Site icon IMLebanon

الديار: نتائج زيارة هوكشتاين لاسرائيل: تقدم وايجابية ومجازر وتدمير؟!

 

 نتانياهو يراهن على الوقت لفرض هدنة مؤقتة مرفوضة لبنانيا

 الجيش الاسرائيلي منهك… ولا بحث بتجريد المقاومة من سلاحها – ابراهيم ناصرالدين

 

ارخت الجبهة اللبنانية بثقلها في دولة الاحتـلال بالامـس، على الرغم من “الزلزال” القضائي المتمثل باصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحق رئيس حكومة العدو بنيامين نتانياهو ووزير الحرب السـابق يوآف غالانـت.

 

هذه المذكرة نزعت القناع عن الوجه القبيح لهذا الكيان العنصري الذي طالما حظيت جرائمه بتغطية العالم الغربي الذي احرجت معظم دوله بالامس، ما عدا الولايات المتحـدة طبـعا.

 

اما الاصرار على اضفاء اجواء ايجابية على محادثات المبعوث الرئاسي الاميركي عاموس هوكشتاين في كيان الاحتلال، فبقي «حبرا على ورق» وترجم عمليا تصعيدا ميدانيا عنيفا من قبل جيش الاحتلال الذي واصل تدمير مباني الضاحية الجنوبية عشوائيا بهدف ايذاء بيئة المقاومة، فيما تكثفت الغارات جنوبا وبقاعا حيث كانت الكلفة البشرية كبيرة حيث سقط نحو 50 شهيدا في البقاع واكثر من عشرين شهيدا جنوبا وجرح العشرات.

 

ووفق مصادر مطلعة فان المراوغة الاسرائيلية متوقعة لان نتانياهو يراهن على الوقت لتحسين شروط الاتفاق، وهو امر لن يحصل، وسيغرق جيش العدو في الوحل اللبناني.

 

اما محاولة فرض هدنة مؤقتة لـ 60 يوما فهي امر سبق ورفضها المفاوض اللبناني ويضغط العدو لفرضها.

 

ميدانيا، فيخوض «رجال الله» مواجهات عنيفة مع قوات العدو التي لم تنجح في احداث تعديل يذكر على الارض سواء في الخيام او المحور الغربي في شمع، فيما تواصل انهمار الصواريخ على المستوطنات.

 

واذا كان نتانياهو يتعمد المراوغة وشراء الوقت عبر تاجــيل حسم الموافقة على الاتفاق، فان الاصوات داخل اسرائيل ارتفعت مطالبة بوقف سريع للنار وتسوية مع لبنان، لان التكلفة باتت مرتفعة وستكون كارثية مع دخول فصل الشتاء، فيما الجيش يعاني من نقص حاد في العديد وبات منهكا الى درجة باتت القوات البرية مهددة بالانهــيار.

الترويج لاجواء ايجابية

 

ونقلت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية عن مصادر مطلعة أن المفاوضات، قد اقتربت من التوصل إلى تسوية، بعد ان عقد هوكشتين اجتماعات مكثفة شملت رئيس حكومة العدو بنيامين نتانياهو ووزير الحرب يسرائيل كاتس ورئيس الاركان هرتسي هاليفي، وأكد مسؤولون إسرائيليون للصحيفة أن هناك تقدماً كبيراً قد تحقق في المفاوضات، وأن الفجوات بين الطرفين قد ضاقت في عدة نقاط، كما أشاروا إلى أن هناك رغبة واضحة لدى كلا الجانبين للتوصل إلى اتفاق نهائي.

 

وتدل التقديرات على أنه من المحتمل أن يتم التوصــل إلــى الترتيب النهائي في غضون أسبوعين إلى بضعة أسابيع.

لا للهدنة المؤقتة

 

لبنانيا، اكدت مصادر عين التينة ان هوكشستاين حمل صياغة مكتملة وافق عليها حزب الله. والان الانتظار سيد الموقف لمعرفة ما هي ملاحظات اسرائيل لمناقشتها. وقد نفت المصادر ان تكون ثمة موافقة على هدنة لـ 60 يوما.

 

واشارت الى انه اذا جاءت الموافقة الاسرائيلية سيبدا النقاش حول موعد وقف النار، وانتشار الجيش وآلية تنفيذ الـ1701.

اجواء ايجابية في واشنطن

 

من جهتها، اعتبرت واشنطن أن «إسرائيل حققت بعض الأهداف المهمة في حربها ضد حزب الله وأن نهاية الحرب قد تكون قريبة». وقال المتحدث باسم الخارجية الاميركية ماثيو ميلر «ما رأيناه هو أن إسرائيل حققت عددا من الأهداف المهمة. لقد رأينا إسرائيل على مدار الشهرين الماضيين، فعالة جدا في تطهير البنية التحتية لحزب الله بالقرب من الحدود، ولهذا السبب نعتقد أننا في المكان الذي يمكننا فيه التوصل إلى حل ديبلوماسي الآن”!.

