Site icon IMLebanon

الديار: تفاؤل حذر يحيط بالموقف اللبناني: عقبات التفاصيل تنتظر الحسم

 

 من بيروت إلى تل أبيب: المقاومة تُعيد صياغة الردع

 فاتح 110 والمُسيّرات الانقضاضية: رسائل تُسقط رهانات الاحتلال – ميشال نصر

 

 

«اسمع تفرح جرب تحزن». اميركيا «الفرصة حقيقية»، لبنانيا «الوضع جيد»، اما اسرائيليا «رفع سقف الشروط»، هذا في المعلن، اما ما خفي «فهو اعظم»، مع ما كشفته مشاورات الدقائق الـ 300 التي قضاها الوسيط الاميركي اموس هوكشتاين، متنقلا بين عين التينة، فردان واليرزة، فيما خطوط اتصاله مفتوحة مع واشنطن وتل ابيب، محاولا تفكيك الالغام، فيما كان فريق السفارة الامني يبلغه عن مجريات المعارك الميدانية ومحاولة التقدم الاسرائيلي على خط الساحل، غامزا امام احد من التقاهم بخطورة استهداف تل ابيب وآثار ذلك السلبية في حال انهيار المفاوضات، في ظل الضوء الاخضر الذي تحظى به تل ابيب من الرئيس ترامب.

 

فهل نجحت زيارة الفرصة الاخيرة في احداث خرق يمكن التعويل عليه لانجاز هدنة ووقف للحرب على لبنان قريبا ؟

ساعات حاسمة

 

كل المعطيات تأخذ في اتجاه ان الساعات المقبلة حاسمة، فعلى الرغم من الايجابية التي عبر عنها رئيس مجلس النواب، والحذر الذي ابداه رئيس حكومة تصريف الاعمال، فان العقبات لا تزال كثيرة،حتى ان بعضها زاد حجمه في ظل الايضاحات الاميركية، وسط التحذيرات المبطنة من سقوط الفرصة الاخيرة، في ظل الاتجاه الاسرائيلي لانهاء الحرب في القطاع، والتركيز على لبنان، بغطاء اميركي، الامر الذي يضعه تحت خطر مضاعف.

 

فالزيارة التي حملت معها المحاولة الاخيرة لانجاز سياسي لادارة بايدن، تتقدم ببطء،وفقا لمصدر دبلوماسي اطلع على خلاصتها، مع اصرار لبنان والمقاومة على «ثلاث ثوابت: ضرورة وقف الحرب، حماية السيادة اللبنانية، ألّا يحصّل الاحتلال في السياسة ما عجز عن تحقيقه في الميدان»، وهو ما يصر عليه العدو الاسرائيلي.

 

وراى المصدر ان هوكشتاين مدد فترة وجوده في بيروت، الى صباح اليوم، لحمل ورقة نهائية الى تل ابيب، تاركا لفريقه استكمال التفاوض مع عين التينة، علما ان الاروقة الجانبية لساحة النجمة شهدت اجتماعات ومحادثات في هذا الخصوص، وسط قرار اميركي بعدم الرغبة بالسير بمفاوضات مكوكية بين الطرفين تنتهي الى الفشل، استنادا الى تجربة غزة.

نقاط الخلاف

 

ووفقا لمصادر مطلعة على اجواء لقاء عين التينة وما دار فيه من مشاورات، فان ايا من النقاط العالقة والمتحفظ عليها لم يجر حلها، رغم المسلم به من نقاط وهي: وقف العمليات العدائية، تطبيق القرار 1701، انسحاب اسرائيل من المناطق التي دخلتها، مقابل تراجع حزب الله الى منطقة شمال الليطاني، عودة النازحين الى الجنوب يقابله عودة المستوطنين الى مستوطنات شمال فلسطين المحتلة.

