Site icon IMLebanon

الديار: الخيام محررة من الاحتلال… ضغط اميركي والمقاومة تراقب

 

 المناورات الرئاسية مستمرة و«معراب» ترفع سقف شروطها

قلق حول سوريا و«اسرائيل الكبرى» تدغدغ احلام نتانياهو – ابراهيم ناصرالدين

 

 

حط القطري والتركي في دمشق، لتسييل «النصر» الميداني المحقق في السياسة، وجاء الاميركي عبر وزير الخارجية انتوني بلينكن لطمانة الحلفاء، بدءا من الاردن من حكم غامض ذات جذور اخوانية وهوى «قاعدي» في سوريا، بينما يغض الجميع الطرف عن عربدة كيان الاحتلال الذي يعمل واقعيا على تحقيق «اسرائيل الكبرى»، بقضم المزيد من الاراضي العربية ومحاولة فرض الشرق الاوسط الجديد، باقرار من نتانياهو.

 

جنوبا،شهد الامس اولى خطوات تنفيذ اتفاق وقف النار، باشراف اميركي مباشر، حيث انسحب جنود الاحتلال من بلدة الخيام واندحرت الاليات باتجاه الحدود وانتشر الجيش اللبناني في احيائها وبدأ عملية تهيئة الارضية لعودة ابناء البلدة الذين استهدفوا في ساحتها بصاروخ من مسيرة ما ادى الى سقوط شهداء وجرحى، وقد ناشد رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي الدول الضامنة الى وقف الغدر الاسرائيلي.

 

رئاسيا، لا تزال المناورات سيدة الموقف في ظل هامش وقت متاح لكافة الاطراف قبل موعد الـ9 من الشهر المقبل، لحرق الاسماء، وتنظيف صورة اسماء اخرى، والتسويق لمشاريع منها ما هو واقعي، وبعضها مجرد وهم. نعمة فرام اول المرشحين العلنيين دون وعود مسبقة من احد، وهو ليس متقدما على اي من المرشحين الواقعيين، لكنه سيحاول اليوم في «معراب» الحصول على مباركة قواتية، لكن النتائج التي حصل عليها تكتل الاعتدال الوطني بالامس لا تبشر بالخير، فهو كما دخل خرج ولم يحصل على»حق او باطل» في ظل «دغدغة» غير معلومة المصدر لجعجع بحلم الرئاسة، مع تشدد واضح في مواصفات الرئيس باعتبار ان موازين القوى قد تغيرت في لبنان والمنطقة لمصلحة المعارضة كما يقول «الحكيم» الذي يبحث عن رئيس يمنحه التزاما باقفال ملف سلاح حزب الله. فيما الكتل النيابية الاخرى لا تزال تناور بشخصيات لا تزال بمعظمها مجرد تكملة عدد لبورصة رئاسية لم يتمخض عنها اسم جامع توافقي يحمي الشراكة الوطنية، بغياب «كلمة السر» الخارجية الحاسمة. اما «الثنائي» فلم يتنازل بعد عن ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية الذي التقى المعاون السياسي للرئيس بري النائب علي حسن خليل بعيدا عن الاعلام حيث تم البحث معمقا «بخارطة طريق» جلسة الانتخاب المفترضة الشهر المقبل، وقد وصفت مصادر «عين التينة» اللقاء بالايجابي جدا، وقالت» كما العادة نحن على الموجة ذاتها مع بنشعي».

اشراف ميداني اميركي

 

جنوبا، حرصت الولايات المتّحدة على الاشراف المباشر امس على تنفيذ جيش الاحتلال أول انسحاب لقواته من الاراضي اللبنانية في بلدة الخيام، وعلمت «الديار» ان الجانب الاميركي ابلغ السلطات اللبنانية انه لا تاثير للاوضاع في سوريا على تطبيق اتفاق وقف النار، مع التاكيد على ان ادارة بايدن تتواصل مع الاسرائيليين لضمان عدم الاخلال ببنود الاتفاق. وفي هذا السياق، اعلنت القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) ان قائدها الجنرال إريك كوريلا كان حاضرا في مقر التنفيذ والمراقبة أثناء أول انسحاب تنفذه القوات الإسرائيلية وحلول القوات المسلّحة اللبنانية محلّها في إطار اتّفاق وقف إطلاق النار. ونقل البيان عن كوريلا قوله «هذه خطوة أولى مهمة في تنفيذ وقف دائم للأعمال العدائية»، وهي تضع الأساس لتقدّم مستمر. وكشف» سنتكوم» ان الجنرال كوريلا بحث مع قائد الجيش العماد جوزف عون الوضع الأمني الراهن والمتغيّر في سوريا، وتأثيره على الاستقرار في المنطقة، وسبل تعزيز الشراكة العسكرية بين الجيش اللبناني والقيادة المركزية الأميركية.

