القرار 1701 بين النسختين: فروقات لغوية
ستون يوماً مفصلية: انتخاب رئيس ووقف النار في غزة على طاولة التحديات – رضوان الذيب
فكك حزب الله اخطر مؤامرة كونية لتصفيته وانهاء وجوده واخراجه من المعادلات السياسية والعسكرية في المنطقة منذ تاسيسه بتوافق اميركي اوروبي اسرائيلي وتغطية عربية شاملة، وتجمعت ضده كل قوى الارض سياسيا وعسكريا وامنيا واعلاميا وماليا واجتماعيا لسحقه عبر اغتيال رموزه وقائد مسيرته السيد حسن نصرالله وصولا الى السيد هاشم صفي الدين والحاج محمد عفيف ومعظم قيادات المؤسسين لحزب الله والمقاومة، وطالت الاغتيالات الكوادر بالصفين الثاني والثالث، بالإضافة إلى التدمير الممنهج لمؤسساته الصحية والثقافية والاعلامية والاجتماعية والمالية ومناطق تواجده وبيئته وجمهوره في الجنوب والضاحية والبقاع وبيروت.
نجح حزب الله في منع «التجمع الكوني» من تحقيق مبتغاه بمحوه عن الخريطة، بفضل الصمود الاسطوري لمقاتليه الذين قلبوا المشهد والمعادلات كليا بقتال فاق المعجزات رغم الفوارق في الامكانيات، بالإضافة إلى القدرة السريعة على ترميم أوضاعه والسيطرة على القيادة والقرار بعد تفجيرات البيجر واستشهاد سماحة السيد حسن نصرالله، وهذا ما اكد على متانة جسم حزب الله وصلابته.
نجح حزب الله في الحفاظ على وجوده بمجرد افشاله مخططات العدو ، وهذا اكبر انجاز بحد ذاته، وبقي حتى لحظة دخول وقف اطلاق النار حيز التنفيذ يطلق عشرات الصواريخ على كامل الاراضي الفلسطينية المحتلة موقعا الخسائر في كيان الاحتلال، وهذا هو العامل الاول في قبول الاسرائيلي بوقف اطلاق النار.
وحسب مصادر متابعة وعليمة، فان ما حققته المقاومة هو لمصلحة كل اللبنانيين، والامين العام لحزب الله الشهيد الكبير حسن نصرالله اهدى انتصار عام 2000 و2006 لكل اللبنانيين، وهذ ا ما سيؤكد عليه الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في المهرجان التابيني التاريخي الذي سيقام للأمام حسن نصرالل هو السيد هاشم صفي الدين وكل القادة والشهداء على ارض الضاحية الجنوبية وفي المكان الذي استشهد فيه السيد نصرالله في القريب العاجل، وسيهدي النصر الى كل اللبنانيين.
وتضيف المصادر، لبنان انتصر، بصمود مقاومته اولا ودماء شهدائه وعذابات جرحاه وصبر أهالي الجنوب والبقاع والضاحية وبيروت وكل اللبنانيين الذين جسدوا ابهى وانبل واصدق معاني الوحدة الوطنية بالتفافهم واحتضانهم للنازحين ورعايتهم، مما شكل اكبر صفعة لمحاولات الفتنة الاسرائيلية. انتصر لبنان بفضل حكمة وبراعة وصمود الرئيس نبيه بري في ادارة المفاوضات وبدعم كامل وتغطية شاملة من الرئيس نجيب ميقاتي الذي لم يابه لمحاولات التشكيك، ولا بد من الإشادة بجهود معظم وزراء الحكومة، والفضل الاكبر يبقى للدفاع المدني والصليب الاحمر اللبناني وكل الهيئات الصحية وتحديدا في حزب الله وحركة امل والمسعفين الذين سقط منهم عشرات الشهداء والجرحى ولم يتراجعوا.
