IMLebanon

الديار: صاروخً في نصف ساعة… إيران تضرب «إسرائيل» وتحذرها من الردّ من المجاهدين

 

الى السيّد: من حدود فلسطين… مستمرّون حتى نحقق آمالكَ

باريس تطرح خارطة طريق من ثلاث نقاط: 1701 فرئيس فمساعدات – ميشال نصر

 

رغم مرور اربع وعشرين ساعة على الاعلان عن بدء المعركة البرية، والتضارب في المعلومات حول ما يجري على الحدود، مع دخول قوات الطوارئ الدولية طرفا فيه، اتجهت الانظار الى ايران التي انطلقت منها عشرات الصواريخ البالستية، وصواريخ الكروز، التي تضاربت المعلومات حولها، باتجاه المدن والمستعمرات الاسرائيلية، بعد قرار من مجلس الامن القومي الايراني بالانتقام لدماء اسماعيل هنية والسيد حسن نصرالله، وسط تهديد الحرس الثوري الايراني برد اقسى في حال قررت تل ابيب الانتقام للضربة، وهو ما اكد عليه الجيش الاسرائيلي.

 

الرد الايراني اكد ان المنطقة قاب قوسين او ادنى من الحرب الشاملة، مع سعي رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في جر طهران الى المعركة المباشرة، وبالتالي ادخال واشنطن الحرب، مع الاعلان عن اجتماع طارئ لمجلس امنها القومي برئاسة الرئيس بايدن.

 

ففيما اصداء الغارات المستمرة من الضاحية الجنوبية الى الجنوب مرورا بالبقاع، ما زالت تتردد نسبة لقوتها والدمار الهائل الذي تخلفه، يستعد الجيش الاسرائيلي للتوغل البري في جنوب لبنان بعد ان نال الضوء الاخضر السياسي الاسرائيلي والاميركي لتنفيذ عمليته، دون تسجيل اي خرق للحدود او احتكاك مع عناصر حزب الله حتى الساعة.

حزب الله

 

في المقابل، اعلن حزب الله «اننا أطلقنا بنداء لبيك يا نصر الله صليات صاروخية من نوع «فادي 4» على قاعدة غليلوت التابعة لوحدة الاستخبارات العسكرية 8200 ومقر الموساد التي تقع في ‏ضواحي تل أبيب». واعلن انه استهدف تجمعاً للجنود الاسرائيليين قرب مستعمرة روش بينا. و»اننا استهدفنا تجمعاً للقوات الاسرائيلية في ثكنة دوفيف بصاروخ فلق 2ـ وتجمعا لجنود العدو بين موقعي الرمثا والسماقة في تلال كفرشوبا بـ 32 صاروخ ‏كاتيوشا». واستهدف «تجمعاً لقوات العدو في موقع المطلة بقذائف المدفعية وأصابه إصابة مباشرة». واستهدف «الحزب» المطلّة ومستعمرة كفار جلعادي.

المجاهدون

 

وكان وجّه مجاهدو المقاومة الإسلامية في لبنان، رسالةً إلى الأمين لعام لحزب الله، الشهيد السيد حسن نصرالله، من «مرابض مدافعهم ومن صليات صواريخهم، ومن قبضاتهم، التي كانت وستبقى قابضةً على الزناد».

 

وخاطب المجاهدون الشهيد السيد حسن نصرالله، معربين عن «شكرهم لله الذي منّ عليهم بنعمة الجهاد في سبيله بين يدي الشهيد، وأكرمهم بمعرفته والعيش في زمانه، وشرّفهم بالسير خلفه (…) ليقاتلوا أعداء الله والإنسانية دفاعاً عن المظلومين والمستضعفين، ويحرروا الأرض ويحموا شعبهم».

 

وأكد المجاهدون في رسالتهم أنّ الشهيد السيد حسن نصرالله «أدى الأمانة ووفى العهد الذي قطعه وقطعوه هم معه، وصبر محتسباً»، مضيفين أنّه «مضى بهم من نصر إلى نصر، حتى فاضت روحه الشريفة»، ليلتحق بقافلة طويلة من أحبابه الشهداء والمجاهدين والقادة.

 

كما أقسم المجاهدون، «من على حدود فلسطين التي مضى (السيد) شهيداً على طريقها، ومن مواقع المقاومة الإسلامية على امتداد الوطن، بأنّهم والله على عهدهم ماضون، وعلى وعدهم مستمرون، حتى يحققوا آماله وأهدافه، مهما بلغت التضحيات».

ابعد من الليطاني

 

مصادر مطلعة على الوضعين العسكري والامني تؤكد ان الامور متجهة نحو تصعيد كبير، بحسب ما توحي به التطورات، كما عسكريا على الحدود كذلك في السياسة داخليا، في ظل الاصوات التي بدأت تتصاعد من هنا وهناك، مشيرة الى ان حجم الحشود التي نشرتها اسرائيل مباشرة على الحدود، والتي تخطى عددها الستين الف جندي، توحي بان ما يحضر له اكبر من عملية برية محدودة، زاد من الشكوك حولها ، طلب الناطق باسم الجيش الاسرائيلي إخلاء قراهم ومنازلهم إلى شمالي الأولي، ما يدلّ الى أنها في صدد القيام بعملية كبيرة جداً، لا أحد يعلم إلى أين ستؤدي.

التحرك الفرنسي

 

بين هذه المتناقضات كلها، وفيما ابلغ مسؤولون أميركيون قيادات دولية تواصلت مع واشنطن، أن «البيت الأبيض والبنتاغون أدركا أن تأثيرهما في عملية صنع القرار الإسرائيلي بشأن الحرب في لبنان محدود»، سجل التحرك الديبلوماسي الفرنسي اليتيم تجاه بيروت، في محاولة للملمة الوضع ووقف دوامة العنف، في وقت ركزت جهود الدول الاخرى على تامين متطلبات عمليات اجلاء من تبقى من مواطنيها في لبنان، بناء على معطيات التقارير الاستخباراتية الواردة عن اتجاه نحو تصعيد كبير، سيستمر لاسابيع، قد يترافق مع حصار بحري وجوي، وحزام نار ارضي.

