Site icon IMLebanon

الديار: محمد عفيف: لا نزال أقوياء… والعمليّة البريّة مع جيش الاحتلال في بدايتها

 

 بلينكن يطالب بري بتعهّدات من المقاومة لتـنفيذ الـ1701… فهل يلتزم «الاسرائيلي»؟

 مُؤتمر معراب بضوء أخضر أميركي و«الديار» تكشف كواليس تحرّك باسيل الرئاسي – نور نعمة

 

الحرب الثالثة على لبنان طويلة، ولن تنتهي بسرعة او ضمن مهلة زمنية محددة، بل يواجه اليوم لبنان عدوانا ثنائيا «اسرائيليا»- اميركيا، وان كان الدور العسكري الاميركي لا تظهر تداعياته السلبية بصورة جلية على المناطق اللبنانية، التي تتعرض للمجازر والابادة والدمار. المؤسف ان الكيان الصهيوني يعتبر انه في مرحلة ذهبية، لم تتوافر له منذ خمسين سنة للقضاء على اعدائه، ولذلك يمضي قدما بوحشيته وبحقده وبغاراته وقنابله على لبنان، الا ان حزب الله لا يزال في المرصاد، ويكبد الجيش «الاسرائيلي» خسائر هائلة، رغم التكتم الصهيوني. فضلا عن ان المقاومة لا تزال قادرة على ايلام «اسرائيل»، فهي يومياً تضرب مستوطنات الشمال، وتنشر الرعب بين المستوطنين.

 

ما هي اهداف الكيان العبري في لبنان؟

 

والسؤال المطروح حاليا، مع استمرار وحشية العدو ضد الحجر والبشر: ما هي اهداف الكيان العبري في لبنان؟

 

– الهدف الاول والواضح هو ضرب حزب الله، الا ان «اسرائيل» تدرك جيدا انه لا يمكنها ضرب الطائفة الشيعية برمتها، والتي تشكل نواة المقاومة. ولذلك تقصف حزب الله، وفي الوقت ذاته، تقوم عن سابق تصور وتصميم بتهجير الشيعة اللبنانيين من مناطقهم، وهذا يؤدي الى بقاء النازحين الشيعة في مناطق لبنانية اخرى، وبالتالي يكون ابعد الكيان الصهيوني المكون الشيعي عن الحدود.

 

– الهدف الثاني هو المياه والغاز والنفط في المياه اللبنانية، اذ في حال تمكن جيش الاحتلال من الوصول الى حدود نهر الليطاني، اي استولى على الحاصباني وبانياس واليرموك، التي تأتي من جبل الشيخ، فعندئذ تكون قد حققت «اسرائيل» مخططها بالسيطرة على الثروة المائية اللبنانية. وتجدر الاشارة الى ان «اسرائيل» في اشد الحاجة الى «المياه».

 

وفي البحر، كان هناك خلاف لبناني-»اسرائيلي» على رسم الحدود، ولكن في حال حققت انجازا ميدانيا في جنوب لبنان، فستكون «اسرائيل» قادرة على فرض شروطها في هذا السياق.

 

وباختصار، هذه هي الاهداف الرئيسية التي يسعى اليها الكيان الصهيوني، في حين ان ارتكابه للمجازر والدمار، هو بنظرها ورقة ضغط على لبنان وعلى حزب الله، لاعادة رسم الخطوط البحرية في ما يتعلق بالنفط والغاز.

 

فهل يتوافق المخطط الصهيوني مع المشروع الاميركي؟ يجيب مصدر ديبلوماسي للديار بان اميركا تنفذ مشروع «اسرائيل» في المنطقة، فهل يملك اللبنانيون فرصة منع الكيان العبري من تحقيق اهدافه المذكورة؟

 

لماذا يستهدف جيش العدو

 

قوات اليونيفيل في الجنوب؟

 

وانطلاقا من المعلومات التي ذكرناها اعلاه، يواصل جيش الاحتلال استهدافه لقوات اليونيفيل في رأس الناقورة وفي منطقة اللبونة جنوب لبنان، منتهكا القانون الدولي الذي لطالما داس عليه، حيث اصاب عنصرين من هذه القوات، في حين ان اليونيفيل اعتبرت ان استهداف الجيش «الاسرائيلي» لعناصرها مؤشر خطر، مؤكدة انها باقية في لبنان، على الرغم من الهجمات «الاسرائيلية».

