IMLebanon

الديار: نصرالله يحصن الرد بالغموض: الخبر ما سترون لا ما تسمعون

 

«اسرائيل» تشعل الجبهة بغارات عنيفة وتلويح بغزو بري محدود؟

شركة تصنيع «البايجر» وهمية… والتحقيقات في بلغاريا وتايوان – ابراهيم ناصرالدين

 

لم يعد السؤال عما اذا كانت جبهة الجنوب تتجه الى التصعيد، فالامر بات محسوما، لكن يبقى السؤال عن حجم ومدى هذا التصعيد بعدما افرغ الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله مجزرتي «البايجر» والاجهزة «اللاسلكية» من اهدافها الاستراتيجية اسرائيليا، على وقع تصعيد ميداني خطر وتهويل اسرائيلي بمرحلة صعبة من تبادل الضربات لم تشهدها الجبهة منذ بداية الحرب. فعلى الرغم من اقراره بحجم الضربة المؤلمة وغير المسبوقة، فان السيد نصرالله لم ينجر الى رد فعل متوتر وانفعالي امام هول المجزرتين، توعد برد قاس وحساب عسير ابقاه غامضا، قائلا «الخبر ما سترون لا ما تسمعون»، طمأن جمهوره بان المقاومة بخير، واستعادت عافيتها بسرعة قياسية، ترك «اسرائيل» امام معضلة الفشل في تحقيق اهداف عدوانها، واكد ان جبهة المساندة لن تتوقف الا بوقف العدوان على غزة، والمستوطنون لن يعودوا، ولن تتوقف جبهة الشمال، رافعا سقف التحدي على وقع عمليات نوعية غير مسبوقة للمقاومة اسفرت عن عشرات القتلى والجرحى في صفوف قوات الاحتلال ، فيما شن الطيران الاسرائيلي غارات عنيفة على بعض القرى الجنوبية في اطار مرحلة التصعيد الجديدة وقد تم شن نحو 70 غارة خلال 20 دقيقة.

تهديدات اسرائيلية

 

وقد حظيت كلمة السيد نصرالله بتغطية واسعة في وسائل الاعلام الاسرائيلية، ولفت عدد من المحللين الاسرائيليين الى ان حكومة الاحتلال تبدو امام «معضلة» صعبة ستنتهي بجر المنطقة الى حرب واسعة. واعلن جيش العدو ان رئيس الاركان هرتسي هاليفي وافق على عمليات برية محدودة في لبنان بعد اجتماع تراسه نتانياهو وحضره وزير الحرب يوآف غالات ورئيس الموساد، وقد اقرغالانت بان المرحلة الجديدة ستؤدي الى نتائج مؤلمة، فيما حذر ضباط في الاحتياط من قدرات حزب الله ونصحوا رئاسة الاركان بالا تستهين بقدرات الحزب ودعوا الى عدم التهور في الخطوات المقبلة.

الرد حدد وسيكون قريبا؟

 

وفيما كان لافتا نشر رسالة القائد العام لحرس اللواء حسين سلامي الى السيد نصرالله اكد فيها أن «إسرائيل» ستواجه «رداً ساحقاً من محور المقاومة»، اشارت اوساط مطلعة «للديار» الى ان الاهم في كلام السيد نصرالله هو تاكيده ان طبيعة الرد وتحديد الهدف قد حسم ضمن دائرة ضيقة جدا في قيادة المقاومة، وهذا الامر له دلالات مهمة جدا لناحية اهمية الضربة المفترضة التي لا تحتمل اي مغامرة في توسيع العارفين بها، وهو تدبير احترازي غير مسبوق داخل الجسم الامني والعسكري في المقاومة، وقد حاول الايحاء على نحو غير مباشر بان الرد سيكون قريبا ومفاجئا لانه لن يخضع لاي حسابات بعد ان وصف المجرزة الاخيرة باعلان الحرب من قبل اسرائيل، وهذا يوسع هامش الخيارات امام صانعي القرار في الحزب، وقد كان لافتا جدا توقفه عن تقصد الاسرائيليين قتل 5 الآف شخص في دقيقتين بينهم مدنيون، وهو امر ستتوقف عنده كثيرا قيادات العدو التي تحاول تفكيك معنى معادلة «الرد من حيث يحتسب ولا يحتسب».