انتصر لبنان، واسقط أهالي الجنوب والضاحية وبيروت والبقاع المؤامرة الاسرائيلية بعد ان هبوا دفعة واحدة للعودة الى قراهم ومدنهم لحظة اعلان وقف اطلاق النار غير مكترثين بالتهديدات الاسرائيلية وبيانات القوى الامنية بالتروي بالعودة الى القرى التي شهدت مواجهات عنيفة، وغصت طرقات الجنوب والبقاع والضاحية وبيروت بعشرات الالاف من العائدين الى قراهم حاملين صور الشهيد حسن نصرالله، ونصبوا الخيم على انقاض منازلهم المهدمة متحدين إسرائيل ومجازرها والطقس العاصف، ليدفنوا شهدائهم ويبنوا بيوتهم ويزرعوا اراضيهم ووصل العديد من العائلات الى الخيام وكفركلا متحدين القوات الإسرائيلية الذين أطلقوا باتجاههم 6 قذائف مدفعية مما شكل اول خرق لوقف النار، واسقطوا المناطق العازلة بعمق 5 او 10 كيلومترات كما سوق الاسرائيلي وبعض الاعلام، ما فعله اهل الجنوب من خلال العودة السريعة شكل نصرا اضافيا للمقاومة واستفتاء لها وللرئيس نبيه بري، واللافت ان بعض أهالي الجنوب الذين عادوا الى منازلهم وجدوا اوراقا خطها مجاهدو حزب الله وكتبوا عليها «نعتذر منكم، استخدمنا بعض اغراضكم المنزلية أثناء مرورنا».
والسؤال الاكبر، هل يشكل ما جرى البداية لانتظام عمل المؤسسات وانتخاب رئيس للجمهورية بالسرعة القصوى وملاقاة الجهود الدولية والعربية لمساعدة لبنان من اجل بناء الدولة الحقيقية واعادة الازدهار، ام سيغرق لبنان مجددا في الخلافات وعمليات الفساد والشحن الطائفي والتشكيك المتبادل وتضييع الفرصة الحالية لإخراج البلد من مشاكله.
الحكومة وخطة الجيش
قبل اجتماع مجلس الوزراء في السرايا الحكومية، استقبل الرئيس ميقاتي قائد الجيش العماد جوزيف عون الذي عرض لميقاتي خطة انتشار الجيش اللبناني في الجنوب كما نص القرار الدولي 1701، وابلغ عون الرئيس ميقاتي بدء الجيش تسيير الدوريات في الجنوب، وان الجيش قدم 46 شهيدا في المواجهات مع العدو الاسرائيلي، وعلم انه تم الاتفاق على إرسال10 الاف جندي لبناني لتعزيز قوات الجيش المتواجده في الجنوب وفتح باب التطوع في الجيش، وحضر العماد عون جانبا من اجتماع الحكومة التي اكدت بلسان رئيسها نجيب ميقاتي الالتزام بتنفيذ قرار مجلس الأمن 1701 بمندرجاته كافة لاسيما فيما يتعلق بتعزيز انتشار الجيش والقوى الامنية كافة في منطقة جنوب الليطاني، واثنى ميقاتي على دور القوات الدولية في تنفيذ الـ 1701، وشدد على المرجعية الامنية للجيش في الجنوب بما يسقط الحجج التي يرتكز عليها العدو الاسرائيلي، علما ان الأمانة العامة لمجلس الوزراء وزعت على الوزراء نص الاتفاق الجديد لوقف النار مع بداية الجلسة، وبرر ميقاتي الامر بأنه تسلم النص مساء الثلاثاء الماضي، وكان اللافت حضور وزير الدفاع العميد موريس سليم الجلسة ووزير الشؤون الاجتماعية هكتور حجار الذي دخل بمناكفات مع رئيس الحكومة حول بعض القضايا، وكشفت معلومات، ان الوفد اللبناني سيطالب في الجلسة الأولى للجنة المكلفة مراقبة الاتفاق، الافراج عن الاسرى اللبنانيين الذين اعتقلتهم قوات الاحتلال في عدوانها الأخير وتسليم بعض جثث الشهداء.
في مجال متصل، يمدد مجلس النواب اليوم لقادة الأجهزة العسكرية، قائد الجيش جوزيف عون، مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، مدير عام الأمن العام بالانابة اللواء الياس البيسري.
بري: لنطوي لحظة تاريخية
بدوره وجه رئيس مجلس النواب نبيه بري رسالة إلى اللبنانيين دعاهم فيها الى إنقاذ بلدهم وحماية مؤسساته وطي صفحة تاريخية كانت الأخطر على لبنان هددت شعبه وتاريخه، ودعا النازحين للعودة الى قراهم، وحيا روح شهيد الأمة سماحة السيد حسن نصرالله الذي حملني أمانة المقاومة السياسية، مجددا على ان المرحلة ليست للرقص فوق الدماء بل ان نحفظ لبنان واحدا موحدا، كما دعا بري الى الإسراع في انتخاب رئيس الجمهورية.