الاتفاق يحتاج الى الوقت

 

وعلى الرغم من التقدم الكبير الذي تحقق، إلا أن هناك بعض الثغرات النهائية التي يجب سدها قبل إتمام التسوية، وهو ما يعني أن الاتفاق قد لا يتم في اليوم التالي، رغم قرب التوصل إليه، ومن المتوقع أن يعود هوكشتاين إلى الولايات المتحدة قريباً، فيما ستستمر المشاورات بين الطرفين في الأيام المقبلة.

 

وفي هذا السياق، اكدت قناة «كان» الاسرائيلية ان محادثات هوكشتاين مع المسؤولين الاسرائيليين وصفت بالجيدة، وقالت انه يمكن التقدم.اما وكالة»اكسيوس»فنقلت عن مسؤولين اميركيين واسرائيليين كبار تاكيدهم انه لا تزال هناك بعض الفجوات في الاتفاق.

الغرق في «الوحل”

 

في هذا السياق، اكدت وسائل اعلام اسرائيلية بان الاخفاق في وقف النار سيعني حكما غرق الجيش الاسرائيلي في وحول الشتاء في لبنان. من جهتها اكدت صحيفة “هآرتس» ان الاتفاق الآخذ في التبلور بين إسرائيل ولبنان، يوفر ذريعة للتفاؤل. واشارت الى ان معظم بنود الاتفاق تم استكمالها.

 

ووفقا لمعلومات الصحيفة، فان الولايات المتحدة وافقت على ضمان تنفيذ إسرائيل للاتفاق، أما مسألة «حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها» فستحلها صيغة ضبابية تنص على أن كل طرف يحق له الاحتفاظ بهذا الحق. ونقلت «هآرتس» عن مصدر إسرائيلي يشارك في الاتصالات، تاكيده ان التفكير بإمكانية تقديم جواب واضح على كل حالة خرق هو أمر غير واقعي. والعمل يجري للتوصل إلى «قاموس خرق” متفق عليه يستخدم دليلاً للجنة الرقابة التي يجب موافقتها على كل عملية إسرائيلية في كل مرة يعتبرها الطرفان خرقاً.

القضايا العالقة؟

 

وحتى لو تم الاتفاق بين الطرفين على «قاموس الخرق» الذي بحسبه سيتم تحديد حق إسرائيل في الرد، فسيبقى هناك عدد غير قليل من الأمور العالقة. مثلاً، ما الإجراء الذي على إسرائيل أن تمر به للحصول على الإذن للرد؟ لبنان يطالب بأن أي ادعاء بالخرق يناقش عبر لجنة الرقابة، وإذا لم تنجح الحكومة اللبنانية أو الجيش اللبناني في وقف هذا الخرق فسيتُخذ رد آخر.

 

في كل الحالات، بالنسبة للبنان، لن يسمح لإسرائيل مسبقاً بالهجوم بسبب خرق يلوح في الأفق. وكانت إسرائيل تطمح إلى الحصول على حرية عمل واسعة كما الحال في ســوريا، أو على الأقل حرية من النوع الذي يميز نشاطاتها في منــاطق للسلطة الفلسطينية مصنفة «أ»، او كما تفعل تركــيا التي تقصف مواقع القوات الكردية في سوريا والعــراق.

انسحاب قوات العدو فوري

 

ولفتت الصحيفة الى ان لبنان يطالب أن تبدأ إسرائيل بسحب قواتها عند دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ؛ حتى يستطيع مليون وربع مليون نازح من العودة إلى بيوتهم، وبالأساس لمنع إسرائيل من إقامة «منطقة أمنية» جديدة. ولكن هذا الطلب يقتضي دخولاً فورياً للجيش اللبناني إلى الجنوب، حتى قبل زيادة عديده.

ما هو دور الجيش؟

 

ولفتت الصحيفة الى انه من غير الواضح ما هو التفويض الذي سيعطى للجيش حسب القرار 1701، أساس الاتفاق المتبلور، يجب أن تتواجد جنوبي نهر الليطاني قوة عسكرية تصادق عليها الحكومة اللبنانية. ولكن هل يجب على الجيش اللبناني تفكيك بنى حزب الله التحتية العسكرية، من بينها قواعد ومخازن سلاح وذخيرة مخبأة في معظمها في بيوت خاصة. نظرياً، يمكن للجيش مصادرة المعدات العسكرية والتكنولوجية الموجودة جنوب نهر الليطاني، لكن الصواريخ بعيدة المدى والسلاح الموجود شمال نهر الليطاني لن يستطيع المس بها.

