Site icon IMLebanon

الديار: واشنطن تراوغ تجاه «إسرائيل»… وتضغط لنزع سلاح المخيّمات!

 

هوكشتاين يتدخل «لصيانة» الإتفاق… ولبنان يُطالب بجدولة الانسحاب

 مُراوحة رئاسيّة… وجنبلاط قلق من غياب الزخم الخارجي لدعم عون؟ – ابراهيم ناصرالدين

 

دوران الاستحقاق الرئاسي في حلقة مفرغة لا علاقة له بعطلة عيد الميلاد، فالملف الرئاسي يتقدم ببطء شديد، ويكاد لا يتحرك في ظل الحذر المفرط في تحرك القوى السياسية الداخلية، التي تخشى الاقدام على «دعسة» ناقصة، قد تكون مكلفة في الامتار الاخيرة للسباق.

 

في هذا الوقت، تواصل قوات الاحتلال خروقاتها الفظة للسيادة اللبنانية، ودون رادع جدي، حيث لا تزال المراوغة الاميركية سيدة الموقف. وتتجه الانظار اليوم الى اجتماع السراي الحكومي بين رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، الذي جال  بالامس على القرى الامامية مع قائد الجيش جوزاف عون، وبين لجنة مراقبة وقف النار، بانتظار زيارة مفترضة بين عيدي الميلاد وراس السنة للمبعوث الاميركي عاموس هوكشتاين الى بيروت، «لصيانة» الاتفاق.

 

وفيما تغيب الضغوط الاميركية الجدية على «اسرائيل»، تتصاعد الضغوط على الدولة اللبنانية، وهذه المرة من «بوابة» المخيمات الفلسطينية، حيث تستعجل واشنطن الحكومة اتخاذ اجراءات عاجلة لنزع سلاح الفصائل الفلسطينية؟!

واشنطن تضغط بملف المخيمات

 

وعلمت «الديار» انه بعد نجاح الجيش في تسلم مواقع الجبهة الشعبية المنتشرة في اكثر من منطقة لبنانية، وآخرها بالامس في انفاق الناعمة، تضغط الولايات المتحدة الاميركية على الحكومة اللبنانية لفتح ملف سلاح المخيمات الفلسطينية، وتستعجل الحصول على اجوبة واضحة حيال كيفية معالجة هذا الملف دون «مراوغة». وهي طالبت السلطات اللبنانية البدء بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية للبدء بوضع «خارطة طريق» تبدأ بنزع سلاح حركة فتح والفصائل الاخرى في اسرع وقت، واعلان المخيمات الفلسطينية خالية من السلاح.

 

ووفقا للمعلومات، فان رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي يميل الى التريث في فتح هذا الملف ، وتركه الى ما بعد الاستحقاق الرئاسي، ولا يرغب في خلق توترات قد لا تتحملها البلاد، اذا لم تتم معالجة الامر على نحو عقلاني ومسؤول.

 

لكن ثمة خشية جدية من حملة منظمة قد ترفع من حجم الضغوط على الحكومة، ليس من قبل المعارضة فحسب، وانما من شخصيات طامحة رئاسيا، وكذلك تزاحم ميقاتي على رئاسة حكومة العهد الاولى، وبعض هؤلاء بدأوا تقديم اوراق اعتمادهم لدى اكثر من جهة خارجية.

تسلم وتسليم

 

وكانت مديرية التوجيه قد اعلنت، انه استكمالًا لعملية تسلُّم الجيش مراكز عسكرية كانت تشغلها تنظيمات فلسطينية داخل الأراضي اللبنانية، تسلمت وحدة من الجيش مركز قوسايا – زحلة التابع سابقًا لـ «الجبهة الشعبية» لتحرير فلسطين – القيادة العامة، بالإضافة إلى الأنفاق العائدة له، وصادرت كمية من الأسلحة والذخائر، بالإضافة إلى أعتدة عسكرية. كما تعمل الوحدات المختصة على تفجير الألغام المزروعة في جوار المركز، وتفكيك الذخائر الخطرة غير المنفجرة ومعالجتها، وقد تسلم الجيش انفاق الناعمة من «الجبهة الشعبية» .