 

واثار العدوان الاسرائيلي على قوات الامم المتحدة لحفظ السلام في جنوب لبنان استنكارا دوليا، من الامم المتحدة وفرنسا وايطاليا ودول اخرى، حيث وجهت باريس تحذيرا لـ «اسرائيل» بعدم تسامحها بالتعرض لليونيفيل مجددا، بينما اكتفت الولايات المتحدة الاميركية بحث وزير الدفاع «الاسرائيلي» يؤاف غالانت، على عدم ضرب اليونيفل، لكن بشكل خجول.

 

علاوة على ذلك، لم تستثن البربرية «الاسرائيلية» عدوانها على الجيش اللبناني ايضا، مستهدفة مركزا للجيش في بلدة كفرا في الجنوب، ما اسفر عن سقوط شهيدين وثلاثة جرحى.

 

والحال انه بعدما ذاب الثلج، ظهرت نيات الكيان العبري، بانه لا يريد القرار 1701 وقد تخطاه، ويسعى اليوم الى احتلال جزء من الاراضي الجنوبية في لبنان، نظرا لوجود ثروات طبيعية تريد «اسرائيل» وضع يدها عليها. ذلك ان كل التصاريح للمسؤولين «الاسرائيليين» السابقة، اضافة الى تصريحات المسؤولين الاميركيين عن تطبيق لبنان القرار 1701 ، لم تكن سوى تصريحات منافقة، كان الهدف منها استخدامها لتبرير اليوم غزو جيش الاحتلال لجنوب لبنان، وتطبيق الشعار الكاذب المعهود «امن اسرائيل».

 

وفي هذا السياق، علقت مصادر عسكرية رفيعة المستوى للديار، بالقول ان الهدف من الهجمات «الاسرائيلية» على اليونيفيل اضحى واضحا، وهو اخراجها من جنوب لبنان كيلا يشهد احد على ما سيقدم عليه جيش الاحتلال المعروف ببربريته في جنوب لبنان او في البقاع. واضافت هذه المصادر العسكرية ان العملية البرية لجيش الاحتلال حتما ليست «محدودة»، بل المخطط الحقيقي هو قضم اراض لبنانية ضمن مشروع «اسرائيل الكبرى».

 

لبنان متروك لمصيره…

 

و«اسرائيل» تعمل على احداث فتنة

 

في غضون ذلك، بدا لبنان وحيدا في خضم العدوان الاسرائيلي عليه، متروكا لمصيره ولنيران العدو الصهيوني الذي لا يشبع من الدماء، ويواصل مجازره ضد المدنيين، سواء في الضاحية الجنوبية لبيروت ام في البقاع، حيث بات الكيان الصهيوني يستهدف المدنيين بحجة ضرب مخازن السلاح لحزب الله. بيد ان الطيران الحربي للعدو الاسرائيلي لم يترك مكانا في الضاحية لم يقصفه ويدمره، كذلك الامر في الجنوب والبقاع، الامر الذي ادى الى حالة نزوح كبيرة عند اللبنانيين.

 

اما السؤال الاهم والذي يطرح نفسه: «هل ستؤدي هذه الحرب الثالثة على لبنان الى فتنة وانشقاق عمودي اهلي؟ وهل ستقوم بعض الاطراف اللبنانية بالمضي قدما باتجاه انتخاب رئيس للجمهورية مستندة الى ان نفوذ حزب الله تراجع؟ هل ستنجرف بعض الاطراف اللبنانية وراء كلام السفير الاميركية، على ان لبنان سيدخل مرحلة جديدة لن يكون لحزب الله مكان فيه؟

 

هذه الاسئلة مطروحة على طاولة النقاش اللبناني، والخوف ان يتحقق بعضها وينغمس البعض برهانات خاطئة، تُدخل لبنان في مرحلة «حرب اهلية»!!!