لا مس بسلاح حزب الله

 

ورغم أن القرار 1599 من العام 2004، المشمول في القرار 1701، ينص على وجوب نزع سلاح كل المليشيات، فإن حكومات لبنان امتنعت عن تنفيذ هذا البند، بل وأعطت حزب الله مكانة غير رسمية كـ «قوة دفاع» وطنية. لذلك، فإن طموح تجريد حزب الله من قدراته العسكرية على شاكلة الحلم الذي تسوقه إسرائيل تجاه حماس، بعيد عن التحقق، بل غير موجود على الطاولة.

ماذا تريد اسرائيل؟

 

ووفقا للاعلام الاسرائيل، فان ما تريد إسرائيل تحقيقه باستثناء وقف القتال في لبنان، هو قطع العلاقة بين جبهتي الحرب الأساسيتين، لبنان وغزة. هذه الخطوة ستمكن الجيش الإسرائيلي من تقليص نشر القوات في الشمال والتركيز على أعمال الإعمار والاستعداد الأمني للوضع الجديد هناك، في الوقت الذي يستمر فيه القتال في الجنوب.

حزب الله اكثر غموضا

 

لكن الاكثر خطورة بالنسبة لإسرائيل انها تجد صعوبة أكثر مما كان في السابق في التنبؤ بخطوات حزب الله القادمة، على خلفية التغييرات الكثيرة في قيادة الحزب. جزء من القيادة الرفيعة الجديدة التي تم استدعاؤها لاستبدال القادة والزعماء الذين قتلوا، غير معروفين للاستخبارات الإسرائيلية الآن.

مازق استدعاء الاحتياط.

 

بعد انتهاء خطة الهجوم على القرى الامامية ومع بدء المرحلة الثانية من الهجوم، سرحت إسرائيل جزءاً كبيراً من قوات الاحتياط التي عملت في جنوب لبنان، واستخدمت عدداً أقل من القوات التي في معظمها قوات نظامية، في هذه المنطقة. ولفتت صحيفة «هآرتس» الى ان التقدم نحو الخط الثاني جزئي، لكن إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق فستقرر الحكومة إبقاء الجيش في لبنان، وستضطر لحسم ما إذا كانت تشن هجوماً برياً آخر نحو الخط الثالث، المحاذي لنهر الليطاني. في هذه الحالة، يجب تجنيد الاحتياط من جديد بشكل واسع، الذي سيثقل العبء على جهاز الاحتياط وأبناء عائلات الجنود.

الرواية الاسرائيلية حول الاتفاق

 

من جهتها، اوضحت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الاسرائيلية، أنه تم «الاتفاق على نحو 90% من بنود اتفاق وقف النار في لبنان والتفاصيل الحســاسة والنهائية لم تحســم بعد.

 

وزعمت الصحيفة، ان مسودة الاتفاق تضمنت بندا ينص على وقف إطلاق نار تجريبي لمدّة 60 يوماً، ينسحب في خلالها حزب الله إلى ما وراء نهر الليطاني، ويتم بعد ذلك نشر قوات الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل في جنوب لبنان.

 

كما ذكرت أن المسودة نصت على انسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان ونصت على تشكيل لجنة للرقابة تضم دول عدة من بينها بريطانيا، ألمانيا، فرنسا ودول أخرى، كما اشارت الى وجود بند حرية العمل لإسرائيل في حال خرق حزب الله الاتفاق؟! لكن مصادر لبنانية تنفي ذلك بشدة..

“الترسيم» حاضر؟

 

وذكرت القناة 13 الإسرائيلية نقلاً عن مصادر أنّ «اتفاق التسوية بين لبنان وإسرائيل يشمل مفاوضات لترسيم الحدود البرية، والجيش اللبناني سينتشر في جميع المعابر البرية والبحرية بعد وقف إطلاق النار»، وزعمت انه»بحسب الاتفاق أمام إسرائيل 60 يوما للانسحاب من جنوب لبنان، ومسودة الاتفاق تشمل تشكيل لجنة خاصة تديرها الولايات المتحدة لمراقبة انتهاكات الاتفاق، واللجنة ستشرف على تفكيك البنية التحتية لحزب الله فوق وتحت الأرض.

مزايدات اسرائيلية

 

وفي موقف يزايد فيه على نتانياهو اعلن الوزير المستقيل بني غانتس انه إذا لم يقبل لبنان اتفاقاً يسمح لإسرائيل بحرية العمل بمواجهة الانتهاكات فيجب توسيع نطاق الهجمات على البنية التحتية اللبنانية.

