Site icon IMLebanon

الديار: ماذا يجري في سجن رومية؟ تصفيات إسلاميّة ــ إسلاميّة أم أحداث فرديّة وصدف؟

 

معراب في دار الفتوى والبياضة في الديمان… شخصيّة لبنانيّة على خط واشنطن وطهران – ميشال نصر

 

في انتظار الخارج، وما سينتج عن حراك «اللجنة الخماسية» الرئاسي، ولقاءات الموفد الفرنسي جان ايف لودريان الى الرياض، انشغلت الساحة المحلية في رصد ارتدادات خطابي «حكيم معراب» و»استيذ عين التينة» للبناء عليهما، رغم اقرار الكثيرين بان مواقفهما كرست الستاتيكو السلبي على الصعيد الوطني، وان احدثت «هزة خفيفة» على الصعيد الداخلي المسيحي، مع ترحيب ميرنا الشالوحي «بالتقدم القواتي».

 

فعلى وقع الاحداث التي يشهدها الداخل «الاسرائيلي»، احتلت مبادرة رئيس حزب «القوات اللبنانية» صدارة تحليلات اللقاءات السياسية، واهتمام الجهات الخارجية، خصوصا انها فتحت الباب امام الحديث عن تغييرات دستورية ، قابلة للنقاش بعد انتخاب رئيس، ضمن حديث وحدة الشعب والارض، وهو ما استدعى زيارة وفد «قواتي» الى دار الفتوى لتوضيح مبادرتها، التي رد عليها الشيخ قبلان بعنف.

دار الفتوى

 

فعلى خطى السفير المصري، تحركت معراب حيث زار وفد منها دار الفتوى، لتوضيح بعض المواقف التي اثارت الشارع السني في الفترة الاخيرة من جهة، ولبحث ملف رئاسة الجمهورية، وضرورة حث بعض النواب على اخذ المواقف اللازمة للخروج من «بوز القنينة» من جهة ثانية، وشرح مسألة التعديلات الدستورية التي تثير نقزة لدى «السنة».

طهران – واشنطن

 

في غضون ذلك، وفي وقت يبدو ان «شيئا ما» قد تحرك على الخط الايراني – الاميركي، بعد سلسلة المواقف الاخيرة، تكشف اوساط ديبلوماسية ان قناة تواصل جديدة بين الطرفين دخلت على الخط، في موازاة قناتي عمان والدوحة عنوانها بيروت، نجحت في تحقيق بعض التقدم، خصوصا في مسألة الرد الايراني على «اسرائيل».

 

وتابعت الاوساط بان هذا الخط تتولاه شخصية شيعية، تعمل بعيدا عن الاضواء في الكواليس الدولية، وتربطها علاقات قوية بمسؤول اميركي رفيع مكلف بالملف الايراني، حيث تتولى القناة الجديدة عملية نقل الرسائل بين الطرفين، والتي يبدو ان جديدها هذه الايام الملف الرئاسي اللبناني، دون تحقيق اي خرق فعلي حاليا في هذا الخصوص، وهو ما دفع بـ «الخماسية» الى ادارة محركيها المصري والفرنسي.

الملف الرئاسي

 

فـ «الحلحلة» الاميركية – الايرانية المتوقعة، اعطت دفعا على ما يبدو للانطلاق من جديد في المساعي الرئاسية، ومحاولات كسر الجمود القائم، مستندة الى رغبة طهران في «تقديم» اوراق تعزز حظوظ الديموقراطيين، بعدما تأكدت رغبتهم بالعودة الى طاولة المفاوضات النووية، في حال احتفاظهم بالبيت الابيض، حيث يحكى عن استراتيجية ايرانية مشابهة لتلك التي اعتمدت عام 2017 ، واوصلت الرئيس العماد ميشال عون الى بعبدا.

 

مقربون من واشنطن، لا ينفون في المقابل حصول تبادل رسائل حول لبنان، سواء فيما خص جبهته الجنوبية، الذي نجح «تعاون « الطرفين في تجنيب لبنان الضربة الكبرى، وهو ما سمح في الانتقال الى الملف الرئاسي، خصوصا في ظل التطورات «الاسرائيلية» الداخلية المتسارعة، والحرب القائمة بين اليمين المتطرف وباقي القوى السياسية، حيث يسعى لتعزيز سيطرته على الحكومة وعلى السلطة، تحت عنوان خوض «معركة الوجود»، وهي مواجهة ستكون لها تداعياتها على دول المنطقة، وتحديدا دول الطوق، من الاردن الى لبنان وسوريا ومصر.

 

ورأى زوار واشنطن ان قناعة تولدت عند المعنيين، بان حرب غزة وتمددها نحو المدن الكبرى في الضفة، بات ابعد من مسألة «طوفان الاقصى»، وهو ما ادى الى وضع الملفات الاقليمية المرتبطة على الطاولة، حيث ان احداث خرق في شأنها ممكن ان ينعكس على الوضع الفلسطيني، خلافا لما كان سائدا خلال الفترة السابقة، وهو ما قد يستفيد منه لبنان، لتمرير استحقاقه الدستوري، الذي سينقذه من «مطبات « كثيرة تولدت من وجود الشغور، وانعكست على المؤسسات.