 

اتصال بلينكن – بري

 

بموازاة ذلك، اجرى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن اتصالين منفصلين مع كل من رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي. وأفادت مصادر مطلعة أن الاتصال ببري كان إيجابياً جداً، حيث تبادل الجانبان وجهات النظر حول الحرب «الاسرائيلية» على غزة ولبنان، وتم التطرق بشكل خاص إلى الأوضاع الراهنة في لبنان وتأثيراتها بالاستقرار في المنطقة.

 

وخلال المحادثة، طالب بلينكن بري بتقديم تعهدات واضحة من قبل حزب الله في ما يتعلق بالتنفيذ العملاني للقرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن الدولي، والذي يهدف إلى تعزيز وقف الأعمال العدائية بين لبنان و «إسرائيل»، وتنظيم الانتشار العسكري في جنوب لبنان. وقد شدد بلينكن على أن تطبيق هذا القرار بشكل كامل يشكل أساساً ضرورياً، لتحقيق الاستقرار المستدام في لبنان، مؤكداً على أهمية دور بري في هذا الإطار، نظراً الى مكانته السياسية وتأثيره.

 

ورأت المصادر أن الإشارة الأميركية إلى القرار 1559، الذي ينص على نزع «سلاح الميليشيات» في لبنان وتعزيز سيادة الدولة اللبنانية، جاء فقط من باب الضغط السياسي، لتأكيد التزام الأطراف بتطبيق القرار 1701، وعدم الخروج عنه. ورغم حساسية هذه الإشارة، إلا أن بلينكن حرص على التركيز على تنفيذ القرار 1701 كأولوية قصوى، دون التطرق إلى ما قد يثير مزيداً من التوترات السياسية في الداخل اللبناني.

 

ميقاتي يدعو مجلس الامن

 

لوقف فوري لاطلاق النار

 

من جهتها، طالبت الدولة اللبنانية من خلال رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي مجلس الامن بقرار فوري لوقف اطلاق النار في لبنان مشيرا في الوقت ذاته الى ان حزب الله ملتزم بالقرار 1701. واكد ميقاتي التزام الدولة اللبنانية بقرار 1701.

 

ولكن هل تلقى الدولة اللبنانية آذانا صاغية لدى المجتمع الدولي اذا كانت واشنطن اطلقت يد «اسرائيل» لتنفيذ كل اهدافها في لبنان؟

 

عفيف: «بكير» للاستثمار السياسي

 

بان الحزب انتهى!

 

بدوره، قال مسؤول العلاقات الاعلامية في حزب الله الحاج محمد عفيف ان المعركة مع العدو في بدايتها، مشيرا الى انه «بكير» للاستثمار السياسي من قبل البعض بان حزب الله انتهى. واكد ان المقاومة بخير، والعدو عاجز عن التقدم برغم استقدامه قوات وألوية اضافية، مشددا على ان حزب الله سيجبر العدو على وقف العدوان. ولفت الى ان مقاتلي الحزب ينصبون كمائن لجيش الاحتلال، ما يدفعه مرارا الى الانكفاء والتراجع.

 

وتحدث عفيف عن محطات تلفزيونية لبنانية تحرض العدو على ارتكاب المجازر ضد المدنيين، عبر بثها اخبارا كاذبة تنص على وجود عناصر مسلحة للمقاومة بين المدنيين، داعيا وزارة العدل والقضاء الى التحرك لوقف التحريض على استهداف المدنيين.( تفاصيل كلمة عفيف ص 4)

 

«اسرائيل» تسعى لتصفية

 

حزب الله… ولكن؟!!!