 

وكشفت المصادر، ان الخلاف الجوهري يكمن في النقاط التالية، حيث بدت الامور معقدة اكثر مما كان يتوقع في ظل الايضاحات التي قدمت من الجانب الاميركي، والتي تتوجب مزيدا من التشاور للرد على استفهاماتها، وابرزها:

 

-البند المتعلق بحق الطرفين المعنيين في الدفاع عن النفس، والذي يعتبره لبنان، بمثابة تفويض وتشريع مبطن لاسرائيل بالتحرك، في وقت يكون فيه حزب الله قد بات خارج منطقة جنوب الليطاني، وبالتالي وضع الجيش اللبناني في المواجهة،وبالتالي ضرورة توضيح مسالتي «مضمون حق الدفاع عن النفس، ومن هي الجهة التي تحدد حالات تفعيل هذا الحق وما اذا كانت تعود لاسرائيل حصرا»، وهي امور ترفض تل ابيب ادخال اي تعديلات عليها بموجب اتفاق ثنائي معقود بين واشنطن وتل ابيب حصلت بموجبه الاخيرة على مجموعة من الضمانات التي تكفل لها حرية التحرك، وهو ما اقر به الجانب الاميركي تلميحا، واعتبرت عين التينة ان من حقها الاطلاع على الاتفاق في حال وجوده. ورات المصادر ان تل ابيب لن تتنازل عن هذا البند او تعدل فيه. بالمقابل لبنان والمقاومة لن يقدما اي تنازل للعدو الاسرائيلي على حساب السيادة اللبنانية.

 

-البند المتعلق بلجنة مراقبة مندرجات الـ 1701، لجهة تشكيلها وصلاحياتها، خصوصا تلك المتعلقة بمسائل «الاشراف» على المعابر الحدودية الجوية والبحرية والبرية، حيث ان هوكشتاين لم يقدم التوضيحات المطلوبة، حول سبب تشكيلها والاطراف المشكلة منها وآلية عملها، وسبب غياب اطراف عربية ودولية عنها.

 

وعلم على هذا الصعيد ان اكثر من طرح قدم لازالة «الريبة» حول دورها، ابرزها ضم دولة عربية اضافة الى الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن، وعلى ان توضع بتصرف الامين العام للامم المتحدة، بوصفها هيئة استشارية، الا ان الاقتراحات كلها سقطت، ما اعتبره الثنائي بمثابة «تعديلات» على القرار 1701.

 

وتشير مصادر اميركية في هذا الخصوص الى ان هذا البند بشكله الحالي جاءت صياغته من قبل فريق الرئيس دونالد ترامب، المصر على ان يكون هناك في الفترة المقبلة اشراف اميركي مباشر على الترتيبات الامنية.

 

– «الريبة» من قطبة مخفية قد يكون هدفها طلب سحب حزب الله لمنطقة الاولي، على مراحل تدريجية، مع تقدم تنفيذ الاتفاق.

بري

 

أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري أن «الوضع جيد مبدئياً»، وذلك بعد لقائه الموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين لبحث المقترح الأميركي لوقف إطلاق النارمع إسرائيل، موضحا أن ما تبقى لإنجازه هو «بعض التفاصيل»، مشيراً إلى أن «هناك ممثلاً عنه وممثلاً عن الأميركيين لمناقشة بعض التفاصيل التقنية، وبتها قبل الانتقال إلى المرحلة التالية التي ستكون مغادرة هوكشتاين إلى إسرائيل، وننتظر ما سيحمله من هناك»، مكرراً أن الأمور «جيدة».، مؤكدا أن الضمانات فيما يخص الموقف الإسرائيلي هي على عاتق الأميركيين.

 

وعما إذا كانت المسودة التي تتم مناقشتها قد تمت مناقشتها مع الإسرائيليين، أجاب بري: «هوكشتاين يقول إنه نسق مع الإسرائيليين فيما يخص المسودة»، لكن بري استدرك قائلاً: «إنها ليست المرة الأولى التي ينكر فيها الإسرائيليون تعهداتهم».

الميدان

 

ميدانيا ، أرسا حزب الله معادلتي بيروت مقابل تل ابيب، من جهة، وان التفاوض تحت النار والتصعيد سيواجه بمثله، فقام ليلا بتوجيه ضربة الى «رمات غان» في قلب تل ابيب، والتي استهدفت في المرة الاخيرة ابان حرب الخليج عام 1990، مستخدما صاروخ فاتح 110 للمرة الثانية منذ انطلاق جبهة الاسناد،في خطوة شكلت «انجازا للحزب وعكست تطورا استراتيجيا في تكتيكاته»، بعد ساعات من تحدث نتاياهو امام الكنيست عن ان الجيش الاسرائيلي قضى على 70 الى 80 % من قدرة الحزب الصاروخية .

