيت هلل وثكنة زرعيت، اضافة الى التجهيزات التجسسية في موقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة.

 

هذا وأعلنت «اليونيفيل» ان «ثلاثة جنود حفظ سلام تابعين لها كانوا في دورية، أصيبوا صباح امس الاحد بجروح طفيفة، عندما وقع انفجار بالقرب من آليتهم التي تحمل علامة الأمم المتحدة بوضوح في محيط يارين». وأضافت «ان جميع جنود حفظ السلام الذين كانوا في الدورية عادوا بسلام إلى قاعدتهم، ونحن نحقق في الحادثة». وذكرت «اليونيفيل» جميع الأطراف والجهات الفعالة «بمسؤوليتهم عن تجنب إلحاق الأذى بقوات حفظ السلام والمدنيين».

طوق نجاة جزائري؟

 

اما على صعيد الازمات الداخلية اللبنانية، وبعد دخول البلد مجددا بالعتمة الشاملة يوم السبت، استنفرت الادارات والمؤسسات المعنية، لتجنيب المرافق العامة وقف خدماتها. وهو استنفار كان يفترض ان يحصل قبل خروج الشبكة نهائيا عن الخدمة.

 

وعقد مجلس ادارة مؤسسة كهرباء لبنان جلسة استثنائية صباح امس وافق خلالها على تزويد معمل الزهراني بـ 5 آلاف كيلوليتر من المازوت من منشآت الزهراني، وعلى استقدام سفينة محمّلة بـ 30 ألف طن من المازوت من خلال مناقصة spot cargo، على أن تتولى مؤسسة كهرباء لبنان تسديد ثمن هذا المازوت من الاموال التي وفرتها من خلال الجباية.

 

وحاولت المؤسسة ابعاد مسؤولية ما حصل عنها، مؤكدة انها «ومنذ شهر أيار 2024 وهي تراسل بصيغة عاجل وهام جدا جميع المعنيين، من أجل تدارك مسألة أي خلل من شأنه أن يؤثر في ديمومة إنتاج الطاقة، ومما سيؤدي إلى توقف معملي الزهراني ودير عمار عن الإنتاج قسريا».

 

وبعدما ضجت وسائل الاعلام العربية والدولية بدخول لبنان بالعتمة واعتماده كليا على المولدات، تلقّى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي اتصالا من رئيس وزراء الجزائر السيد نذير العرباوي، ابلغه خلاله انه بتوجيه من الرئيس الجزائري عبد المجيد تَبُّون «سيتم تزويد لبنان فورا بكميات من النفط، لمساعدته على تجاوز الازمة الحالية في قطاع الكهرباء». وقد شكر ميقاتي الرئيس الجزائري على هذه المبادرة، ـ كما شكر نظيره الجزائري على وقوف الجزائر المستمر الى جانب لبنان في المجالات كافة.

 

وقالت مصادر معنية بملف الكهرباء لـ «الديار» ان «كل المعنيين بالملف لم يقوموا بواجباتهم، بدءا من الوزارة التي بقيت متفرجة، مرورا بادارة مؤسسة كهرباء لبنان التي لم تنجح في الجباية كما يجب، وتؤمن الاموال اللازمة لتسديد المستحقات للعراق، وصولا الى رئاسة مجلس النواب التي يفترض ان تدعو لجلسة طارئة، لاقرار قانون يسمح لمصرف لبنان بدفع المستحقات اللازمة».