 

الى ذلك، تقول اوساط سياسية للديار ان حزب الله عصي على الموت وعلى التصفية، لانه متجذر في قلب كل عائلة لبنانية مناهضة للطغيان والاحتلال الاسرائيلي، وهو في صلب الطائفة الشيعية التي هي نواة حزب الله. وعليه، قد يتمكن العدو الاسرائيلي من ارتكاب المجازر ضد المدنيين، وقد يستشهد عدد من مقاتلي حزب الله، الا ان هدف تصفية الحزب هو وهم وبعيد كل البعد عن الواقع، ويدل على غرور «اسرائيلي» ورهانات وحسابات خاطئة.

 

مؤتمر معراب بضوء اخضر اميركي: ضرورة تطبيق القرارات 1701 و 1559 و 1680

 

وفي اطار انعقاد مؤتمر معراب اليوم، قالت مصادر «القوات اللبنانية» للديار ان «القوات» دعت سابقا الى مؤتمر في شهر نيسان الماضي، حيث شددت على ضرورة التقيد بتنفيذ القرار 1701 ، مشيرة الى ان هذا القرار لو نفذ لما كنا وصلنا اليوم الى هذه الاوضاع الكارثية.

 

واشارت المصادر ان مؤتمر معراب اليوم ليس لقاء مسيحيا محض، بل مؤتمر وطني يجمع معاناة الناس المشتركة ايا كانت طوائفها، وعليه، الدعوات عامة وقوى نتشارك معها الخطاب والمبادئ السياسية والسيادية. ولفتت المصادر الى ان «القوات» لم توجه دعوة «للتيار الوطني الحر»، نتيجة خلاف سياسي عميق معه، كما يستثني مؤتمر معراب الثنائي الشيعي و «تيار المردة».

 

ولفتت المصادر «القواتية» الى ان المرحلة الحالية تدفع نحو مطالب اوسع من تطبيق قرار 1701، وهو تطبيق القرار 1559 المنبثق من الدستور الذي ينص على نزع السلاح من كل الاحزاب اللبنانية، غير انه تم استثناء حزب الله من هذه القاعدة، بحجة ان الحزب هو مقاومة ضد العدو الاسرائيلي، وحصل ذلك ضمن ثنائية النظام السوري والنظام الايراني بابقاء السلاح بيد حزب الله، وفقا للمصادر «القواتية».

 

وعليه، رأت المصادر انه لم يعد مسموحا ان يبقى لبنان في هذه المأساة التي يعيشها اللبنانيون يوميا، وقد اثبتت كل الظروف ان العودة الى الدولة تجنب لبنان الحروب والعدوان عليه. من هنا، شددت المصادر على ضرورة تطبيق القرار 1701 والقرار 1559 والقرار 1680 وطبعا تطبيق الدستور وحصر السلاح بيد الجيش اللبناني.

 

واضافت المصادر انه آن الاوان لاعادة انتاج السلطة بانتخاب رئيس للجمهورية، وان يلتزم الرئيس المقبل بالدستور اللبناني والقرارات الدولية.

 

يذكر ان القرار 1680 اعتمد في 17 ايار- مايو 2006 بعد أن أشار إلى القرارات السابقة بشأن لبنان، بما في ذلك القرارات 425 (1978) و 426 (1978) و 520 (1982) و 1559 (2004) و 1655 (2005) وشجع سوريا على الاستجابة بشكل إيجابي لطلب لبنان بتعيين الحدود وإقامة علاقات ديبلوماسية، بهدف تأكيد سيادة لبنان وسلامته الإقليمية واستقلاله السياسي.

 

وتعليقا على خارطة الطريق الذي ستعلن في مؤتمر معراب اليوم، رأت اوساط سياسية ان الدعم الاميركي لمعراب كبير، ولذلك لا يهم من سيحضر ما دامت «القوات» تتمشى مع المشروع الاميركي للمنطقة وللبنان. وحذرت هذه الاوساط من ان تجر واشنطن «القوات» الى مرحلة جديدة في لبنان، قد لا تكون في مصلحة الشعب اللبناني والمسيحيين، وان كانت واشنطن تقول العكس.

