بات شبه مؤكد أن التكليف قد يحصل خلال الأسبوع المقبل، وتحديداً بعد انتهاء الإستشارات النيابية الملزمة، إذ يؤكد مرجع سياسي بارز، أنه، وفي حال لم يحصل أي طارئ كبير جداً، فإن تكليف الرئيس سعد الحريري بات أمراً لا مفرّ منه، وإلا فإن البلد لن يتحمّل تبعات تأجيل الإستشارات، خصوصاً في ظل التدهور المالي المستمر، وبعد تلقّي المعنيين سلسلة تحذيرات من قبل المولجين بالملف اللبناني، وفي طليعتهم فرنسا، إذ ينقل أن الرئيس إيمانويل ماكرون بعث برسالة الى المسؤولين اللبنانيين بأنه، وفي حال لم تحصل الإستشارات ويتم التكليف الأسبوع المقبل، فإن فرنسا والمجتمع الدولي سينفضان يديهما من الملف اللبناني، وسيكون هناك إجماع دولي على عدم تقديم أي مساعدة، وهذا ليس تهديداً، بل لأن من عطّل في لبنان المبادرة الفرنسية والحل لإنقاذه من أزماته، عليه أن يتحمّل كامل المسؤولية.
وتضيف المصادر، أن كلاماً شبيهاً لما قاله ماكرون، قاله وكيل وزارة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى السفير دايفيد شينكر، خلال لقائه برئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط، كاشفاً له أن واشنطن تدعم الحل الفرنسي ووصول الحريري إلى رئاسة الحكومة، وعلى هذه الخلفية، وبتنسيق ما بين الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا تم تكليف الحريري التشاور مع المسؤولين اللبنانيين حول عودته إلى الحكم، وشارحاً لهم الآلية التي ستنقذ لبنان إقتصادياً من خلال تنفيذ المبادرة الفرنسية، وأنه يحظى بدعم دولي، وهناك ضمانات وخارطة طريق واضحة المعالم لتنفيذ هذه المبادرة.
وعلى خط موازٍ، عُلم من جهات سياسية مسؤولة ومتابعة للإتصالات الجارية، بأن هناك هامشاً ضيقاً لدى البعض للمناورة السياسية وتحسين شروطهم ليكونوا شركاء في القرار ويحظون بحصص في الحكومة المقبلة، بمعنى أن المسألة تتخطاهم، لأن كل التقارير والأرقام حول التدهور الإقتصادي والمالي، وصلت إلى مرحلة الإفلاس ودخول البلد في الفوضى، والتي من الممكن أن تؤدي إلى أكثر من ذلك، على خلفية التدهور الإجتماعي، ونفاد الأموال من جيوب الناس، وخصوصاً بعد الإجراءات حول الليرة اللبنانية، وتدني قيمتها الشرائية.
وعلى هذه الخلفية، لم يعد هناك أي قدرة لهذا الطرف وذاك على الاستمرار في التعطيل، أكان على المستوى الداخلي، حيث يتّجه الوضع الإجتماعي نحو المجهول، وتالياً، فإن البلد بات تحت المجهر الدولي والمسؤولين الفرنسيين قالوا ما لديهم، وتحديداً ما صدر عن وزير الخارجية جان إيف لودريان، الذي أشار إلى أن لبنان سيختفي وإلى زوال، وهو يقصد كما تقول الجهات السياسية، أن لبنان، وفي حال لم يلتزم أو ينفّذ المبادرة الفرنسية، فهو سيزول لأنه لم يعد باستطاعة لا باريس ولا غيرها دعمه والوقوف إلى جانبه.
وأخيراً، وحيال هذه الأوضاع، ثمة أجواء عن مساعٍ حثيثة تبذلها أكثر من جهة بغية إيجاد حلّ لــ«حَرَد» رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل، ورفضه لعودة الحريري إلى رئاسة الحكومة، وهذه المساعي تجري على أكثر من خط من مقرّبين من باسيل والحريري، ولكن إلى الآن لم ينقل عن الذين يقومون بهذه الوساطات أي بوادر إيجابية، بحيث ما زال رئيس «التيار البرتقالي» على مواقفه، ولكن من الآن إلى الخميس كل الاحتمالات واردة، وثمة متّسع من الوقت لإزالة هذه العقد.