عودة السكان

 

من ناحيته، شدّد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن خلال محادثة هاتفية امس مع نظيره الإسرائيلي يسرائيل كاتس على التزام واشنطن دعم تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، وقال البنتاغون في بيان إنّ أوستن قال لنظيره الإسرائيلي إنّ هذا الاتفاق من شأنه أن «يخلق الظروف اللازمة لإعادة إرساء هدوء دائم والسماح للسكان على جانبي الحدود الإسرائيلية-اللبنانية بالعودة إلى ديارهم بأمان تامّ».

ميقاتي والغدر الاسرائيلي

 

من جهته، قال رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي في منشور على منصة إكس إنَّ «تمركز وحدات الجيش في منطقتي الخيام ومرجعيون يمثّل خطوة أساسية لتعزيز انتشار الجيش في الجنوب، تنفيذا لقرار وقف إطلاق النار، وطالب ميقاتي إسرائيل بوقف خروقاتها وقال ان الغدر الاسرائيلي ادى الى سقوط عدد من الشهداء والجرحى، في الخيام امس، مشدّدا أيضا على أنّ المطلوب كذلك العمل على انسحاب إسرائيل الكامل من كلّ المناطق التي تحتلّها..

حزب الله «يراقب»

 

في هذا الوقت، لا يزال حزب الله عند موقفه بمنح الدولة اللبنانية الفرصة اللازمة لالزام العدو على وقف خروقاته وتنفيذ الاتفاق، وبينما يجري التنسيق على نحو رفيع المستوى مع قيادة الجيش حيث يتم الانتشارالميداني بسلاسة متناهية، تراقب المقاومة الموقف لتبني على «الشيء مقتضاه» لاحقا. وفي هذا السياق، اكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة حسن فضل الله ان العدو يحاول فرض وقائع خلال الـ 60 يوما، والمقاومة تدرس كل الخيارات، لكنه شدد ان الدولة الان هي المسؤولة ومعها الدول الضامنة لوقف هذه الخروقات، وقال «ليتحملوا مسؤولياتهم لوقف الاعتداءات، اما من يريد ان يعرف قيمة المقاومة فعليه ان ينظر اليوم الى ما تفعله قوات الاحتلال في سوريا».

خروقات جوية

 

وتزامنا مع انتشار الجيش في الخيام، وبانتظار ان يستكمل تنفيذ خططه بالدخول الى باقي القرى الحدودية، شهدت الخروقات انخفاضا ملحوظا بالامس،وسجل تحليق كثيف للطيران المسيّر الحربي الإسرائيلي على علو منخفض، في أجواء بيروت وضاحيتها الجنوبية.كما سجل تحليق للطيران الحربي في أجواء راشيا والبقاع الغربي، منطقة الزهراني والقطاع الشرقي.

السباق الرئاسي

 

رئاسيا، سجلت بورصة الترشيحات اسماً رسميا امس مع اعلان رئيس المجلس التنفيذي لمشروع وطن الانسان النائب نعمة افرام ترشحه لرئاسة الجمهورية واستعداده لتولي المسؤولية الوطنية انطلاقا من ثوابت عددها خلال مؤتمر صحفي عقده للغاية، ووسط توقعات بأن تحصل ترشيحات اضافية في الايام الفاصلة عن جلسة 9 كانون الثاني المفترضة، لم تؤد بعد حركة سفراء الخماسية كما الاتصالات واللقاءات بين القوى السياسية الى التفاهم على اسم يقرّب المسافات بين مجمل هذه القوى.

رفع «سقوف» المعارضة!