توقعات برد كبير

 

ووفق الاعلام الاسرائيلي، فان تقديرات الاجهزة الامنية والعسكرية تفيد بان حزب الله سيرد وبشكل مختلف هذه المرة. ويبقى السؤال: هل سيكتفي برد ذكي؟ الامر ليس واضحاً لدى الاجهزة الامنية، لكن ثمة قلق بأن يؤدي الامر إلى تبادل ضربات تقود لحرب واسعة، ولهذا تستعد إسرائيل في هذه المرحلة بجدية لإمكان رد كبير من جانب حزب الله.

واشنطن: لا ندعم عملية برية

 

في هذا الوقت، وفي اطار الشركة الاسرائيلية-الاميركية في الحرب، أكد وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت في محادثة هاتفية مع نظيره الأميركي لويد أوستن الذي ارجا زيارته الى «اسرائيل» بسبب التصعيد الامني، أن «احتمالات الحل على الحدود مع لبنان تتلاشى»، وقد اعلن البنتاغون انه لا يدعم اي عملية برية في لبنان، وليس لديه القوات على الارض لدعم هكذا هجوم.

مضمون «الرسائل» الاسرائيلية؟

 

وما كشف عنه السيد نصرالله من رسائل مباشرة وغير مباشرة بعد «المجزرة»، تطرقت اليه صحيفة «يديعوت احرنوت» الاسرائيلية التي نقلت عن مصادر رفيعة المستوى في «إسرائيل» تاكيدها ان الرسالة الاسرائيلية تضمنت ايضا طلبا بإبعاد قوات «الرضوان» عن الحدود بحيث لا يجري تهديد سكان الشمال. وقالت هذه المصادر ان «اسرائيل» ابلغت «الوسطاء» بانها مصممة على خلق الظروف الأمنية التي تعيد السكان إلى بيوتهم في مستوى أمني عالٍ، ومستعدة لعمل كل ما يلزم لتحقيقها.

 

وتوعدت بان لديها الكثير من القدرات التي لم تستخدم بعد وفق قاعدة مفادها انه « في كل مرة نعمل فيها في مرحلة معينة تكون المرحلتان التاليتان جاهزتين للانطلاق بقوة إلى الأمام».

 

وفي كل منها سيكون الثمن عالياً. وقد رفض السيد نصرالله التهديدات وتقصد بالامس قول ذلك علنا بعدما ابلغ من يعنيهم الامر ان كل رسائل التهديد لن تفيد وما قبل «المجزرة» ليس كما بعدها.

نصرالله: الحساب عسير

 

وكان الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله اكد أنّ للعدو تفوقا على المستوى التكنولوجي وقال « تعرضنا لضربة كبيرة وقوية وغير مسبوقة لكنها لم ولن تسقطنا. وسنصل خلال وقت قصير إلى نتائج يقينة بشأن التفجيرات وحينها سيُبنى على الشيء مقتضاه..واشار الى انه في مجزرتَي الثلاثاء والأربعاء كان العدو يريد أن يقتل ما لا يقل عن 5 آلاف إنسان في دقيقتين، وهو تجاوز بعملياته كل الضوابط والقوانين والخطوط الحمر ولم يكترث لأي شيء لا أخلاقيًا ولا قانونيًا. واكد السيد نصرالله ان «بنية المقاومة لم تتزلزل ولم تهتز. وليعرف العدوّ أنّ ما حصل لم يمس لا بنيتنا ولا إرادتنا ولا نظام القيادة والسيطرة ولا حضورنا في الجبهات. وما يعتبره العدوّ تهديد نحن نعتبره فرصة تاريخية ونحن نتمناها. وما ستقدمون عليه سيزيد تهجير النازحين من الشمال وسيبعد فرصة إعادتهم. وقال: «لا شك أنّ العدوان الذي حصل عدوان كبير وغير مسبوق سيواجه بحسابٍ عسير وقصاصٍ عادل من حيث يحتسبون ومن حيث لا يحتسبون، وبالنسبة للحساب العسير فالخبر هو في ما سترونه لا في ما ستسمعون ونحتفظ به في أضيق دائرة. وقيادة العدوّ الحمقاء النرجسية الهوجاء ستودي بهذا الكيان إلى وادٍ سحيق، وما ستقدمون عليه سيزيد تهجير النازحين من الشمال وسيبعد فرصة إعادتهم.

