صواريخ المقاومة تحيي توازن الردع وتصل الى وزارة الدفاع «الإسرائيلية»
“الإسرائيليون” يلوذون الى الملاجئ و12 قتيلاً في كمين للمقاومة مع انطلاق المرحلة الثانية – رضوان الذيب
كل الحكاية سلاح المقاومة والباقي تفاصيل، والهم الاميركي ـ الاوروبي، امن اسرائيل وحمايتها، وتحت هذين السقفين ترسم الحلول والمبادرات، وبعد فشل الحرب الخشنة وسياسة العصا البرية والجوية والبحرية في سحق المقاومة واستسلامها على ايدي الحزب الديموقراطي ورئيسه بايدن ومعه نتنياهو فان ترامب وفريقه سيكملان ما بدأه بايدن بأسلوب الحرب الناعمة وسياسة الجزرة والمبادرات والاتصالات للوصول الى سلاح المقاومة واخراجه من غزة وجنوب لبنان.
وذكرت مصادر مطلعة ومتابعة للمفاوضات، ، ان ما طرحه هوكشتاين من مبادرات سيحمله مندوب ترامب الى بيروت، «بغض النظر عن الاسم والحزب» دون زيادة او نقصان لان العنوان واحد، اخراج سلاح حزب الله وحماس من المعادلة ووضع لبنان تحت الحماية الدولية سياسيا و امنيا واقتصاديا وكذلك بريا وبحريا وجويا، على ان يبدأ الاعمار بالتوازي مع القبول بالحل.
وفي معلومات مؤكدة وموثقة، ان هوكشتاين اوصل رسالة مهمة الى قيادة المقاومة قبل 17 ايلول للموافقة على الحل المطروح اميركيا «وخذوا ما يدهش العالم»، واذ ا لم توافقوا ستدفعون الثمن غاليا.
وفي المعلومات، ان قيادة المقاومة رفضت العروض الاميركية واعتبرتها استسلامية وتمسكت بـ1701 دون اي تعديلات.
وفي المعلومات المؤكدة، ان الضغوط سترتفع على الرئيس بري من الجهات الأربع اذا استمر على مواقفه الرافضة للخضوع والاستسلام، وستستخدم ضده كل الوسائل وصولا ربما الى فرض عقوبات اميركية على المقربين منه، بالتوازي مع حملات سياسية واعلامية محلية وعربية وعالمية تحمل الثنائي الشيعي المسؤولية عما حصل في البلد، مع تفعيل حملة «كفى» ومنطق «ثقافة الحياة والموت» واتهامه بتعطيل المجلس النيابي وصولا ربما الى الدعوات للاقفال العام.
وحسب كل المتابعين للاحداث السياسية، فان بري «انتشـى» مؤخرا بالتطورات الميدانية جراء الصمود الاسطوري للمقاومين وهذا يعطيه أوراق قوة يستطيع رفعها في وجه الضغوطات لجهة التوازن في الحلول، علمــا ان بري ابلغ الجميع انه لا ينحني امام العواصف وأمين على البلد وقوته ومقاومته وشعبه وأهله وعزتهم في الجنوب والضاحية والبقاع وكل مناطق تواجدهم وهو ينتظر الوفود والأوراق ليبنى على الشيء مقتضاه دون النزول تحت سقف الـ 1701 المعمول به حاليا من دون اي تعديلات، ودعم رئيس الحكومة نجيب ميقاتي موقف بري بالتأكيد على رفض لبنان اي تعديلات على القرار 1701، مؤكدا على تعزيز دور الجيش في الجنوب، واعلن ميقاتي الموقف اللبناني امام وزير خارجية مصر بدر عبد العاطي الذي اكد على وقوف بلاده الى جانب لبنان والسعي للوصول الى وقف النار.
وفي المعلومات، ان الصورة لن تتبدل في الشهرين القادمين حتى20 كانون الثاني، وكل طرف يحاول تحسين شروطه ومواقعه الميدانية على الأرض قبل البدء بالمفاوضات الجدية بعد 20 كانون الثاني، وسيتولى ترامب الملف شخصيا مع التاكيد بان الحل في لبنان سيكون من ضمن التسوية في الشرق الاوسط، وبالتالي لا وقف للنار قبل استلام ترامب، والكلمة ستبقى للميدان حتى ذلك التاريخ، اما الأحاديث عن ضغوط من الحزب الديموقراطي على نتنياهو للوصول الى وقف للنار غير صحيح، وقيادات في الحزب الديموقراطي ابلغت الفاعليات الاغترابية اللبنانية في ميشغان في الولايات المتحدة منذ يومين قرارا واضحا: «لن نضغط على اسرائيل، ولن نبدل سياساتنا تجاهها، وسنستخدم حقنا بالفيتو على اي قرار ضدها او يدينها».
الاوضاع العسكرية
المرحلة الثانية من الهجوم الاسرائيلي بدا امس عبر محاولات التقدم الى عيناتا ومارون الراس ومنهما الى بنت جبيل، وتصدى مجاهدو المقاومة الاسلامية لهذه المحاولات واوقعوا جنود العدو بكمين ادى الى سقوط 9قتلى فيما ذكرت وسائل اعلام اسرائيلية ان عدد القتلى وصل الى 16، كما وقع عدد مماثل من الجرحى اصابات بعضهم خطرة، بعد ان استدرجوا من قبل مجاهدي المقاومة الإسلامية الى مبنى مهجور وقاموا بتفخيخه وتفجيره اثر دخولهم اليه، كما نصبوا عددا من الكمائن للقوات المتقدمة مما ادى الى مقتل 3 جنود، فاسرائيل تريد صورة النصر في بنت جبيل لرمزيتها ورفع العلم الاسرائيلي فيها بعد ان عجزت عام 2006 عن تحقيق هذا الهدف، واستعد المقاومون للمواجهة خصوصا ان المحاولات الاسرائيلية للتقدم تزامنت مع انسحاب الجيش الاسرائيلي من عيترون وبليدا والخيام وميس الجبل وعيتا الشعب.
