IMLebanon

الديار: «جس نبض» أميركي تحت النار ولبنان يرفض رفع «الراية البيضاء»

 

جونسون تحمل الى عين التينة «المسوّدة» وإسرائيل تنتظر الرد خلال 24 ساعة!

 المقاومة تتصدى للغزو البري والغارات تتواصل… ودور «مشبوه» «لليونيفيل»؟ – ابراهيم ناصرالدين

 

لم تعد الوقائع الميدانية، والمناورات الديبلوماسية، والتسريبات الاعلامية، تحتاج الى تفسيرات او تأويلات، فما يحصل ضغط اميركي – اسرائيلي بالنار على المقاومة والدولة اللبنانية لفرض اتفاق غير متوازن، ترجمته العملية الاستسلام لقضاء وقدر حكومة اليمين المتطرفة التي يواصل جيشها حرب الابادة المفتوحة وفق اجندة دولية – اقليمية للقضاء على حركات المقاومة في المنطقة تمهيدا لشن عدوان كبير على ايران يسعى رئيس حكومة العدو «لانهاء المهمة» في الفترة الفاصلة التي تسبق تسلم دونالد ترامب لمنصبه في كانون الثاني المقبل.

 

الترجمة العملية لهذه المهمة «القذرة» ترجمت ميدانيا بغارات انتقامية على الابنية السكنية في النبطية، وبعلبك، وصور، ومحاولات غزو بري، تزامنا مع تحرك اميركي عبر السفيرة في بيروت لجس نبض لبنان ازاء شروط وقف النار. وكانت الحصة الكبرى للضاحية الجنوبية، إذ تجاوزت الغارات الاربعين غارة خلال ساعات معدودة حيث توسعت الاستهدافات لتشمل على نحو كثيف منطقتي الغبيري والشياح، وقد استهدفت قوات الاحتلال طواقم اسعافية في عربصاليم في الجنوب، ودورس في البقاع، حيث سقط عشرات الشهداء والجرحى في صفوفهم، فيما تحاول قوات العدو التوغل برا الى عمق نحو 7 كلم من ثلاثة محاور وتواجه مقاومة شديدة ادت الى سقوط عشرات القتلى والجرحى من ضباط جنود الاحتلال، ودفعت وسائل اعلام العدو الى التساؤل عن جدوى الكلفة العالية فيما لا تزال صواريخ ومسيرات حزب الله تضرب العمق الصهيوني، وسط شكوك كبيرة في قدرة جيش الاحتلال على  تنفيذ المهمة.

هدية لترامب

 

وهكذا، فان الحديث عن كون وقف النار المفترض سيكون»هدية» من نتانياهو لترامب قبيل موعد تنصيبه، يحمل في طياته الكثير من الدماء والدموع والخراب في لبنان، وسيدفع العدو ايضا الكثير من الدماء والخراب والدموع في ظل الاحداث الصعبة المتتالية مع بدء الجيش الاسرائيلي المرحلة الثانية من توغله، وكان لافتا الاعلان عن تجهيز 600 قبر لجنود الاحتلال في مقبرة مستحدثة في القدس المحتلة. وبحسب صحيفة «واشنطن بوست» الاميركية فان مساعدًا مقرّبًا من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أخبر ترامب وصهره جاريد كوشنر أن إسرائيل تعمل على خطة وقف إطلاق النار في لبنان، بهدف تقديم إنجاز مبكّر في السياسة الخارجية للرئيس المنتخب. وقال مسؤول إسرائيلي: هناك تفاهم على أن إسرائيل ستقدّم هدية ما لترامب، وأن هناك تفاهمًا بشأن لبنان بحلول كانون الثاني.

لا راية بيضاء

 

لكن لن تحصل اسرائيل ومعها اميركا على رفع «للراية البيضاء» بعدما دفعت المقاومة وبيئتها اثمانا كبيرة ولم يعد لديها ما تخسره، وهو امر ابلغه رئيس مجلس النواب نبيه بري الى السفيرة الاميركية ليزا جونسن امس، والتي حملت معها المسودة الاميركية الاسرائيلية، التي لم تحمل وفق مصادر اميركية اشارات واضحة حول تعديلات على ال1701، لكن بري ابلغها مجددا رفض اي تعديل للقرار 1701، ووفق مصادر مطلعة، كان بري واضحا في كلامه وابلغ جونسن التي كانت تراهن على ليونة ما تسمح بعودة عاموس هوكشتاين الى بيروت،» ان الرهان على المزيد من القتل والتدمير لن يجدي نفعا، والاصرار على حصول اسرائيل على حرية التحرك داخل لبنان طرح غير واقعي، ولا ينسجم ابدا مع موازين القوى على الارض، ولن تجد واشنطن من يقبله مهما طال الزمن، واذا كانت اسرائيل قادرة على تحمل كلفة الاحتلال مجددا فعليها ان تتحمل مسؤولية مغامراتها الدموية». اما اذا تم الالتزام بالافكار التي نوقشت مع هوكشتاين دون اي تعديلات فان الامر قابل للتطبيق، ويبقى الخوف من التفاصيل حيث تكمن «الشياطين»، اما مسألة الهدنة المؤقتة، فلها شروط غير واضحة حتى الان.

