محور المقاومة يدرس خياراته… ويعمل على استعادة زمام المبادرة قاووق وكركي ودحروج شهداء – بولا مراد
من دون اي رادع، سواء أكان انسانيا أم عربيا ام دوليا، يواصل العدو الاسرائيلي حرب الابادة والتوسع الممتدة من غزة الى الضفة الغربية فلبنان واليمن، مستفيدا من الدعم الاميركي المطلق، في اطار مخطط واضح لتغيير وجه المنطقة.
ولم يعد خافيا ان العدو يحاول الاستفادة قدر الامكان من المهلة الزمنية التي تفصلنا عن الانتخابات الرئاسية الأميركية، بحيث يتعاطى معها على انها فترة سماح لارتكاب المجازر ايا كان حجمها، تحت عنوان «الدفاع عن النفس» بوجه حزب الله وحماس.
تكثيف عمليات الاغتيال
وتركز «تل أبيب» خلال هذه الفترة على الضربات الجوية الجنونية جنوبا وبقاعا ، بالتزامن مع تكثيف عمليات الاغتيال التي استهدفت في الساعات الماضية عضو المجلس المركزي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق، والقيادي في «الجماعة الإسلامية» محمد دحروج. كما نعت المقاومة أمس القائد الجهادي الكبير الحاج علي كركي (أبو الفضل) الذي استشهد بالغارات التي ارتقى فيها امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله يوم الجمعة الماضي.
واشار بيان النعي الى ان الحاج أبو الفضل «تولى قيادة مجاهدي المقاومة الإسلامية في الجنوب منذ الاجتياح الصهيوني عام 1982، وقاد وشارك في جميع المواجهات البطولية مع العدو الصهيوني، وصولاً إلى دوره التاريخي في تحرير عام 2000، والنصر الإلهي في تموز 2006، وكان مسؤولاً بشكل مباشر وميداني عن قيادة جبهة الجنوب بكل محاورها ووحداتها في جبهة الاسناد منذ الثامن من تشرين الأول عام 2023 حتى شهادته المباركة».
كما زعم المتحدث باسم الجيش العدو الاسرائيلي افيخاي ادرعي، أن «في استهداف المقر الرئيسي لحزب الله، تم القضاء على 20 قياديا آخر إلى جانب الامين العام للحزب».
اجتياح بري؟
في هذا الوقت، اتجهت الانظار الى الحدود الشمالية لـ «اسرائيل»، حيث تواصل حشد قواتها بما يبدو انه استعداد لعملية اجتياح بري. وقال وزير الحرب «الإسرائيلي» السابق بيني غانتس أمس أن «بلاده قد تضطر إلى القيام بعملية اجتياح بري للبنان، في حال عدم التوصل إلى اتفاق قوي وموثوق به يضمن الأمن والاستقرار في المنطقة».
يأتي ذلك بالتوازي مع تصريحات خطرة لوزير الطاقة «الإسرئيلي» إيلي كوهين، الذي قال صراحة «إننا نبحث عن ثغرة لإلغاء اتفاق الغاز الفاضح مع لبنان». وأشار إلى أن «توقيع اتفاق الغاز مع لبنان كان خطأ منذ البداية، وسوف نحرص على تصحيحه».
وقال مصدر لبناني واسع الاطلاع أن «اسرائيل تتصرف وتطلق المواقف «العنترية»، لاعتبارها ان لا رادع امام تحقيق اهدافها، وفي الوقت الذي تجمع دول العالم، اقله علنا، على وجوب وقف اطلاق النار والبدء بمسار الحل الديبلوماسي»، لافتا في حديث لـ «الديار» الى ان «تل ابيب وكعادتها تضرب كل التفاهمات الدولية عرض الحائط، ما دامت لا تحقق مصالحها العليا، لذلك نستبعد ان نكون اقتربنا من نهاية النفق الذي دخلناه». واضاف المصدر:»من غير المستبعد على الاطلاق ان يواصل العدو حفلة جنونه فيقوم باجتياح لبنان.. لكنه عندئذ سيكون وقع حقيقة في المصيدة، ومعها وعندئذ تكون المقاومة استعادت زمام المبادرة».