تصعيد ميداني خطر

 

وقد استبقت «إسرائيل» إطلالة السيد نصرالله وتبعتها، بشن غارات عنيفة على عدد من القرى الجنوبية، وبعد غارات عنيفة بعد الظهر، شنت مساء 30 غارة بدقائق قليلة، وأعلن الناطق باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي أن الجيش الاسرائيلي يعمل لخلق حالة أمنية في الشمال تسمح بعودة السكان إلى منازلهم وتحقيق أهداف الحرب الأخرى. واعلن أن رئيس الأركان هرتسي هاليفي أنها جلسة اقرار الخطط للجبهة الشمالية. وقد استهدفت الغارات بلدات فرون، والقصير، وبني حيان، ودير قانون النهر في قضاء صور، إضافة إلى استهداف مدفعي لأطراف بلدات شمع، وياطر، وعيتا الشعب. وبلغت طلعات الطيران الحربي بيروت وضواحيها على مستوى منخفض أثناء كلمة السيد نصرالله حيث خرق جدار الصوت مرتين وأطلق بالونات حرارية. في المقابل، أطلق حزب الله عشرات الصواريخ والطيران المسير على الجليل كما قصف الجولان، واقر جيش الاحتلال بمقتل جنديين واصابة 16 اخرين بجروح 4 حالاتهم حرجة.

توقيت التفجيرات؟

 

في هذا الوقت، وفي انتظار النتائج النهائية للتحقيقات التي يجريها حزب الله، فان التقارير في وسائل الإعلام الأجنبية، المتحررة من قيود الرقابة العسكرية في «إسرائيل»، تصر على التاكيد ان حزب الله كان على وشك اكتشاف الخطة العملياتية التي تمت بلورتها في «إسرائيل «، والتي تم في إطارها تفخيخ آلاف أجهزة البايجر مسبقاً، وقبل لحظة من اكتشاف العملية، قررت «إسرائيل» تفعيلها.

شركة «البايجر» وهمية

 

وفي السياق نفسه، تواصلت التسريبات الغربية حول شحنة «البايجر» وكشف تقرير لصحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، أن شركة «بي إيه سي» المجرية التي ارتبط اسمها بتفجير أجهزة «البايجر» في لبنان، ما هي إلا جزء من «واجهة إسرائيلية. ونقلت الصحيفة عن 3 مصادر استخباراتية وصفتها بالمطلعة، إن الشركة المجرية وشركتين وهميتين أخريين على الأقل تم إنشاؤهما أيضا لإخفاء الهويات الحقيقية للأشخاص الذين يصنعون أجهزة «البايجر»، مشيرةً إلى أن المُصنع الحقيقي لهذه الأجهزة «الاستخبارات الإسرائيلية. وقالت إن شركة «بي إيه سي» تعاملت مع عملاء عاديين وأنتجت لهم مجموعة من أجهزة «البايجر»، لكن العميل الأهم كان حزب الله.

ما هي المادة المتفجرة؟

 

وأوضحت أن أجهزة «البايجر» التي أنتجتها الشركة لحزب الله خصيصًا كانت تحتوي على بطاريات مخلوطة بمادة «بينت» المتفجرة. ووفق «نيويورك تايمز»، بدأ شحن أجهزة «البايجر» إلى لبنان في صيف عام 2022 بأعداد صغيرة، وخلال الصيف، زادت شحنات أجهزة «البايجر» إلى لبنان، حيث وصلت الآلاف منها ووزعت على عناصر «حزب الله» وحلفائهم، وفقًا لمسؤولي استخبارات أميركيين. وقالت الصحيفة انه بالنسبة لحزب الله كانت هذه الأجهزة كإجراء دفاعي، لكنها في «إسرائيل» كانت كأزرار يمكن الضغط عليها عندما يبدو الوقت مناسبًا؟!

التحقيقات في بلغاريا

 

من جهتها، أعلنت وكالة أمن الدولة البلغارية، امس أنّها تعمل مع وزارة الداخلية للتحقيق في دور شركة مسجّلة في بلغاريا، ومرتبطة ببيع أجهزة النداء الآلي «بايجر» إلى حزب الله في لبنان. وأضافت وكالة أمن الدولة البلغارية أنّه «لم يتمّ الكشف عن شحنات أجهزة النداء المشتبه فيها على الأراضي البلغارية. وتزعم تقارير إعلامية بلغارية، أنّ شركة مقرّها صوفيا «نوترا غلوبل» سهّلت بيع أجهزة الاتصالات اللاسلكية. من جهتها، كشفت شركة «آيكوم» اليابانية، أنه لا يمكن تأكيد شحن الشركة منتجاً لاسلكياً مرتبطاً بانفجارات أجهزة اتصال لاسلكي في لبنان. وأكّدت أنّ الجهاز، الذي ارتبط بتقارير إعلامية تفيد بأن أجهزة اتصال لاسلكية تحمل شعارها انفجرت، «متوقّف إنتاجه منذ 10 سنوات.