 

وفيما بدات دوائر قصر بعبدا تنفض الغبارعن لوجستيا استعدادا للرئيس المقبل، رفعت المعارضة من سقوفها، عبر «معراب» التي نقل زوارها بالامس كلاما لرئيس القوات اللبنانية سمير جعجع قال فيه، ان المعارضة دخلت مرحلة الانتصار بعد هزيمة حزب الله في لبنان وسقوط الرئيس الاسد، لهذا فان شروط انتخاب الرئيس قد تغيرت حكما، واشار الى انه يجب اولا التاكد من تراجع «الثنائي الشيعي» عن دعم سليمان فرنجية، وبعدها يبدا الحوار الجدي حول رئيس يعطي التزاما باقفال ملف سلاح حزب الله، وتطبيق القرارات الدولية. وقد التقت «كتلة الاعتدال الوطني» بجعجع امس، ووفق المصادر لم يتم البحث خلال الاجتماع بالاسماء، لكن جعجع كان صريحا عندما اشار الى ان القوات اللبنانية تريد رئيس بحجم التغيير في المنطقة ولبنان؟

مواصفات الرئيس

 

من جهتها، أعلنت كتلة «الاعتدال الوطني» ان ترشيح رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع إلى رئاسة الجمهورية أمر مشروع، غير أنها أشارت بعد لقائها معه في معراب الى أن البحث لم يتناول هذه المسألة.وأضافت: «نحن أمام مرحلة نسعى فيها إلى إيجاد حلول تؤدي إلى انتخاب رئيس توافقي، واللقاء مع جعجع كان صريحاً وواضحاً وأكّدنا له أهمية انتخاب رئيس توافقي يكون عليه إجماع ويواكب المستجدات تحت سقف الشراكة الوطنية والطائف».وأوضحت الكتلة ان «النقاش كان يرتكز على مواصفات الرئيس للمرحلة المقبلة وهي تشمل بشكل أساسي تطبيق اتفاق الطائف والـ1701.

ايران وقوة حزب الله

 

في هذا الوقت، يسود الترقب مآلات الوضع في سوريا،وفيما شنت اسرائيل امس غارتين على دمشق، وصل وفدان قطريان وتركيان الى دمشق، لاجراء مباحثات مع السلطات الجديدة، كما بدا وزير الخارجية الأميركية، أنتوني بلينكن، من الأردن وتركيا جولة لبحث الأزمة في سوريا. وفي طهران اكد رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف أن «اغتيال قادة حزب الله لا سيما الأمين العام السيّد حسن نصرالله، كان أشد على ايران من سقوط بشار الأسد»، مؤكدا أن الحزب «أصبح أقوى».واعتبر قاليباف أن «التطورات في سوريا لم تكن مفاجئة بل كانت حتمية ونحن قمنا بتوجيه تحذيرات دقيقة للحكومة السورية»، مبينا أن «سقوط الأسد يسبب اضطرابا للمقاومة ولكنها ستتكيف مع الظروف الجديدة وتصبح أقوى».وشدد على أن «مستقبل سوريا لن يسير وفق مصممي المخطط، فالشباب السوري سيتمكن من استعادة الكرامة الوطنية»، مضيفا: نراقب سلوك المعارضين وداعميهم وعلاقتهم مع الكيان الصهيوني وسنتخذ قراراتنا بناء على ذلك.

تقييم «السي اي ايه» لسقوط الاسد؟

 

من جهته اكد مسؤول سابق في المخابرات المركزيّة الأميركيّة، بول بيلار، مقالة نشرت على موقع «ناشيونال إنترسينت» ان مساعي الخليجيين العرب لتحسين العلاقات مع «نظام الأسد» وإبعاده عن إيران ذهبت أدراج الرياح الآن. ولفت الى ان وجود نظام (إسلاموي) في المنطقة يعد سيناريو سيئًا جدًا للسعوديين وخاصة للإماراتيين.

التاثير في محور المقاومة؟

 

أما فيما يخص التأثير في محور المقاومة فقد رأى الكاتب أنّ تغيير النظام في سوريّة لا يُعتبر تلك الصفعة للمحور بالحجم الذي يوصف، مُشيرًا إلى أنّه دائمًا ما يذكر الجسر البريّ لنقل المعدات عبر سوريّة إلى حزب الله، وإلى أنّه سيكون هناك تحديات لوجستيّة إضافيّة أمام إيران. لكن برايه فأنّ الجسر البريّ هو فقط عنصر واحد في تحالفات إيران الإقليمية.