اجتماع حاسم في السراي؟

 

في ملف الخروقات «الاسرائيلية»، سيطالب الجانب اللبناني في اجتماع السراي الحكومي اليوم، بموقف واضح وغير ملتبس من رئيس اللجنة الاميركي من الخروقات «الاسرائيلية»، بعدما حصل لبنان على اشارات فرنسية مؤيدة لموقفه، ووفق مصادر مطلعة سيتم ابلاغ اللجنة، بانه لا يمكن القبول باي تبرير لهذه التعديات، تحت عناوين «الدفاع عن النفس»، وكذلك سيطالب ميقاتي بجدول زمني واضح لانسحاب جنود الاحتلال ،حيث يتم الامر ببطء مريب، وثمة خشية من انقضاء مدة الـ 60 يوما دون حصول ذلك، وهذا ما يعيد الامور الى «نقطة الصفر»، ويفتح الابواب على مخاطر كبيرة. لكن ثمة شكوك كبيرة لدى تلك الاوساط من خطوة اميركية فاعلة اتجاه «اسرائيل»، اقله قبل انقضاء مهلة الـ 60 يوما.

«كربجة» رئاسية

 

رئاسيا، «الكربجة» الداخلية ، واللاحماسة الخارجية، تهدد جديا بالتحاق موعد الـ 9 من الشهر المقبل بمواعيد الفشل السابقة، لا تبدو مفاجئة بغياب الحسم الخارجي للملف، حيث يستنكف اللاعبون الرئيسيون عن رمي اسم مرشحهم على «الطاولة» كي لا «يحترق»، بغياب الحد الادنى من التفاهم على «سلة» متكاملة، تحفظ للجميع حصة في العهد الجديد، طالما ان تغيير موازين القوى داخل المجلس النيابي غير متاح راهنا، بما لا يسمح لاي طرف بفرض مرشح تحدي على الآخرين.

رهانات وهدر للوقت

 

واذا كانت معظم القوى السياسية مقتنعة بهذه المعادلة، ومنها «الثنائي» المنفتح على اي خيار بديل بالتنسيق مع رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية، تبقى «القوات اللبنانية» مع بعض «الرؤوس الحامية» في المعارضة، تفضل عدم الاستعجال والرهان على هدر المزيد من الوقت، بانتظار تبدل في المزاج الاميركي بعد دخول الرئيس دونالد ترامب الى البيت الابيض، واحتمال تعرض ايران لهجوم «اسرائيلي».

 

وقد المح النائب غسان سكاف الى إمكان تأجيل جلسة التاسع من كانون الثاني المقبل، وقال «في حال لم يتم التوصل الى توافق»، مشدّداً على أن «التفاهم المسبق يسهل عملية الانتخاب ويحول دون وقوع مفاجآت».

شكوك وقلق جنبلاط

 

اما النائب السابق وليد جنبلاط الذي «لعب بورقة» ترشيح قائد الجيش العماد جوزاف عون، فلم ينجح في تحريك «المياه الراكدة» رئاسيا، وهو يقر امام زواره بانه متفاجىء من البرودة الخارجية في التعامل مع الملف برمته، وبات متشككا في جدية الدعم الخارجي لقائد الجيش، بعدما لاحظ ان خطوته بقيت «يتيمة» ولم تكر سبحة المؤيدين المفترضين لترشيحه، وهو يعتبر انه قام بما عليه في هذا السياق، وحاول ان يفتح «كوة في الجدار»، واذا لم تتبلور حركة ضغط جدية بعد عيد الميلاد تسمح بتظهير المشهد على حقيقته، فان المخاوف ستكون في محلها، من وجود توجه جدي لدى الادارة الاميركية الجديدة لتأجيل الاستحقاق الى ما بعد 20 كانون الثاني، وعندها لا ضمانة حيال توجهات ترامب العاشق للصفقات، ولهذا ينصح جنبلاط كل من تدغدغه بعض الاحلام ان يتواضع قليلا، ويساعد في انجاز الاستحقاق في موعده المحدد، كي لا يدفع البلد اثمانا لا قدرة له على تحملها.