الترويج لوقف النار

 

في هذا الوقت، واصل اعلام العدو الترويج لوقف للنار قريب مع لبنان، واشارت القناة 12 الإسرائيلية الى أنّ إسرائيل تنتظر ردّاً لبنانيّاً على مقترح لوقف إطلاق النار خلال 24 ساعة. واشارت الى ان رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي  سيناقشان مع حزب الله المقترح الأميركي لوقف النار.

متى يعود هوكشتاين؟

 

وفي هذا السياق، نقل موقع «أكسيوس» الاميركي عن مسؤول إسرائيليّ قوله إن الولايات المتحدة وإسرائيل، متوافقتان بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، وأن على أميركا التوصل إلى تفاهم مع اللبنانيين حوله، كما نقل الموقع عن مسؤول أميركي تأكيد أن لا موعد لزيارة الموفد الأميركي آموس هوكستين إلى بيروت، مشيراً الى أن الأخير لن يسافر إلى هناك إلّا بعد التأكّد من التوصّل الى اتفاق.

صيغة الاتفاق لم تكتمل

 

من جهته، اكد موقع «والا» الاسرائيلي أن محادثات وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي في واشنطن كانت جيدة جداً وأغلقت معظم الفجوات، مشيراً إلى أن نقاشات واشنطن ركزت على الاتفاق بين لبنان وإسرائيل وضمان أميركي لحرية العمل في لبنان. واوضحت أن صيغة الاتفاق بين لبنان وإسرائيل لم تكتمل لكنها قريبة.

ماذا يحمل لاريجاني؟

 

وسط هذه الاجواء يزور بيروت اليوم كبير مستشاري المرشد  الإيراني، علي لاريجاني، ويلتقي بري وميقاتي وعددا من النواب ورؤساء الاحزاب. ووفقا لمصادر ديبلوماسية، فهو يحمل رسالة دعم مهمة للموقف الرسمي اللبناني، وللمقاومة، في هذه الظروف الصعبة، فإضافة الى تأكيد التزام ايران بالمساهمة في اعادة الاعمار، فان لاريجاني سيؤكد دعم بلاده للموقف اللبناني بعدم القبول بتعديل القرار 1701والاستمرار في مد المقاومة بما تحتاج اليه لمواجهة العدوان الاسرائيلي.

الاهداف الاسرائيلية

 

من جهتها، كشفت صحيفة «يديعوت احرنوت» الاسرائيلية عن الاهداف الاسرائيلية، واشارت الى ان الجيش الإسرائيلي يعمل الآن على تحقيق ثلاثة أهداف عسكرية: الأول، ممارسة ضغط عسكري للمضي بتسوية بصيغة قرار الأمم المتحدة 1701 زائد. والزائد هو قدرة الجيش الإسرائيلي على فرض التسوية بقوة إذا لم يقم جيش لبنان واليونيفيل بمهمته. ولفتت الى ان حزب الله الذي يمثله رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، يحاول من خلال حرب الاستنزاف التي يخوضها الآن على الجبهة الإسرائيلية الداخلية أن يمنع حكومة لبنان من تقديم تنازلات لإسرائيل ولتخفيف حدة الموقف الإسرائيلي، وأساساً في مسألة فرض تجريد منطقة التماس المجاورة للحدود وجنوب لبنان حتى الليطاني. واشارت الصحيفة الى ان لدى حزب الله ما يكفي لجعل الملايين من سكان إسرائيل يهرعون إلى الملاجئ كل يوم. ومن ناحيته هذا إنجاز يستنزف قوة الإرادة الإسرائيلية وقد يتسبب بتخفيف حدة مطالب إسرائيل في المفاوضات الجارية. واقرت الصحيفة انه في كل مرحلة جديدة في الحرب، يدفع ضباط وجنود الجيش ثمناً باهظا، وقالت ان حزب الله تمترس في قرى الخط الثاني، وتعلم أساليب العمل ونظم خلاياه المقاومة في منازل القرى.