 

اوساط سياسية واكبت محادثات الوزير الفرنسي في بيروت، كشفت عن مضمون لقاءاته بالقيادات السياسية اللبنانية، حيث حاول طرح خارطة طريق، اكد انها تحظى بدعم من الخماسي الباريسي، ترتكز على ثلاث نقاط رئيسية:

 

-وقف فوري لاطلاق النار على الجبهة الجنوبية، والمباشرة بنشر الجيش اللبناني وتطبيق القرار 1701، من ضمن الامكانات المتوافرة، على ان يصار الى تامين الدعم اللازم للجيش اللبناني على مراحل للقيام بكامل مهامه، على ان تؤمن له قوات الطوارئ الدولية المنتشرة في الجنوب الدعم اللازم له.

 

-انتخاب رئيس للجمهورية «انقاذي، سيادي، توافقي» كما ورد حرفيا على لسان الوزير خلال محادثاته، وهي مواصفات سبق وتم ذكرها في البيان الصادر عن الخماسية عقب اجتماعها في عوكر، وسط حديث عن لائحة دولية تضم اسماء اربعة مرشحين جديين، يترك للبنانيين الاتفاق على اسم منهم.

 

وقد رات الاوساط في اعلان الرئيس ميقاتي عن تاكيد رئيس المجلس الدعوة الى جلسة انتخاب ، فور وقف اطلاق النار، من دون ذكر طاولة الحوار، وفي الاشارة الى مرشح لا يشكل تحديا لاحد، تراجعا واضحا في النبرة وتخفيضا للسقوف العالية التي كان يضعها رئاسيا، وهو ما دفع «بهجمة» نيابية تجاه مقر الرئاسة الثالثة، للوقوف على صحة المتداول.

 

-تعهد فرنسي بالعمل على تامين الدعم الكامل للبنان، من خلال مؤتمر اصدقاء لبنان، والعمل على اقناع الدول الخليجية، وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية بالانخراط في عملية اعادة الاعمار، لتمكين النازحين من العودة السريعة الى منازلهم، وتامين الدعم اللازم للاقتصاد اللبناني، لضمان ثبات سعر صرف الدولار.

 

غير ان الاوساط، نقلت اجواء عن عدم الارتياح في باريس، التي خرجت بقناعة ان طرفي الصراع، واصحاب القرار، ما عادوا يريدون القرار 1701، فتل ابيب راغبة في استثمار ما حققته «من انجازات»، وتسييله في قرار دولي او اتفاق برعاية دولية، فيما حارة حريك، المصرة على عدم الفصل بين لبنان وغزة، تسعى حاليا الى اعادة تفعيل قواعد الردع التي كانت قائمة سابقا، وتظهيرها في اتفاق دولي واضح.

عين التينة

 

في المواكبة السياسية، سجلت حركة سياسية لافتة نحو عين التينة، التي استقبلت «كتلة تجدّد»، المحسوبة على المعارضة، والتي تضم احد ابرز الاسماء المرشحة للرئاسة، فيما استقبل الرئيس بري رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، الذي أوضح أن «عدم انتخاب رئيس للجمهورية اليوم هو خدمة لإسرائيل».

اخطر المحطات

 

وبينما يعقد مجلس الوزراء جلسة اليوم عند الساعة 11، جدد رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي «التأكيد أن لبنان يواجه واحدة من أخطر المحطات في تاريخه، حيث نزح حوالى مليون شخص من شعبنا بسبب الحرب المدمرة التي تشنها اسرائيل على لبنان». وشدد على «ان نعمل بشكل دؤوب بالتعاون مع المؤسسات التابعة للامم المتحدة والدول المانحة على تأمين الاحتياجات الأساسية للبنانيين النازحين، كما فعلنا خلال كل المراحل العصيبة التي مر بها لبنان». وكان رئيس الحكومة عقد اجتماعا في السراي مع المنظمات التابعة للأمم المتحدة وسفراء الدول المانحة في اطار خطة الاستجابة الحكومية لأزمة النزوح الناتجة من العدوان الاسرائيلي على لبنان.

 

ووفقا للارقام المقدمة، فان لبنان بحاجة الى اكثر من نصف مليار لبنان للتجاوب مع متطلبات الازمة الراهنة التي خلفتها الحرب الاسرائيلية، لا تملك منها الدولة اللبنانية حتى الساعة اكثر من 150 مليون دولار، وسط احجام الدول، وبخاصة الخليجية، على تقديم المساعدة رغم كل الاتصالات والضغوط الممارسة عليه، حيث كشفت مصادر دبلوماسية وجود صعوبة في تامين المبلغ المطلوب، في ظل المساعدات التي تقدم لغزة واوكرانيا، والتي استنزفت الكثير من الاحتياطات، فضلا عن وجود قرار اميركي واضح بعدم تسهيل تلك العملية.

سعر الدولار

 

ومع ارتفاع سعر الذهب مساء بشكل كبير بلغ الـ30 دولارا للاونصة الواحدة، استقر امس سعر صرف الدولار بعد القفزة التي سجلها وتخطت عتبة الـ 600 ليرة لبنانية، فيما سجلت الاسواق عملية بيع للدولار، واعتماد بعض مكاتب تحويل الاموال على دفع الحوالات الداخلية المحولة بالليرة اللبنانية بالدولار، بسبب غياب السيولة اللبنانية.