Site icon IMLebanon

الديار: البيطار يحدد جلسات لاستجواب النواب الثلاثة.. وتوجه لقرار ظني على قاعدة «اللهم اني بلغت»

 

 

مفاوضات صندوق النقد الدولي : لبنان لن يلتزم بشروطه كاملة

نيترات الأمونيوم في عرسال..السفير الايراني في السراي وشيا في العدلية – بولا مراد 

 

قضائيا، ماليا، دبلوماسيا وامنيا تشعب المشهد اللبناني في الساعات الماضية في ما يشبه الاستنفار الذي يعيشه البلد بعد اشهر طويلة من الفراغ الحكومي، رغبة من كل الفرقاء بتحقيق خروقات على الاصعدة كافة قبل موعد الانتخابات النيابية المقبلة ظنا انهم بذلك يشجعون ناخبيهم على تجديد البيعة لهم بعد كل ما اقترفته أيديهم بحق البلد.

 

وفي بارقة أمل على صعيد محاسبة المجرمين والفاسدين والمتلكئين في هذا النظام المافياوي، عاود المحقق العدلي في جريمة انفجار المرفأ القاضي طارق البيطار  مزاولة عمله في قصر العدل يوم أمس الثلاثاء، وحدد مواعيد جديدة لاستجواب النواب الـ ٣ المدعى عليهم فخصص جلسة في ١٢ تشرين الأول للوزير السابق والنائب علي حسن خليل وجلستين في ١٣ تشرين الأول للوزيرين السابقين غازي زعيتر ونهاد المشنوق. اما جلسة استجواب رئيس الحكومة السابق حسان دياب فحددها في  28 من الشهر عينه.

مذكرات ولا توقيفات

 

وبالرغم من استبشار اهالي شهداء انفجار المرفأ خيرا بقرار محكمة الاستئناف ورد طلب كف يد القاضي البيطار عن التحقيق، اعتبرت مصادر مواكبة للملف ان الخوف من قرار محكمة التمييز التي تنظر بدعوى تقدم بها الوزير السابق يوسف فنيانوس بالارتياب المشروع، معتبرة ان هناك احتمالا كبيرا ان يكون مصير البيطار كالمحقق السابق فادي صوان الذي تمت تنحيته عن الملف من قبل محكمة التمييز. وقالت المصادر لـ «الديار»: «تؤكد كل المعطيات ان هناك قرارا سياسيا- امنيا بمنع القاضي من استكمال عمله، فاذا لم تستبدله محكمة التمييز بقاض جديد، فهو لن يتمكن من انجاز مهمته بحيث انه بات واضحا انه سيصدر مذكرات توقيف بحق النواب الـ ٣ ودياب الذين بات محسوما انهم لن يحضروا جلسات استجوابهم، وبما أن الاجهزة الامنية لن تتعاون بتنفيذ مذكرات التوقيف بحق المدعى عليهم فهو يتجه لاصدار قراره الظني الذي بات قريبا على قاعدة «اللهم اني بلغت».

 

ويوم أمس ايضا، أصدر المحامي العام التمييزي القاضي عماد قبلان قرارا بالكتاب الذي أحاله القاضي البيطار على النيابة العامة التمييزية في حال ارتأت نَسْب الإخلال الوظيفي للقاضي غسان الخوري. واعتبر القاضي قبلان أن كتاب المحقق العدلي فارغ من أي شبهة، وليس هناك من دلالة على وجود إخلال في العمل الوظيفي، علما أن دور المحامي العام التمييزي القاضي غسان الخوري اقتصر على التأشير بعبارة «للحفظ» على محضر منظم من جهاز أمن الدولة تم بإشراف النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات لا يتضمن مشتبها فيهم، إنما اقتصر على اتخاذ تدابير لحماية المواد المنزلة في المرفأ بقرار من قاضي الأمور المستعجلة لكيلا تتعرض للسرقة.

نيترات في عرسال

 

وليس بعيدا عن ملف انفجار المرفأ، وبما يبدو انه تحول مسلسلا مرعبا، أعلنت قيادة الجيش – مديرية التوجيه، في بيان أمس عن ضبط اكثر من ٢٨ الف كلغ من نيترات الامونيوم في عرسال. وقالت انه «على أثر توافر معلومات حول وجود نيترات الأمونيوم في بلدة عرسال، دهمت قوة من الجيش ودورية من مديرية المخابرات بتاريخ 4/ 10/ 2021 محطة محروقات في البلدة المذكورة، وضبطت في داخلها 28275 كلغ من نيترات الأمونيوم، مدون على أكياسها أن نسبة النيتروجين 26 في المائة، وأوقفت المواطن (ح. ع.) والسوريين (خ. م.) و(ع. أ.) و(ك. غ.)، وبوشر التحقيق مع الموقوفين، وأرسلت عينة من النيترات للتحقق من نسبة النيتروجين».

مفاوضات بشروط لبنان؟!

 

وفيما يعقد مجلس الوزراء اليوم جلسة في السراي الحكومي، استقبل رئيس الجمهورية ميشال عون رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي قال انه أطلع رئيس الجمهورية على نتائج الاجتماعات التي يعقدها مع اللجان الوزارية التي ألفت أخيرا والمكلفة متابعة مختلف المواضيع المطروحة حاليا. كذلك، وضع ميقاتي عون في مضمون الاتصال الذي أجراه مع صندوق النقد الدولي، تحضيرا للتفاوض لمعالجة الوضع الاقتصادي والمالي في البلاد.

