المقاومون يسطّرون ملاحم بطولية عند مثلث عيتا الشعب ــ راميا ــ القوزح
القمة الروحية: اللبنانيون بوحدتهم قادرون على رد العدوان… اوروبا متمسكة بـ«اليونيفيل» – رضوان الذيب
الكلام للميدان، واللغة الدبلوماسية معطلة وسط «كارت بلانش» اميركي مفتوح لنتنياهو لفعل ما يريد في لبنان منذ ١٧ ايلول وتفجير البيجر والاغتيالات والمجازر، المهلة مفتوحة لرئيس الحكومة الاسرائيلية للاستمرار بحربه المجنونة حسب المتابعين لمجرى الأحداث بغطاء اوروبي وعربي لازالة كل المعارضين لمشروع الشرق الاوسط الجديد الخالي من حماس وحزب الله وانصار الله والفصائل العراقية والفلسطينية وصولا الى أضعاف ايران وهز امنها كونها الحاضن لمحور المقاومة المسؤول عن اسقاط صفقة القرن و الربيع العربي وكل المحاولات الاميركية لانهاء القضية الفلسطينية.
الحرب مفتوحة، ويخوضها نتنياهو بمعادلة «يا قاتل يا مقتول» حسب المتابعين لمجرى الاحداث، والطريق الوحيد لإنزاله عن الشجرة واجباره على القبول بوقف النار ليس الاتصالات الدبلوماسية والمحادثات والتمنيات بل الصمود الاسطوري لمقاتلي حزب الله في الخطوط الامامية الذين يكتبون البدايات للشرق العربي الجديد على انقاض الشرق الاوسط الجديد، ولا طريق اخر لوقف النار سوى معادلة الصمود في الجنوب ومنعه من تحقيق ما يريد، وحزب الله نجح في ذلك حتى الان، نتيجة التحكم بادارة المعارك والاتصالات وطرق الإمداد وزرع الكمائن والعبوات وتفجيرها من كل المسافات وجر العدو الى المناطق التي يريدها المقاومون لخوض المواجهات ،وسقط لاسرائيل ٣٠ قتيلا و١٥٠ جريحا في المعارك باعتراف العدو رغم الرقابة العسكرية، وكل الأمتار التي تقدم فيها جيش الاحتلال على مشارف عيتا الشعب وبليدا وراميا ومحيبيب وميس الجبل وقرى المواجهة تراجع عنها تحت وابل من صواريخ المقاومة وتدمير عدد من دباباته التي حاولت التقدم والتمركز على أطراف هذه القرى، واكتفى بعمليات التصوير فقط وتوزيعها على وسائل الاعلام وخوض حرب تهويلية ونفسية على جمهور المقاومة.
جيش الاحتلال في المصيدة عند مثلث القوزح – راميا – عيتا الشعب
مساء امس، جرت مواجهات ضارية بين المقاومين و القوات الاسرائيلية في مثلث القوزح – راميا – عيتا الشعب ومن مسافة صفر بمختلف أنواع الأسلحة الرشاشة، وأدت المواجهات الى سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف جنود العدو كما أعلنت المقاومة الإسلامية، وقد وقعت القوة المتوغلة الاسرائيلية عند مثلث القوزح وعيتا الشعب وراميا بكمائن المقاومين، وحاولت مروحيات اسرائيلية سحب جثث الجنود الإسرائيليين فتعرضت لنيران كثيفة، وذكرت وسائل إعلام اسرائيلية عن حدث استثنائي في الشمال وعن هبوط ٩ مروحيات عسكرية في مختلف المستشفيات، كما كشفت عن هجوم كبير بالمسيرات الانقضاضية استهدف الجليل الاعلى، فيما طالت صواريخ المقاومة معظم المستعمرات الاسرائيلية وصولا إلى صفد.
وحسب المصادر المتابعة لما يجري، صمود مقاتلي حزب الله، ادى حسب وسائل الإعلام الاسرائيلية الى خلافات بين جنود العدو وقياداتهم حول طريقة ادارة الاقتحامات، كما اعترف الإعلام الاسرائيلي ان «حزب الله استعاد عافيته القتالية وتوازنه واستوعب الضربات المختلفة، ودخلنا مجددا في الرمال اللبنانية».