حزب الله وفرنجية

 

من جهته، أكد نائب رئيس المجلس السياسي في حزب الله الوزير السابق محمود قماطي، «أننا سنعمل ما في وسعنا لكي نصل إلى إنجاز الاستحقاق الرئاسي والوصول إلى رئيس للجمهورية، علما أن الثنائي الوطني أعلن أنه يدعم ترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية، والآن هناك أسماء كثيرة بدأ التداول بها، ويهمنا أن نصل إلى رئيس للجمهورية كي تبدأ الدولة بمسارها من جديد، ونحرص على ذلك، وحتى الآن ما دام الوزير فرنجية مرشحا لرئاسة الجمهورية، فنحن سنكون معه ، ولن نتخلى عن دعمه لهذا الموقع، وأما إذا توصل إلى نتيجة أخرى، فحينها يمكن أن نبحث في أسماء أخرى».

ميقاتي وعون في الجنوب؟

 

وفي جولة اعتبرتها اوساط سياسية «بروفة» للعهد القادم ، جال رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، الذي يحاول فرض نفسه مرشحا اول لوزارة العهد الجديد، وقائد الجيش العماد جوزاف عون، المرشح الاقوى في «بورصة» الترشيحات، على القرى الحدودية، لتأكيد التزام لبنان تطبيق قرار وقف اطلاق النار، خلافا لـ «اسرائيل» الماضية في عربدتها، وقال ميقاتي «لا بد بداية من توجيه التحية لارواح شهداء الجيش الذين سقطوا دفاعا عن الارض، واتطلع في وجوهكم واشعر بالفخر لانني اشعر بمعنوياتكم العالية واصراركم على الدفاع عن الارض رغم كل الصعوبات».

 

وأضاف ميقاتي «سنعقد اجتماعا مع اللجنة التي تشرف على وقف اطلاق النار، وامامنا مهام كثيرة ابرزها انسحاب العدو من كل الاراضي، التي توغل فيها خلال عدوانه الاخير، وعندها سيقوم الجيش بمهامه كاملة». وتابع «الجيش لم يتقاعس يوما عن مهماته، ونحن امام امتحان صعب ،وسيثبت الجيش انه قادر على القيام بكل المهام المطلوبة منه، وانا على ثقة كاملة بهذا الامر».

 

بدوره، حيا قائد الجيش العماد جوزيف عون في كلمته رئيس الحكومة، شاكرا له دعمه الكامل للجيش، وقال: «رغم كل الامكانات الضئيلة بقي الجيش صامدا في مراكزه وحافظ على المدنيين، وسنكمل مهمتنا لاننا مؤمنون بما نقوم به».

ماذا تريد «اليونيفيل»؟

 

ووفق المعلومات، انه خلال اللقاء مع قيادة قوات الطوارىء امس، طالب قيادة «اليونيفيل» اعادة تركيب رادار في منطقة مركبا، كما طالبت بحرية اكبر للحركة جنوب الليطاني.

تفجيرات وتجريف وقطع طرقات

 

وتزامنا مع الزيارة، استمرت الخروقات «الاسرائيلية» لاتفاق وقف النار، وأقفل جيش الاحتلال  طريق مدينة بنت جبيل – مارون الراس بالسواتر الترابية والمكعبات الاسمنتية، ما يحول دخول الآليات والسيارات بإتجاه بلدة مارون الراس. كما سجل تحليق للطائرات المُسيّرة في أجواء الجنوب، وقامت «اسرائيل» بتفجيرات في كفركلا وبني حيان.

 

كما أقدمت قوات الاحتلال على تفجير عدة منازل في منطقتي البستان والزلوطية في قضاء صور ، كما نفذت جرافة «إسرائيلية» بعد ظهر امس عملية تجريف بحماية دبابة ميركافا عند الأطراف الشمالية لبلدة مارون الراس، وسط إطلاق رصاص متقطع باتجاه أطراف مدينة بنت جبيل .