 

وقالت الشركة، في بيان لها عبر موقعها الإلكتروني الرسمي، إن «الجهاز من طراز (آي سي في 82) هو جهاز راديو محمول قمنا بتصنيعه وشحنه من عام 2004 إلى تشرين الأول 2014 للأســواق الخارجية، بما في ذلك الشــرق الأوسط. وأوضحت الشركة أنّ «الكمية قد نفدت منذ نحو 10 سنوات، ولم نشحنه من المكتب الرئيسي منذ ذلك الحــين.

… وايضا في تايوان

 

في هذا الوقت، قال وزير الدفاع التايواني إن فريق الأمن الوطني في البلاد يولي اهتماما كبيرا لتفجير آلاف من أجهزة الاتصال اللاسلكية (بايجر) الذي استهدف جماعة حزب الله في لبنان، بعملية التفجير وذلك بعد ربط اسم شركة تايوانية بإنتاج تلك الأجهزة، وقال وزير الدفاع التايواني إن الحكومة تراقب التطورات عن كثب.

حصيلة الشهداء والجرحى

 

وفيما نعى حزب الله 25 شهيدا، وشيع بعضهم بالامس، كشف وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال فراس الأبيض أن «حجم الأجهزة اللاسلكية الذي انفجر أمس الاول كان أكبر من اليوم الذي سبق، لذلك كان هناك عدد أكبر من الإصابات البليغة». وقال في مؤتمر صحافي انه في ما يخص عدد الشهداء 25 شهيداً، أما عدد الجرحى فسجل 608 . ولفت إلى أن عدد شهداء تفجيرات «البايجر» بلغ 12، أمّا عدد الجرحى فـ2323». وأشار إلى أن 226 حالة ما زالت في العناية المركّزة جراء التفجير الأول لأجهزة الاتصال.

تشكيك بجدوى التفجيرات

 

وفيما اكد اللواء الاحتياط اسرائيل زيف ان التفجيرات لم تنجز اي شيء دراماتيكي ولم تغير الواقع وعدنا الى المكان نفسه قبل العملية، واي دخول بري لن يمنع صواريخ حزب الله، دعا جدعون ليفي في صحيفة «هارتس» الاسرائيلية قادة العدو الى عدم النشوة وقال « بالضبط مثل الحرب في غزة، أجهزة البايجر المتفجرة في لبنان عديمة الجدوى هي الأخرى. تحية للمخططين والمنفذين. احتــللنا رفح وفجــرنا أجهزة البايجر. كل الاحترام للجيش الإسرائيلي والموساد.

 

الآن، ماذا بعد؟ هل تحسن وضع سكان الشمال ؟ هل باتت إسرائيل الآن في مكان أكثر أمناً؟ هل تحسن مصير المخطوفين؟ هل تحسنت مكانة إسرائيل؟ هل تلاشى خطر إيران؟ هل هناك أي شيء، شيء واحد، تغير إلى الأفضل نتيجة هذا الاستعراض ، باستثناء الأنا المتضخمة أصلاً لدى الأمنيين لدينا»؟

ماذا عن اليوم التالي؟

 

وخلص الكاتب الى القول «وضع إسرائيل في اليوم التالي سيكون أسوأ من اليوم الذي سبق العملية البطولية، حتى لو وزعت إسرائيل الحلوى».واذا اندلعت الحرب في الشمال سيخلق وضع نشتاق فيه إلى المعارك في «الشجاعية». أهذا ما نريد جلبه على أنفسنا، بأيدينا؟

فيروس المستوى السياسي

 

اما صحيفة «معاريف» فقالت «يبدو أن لدينا إبداعية هي الأعلى في عالم العمليات الخاصة، بالمقابل، ثمة فيروس في المستوى السياسي. مستوى لا يعرف كيف يترجم خطوات إبداعية إلى منفعة سياسية لجعلها «عملة صعبة» قد يشترى بها هدوءاً وأمناً وانتصاراً حقيقياً».

التحقيق مع سلامة

 

ad

 

قضائيا، مثل حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة امام قاضي التحقيق في بيروت بلال حلاوي وتمت مواجهته بالمحاميين مروان عيسى الخوري وميشال تويني كشاهدين وليس كمدعى عليهما لان النقابة لم ترفع الصحانة عنهما بعد. في هذا الوقت تقدم وكيل سلامة بطلب لاطلاق سراحه، فاستمهله القاضي لاستمزاج راي النائب العام المالي القاضي علي ابراهيم.