وفي المعلومات، ان القيادات العسكرية في حزب الله طلبت من العديد من المقاتلين إخلاء بعض المواقع التي باتت «ميتة» عسكريا ورفضوا الاوامر واصروا على القتال والاستبسال وعدم الانسحاب والالتحام مع جنود الاحتلال من مسافة «صفر» لتعطيل عمل الطيران، هذا الصمود والقتال النوعي قد يدفع نتنياهو الى الاكتفاء بالمطالبة باقامة منطقة عازلة بعمق ٣ كيلومترات فقط بدلا من ١٠ كيلومترات، اما انسحاب مقاتلي حزب الله الى ما قبل الليطاني وتجريدهم من سلاحهم غير قابل للتحقيق ويحتاج لسنوات وسنوات وتدمير المنطقة برمتها.
وتخشى المصادر ذاتها، ان يهرب نتنياهو الى الامام اذا استمر المازق العسكري في الجنوب، مستغلا فترة الـ ٢٠ يوما الفاصلة عن اجراء الانتخابات الاميركية، و اللاقرار والفراغ في ادارة بايدن لتصعيد حربه على لبنان واستخدام اسلحة محرمة دوليا تسمح له بخروقات في الجنوب بالتوازي مع تنفيذ ضربة كبرى على ايران تطال منشاتها النووية وقواعدها العسكرية ودفع المنطقة الى المواجهة الشاملة الطويلة واغراق اميركا فيها اعتقادا منه ان الحرب الكبرى ستكون نتائجها لمصلحة اسرائيل والشرق الاوسط الجديد، فالاسابيع القادمة حاسمة جدا، والضمانات الاميركية الخبيثة التي أعلنها ميقاتي بتجنب قصف الضاحية وبيروت تبخرت امس عبر تنفيذ سلسلة غارات صباحية على حارة حريك ،رغم ان المقاومة تعاملت مع هذه الضمانات كأنها لم تكن، وواصلت قصفها على وادي حيفا ووسعته نحو هرتسيليا وتل ابيب ومناطق جديدة، كما رفعت وتيرة اطلاق الصواريخ من جميع العيارات، وجددت شرطها بان عودة المستوطنين الى شمال فلسطين المحتلة مدخله الوحيد وقف اطلاق النار اولا، وهذا هو موقف الرئيس بري، علما ان جهات دولية حذرت لبنان الرسمي من الركون الى ضمانات نتنياهو وحتى الى الوعود الاميركية وقالت بالحرف الواحد «عندما يظهر اي هدف لنتنياهو في الضاحية وبيروت واي منطقة في لبنان سيقوم باستهدافه فورا».
وتؤكد المصادر المتابعة بدقة الى التطورات، العالم على كف عفريت، ونتائج المواجهة سترسم خارطة طريق المرحلة القادمة، واي شرق أوسط ؟ واي لبنان ؟ ولون وشكل رئيس الجمهورية والسلطات التنفيذية والتشريعية، واذا نجح مشروع الشرق الاوسط الجديد ستكون هناك سلطة مغايرة لكل العهود التي قامت منذ الطائف، واذا فشل ستكون هناك سلطة برئيس جمهورية ممانع من الدرجة الأولى مع سلطات تنفيذية وتشريعية، لان الوصول الى التوافق الرئاسي وحكومات الوحدة الوطنية كما كان سائدا منذ التسعينات ولى ولن يعود، وكل القوى اللبنانية تنتظر نتائج المواجهة الكبرى وشكل السلطة الجديدة، وربما تصل المطالبات الى طائف جديد واستعادة صلاحيات رئيس الجمهورية وتحديد العلاقات العربية والدولية ودور لبنان المستقبلي «هانوي ام هونكونغ»؟
القمة الروحية
في ظل العتمة السوداء التي تلف البلاد، ظهرت بقعة ضوء تمثلت بالقمة الروحية في بكركي بحضور قادة الطوائف الروحية، واكدت في بيانها الختامي على ان العدوان الاسرائيلي يطال كل لبنان واللبنانيون بوحدتهم قادرون على رد العدوان، ودعا البيان مجلس الامن الدولي إلى الانعقاد واتخاذ قرار بوقف اطلاق النارفورا، ودعا البيان اللبنانيين الى التلاقي والتفاهم لان الوطن معرض للضياع جراء المخاطر الاسرائيلية كما دعت القمة الروحية الى الشروع فورا بتطبيق القرار ١٧٠١ وعلى الحكومة الاطلاع بمسؤولياتها وطالب البيان الدولة بان تكون السلطة الوحيدة على الاراضي اللبنانية، كما طالب باعادة تكوين المؤسسات الدستورية وقيام مجلس النواب بانتخاب رئيس للجمهورية يحظى بثقة كل اللبنانيين، وعلمت «الديار»، ان اتصالات واسعة ادت الى تذليل بعض التباينات والتوافق على البيان الختامي بالشكل الذي صدر فيه بعد اعتراضات على مسودة البيان الاولى من قبل ممثل المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى.
