العدو يتقصد استهداف الجيش اللبناني بوريل يحذّر: لبنان على شفير الانهيار – بولا مراد
بمئات الصواريخ أمطرت المقاومة يوم أمس الأحد الكيان الاسرائيلي من الشمال الى الجنوب مثبتة المعادلة التي أعلنها الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم القائلة بـ «بيروت مقابل تل أبيب»، ما ادى وبحسب إذاعة الجيش الإسرائيلي، نقلا عن مصدر عسكري، الى دخول «قرابة 4 مليون شخص إلى الغرف المحصنة».
وحتى ساعات بعد ظهر الاحد، أحصت القناة 14 الإسرائيلية، «250 عملية إطلاق من لبنان باتجاه شمال إسرائيل». وتأتي العمليات العسكرية التي استهدفت تل أبيب وضواحيها يوم امس بعد الغارة الغادرة التي استهدفت البسطة الفوقا في بيروت وأدت وبحسب حصيلة جديدة محدثة وغير نهائية إلى استشهاد 29 شخصاً وإصابة 67 آخرين بجروح فيما لا تزال أعمال رفع الأنقاض مستمرة.
ويأتي تكثيف حزب الله عملياته بشكل غير مسبوق بالتوازي مع مواجهات كبرى يخوضها داخل الاراضي اللبنانية مانعا قوات الاحتلال من التقدم والسيطرة على البلدات والقرى. وأعلن الحزب امس عن استهداف وتدمير اكثر من دبابة ميركافا في بلدات البياضة وشمع وطيرحيفا وعلى تلة اللوبيا.
وقالت مصادر واسعة الاطلاع ان «عمليات حزب الله النوعية والمكثفة في الساعات الماضية قادرة على قلب المعادلات وهي لا شك ستكون مؤثرة في الموقف والقرار الاسرائيلي من المقترح الاميركي الموضوع على الطاولة لوقف النار». وشددت المصادر في حديث لـ «الديار» على ان هناك رأيين داخل اسرائيل الاول يقول بوجوب المضي فورا بالاتفاق الحالي لان حزب الله نفسه قد ينقلب عليه اذا ما استمر بزخمه في الميدان. اما الرأي الثاني فيقول بمواصلة الضغط العسكري على الحزب واللبنانيين لتحصيل المزيد من المكاسب مادمت فترة السماح الاميركية مستمرة حتى الـ 20 من كانون الثاني المقبل، تاريخ استلام الرئيس الاميركي دونالد ترامب مهامه رسميا».
عمليات حزب الله
ونشر «حزب الله» الأحد بيانات متعددة تمشيا مع العمليات العسكرية المكثفة التي شنها. واعلن أنه شن هجوماً بطائرات مسيَّرة على قاعدة أسدود البحرية في جنوب إسرائيل للمرة الأولى كما قصف بالصواريخ قاعدة استخبارات عسكرية اسرائيلية قرب تل أبيب، في هجوم هو الثاني من نوعه على منطقة تل أبيب خلال ساعات.
وقال الحزب في بيان إن مقاتليه استهدفوا «قاعدة غليلوت (مقر وحدة الاستخبارات العسكرية 8200) التي تبعد عن الحدود اللبنانيّة الفلسطينيّة 110 كيلومترات، في ضواحي مدينة تل أبيب، بصليةٍ من الصواريخ النوعية». كما استهدف الحزب قاعدة بلماخيم وهي قاعدة أساسية لسلاح الجوّ الإسرائيلي، تحتوي على أسراب من الطائرات غير المأهولة والمروحيات العسكرية، ومركز أبحاث عسكري، ومنظومة حيتس للدفاع الجويّ والصاروخي) تبعد عن الحدود اللبنانيّة الفلسطينيّة 140 كلم، جنوبي مدينة تل أبيب.
كما قصفت المقاومة قاعدة بيريا (القاعدة الأساسية للدفاع الجويّ والصاروخي التابع لقيادة المنطقة الشمالية)، بالإضافة إلى مدينة صفد ومقر قيادة المنطقة الشمالية (قاعدة دادو).
وفي حيفا، قصفت الحزب قاعدة زفولون للصناعات العسكرية كما معسكر الـ 100 (معسكر تدريب للقوات البرية) شمال أييليت هشاحر. كذلك طال القصف عشرات المستوطنات.
وعرض اعلام العدو مشاهد من الدمار الحاصل في مناطق الكيان جراء صواريخ المقاومة النوعية
من جهته، أعلن جيش العدو الإسرائيلي إطلاق صافرات الإنذار في شمال إسرائيل ووسطها. في وقت أعلنت فيه وسائل إعلام العدو أن «انفجارات عنيفة سمعت في تل أبيب الكبرى بعد استهدافها بصواريخ من لبنان للمرة الثانية اليوم»، مضيفة أنه «تمّ رصد إطلاق 10 صواريخ من لبنان باتجاه تل أبيب الكبرى». وأكدت ايضاً سقوط ستة إصابات إثر سقوط صاروخ قرب «تل أبيب».
اما «هيئة البث الاسرائيلية» فأعلنت توقف حركة الطيران في مطار «بن غوريون» شرق «تل أبيب» إثر اطلاق الصواريخ من لبنان. وأفادت «القناة 13» الإسرائيلية باندلاع حرائق في مواقع بنهاريا وحيفا إثر إصابات مباشرة بصواريخ أطلقت من لبنان. وقالت وسائل إعلام العدو إن 10 إسرائيليين أصيبوا في نهاريا وحيفا وبيتاح تكفا، إضافة إلى «إصابة خطرة في كفار بلوم بالجليل الأعلى».