بالمقابل استمرت الغارات الوحشية على المدنيين وشملت مناطق جديدة في جبل لبنان ادت الى سقوط 8 شهداء كما واصل الطيران المعادي قصفه على الضاحية الجنوبية والعديد من قرى بعلبك والجنوب.
قصف وزارة الحرب الاسرائيلية
واللافت امس، قيام المقاومة الإسلامية بضرب وزارة الحرب الاسرائيلية في تطور استثنائي ونوعي عبر هجوم جوي بسرب من المسيرات الانقضاضية النوعية والصواريخ المجنحة على قاعدة الكرياء، مقر وزارة الحرب وهيئة الاركان العامة العسكرية، وغرفة ادارة الحرب وهيئة الرقابة والسيطرة الجوية لسلاح الجو في مدينة تل ابيب وإصابة اهدافها بدقة، كما تم قصف قاعدة عاموس والعديد من المواقع العسكرية.
والبارز، ان مسيرات المقاومة والصواريخ المجنحة الجديدة التي ادخلتها المقاومة للمرة الاولى امس في المواجهة وصلت الى تل ابيب واستهدفت مقر وزارة الحرب على بعد 120 كيلومترا من الحدود اللبنانية، وتجاوزت الصواريخ القبة الحديدية والعوائق والحمايات لهذه المواقع الحساسة مما ادى الى تدخل الطيران الحربي لاعتراضها، وهزت الصواريخ الكيان الاسرائيلي وتفوقه وأدخلت الرعب في قلوب الاسرائيليين الذين نزلوا الى الملاجئ، فالمقاومة استعادت من خلال عملياتها النوعية وصمود مقاتليها امس معادلة توازن الردع التي اهتزت بعد استشهاد السيد حسن نصرالله. التطور النوعي في عمليات المقاومة ادى الى سلسلة ردود سريعة لقادة العدو لرفع معنويات الداخل والتأكيد من قبل وزير الدفاع عدم القبول باي وقف للنار قبل نزع سلاح حزب الله، ولن نوقف اطلاق النار قبل انسحاب حزب الله الى ما قبل الليطاني.
وما كاد وزير الدفاع ينتهي من جولته العسكرية في شمال فلسطين المحتلة ،حتى أطلقت المقاومة الإسلامية 10 صواريخ مجنحة اضاءت سماء تل ابيب الكبرى وطالت ايضا نتانيا والخضيرة وقيساريا، وفشلت القبة الحديدية في اعتراضها.
واستغربت مصادر عسكرية، بدء اسرائيل بالمرحلة الثانية من هجومها، وهي في الاساس لم تنته من المرحلة الأولى التي حددتها بالوصول الى الليطاني وسحق مقاتلي حزب الله وابعادهم عن الحافة الامامية حتى الى حدود 3 او 5 كيلومترات، فيما مقاتلو حزب الله ما زالوا يخوضون المواجهات وجها لوجه في القرى الامامية.
وحسب ما سرب عن بعض الملحقين العسكريين في بيروت الذين أبدوا اعجابهم بكيفية ادارة حزب الله للمعارك العسكرية وسر القدرة على تأمين ما تحتاجه الجبهات الامامية من عتاد ومؤن وتبديل المقاتلين وسحب الشهداء والجرحى، الى اطلاق الصواريخ التي تتراوح يوميا بين 150 صاروخا الى 300 صاروخ وإدخال انواع جديدة منها وزجها في المعركة رغم حجم القصف البري والبحري والجوي مع المراقبة الدائمة للاجواء اللبنانية من كل مخابرات العالم، وكل ذلك لم يؤد الى تراجع القدرة الصاروخية واطلاق المسيرات وتصويرها، وما زالت قدرات حزب الله في الجنوب على حالها.
المعادلات العسكرية الجديدة عمقت من المازق الاسرائيلي وظهر نتنياهو عاجزا عن فرض شروطه العسكرية وتحديدا لجهة ابعاد صواريخ الحزب من الوصول إلى المستعمرات واطلاق المسيرات وحماية المستوطنين، وهو امام وضع صعب وخيارات مريرة.
وفي المقابل وباعتراف الخبراء العسكريين ايضا، فان حزب الله نجح في ترميم أوضاعه على كل الصعد، وبعد استلام القيادات الجديدة مهامها فان عمليات الاغتيال تراجعت، والتواصل قائم بين القيادة واخر عنصر في محيبيب، اما الاستهدافات الاخيرة عبر المسيرات كانت بمعظمها لعناصر من حزب الله ليس لديها اي مسؤوليات مطلقا ولكوادر إدارية ومالية وصحية، ومسؤولين في مؤسسات اجتماعية مع عائلاتهم كما حدث في بعلشمية ـ قضاء عالية، وبالتالي لا جدوى عسكرية من الغارات سوى قتل المدنيين وارتكاب المجازر بحق المدنيين فقط كما حصل خلال الايام الماضية في عرمون وبعلشميه وصور والنبطية مع استمرار قصف الاهداف ذاتها في الضاحية الجنوبية وبعلبك من اجل خرق شرخ بين المقاومة وجمهورها، والتركيز على مناطق معينة لخلق الفتن الطائفية.