جنبلاط : وقف إطلاق النار اولا وبعده الرئيس
قال الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط بعد زيارته إلرئيس نبيه بري في عين التينة : نقبل بالحوار لوقف النار على قاعدة القرار ١٧٠١ وانتشار الجيش في الجنوب، وبعد وقف النار بمساعدة الدول الكبرى يمكن البدء في الحوار لانتخاب رئيس للجمهورية مشيرا إلى عدم وجود مكان أمن في لبنان بفعل الاعتداءات الاسرائيلية.
المجازر الاسرائيلية وسياسة الأرض المحروقة في النبطية
واصل الطيران الحربي الاسرائيلي مجازره وسياسة الارض المحروقة ووسع من نطاق اعتداءاته مع استمرار مازقه العسكري في قرى المواجهة، واعلن الجيش الاسرائيلي عن مشاركة البوارج الحربية في قصف جنوب لبنان وصب حقده على مدينة النبطية الذي سقط فيها ١٦ شهيدا و٥٢ جريحا ، كما تعرض مبنى المجلس البلدي الى غارة ادت الى استشهاد رئيس البلدية احمد كحيل والأعضاء صادق اسماعيل، قاسم حجازي والزميل محمد بيطار والموظف محمد زهدي وشخص من ال فحص، واستهدفت الغارات أيضا، القليلة، شقرا، برعشيت، مجدل سلم، ،كفرا، دير الزهراني، خربة سلم، المجادل، عيتا الشعب، حانين، حبوش، كفردونين، دير كيفا، قلاوية، الخيام راميا ومعظم قرى الجنوب عبر زنار ناري ،كما سقط ۳شهداء في الغارة على رياق في بعلبك وطالت الغارات عصر امس، مروحين، سرعين، السفري، السلطانية، ياطر، زوطر، قبريخا، الطيري، فرون، الغندورية، ميفدون، سهل يونين، عبا، زبدين، الدوير، حاروف، العديسة، كفركلا، تمنين، الحلانية.
واعلنت وزارة الصحة عن سقوط ١٧ شهيدا امس و١٥٠ جريحا، كما بلغ عدد الشهداء منذ بدء العدوان ٢٣٦٧ شهيدا و١١٠٨٨جريحا.
دعم اوروبي لليونيفيل
أكدت باريس ان الدول الأوروبية المساهمة في قوات حفظ السلام في جنوب لبنان ستبقى ملتزمة باليونيفيل، هذا التاكيد أعلنته وزارة الجيوش الفرنسية التي ذكرت، ان دول الاتحاد الأوروبي الـ۱٦ التي تنشر عناصر في قوة الأمم المتحدة في لبنان ستبقى ملتزمة باليونيفيل، واشارت الوزارة في بيان عبر الفيديو، ان مؤتمرا عقد بين الدول «۱٦» اكد الالتزام باليونيفيل التي تلعب دورا أساسيا في إطار التفويض الممنوح لها من قبل مجلس الأمن الدولي كقوة مراقبة محايدة.
الى ذلك، تصل الى بيروت غدا الجمعة رئيسة الحكومة الإيطالية للقاء المسؤولين وادانة الاعتداءات الإسرائيلية على اليونيفيل ورفض مطالبة نتنياهو بانسحابها والتمسك بدورها ومهامها في لبنان، كما ستؤكد على تمسك الاتحاد الأوروبي بدور اليونيفيل ومطالبة اسرائيل بوقف اطلاق النار والاعتداءات على المدنيين، بدوره، شدد رئيس الوزراء الايرلندي، ان حماية اليونيفيل مكفول بالقانون الدولي ويجب وقوف أوروبة ودول الخليج معا بشأن لبنان.