 

كواليس تحرك باسيل

 

لضمان دوره في التسوية المقبلة

 

على صعيد اخر، عند اغتيال سماحة السيد حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، في عدوان «إسرائيلي» غادر، اشتعلت الساحة السياسية اللبنانية بحراك مكثف. وفي خطوة لافتة، قام رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل، بزيارة إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري، حيث دعاه إلى عقد لقاء تشاوري وطني كبير، بهدف لملمة الصفوف وتحصين الساحة الداخلية في مواجهة التحديات المتصاعدة، التي ازدادت حدتها بعد هذه الجريمة النكراء التي استهدفت رمزاً من رموز المقاومة.

 

فما كان من بري إلا أن دعا كلاً من رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، ورئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» السابق الوزير وليد جنبلاط، إلى اجتماع في مقر إقامته في عين التينة. وفسرت مصادر مطلعة هذه الدعوة بأنها تهدف إلى قطع الطريق أمام محاولة باسيل لاختزال التمثيل المسيحي في الصورة، والتأكيد على أهمية مشاركة جميع الأطراف الوطنية في أي حوار أو تسوية مقبلة.

 

لم تتوقف تحركات باسيل عند هذا الحد، إذ عاد مجدداً إلى عين التينة لزيارة بري، متحدثاً معه حول ضرورة المسارعة في انتخاب رئيس جديد من فريق «8 آذار»، معللاً ذلك بأن هذه الخطوة قد تساهم في استقرار الساحة السياسية. لكن رد بري كان حاسماً، إذ قال له: «اذهب إلى سليمان فرنجية، وأنا ليس لدي مانع».

 

بناء على ذلك، قام باسيل بتكليف النائب السابق نقولا صحناوي، القيام بزيارة إلى الوزير السابق سليمان فرنجية في بنشعي. إلا أن الصحناوي التقى نجله النائب طوني فرنجية. وخلال اللقاء، بادر صحناوي إلى طرح مقترح باسيل الذي يدعو إلى انتخاب رئيس من فريق «8 آذار» لضمان استقرار البلاد ووحدة الصف، لكنه فوجئ برد مباشر من النائب طوني فرنجية الذي قال له: «هذا والدي موجود هنا، اذهبوا وانتخبوه»، في إشارة واضحة إلى أن سليمان فرنجية هو الخيار الطبيعي لهذا الفريق. وعند هذا الحد، انتهى النقاش.

 

وفي الاطار، رأت مصادر سياسية مطلعة على تحرك باسيل محاولة واضحة لحجز مقعد له في التسوية السياسية المقبلة، وذلك عبر سعيه الدؤوب لتثبيت حضوره في المعادلة السياسية، وخاصة بعد التطورات الأخيرة التي أدت إلى اغتيال السيد الشهيد حسن نصر الله، ، حيث ان زلزال اغتياله وما تبعه من تداعيات على الساحة الداخلية، جعل المشهد أكثر تعقيداً وحساسية.

 

هذا، ومن الممكن القول ان محاولات جبران باسيل الرئاسية تعرضت لعدة نكسات، بدأت عندما لم يدعه رئيس مجلس النواب نبيه بري لحضور اللقاء الثلاثي، ما اعتُبر فشلاً أولا في مساعيه لحجز مقعد له في التسوية. الفشل الثاني جاء عندما تلقى مساعده نقولا صحناوي ردًا حاسمًا من نجل رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية، الذي قطع عليه الطريق وأغلق باب التوافق أمام أي مبادرة جديدة.

 

بعد هذه التطورات، توجه باسيل إلى بكركي للقاء البطريرك الماروني بشارة الراعي، ملمحًا إلى إمكان طرح حل وسطي في ظل الأزمة السياسية الراهنة، فما كان من الراعي الا أن سأله: وماذا نفعل بسليمان فرنجية، فكان جواب باسيل: «يلي كان داعموا راح…»