بوريل في بيروت
وصل الى بيروت، موفد الرئيس الفرنسي جان ايف لودريان للبحث في تنفيذ الـ 1701، لكن الملف الابرز سيكون انتخاب رئيس للجمهورية، ويلتقي لودريان الاطراف السياسية، ويبلغهم القرار الدولي بضرورة انتخاب رئيس للجمهورية خلال فترة ال 60 يوما التي منحت لتنفيذ اتفاق وقف النار، هذه المعلومات وصلت الى بيروت واقرت عند البحث في بنود الاتفاق بين الجانبين الاميركي والفرنسي، على ان يكون اسم الرئيس توافقيا ولا يزعج اي طرف داخلي، وحسب المعلومات، ان فترة ال 60 يوما ستشهد ايضا توقيع الاتفاق في غزة، والرئيس الاميركي الجديد ترامب يريد الدخول الى البيت الابيض دون اي ملفات متفجرة في المنطقة،
وفي المعلومات، ان اللجنة الخماسية ستعاود اجتماعاتها قريبا.
المقاومة تُعلن حصيلة المواجهات: إفشال التوغل الإسرائيلي وتكبيده خسائر كبيرة
أصدرت غرفة عمليات المقاومة الإسلامية بيانها رقم 4638، مؤكدة استمرار صمودها وثباتها في مواجهة العدوان الإسرائيلي منذ انطلاق عمليتي «طوفان الأقصى» و«أولى البأس»، وتحقيق إنجازات نوعية على مختلف الجبهات.
أبرز ما جاء في البيان:
عدد العمليات: نفذت المقاومة الإسلامية 4637 عملية عسكرية منذ انطلاق عملية «طوفان الأقصى» في أكتوبر 2023، منها 1666 عملية منذ بدء العدوان على لبنان في سبتمبر 2024، بمعدل 23 عملية يومياً.
العمليات النوعية: ضمن سلسلة «خيبر»، استُهدفت قواعد عسكرية وأمنية استراتيجية باستخدام صواريخ دقيقة ومسيّرات، وصلت إلى عمق 150 كلم داخل الأراضي المحتلة.
خسائر العدو: مقتل 130 جندياً وضابطاً، إصابة أكثر من 1250، وتدمير 59 دبابة ميركافا و11 جرافة عسكرية، إضافة إلى إسقاط طائرات مسيرة متنوعة.
إفشال مخططات العدو: لم تنجح القوات الإسرائيلية في تحقيق أهدافها الميدانية أو إنشاء منطقة عازلة، رغم التوغلات المتكررة، وتكبدت خسائر كبيرة في معارك الدفاع البقعي في بلدات مثل البياضة وعيناثا وبنت جبيل.
وأكدت المقاومة أنها ستظل على جاهزية كاملة للدفاع عن لبنان ومتابعة أي تحركات إسرائيلية، مشددة على أن خططها الدفاعية أثبتت فعاليتها في حماية سيادة البلاد وإفشال المخططات الإسرائيلية.
اوجه الاختلاف بين نسختي الـ 1701
وتابعت المصادر العليمة، ان الصيغة التي اعلنت مساء الثلاثاء للقرار 1701، لاتختلف عن صيغة الـ 1701التي اعلنت بعد حربت موز2006، والصيغتان لا تختلفان الا بالشكل وليس بالمضمون، والتعديلات بمعظمها لغوية، وقد تم الكشف عن الاتفاق الكامل بين إسرائيل ولبنان وتضمن:
1_ حزب الله وجميع الجماعات المسلحة الأخرى في لبنان لن يقوموا بأي عمل هجومي ضد إسرائيل
2_ إسرائيل، بالمقابل، لن تقوم بأي عمل عسكري هجومي ضد أهداف في لبنان، سواء على الأرض أو في الجو أو البحر.
3_ تعترف إسرائيل ولبنان بأهمية قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701
4_هذه الالتزامات لا تلغي حق إسرائيل أو لبنان في ممارسة حقهما الطبيعي في الدفاع عن النفس.
5_القوات الأمنية والجيش الرسمي اللبناني سيكونان هما الجهتان المسلحتان الوحيدتان المسموح لهما بحمل السلاح أو تشغيل قوات في جنوب لبنان.
6_ستكون أي عملية بيع أو توريد أو إنتاج للأسلحة أو المواد المرتبطة بها للبنان تحت إشراف وسيطرة الحكومة اللبنانية.
7_ سيتم تفكيك جميع المنشآت غير المصرح بها المتعلقة بإنتاج الأسلحة والمواد المرتبطة بها.
8 _ستفكك جميع البنية التحتية والمواقع العسكرية، وتصادر جميع الأسلحة غير المصرح بها التي لا تتوافق مع هذه الالتزامات.
9_ سيتم تشكيل لجنة مقبولة من قبل إسرائيل ولبنان والامم المتحدة للإشراف على تطبيق وضمان الالتزام بهذه التعهدات.