تمدد الاحتلال الاسرائيلي

 

في هذا الوقت، احتفل الجيش الإسرائيلي بصورة انتصار، ورفع علم إسرائيل على قمة جبل الشيخ ووصلت الدبابات إلى القنيطرة، مع طمس حقيقة أن الأمر يتعلق بأراض سورية وليس منطقة عازلة. والعملية البرية التي رافقتها موجة هجمات من الجو والبحر، دمرت فيها إسرائيل سلاح الجو والأسطول ومنظومة الصواريخ ومركز الأبحاث الأمنية في سوريا، وتم الاحتفال بها كنجاح كبير للجيش الإسرائيلي رغم تنفيذها بدون أي مقاومة من الطرف المعتدى عليه. وثمة أسئلة تطرح حول المستقبل، إلى متى ستسيطر إسرائيل على هضبة الجولان؟ وما المتوقع حدوثه إذا غلبت الفوضى في سوريا، وتم توجيه جزء منها نحو إسرائيل؟ هل سيبقى الجيش الإسرائيلي في هذه المواقع أم سيتقدم نحو دمشق لتوسيع القاطع الأمني؟

حلم «اسرائيل الكبرى»

 

الجواب جاء من رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو الذي لم يكتف بمحو الحدود في هضبة الجولان. ففي تقديم شهادته في محاكمة الفساد، زاد في ذلك وقال «لقد حدث هنا شيء تكتوني، هزة أرضية لم تكن منذ مئة سنة، منذ اتفاق سايكس بيكو حيث تقاسمت بريطانيا وفرنسا أراضي الإمبراطورية العثمانية وأوجدت منظومة الدول القائمة حتى الآن، وهو بهذا لم يهدف إلى تعليم التاريخ للقضاة. بل المح نتنياهو بانتهاء منظومة الحدود في المنطقة. ووفق مجلة «فورين أفيرز» الاميركية، يبدو أن رئيس حكومة الاحتلال يعمل على تشكيل إرثه كزعيم قام بتوسيع حدود إسرائيل بعد خمسين سنة على الانسحاب والتقلص.

الشراكة مع ترامب

 

إلى جانب انفعال كبير لدى اليمين الإسرائيلي من التمدد في المنطقة بوجود شريك آخر لنتنياهو، يؤيده على نحو حاسم: دونالد ترامب الذي يظهر تسامحا مع طموحات إسرائيل الجغرافية. فنتنياهو يريد أن يذكره التاريخ بأنه مجسد «إسرائيل الكبرى»، ليس فقط كمتهم بالرشوة ومتآمر سياسي، الذي تخلى عن مئة مخطوف في غزة. لذلك، سيحاول التمسك بسيطرة إسرائيل على شمال قطاع غزة. ولذلك، لن ينسحب من المناطق الجديدة التي احتلها في الجولان، وربما سيزيدها، في ظروف ما.

اتفاق سلام مع لبنان؟

 

وذهبت صحيفة «يديعوت احرنوت» الى ابعد من ذلك وقالت انه « لا ينبغي لإسرائيل أن تكتفي بالتشديد على وقف النار مع حزب الله، بل العمل على اتفاق سلام مع لبنان، لاستغلال ما اسمته خسارة حزب الله قوته وإيران لنفوذها هناك. وفي هذا السياق، يمكن التفكير أيضاً بدعم حكم ذاتي للدروز في سوريا وتعزيز الحلف مع الأكراد».

تغيير وجه الشرق الاوسط

 

وقالت» كل هذا ممكن بخاصة في ضوء دخول ترامب إلى البيت الأبيض. التاريخ يشهد بأن انتهاء الحروب ينطوي دوماً على فرص لتغيير الواقع. ولا وقت أفضل لمحاولة حقيقية لتغيير وجه الشرق الأوسط. لهذا الغرض مطلوب قيادة لا تكتفي بالخطابات عن إنجاز استراتيجي عسكري، إنجاز لن يبقى منه شيء إذا لم نستغل اللحظة المناسبة التاريخية هذه»!.