 

وتابع الزوار ان الاتصالات الديبلوماسية مع عين التينة اظهرت استعدادا، عبّر عنها رئيس مجلس النواب نبيه بري في أكثر من مناسبة، بامكانية انجاز الانتخابات الرئاسية في اي وقت، شرط الاتفاق على الحد الادنى المطلوب من الرئيس العتيد، وهو الهدف الاساسي من الحوار، حيث هوية الرئيس لا تعود ذات اهمية، علما ان الخارج ابلغ المعنيين بان المطلوب رئيس قادر على ادارة التفاوض مع «تل ابيب «، وان بشكل غير مباشر في الفترة القادمة.

 

هنا، والكلام للاوساط، تبرز مسالة «الهزة النيابية» التي يشهدها «التيار الوطني الحر»، والتي يرى البعض انها ما زالت في بدايتها متوقعا تمددها، والتي جاءت في توقيت دقيق، يبنى عليه على صعيد قلب موازين القوى في ساحة النجمة، تزامنا مع اعادة تموضع كتلة «اللقاء الديموقراطي»، وبعض النواب السنة على خلفية القضية الفلسطينية.

التيار في الديمان

 

مصادر في «التيار الوطني الحر» اشارت الى ان التطورات مفتوحة على كل الاحتمالات، داعية الى عدم البناء على ما يحصل من خروج واخراج من تكتل لبنان القوي، مشيرة الى ان ميرنا الشالوحي ستدرس مبادرة «الحكيم»، رغم انها تتقاطع مع طرح المعارضة الرئاسي في اكثر من نقطة، خاتمة بان انتخاب رؤساء اللجان النيابية ومقرريها، سيكون محطة فاصلة بالنسبة للبناني القوي، لتحديد تحالفاته على ضوء ما ستشهده تلك الانتخابات، ولبيان خطوط التحالف البيض من السود.

 

ليس بعيدا، وعشية زيارة مرتقبة للنواب الخارجين من التيار الى الديمان، استبقهم وفد من «التيار الوطني الحر»، ضم النائبين ندى البستاني وجورج عطالله ونائبة الرئيس للشؤون السياسية مارتين نجم كتيلي، والتقى البطريرك مار بشارة بطرس الراعي في مقره الصيفي في الديمان.

كنعان يرد

 

وكان النائب ابراهيم كنعان قد اعلن انه ازاء حملة الاغتيال المعنوي التي تطاله، قرر اللجوء الى القضاء، لإجراء المقتضى والوصول إلى الرأس المدبر وأدواته لعملية الاغتيال المعنوي الدائرة، علماً أن الأشخاص الذين يقفون وراء هذه الحملة الحقيرة باتوا معروفين بالأسماء وستتم ملاحقتهم قضائياً.

الوضع الامني

 

امنيا، تقدمت المشهد التحقيقات الجارية في الاحداث التي شهدها سجن رومية، ليتبين انها انتهت الى مقتل احد ابرز المحكومين في عملية «تصفية» الرائد بشعلاني والمؤهل اول زهرمان عام 2014، من القوة الضاربة في مديرية المخابرات في منطقة عرسال، خلال قيامهم بمهمة توقيف لاحد «الدواعش»، والتي اوصلت فيما بعد الى احداث عرسال المعروفة.

 

وقد طرحت الحادثة الكثير من التساؤلات، خصوصا ان ملف الجماعات الارهابية كان قد تراجع خلال السنتين الاخيرتين، خصوصا بعد تفكيك «امارة الجماعات الارهابية» داخل سجن رومية، زمن تولي الوزير نهاد المشنوق وزارة الداخلية.

جنوبا

 

ميدانيا، أغار الطيران «الاسرائيلي» المسيّر مستهدفا سيارة على طريق عام الناقورة، ما أدى إلى استشهاد شخصين، كما افيد عن نجاة سائق بعد تعرض شاحنته لرشقات رشاشة «اسرائيلية»، اثناء مروره على الطريق الحدودية بين كفركلا والعديسة، حيث أصابت الرصاصات احد الابواب والاطارات، كذلك تعرضت بلدة يارون في قضاء بنت جبيل، لقصف مدفعي متقطع ، وسجلت غارة على عيتا الشعب.

 

في المقابل، اعلن حزب الله انه استهدف «انتشارا لجنود العدو في مرتفع عداثر بقذائف المدفعية وأصابوه إصابةً مباشرة»، معلنا انه «وردا على اعتداءات العدو الإسرائيلي على القرى الجنوبية الصامدة والمنازل الآمنة وخصوصا على بلدة الناقورة، قصف مستعمرات «عين يعقوب» و»جعتون» و»يحيعام» بصليات من صواريخ الكاتيوشا.