هذيان كاتس

 

وفي سياق متصل بالتخبط الاسرائيلي حيال التعامل مع الجبهة اللبنانية، تندر الاسرائيليون بالامس على تصريحات وزير الحرب الإسرائيلي الجديد يسرائيل كاتس الذي اعلن من قيادة الجبهة الشمالية ان هدف الحرب إبعاد حزب الله خلف الليطاني وتجريده من السلاح. وكان لافتا انه في اللحظة التي قال فيها تجريد حزب الله من السلاح، التفت إليه رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي هرتسي هاليفي بشكل مفاجئ، واسترق نظرات في الموجودين، وبعدها قام بحك وجهه بصورة غريبة، توحي بالصدمة مما قاله، وعدم صدقية ما قاله على أرض الواقع. وفيما اوضح كاتس لاحقا انه يقصد نزع السلاح على الحدود، أثارت ردود فعل هاليفي العديد من التعليقات الساخرة في المواقع الإسرائيلية، حيث كتب حساب «حدشوت بزمان» الإخباري: شاهدوا وجه رئيس الأركان عندما سمع وزير الدفاع وهو يهذي عن هدف نزع سلاح حزب الله. وأضاف: هل هناك احتمال أن يكون وزير الدفاع إندونيسيًا أم أنه منفصل تمامًا عن الواقع؟ أم أنه يعلم شيئًا سريًا جدا ويجب عليه الانطلاق إلى كوكب آخر؟

خطر ترامب؟

 

ولا يبدو ان ثمة اجماعا في اسرائيل حول العلاقة مع الرئيس الاميركي المنتخب، فصحيفة «هارتس» اكدت ان هذه الأيام حزينة وخطرة للمجتمع الدولي، وللولايات المتحدة وإسرائيل الحليفة المقربة. الولايات المتحدة انتخبت شخصاً يراه مقربوه فاشياً، لا يصلح أن يكون رئيساً، لديه علامات على تدهور المعرفة. وكنرجسي، فإنه شخص متقلب ويرغب في الانتقام، ولا نعرف أي ترامب سنلتقي هذه المرة، لا سيما عندما يكون متحرراً من أي اعتبارات سياسية وأي توازنات وكوابح تقليدية. وقالت «ترامب سيطر في السابق على المحكمة العليا ضامناً أغلبية في مجلس الشيوخ، ويبدو في مجلس النواب أيضاً، أي أن لديه سيطرة على السلطات الثلاث، وهذا هو حلم رئيس الحكومة نتنياهو». ويتوقع لإسرائيل وللإدارة الأميركية أجندة حافلة بالقضايا الحاسمة. وخلافاً للرأي السائد، بشكل عام، لا يتوقع أن تكون فترة ذهبية لإسرائيل مع ترامب. والمجالات التي ستحصل على فترة ذهبية كما يبدو، فلن يكون الأمر بالضرورة في مصلحتنا. فالتزامه لنتنياهو نفعي بالأساس، وترامب غاضب من يهود أميركا، الذين لم يعترفوا بجميله وصوتوا للحزب الديموقراطي، بل ويحقد على نتنياهو لأنه تجرأ على تهنئة بايدن فور فوزه في حينه.

الاعتداءات الهمجية

 

وفيما اعلن البنك الدولي ان خسائر لبنان خلال عام بسبب الحرب بلغت 5 مليار دولار، واشار الى ان نحو 100 ألف وحدة سكنية متضررة، شنت قوات الاحتلال في الصباح وبعد الظهر غارات عنيفة على الاحياء السكنية في الضاحية الجنوبية كان اعنفها على الشوفيات العمروسية، وكذلك على الغبيري والشياح، كما شنن الطيران المعادي غارات عنيفة على مركّز مدينة النبطية وسوقها التجاري، اضافة الى عدد كبير من البلدات. كما جرى استهداف حي الشعب في مدينة بعلبك بغارة، ما ادى الى مجزرة ذهب ضحيتها عشرات الشهداء والجرحى.

تدمير قناة طه

 

وفي سياق العدوانية الاسرائيلية، اغار الطيران الحربي على قناة تلفزيونية متخصصة في برامج الأطفال في الضاحية الجنوبية، ما أدى إلى تدميرها. وقال رئيس لجنة الإعلام والاتصالات النائب إبراهيم الموسوي ان قوات الاحتلال توغل في إجرامها المتمادي ضد الأصوات الإعلامية الحرة. كما دانت العلاقات الاعلامية في حزب الله استهداف العدو مبنى قناة طه للأطفال وتدميره، وقالت انه محاولة لطمس الصوت الذي يسعى لإدخال البهجة إلى قلوب الأطفال الأبرياء ورسم البسمة على وجوههم، وهو انتهاك سافر لكل المواثيق الدولية والشرائع السماوية التي تضمن للطفل حقه في الحياة والتعليم والأمان.