الجيش هدفا
في هذا الوقت، كان العدو يستهدف وعن قصد مرة جديدة مركزا للجيش اللبناني في الجنوب. اذ أعلنت قيادة الجيش اللبناني عن «استشهاد أحد العسكريّين وإصابة 18 بينهم مصابون بجروح بليغة، نتيجة استهداف العدو الإسرائيلي مركز الجيش في العامرية على طريق القليلة- صور، كما تعرّض المركز لأضرار جسيمة».
ويأتي ذلك بعد سلسلة استهدافات لمراكز وعناصر الجيش ما ادى وبحسب ارقام رسمية حصلت عليها «الديار» الى ارتفاع عدد الشهداء الى 44 شهيدًا، 19 استشهدوا في مراكز العمل و 25 في منازلهم مع عائلاتهم.
واعتبر رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أنّ «استهداف العدو الإسرائيلي
بشكل مباشر مركزًا للجيش في الجنوب، وسقوط شهداء وجرحى، يمثّل رسالة دمويّة مباشرة برفض كلّ المساعي والاتصالات الجارية للتّوصّل إلى وقف إطلاق النّار، وتعزيز حضور الجيش في الجنوب، وتنفيذ القرار الدّولي الرّقم 1701».
ونبه مصدر امني في حديث لـ «الديار» من انه «وبعدما كان الشهداء العسكريين سقطوا عن طريق الخطأ في الاسابيع الماضية، يبدو واضحا ان العدو بات يستهدفهم اليوم عن سابق تصور وتصميم، وقد يكون يوجه رسالة بوجوب خروج الجيش من الجنوب، وهو ما لن يحصل تحت اي ظرف، وهو ما اكد عليه قائد الجيش خلال عيد الاستقلال».
على شفير الانهيار
ودعما للمؤسسة العسكرية، أعلن مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل بعد لقائه قائد الجيش تقديم 40 مليون يورو لمصلحة المؤسّسة العسكرية.
وهو حذّر بعد لقائه رئيسي الحكومة ومجلس النواب من أن لبنان بات «على شفير الانهيار» وحثّ على «وقف فوري» لإطلاق النار. وقال:»ينبغي زيادة الضغط على الحكومة الإسرائيلية، ومواصلة الضغط على حزب الله للقبول بالمقترح الأميركي لوقف إطلاق النار».
الراعي- باسيل
سياسيا، لفتت يوم امس مواقف البطريرك الماروني بشارة الراعي كما رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل. ففيما انتقد الاول في عظة الاحد كيفية تولي التفاوض باسم لبنان قائلا: «من يفاوض وقف إطلاق النّار، وباسم من، ولمصةلح من؟ وهي أولى صلاحيّات رئيس الجمهوريّة المغيّب قصدًا»، مشدّدًا على أنّه «ما لم ينتخب المجلس النّيابي رئيسًا للجمهوريّة، لن يتمتّع مجلس النّواب والحكومة بصلاحيّاتهما، ويبقى كلّ عملهما منقوصًا وغير ميثاقيّ».
من جهته، قال باسيل: «مررنا بمرحلة رفع فيها الثنائي الشيعي شعار عدم وقف إطلاق النار في لبنان من دون توقفه في غزة»، موضحاً أننا «لم نقتنع بهذا الموقف ولم نوافق عليه، بل وجهنا كتابا خطيا في 8 نيسان نطالب فيه بقرار أممي لوقف إطلاق النار».
وأشار في تصريح، إلى «أننا قلنا للحزب، من قال لكم أن إسرائيل ستوقف النار على لبنان إذا توقفت الحرب في غزة؟»، موضحاً أن «هذا ما حدث، اليوم لبنان يطالب بوقف النار متأخرا، وإسرائيل ترفض».
وتحدث باسيل عن مرحلة جديدة، موضحاً أنه «اليوم، يرفع الثنائي شعارا مفاده أنه لا انتخاب لرئيس للجمهورية في لبنان دون وقف إطلاق النار»، قائلاً: «عادة عندما تضع شرطًا لوقف إطلاق النار، يجب أن يكون هذا الشرط ضاغطًا على العدو». وأضاف: «أنتم تضعون هذا الشرط على لبنان واللبنانيين، هذا الانتخاب لمصلحة لبنان، هل تهددون إسرائيل بذلك؟». ورأى «لو قلتم أنه ممنوع على إسرائيل انتخاب رئيس لها دون أن توقف عدوانها على لبنان، كنا فهمنا».
وسأل باسيل: «من قال لكم انه عندما تريدون انتخاب رئيس، ستسمح لكم إسرائيل؟»، معتبراً أن «إسرائيل يمكن أن تهدد أو تستهدف نوابًا لبنانيين لمنع الانتخاب بمسيرة واحدة».
ودعا إلى الكف عن «ربط لبنان ومصالحه بأمور خارجة عن إرادته»، سائلاً: ماذا لو لم تتوقف الحرب، هل نبقى بلا رئيس؟». وتابع: «لا وجود لجمهورية أو بلد من دون رئيس، البلد ومؤسساته أهم منا جميعاً». وشدد على أن «المقاومة يجب أن تكون في خدمة البلد، وليس البلد في خدمة المقاومة».