تحت النار

 

وفيما لم تهدأ الغارات على قرى الجنوب، اعلن جيش العدو الإسرائيلي عن إصابة 11 جندياً إسرائيلياً في معارك جنوب لبنان خلال 24 ساعة. واشار الى ان «الفرقة 98 تواصل العمل في مواقع عدة في جنوب لبنان حيث زعم انها كشفت معقلاً مركزياً لحزب الله». واعلن ايضا «قتل قائد منظومة القذائف الصاروخية متوسطة المدى التابعة لحزب الله علي توفيق الدويك في كفرجوز». هذا وأعلنت المقاومة انها شنت هجوما جويًا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة النوعيّة على نقاط عسكريّة حساسة في مدينة تل أبيب». وقال: شنّينا هجوماً جوياً بسرب من المُسيّرات الإنقضاضيّة على قاعدة رامات ديفيد جنوب شرق حيفا وأصابت أهدافها بدقة. واعلن انه استهدف «محلقة إسرائيلية في أجواء بلدة الطيبة، بالأسلحة المناسبة، وتم إسقاطها في المنطقة» واستهدف «تجمعاً لقوّات جيش العدو جنوبي مدينة الخيام بصلية صاروخيّة نوعية»، و»تجمعاً لقوّات جيش العدو عند الأطراف الجنوبية لبلدة البياضة بصلية صاروخيّة»، وايضا «تجمعاً لقوّات جيش العدو عند الأطراف الجنوبية لبلدة شمع بقذائف المدفعيّة». واستهدف «منزلاً يتحصّن فيه جنود جيش العدو ‏عند الأطراف الشمالية لبلدة مارون الراس بصاروخٍ موجّه وأوقعهم بين قتيل وجريح». وقال: إستهدفنا قاعدة غليلوت (مقر وحدة الإستخبارات العسكرية 8200) في ‏ضواحي تل أبيب بصلية من الصواريخ النوعية. وأعلن «اننا شنَّينا هجومًا جويًا بسربٍ من المسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة بيت ليد (قاعدة عسكريّة تحوي معسكرات تدريب) تبعد عن الحدود 90 كلم شرق مدينة نتانيا وأصابت أهدافها بدقة». واستهدف «قاعدة تدريب للواء المظليين في مستوطنة كرمئيل، بصليةٍ صاروخيّة». كما استهدف «مدينة صفد المُحتلّة، بصليةٍ صاروخيّة». واعلن الحزب استهداف تجمع لجنود إسرائيليين في المنارة شمالي إسرائيل برشقة صاروخية. واستهدف «تجمعًا لقوات العدو في مستوطنة أفيفيم» و»طائرة مسيّرة إسرائيليّة من نوع «هرمز 450» في أجواء بلدة الطيبة بصاروخ أرض – جو وتم إسقاطها و»شوهدت تحترق». كذلك، استهدف تجمعًا لقوات الجيش الإسرائيلي جنوبي بلدة الخيام للمرّة الخامسة، وفي مستوطنة مرغليوت للمرّة الثانية، بصليةٍ صاروخية، وأيضاً قاعدة تل حاييم (تتبع لشعبة الاستخبارات العسكرية في جيش العدو الإسرائيلي)، تبعد عن الحدود اللبنانية الفلسطينية 120 كلم، في مدينة تل أبيب، بصليةٍ من الصواريخ النوعيّة، وسربٍ من المُسيّرات الانقضاضية، وأصابت أهدافها بدقّة.

استطلاع اسرائيلي

 

وقبيل وصول هوكشتاين الى تل ابيب ، أشار موقع «إي أن أس أس» الإسرائيلي إلى أن 82.5% من الإسرائيليين يرون أن الوضع الأمني الحالي لا يسمح للمستوطنين بالعودة إلى شمال فلسطين المحتلة، وبالتالي ضرورة استمرار الحرب، لافتا إلى ان 45% من الإسرائيليين يرون أن على «إسرائيل» أن تسعى جاهدة «للتوصل إلى اتفاق مع لبنان لتلبية الاحتياجات الأمنية لإسرائيل».، فيما 24% من الإسرائيليين فكروا في مغادرة «إسرائيل»، و29% فقط من الإسرائيليين يقولون إنهم سيشجعون أبناءهم على الالتحاق بمهام قتالية في «الجيش» الإسرائيلي.

 

كما عبّر 86% من الإسرائيليين عن عدم ثقتهم بأن روسيا ستضع المصالح الأمنية الإسرائيلية في الاعتبار إذا ما كانت طرفاً في تنفيذ اتفاق وقف إطلاق نار مع لبنان.