رد المقاومة

 

في غضون ذلك، خاض مقاتلو حزب الله منذ صباح امس مواجهات عنيفة مع قوات النخبة في جيش العدو عند اطراف بلدة عيترون باتجاه بلدة عيناتا في قضاء بنت جبيل. وأفيد عن سقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوف جنود الجيش الاسرائيلي حيث تحدثت وسائل الاعلام الاسرائيلية عن حادث صعب جدا، واعلن لاحقا عن مقتل ضابطتين وجرح آخرين من لواء غولاني في حصيلة مرشحة للارتفاع. كما استهدفت المقاومة برشقات صاروخية تجمعات لقوات الاحتلال بين بلدتي حولا ومركبا شرقا واستهدفت برشقة صاروخية موقع جل العلام الحدودي. وقصفت نهاريا، ومستوطنات يسود هامعلاه وثكنة دوفيف والمنارة وديشون وقاعدة لوجستية للفرقة 146 في جيش العدو شرق مستوطنة نتيف هشايارا ومدينة نهاريا بصليتين صاروخيتين.

حرب المسيرات

 

ومع ساعات المساء دوت صفارات الانذار من راس الناقورة وصولا الى حيفا في حدث دام نحو 40 دقيقة، مع فشل التصدي للمسيرات التي وصلت الى قيسارية وجنوب شرق حيفا والكريوت واصابت اهدافها، حيث اعترف جيش الاحتلال بجرح جنديين بجروح خطرة في احدى الثكنات المستهدفة في حيفا. وقد اسقط حزب الله طائرة مسيرة من نوع «هرمز 450» في اجواء القطاع الشرقي. ووسط استنزاف في عديد جيش الاحتلال بعد الاعلان عن امتناع 40 الف عن الالتحاق بصفوف الجيش، اكد المراسل العسكري في القناة 12 الون بن ديفيد ان من يظن ان الاثمان لن تكون باهظة في لبنان فهو واهم.

تورط قوات «اليونيفيل»

 

وفي سياق متصل بتورط قوات «اليونيفيل» في مساعدة قوات الاحتلال الاسرائيلي في عدوانه المتواصل، حاولت دورية مؤللة في احدى القرى الجنوبية مصادرة اسلحة للمقاومة في نقطة مفتوحة الى جانب الطريق، وهو ما منعها عدد من الشبان في المنطقة من القيام به. وفي بيان لها قالت «اليونيفيل»  إن شخصين أو ثلاثة أشخاص مجهولين أطلقوا نحو 30 رصاصة باتجاه جنود حفظ السلام الذين ردوا بإطلاق النار ومن ثم تابعوا سيرهم إلى الأمان.

شبهات وعلامات استفهام

 

وفي موقف تحوم حوله الكثير من علامة الاستفهام والشبهات حول انزال البترون، نفت الحكومة الألمانية صحة التقارير، التي تتهم الجنود الألمان بالتعاون مع «إسرائيل». وقالت وزارة الدفاع الألمانية ان «وسائل الإعلام المقربة من حزب الله في لبنان تنشر رواية مفادها أن ألمانيا وقوة المهام البحرية التابعة للأمم المتحدة التي تقودها ألمانيا تدخلت في عمليات القتال في لبنان لمصلحة إسرائيل. الحكومة الألمانية تنفي بصورة قاطعة هذه الاتهامات». ولفتت الى ان هيئة الرادار الساحلية اللبنانية الممولة من ألمانيا يديرها جنود لبنانيون، والجيش اللبناني هو الذي يحدد ويسيطر على ما يحدث للمعلومات التي يتم الحصول عليها من محطات الرادار ومن يستقبلها، وليس لدى فرقة العمل البحرية أي اتصال مباشر مع الجيش الإسرائيلي، لا يتم تمرير معلومات عن الوضع…

النفاق الالماني

 

وفي السياق نفسه، رفضت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، اقتراح الممثل الاعلى للشؤون الخارجية والسياسية للاتحاد الاوروبي جوزيب بوريل تعليق الحوار السياسي المنتظم مع إسرائيل، كرد فعل على الحرب القائمة في قطاع غزة ولبنان. وزعمت وزارة الخارجية الألمانية ردا على خطط بوريل: نحن دائما نؤيد الحفاظ على قنوات الحوار مفتوحة. وينطبق هذا، بالطبع، على إسرائيل أيضا.