اسرائيل تنهار!

 

في هذا الوقت، نصح الجنرال الاحتياط في جيش العدو اسحق بريك حكومة نتانياهو بابرام اتفاق سياسي مع لبنان لان نظرية القضاء على حزب الله غير واقعية، والجيش الاسرائيلي لا يملك القدرة على ذلك، وهو في حالة انهاك تهدد بالقضاء على القوة البرية الاسرائيلية، وقال «لو جاء كائن من الفضاء الخارجي ونظر إلينا من أعلى، ماذا سيرى؟ سيرى حرباً تستمر منذ أكثر من سنة، ولا نهاية لها. سيرى بأنه لم يتحقق أي هدف من أهداف الحرب، سواء تحرير المخطوفين، أو عودة المخلين من الشمال إلى بيوتهم، أو تدمير حمــاس أو حزب الله، أو إبعاد إيران عن وكلائها. سيرى أن اقتصــاد إسرائيل في حالة انهيار، والمناعة الاجتماعية في حالة تفكك، وعلى شفا الحرب الأهلية، والعالم المتنور ينفصل عن إسرائيل، والجيش البري يتآكل إلى أقصى درجــة”.

القوات البرية «تتفكك”

 

واضاف بريك» سيرى هذا الكائن أن الجيش لا يخبر المستوى السياسي بحقيقة الأزمة الشديدة في صفوفه، وجنود الاحتياط الذين أصبح 40 في المئة منهم يصوتون بالأرجل وهم غير مستعدين للخدمة مرة أخرى، والجنود النظاميون الذين يسرحون بسبب حالتهم النفسية والجسدية وعدم قدرتهم على مواصلة القتال. سيرى أيضاً بأن الجيش البري بات في حالة تفكك من ناحية القوة البشرية وتنقصه الوسائل القتالية”.

توحش اسرائيلي.. والمقاومة ترد

 

في الميدان، وعلى وقع مغادرة هوكشتاين لبنان، تجددت فجرا الغارات على الضاحية الجنوبية وتواصلت طوال اليوم على دفعات في حارة حريك وبئر العبد والغبيري والكفاءات والشياح. في وقت استهدفت الغارات ايضا قرى الجنوب والبقاع حيث تجاوز عدد الشهداء الخمسين. وأدت غارة على طريق النبطية مرجعيون طريق الخردلي، إلى انقطاع الطريق بالكامل.

 

في المقابل اعلن حزب الله اطلاق «صلية صاروخية على موقع الإنذار المبكر «يسرائيلي» على قمة جبل الشيخ في الجولان السوري المحتل». واعلن انه تصدى «لمسيرة هرمز 900 بصاروخ ارض جو». كما قصف للمرة الأولى بصلية صواريخ نوعية قاعدة حتسور الجوية شرقي مدينة أشدود. واعلن الحزب إن مقاتليه شنوا هجوما بسرب مُسيّرات انقضاضية على قاعدة حيفا البحرية (..) وأصابت أهدافها بدقة.

حيفا ونهاريا تحت القصف

 

كما استهدف مقاتلو الحزب بدفعة صواريخ «قاعدة شراغا (المقر الإداري لقيادة لواء غولاني) شمالي مدينة عكا المُحتلّة. وبدفعات صواريخ، هاجم «حزب الله” تجمعات لقوات إسرائيلية في جنوبي لبنان وشمالي فلسطين المحــتلة.

 

وتلك التجمعات في موقع هضبة العجل شمالي مستوطنة كفاريوفال، وشرقي مدينة الخيام،وعند بوابة العمرا جنوبي مدينة الخيام. كم شن مقاتلو الحزب هجوما بسرب مُسيّرات انقضاضية على تجمع لقوات جيش الاحتلال الإسرائيلي عنــد الأطراف الشرقية لمدينة الخيام و»أصابت أهدافها بدقــة.

 

ودوّت صفارات الإنذار في حيفا،وبعد اطلاق نحو 25 صاروخاا نحو نهاريا اعلن عن مقتل إسرائيلي.

كلام جعجع لا يستحق الرد

 

في غضون ذلك، وبعد ايام على دعوته الى انتخابات رئاسية دون النواب الشيعة، اطلق رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع كلام «خنفشاري» جديد حيث دعا الرئيس بري الى الدعوة إلى جلسة انتخاب رئاسية وإذا لم يدعُ فعلى النائب الأكبر سنّا الدعوة بحسب الدستور اللبناني،ولم تعلق مصادر مقربة من عين التينة على هذا الكلام، معتبرة انه لا يستحق الرد.