عمليات المقاومة
ورغم حجم الصدمة والكارثة التي ألمت بالمقاومة مع اغتيال امين عام الحزب السيد حسن نصرالله، واصلت المقاومة عملياتها وتصديها للعدوان الصهيوني الوحشي على قطاع غزة، وعلى لبنان. واعلنت امس الاحد ان مجاهديها قصفوا معسكر «أوفيك» بصلية من صواريخ فادي 1، اضافة الى تحركات لجنود العدو في مستعمرة «المنارة». كما ان مستعمرتي «ساعر» و «روش بينا» كانتا ايضاً ضمن أهداف المقاومة.
وقالت مطلعة على جو حزب الله ان «محور المقاومة يدرس خياراته بعد الصدمة الكبيرة التي تلقاها باغتيال نصرالله، ويعمل على استعادة زمام المبادرة»، مشددة على ان «حساب «اسرائيل» مقبل لا محال، وسيكون عسيرا جدا».
تحرك فرنسي
وتتواصل المساعي الديبلوماسية بمواجهة حفلة الجنون «الاسرائيلية»، اذ وصل وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو مساء الأحد إلى لبنان، وهو يعتزم بحسب وكالة الصحافة الفرنسية «التباحث مع السلطات المحلية وتقديم الدعم الفرنسي، وبخاصة الإنساني». وكانت باريس دعت يوم السبت إلى «وقف فوري للضربات «الإسرائيلية» في لبنان»، مشيرة إلى أنها «تعارض أي عملية برية» في البلاد.
وبحسب معلومات «الديار»، فان «باريس تدرك ان مساعيها السياسية قد لا تثمر وقفا قريبا لإطلاق النار، الا انها تعتبر ان الضغوط الدولية على نتنياهو لا بد منها، والا يتمادى اكثر بعد بجنونه… لذلك يأتي تحرك بارو الذي يسعى بشكل اساسي ايضا للاطلاع على حاجات لبنان الانسانية لمد يد المساعدة الفرنسية».
مليون نازح!
وبعد اجتماع لـ «لجنة الطوارئ الحكومية» أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ان لا خيار سوى الخيار الديبلوماسي للحل، كاشفا أن عدد النازحين في لبنان جراء القصف «الإسرائيلي» قد يصل إلى مليون شخص.
وفيما وصف عملية نزوح اللبنانيين الأخيرة جراء القصف «الإسرائيلي» على لبنان بأنها قد تكون «الأكبر في لبنان أو بالتاريخ»، أشار إلى أن «الدولة تقوم بواجباتها ضمن إمكاناتها»، مؤكداً أنه سيتم عقد «اجتماع مع الهيئات المانحة، وسنطلب من الدول المانحة مساعدتنا في هذه الظروف الصعبة». وطالب ميقاتي «بوقف إطلاق النار على كل الجبهات»، مشدداً على ضرورة وقف إطلاق النار على كل الجبهات وحتى في غزة. وقال ردا على سؤال: «نحن دوما نقول بوقف إطلاق النار على كل الجبهات، فمنذ ثمانية أشهر كنا نقول ان وقف إطلاق النار في غرة يوقف إطلاق النار في لبنان تلقائيا، ويعود السكان إلى شمال «اسرائيل» وتعود الأمور كما هي، ونأخذ الوقت لتطبيق القرار 1701 كاملا».
بدورها، أعلنت «وحدة إدارة مخاطر الكوارث» في تقرير صدر ظهر الاحد انه «خلال 24 ساعة، سُجّل نحو 216 غارة جويّة وقصف على مناطق مختلفة من لبنان. وأشارت إلى أنّه منذ بدء الأحداث في 8 تشرين الأوّل 2023، سقط 1640 شهيدًا و8408 جرحى.
وأفادت الوحدة بأنّ «عدد مراكز الإيواء في المرافق العامّة ارتفع إلى 777 مركزا» لافتة الى ان «وزارة التربية والتعليم العالي قامت بإضافة نحو 120 مدرسة جديدة لاستقبال النّازحين»، مبيّنةً أنّ «عدد النّازحين المسجّلين في مراكز الإيواء المعتمَدة من قبل غرفة العمليّات الوطنيّة، وصل حتّى هذه السّاعة إلى 116100 نازح».
كذلك سجّل الامن العام اللبناني من تاريخ 23 لغاية 29 أيلول 2024 ، عبور 36188 مواطنا سوريا، و41307 مواطنين لبنانيّين إلى الأراضي السّوريّة.