10_ ستقدم إسرائيل ولبنان تقارير حول أي انتهاك محتمل للالتزامات إلى اللجنة وإلى قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل).
11_سينشر لبنان قواته الأمنية الرسمية وقوات الجيش على طول الحدود، ونقاط العبور، والخط الذي يحدد المنطقة الجنوبية وفقًا لخطة الانتشار.
12 _ستنسحب إسرائيل تدريجياً من جنوب الخط الأزرق خلال فترة تصل إلى 60 يومًا.
13_ستقوم الولايات المتحدة بدعم مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل ولبنان للوصول إلى حدود برية معترف بها.
واللافت، ان القرار اخذ بكل التعديلات اللبنانية، لان المسودة الاولى التي عرضها هوكشتاين لم يوافق لبنان على 11 بندا.
اما طبعة1701التي اعلنت بعد حرب تموز عام 2006، جاءت على الشكل الاتي :
1_وقف كامل للاعمال العدائية
2_ سحب إسرائيل لجميع قواتها من لبنان
3_ انتشار الجيش اللبناني واليونيفيل في مختلف مناطق الجنوب
4_ حل طويل الامد
5_ نزع سلاح جميع الجماعات المسلحة في لبنان
6_ لن تكون هناك قوات مسلحة غير اليونيفيل والجيش اللبناني في الجنوب
7_ تزويد الجيش بخرئط الالغام الاسرائيلية الى بنود تتعلق بالخط الأزرق وسيادة لبنان على كامل أراضيه.
الاتفاق محصور في جنوب الليطاني
وحسب المصادر العليمة، فان الاتفاق الحالي محصور في منطقة جنوب الليطاني فقط، امافي مناطق شمال الليطاني فلا بنود تتعلق بنزع سلاح المقاومة او تفكيك ترسانتها العسكرية واي ادوار لليونيفيل، والدور محصور فقط بالجيش اللبناني وانتشاره على المعابر.
اما عن اللجنة الخماسية فهي نسخة معدلة عن لجنة مراقبة تفاهم نيسان 1996، وبدلا من ان تكون ثلاثية اصبحت خماسية بانضمام اميركا وفرنسا، وخضعت إسرائيل للقبول بالمشاركة الفرنسية بعد الاصرار اللبناني.
وتتابع المصادر، اما الاتفاق الحالي فلم يتحدث عن مناطق عازلة في الجنوب بعمق 5 كيلومترات كما ردد الإعلام الاسرائيلي وبعض المنظرين اللبنانيين، على ان تنسحب إسرائيل خلال 60 يوما وتعود الاوضاع الى ما كانت عليه قبل 17 ايلول، ويعود المواطنون الى جانبي الحدود .
الاتفاق في غزة
كشفت معلومات مؤكدة «للديار» على وجود تعهد دولي بوقف الحرب على غزة خلال فترة ال 60 يوما لتنفيذ الاتفاق بين اسرائيل ولبنان، وفي المعلومات، ان المفاوضات بشان وقف اطلاق النار في غزة ستستانف قريبا بمشاركة الولايات المتحدة الاميركية وقطر ومصر على ان تنضم تركيا للمفاوضات، وفي المعلومات، ان وقف اطلاق النار والافراج عن الاسرى لدى حماس وعشرات الفلسطينيين سيوقع خلال فترة ال 60 يوما، وربما دفع ذلك إسرائيل لتصعيد اعتداءاتها على غزة خلال الأيام القادمة.
مسؤولون اسرائيليون ينتقدون الاتفاق
اما وسائل الإعلام الاسرائيلية، فاعتبرت الاتفاق يوم عار على «دولة إسرائيل» وكشفت بانه لا يتضمن منطقة عازلة، ولا تصريحا واضحا بمهاجمة إسرائيل، ولا ضمانة لضرب المشروع الاقتصادي لحزب الله والأهم ان من سينفذه الجيش اللبناني واليونيفيل.
وحسب الصحف الاسرائيلية ايضا، فإنه سادت حالة من الغضب الاسرائيليين بسبب مشاهد عودة اللبنانيين الى قراهم وبيوتهم قبل سكان الشمال المحتل وتساءلت صحف عربية، اذا كنا وجهنا إليهم ضربة قاسية لماذا هم يعودون ونحن لا !؟؟
كما وصف رئيس حزب «ا سرائيل بيتنا» افيغدور ليبرمان اتفاق وقف اطلاق النار باتفاق الاستسلام من قبل نتنياهو الذي اشترى هدوءا لفترة قصيرة على حساب الأمن القومي البعيد المدى.