 

كما أقدم جيش العدوعلى تفجير عدد من المنازل في بلدة الناقورة، تزامن مع تحليق للطيران المروحي والاستطلاعي «الإسرائيلي» في أجواء المنطقة. وامعانا بانتهاك السيادة اللبنانية قام جنود الاحتلال برفع العلم «الإسرائيلي» على تلة في منطقة إسكندرونا بين بلدتي البياضة والناقورة المشرفة على الساحل ، عند مدخل بلدة الناقورة الرئيسي.

تهديدات «اسرائيلية»

 

وكان المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي، قد اكد ان استراتيجية «اسرائيل» تقوم على عدم السماح  لحزب الله  بتسليح نفسه من جديد، ومن إعمار قدراته، ومن تهديد أمن «إسرائيل»، وأضاف «سنتابع محاولات حزب الله وأنشطته عن كثب، ولن نتردد في هذا المجال».

تفاصيل «مجزرة البيجرز»

 

في هذا الوقت، نشر برنامج التحقيقات الصحافية «60 دقيقة» لشبكة «سي.بي.اس» الأميركية مقابلات مع عملاء سابقين «للموساد» تباهوا فيه بمجرزة «البيجرز» وأجهزة الاتصال في 17 – 18 أيلول، والتي استشهد فيها ما لا يقل عن 59 شخصاً في لبنان وسوريا منهم مدنيون، وأصيب نحو 4.000، والمئات منهم بجروح خطيرة .

عشر سنوات من التخطيط

 

ووفق شهادات هؤلاء، بدأت الحملة قبل عقد من الزمن، عندما خطط «الموساد» لتفخيخ أجهزة اتصال حزب الله، وآلاف أجهزة اتصال بمادة متفجرة . وبحث رئيس «الموساد» دادي برنياع، عن سبيل للوصول وإصابة أكبر عدد من عناصر حزب الله، ليس في ميدان المعركة فحسب ،بل أيضاً وهم يتجولون بالجينز والقمصان البيتية.  وكان هدف رجال «الموساد»، أن تكون الإصابة أشد، وتخرج المستخدم عن الأداء بشكل كامل بعد الانفجار في كلتي اليدين على الأقل.

 

و كان السؤال: كيف نقنع حزب الله الذي عمل كجيش، بأن يشتري هذه الأجهزة البشعة الثقيلة والكبيرة بالذات. الجواب بسيط – رجال «الموساد»، الذين اختصوا بالتسويق أيضاً، عرضوا فضائل الجهاز: فهو الأكثر مصداقية ، ويمكنه تلقي بلاغات حتى من تحت الماء، في أثناء العرض وضع الجهاز في حوض مليء بالماء. ورووا أيضاً بأنه الجهاز الأقوى، ولا يمكن تحطيمه حتى بضربات مطرقة. ووفق الرواية «الاسرائيلية» جربه نتانياهو بنفسه على حائط مكتبه خلال احاطة امنية مع رئيس «الموساد» وتأكد من جودته؟!

تغيير «قواعد اللعبة»

 

وقال «ا» وهو الاسم الأول لمسؤول في «الموساد» «استغرقت العملية أكثر من عقد من التخطيط، وشملت بناء ثقة مع العميل المستهدف، وتطوير التكنولوجيا، والحفاظ على الوضع القائم لدى العدو دون إثارة الشكوك». وادعى المسؤول الأمني «الإسرائيلي» السابق أن «العملية أحدثت تحوّلًا كبيرًا في الساحة الشمالية». وقال إن «ما يميز هذه العملية عن غيرها هو استهداف العناصر البشرية بشكل مباشر، على عكس العمليات التي تركز عادةً على أهداف عسكرية مثل الأنفاق والصواريخ». ورأى أن «هذه العملية غيرت قواعد اللعبة لانها لم  تكن فقط ضربة تقنية، بل استراتيجية، أضعفت القدرات البشرية لحزب الله بشكل كبير».