 

وقالت مصادر مواكبة لملف المفاوضات مع صندوق النقد ان لبنان لن يخضع لكل شروط الصندوق باعتبار ان بعضها قاس جدا ولا يمكن القبول به في ظل الاوضاع الصعبة جدا التي يرزح تحتها اللبنانيون. وسألت المصادر عبر «الديار»:»هل من يقبل مثلا رفع الtva لل15% ، هل من سيقبل من القوى السياسية قبل الانتخابات اعادة هيكلة القطاع العام وبالتالي زيادة نسبة البطالة والعاطلين من العمل؟» واضافت: «الارجح سيؤدي ذلك الى خفض سقف المبلغ الذي سيقرضه الصندوق للبنان، ولكن العبرة هي بتعاوننا معه والانطلاق بالاصلاحات المطلوبة».

حراك فرنسي- الماني

 

ولا تزال فرنسا تعطي اولوية للملف اللبناني في علاقاتها الخارجية رغبة منها باستلام عدد من القطاعات. ولهذا الغرض واصل السفير المكلف تنسيق المساعدات الدولية للبنان بيار دوكان جولاته على الفاعليات المعنية، حيث التقى امس في إطار جولته على الوزراء المعنيين بمشاريع «سيدر»، وزير الاشغال العامة والنقل علي حميه في حضور رئيس القسم الاقتصادي في السفارة الفرنسية فرانسوا دو ريكولفيس والوفد المرافق، كما وزير الاتصالات جوني قرم، فيما استقبل رئيس الجمهورية وزير الدولة في الخارجية الألمانية نيلز آنين الذي زار ايضا رئيس المجلس النيابي نبيه بري ووزير الخارجية عبدالله بو حبيب. واكد عون لضيفه أن «لبنان بدأ اتصالاته مع صندوق النقد الدولي لإطلاق ورشة إصلاحية بالتزامن مع التدقيق المالي الجنائي وتحريك عجلة العمل الحكومي وتطوير قطاع الكهرباء وإعادة اعمار مرفأ بيروت» . من جانبه، أبلغه المسؤول الالماني، بـ»دعم بلاده للبنان خصوصاً بعد تشكيل حكومة جديدة واستمرار هذا الدعم بعد الانتخابات التي شهدتها المانيا».

تحرك اميركي- ايراني

 

دبلوماسيا، لفت يوم أمس اجتماع عقده وزير العدل هنري الخوري في مكتبه في الوزارة مع السفيرة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا والوفد المرافق في زيارة تعارف حيث قدمت شيا للخوري التهنئة بمناسبة توليه منصبه الجديد، وجرى عرض لشؤون عامة قضائية ومجالات التعاون بين البلدين. وشكر الوزير الخوري للسفيرة شيا زيارتها، وتمنى «استمرار التعاون لما فيه إحقاق العدل في البلاد.

 

في المقابل، وبينما يزور وزير الخارجية الايرانية حسين امير عبداللهيان لبنان نهاية الاسبوع، استقبل رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي في السراي، سفير إيران في لبنان محمد جلال فيروزنيا، وتم خلال اللقاء بحث في الاوضاع العامة والعلاقات بين البلدين.

 

وتأتي هاتين الزيارتين في توقيت حساس خاصة في ظل امتعاض حزب الله من الدعم الاميركي المعلن من قبل واشنطن للقاضي البيطار ما وضعه مقربون من الحزب في خانة تسييس التحقيق ومحاولة تحميل حزب الله مسؤولية انفجار المرفأ.

غاز اضافي للبنان؟

 

اما على صعيد ملف الطاقة، فأفيد يوم امس عن اجتماع رئيس مجلس الوزراء المصري مدبولي بوزير الطاقة اللبناني وليد فياض، في حضور وزير البترول والثروة المعدنية المصري طارق الملا، وسفير لبنان في القاهرة علي الحلبي. واستهل مدبولي اللقاء، بـ «الإعراب عن تمنيات مصر بالتوفيق للحكومة اللبنانية الجديدة برئاسة رئيس الوزراء نجيب ميقاتي»، مؤكدا «أن توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي تؤكد دوما على تقديم كل الدعم الممكن للبنان الشقيق، لا سيما في هذه المرحلة الدقيقة التي يمر بها». واستعرض فياض نتائج المباحثات التي أجراها مع نظيره المصري لنقل الغاز المصري إلى لبنان من أجل المساهمة في حل أزمة الكهرباء. وأعرب عن «تقدير وشكر لبنان لمصر وقيادتها على الدعم والمساندة الدائمين من جانب الشقيقة الكبرى مصر للبنان وشعبها»، مؤكدا «تطلع الحكومة اللبنانية الى تعزيز وتنشيط جوانب التعاون مع مصر في خلال الفترة المقبلة». واشار فياض الى ان مصر عرضت امكانية تقديم كميات إضافية من الغاز إلى لبنان. بدوره اعلن وزير البترول المصري عن  وضع خارطة طريق مع لبنان بشأن إمدادات الطاقة.

انتخابات على القانون الحالي

 

انتخابيا، بدأت الاستعدادات على الصعد كافة للاستحقاق النيابي. ففيما بدأت معظم الاحزاب عملها المنظم وبدأ البحث الجدي في أسماء المرشحين، اعلن النائب جورج عدوان اثر اجتماع لجنة الادارة والعدل النيابية التي يرأسها ان «كل الأفرقاء باتوا على قناعة، وبما أن الانتخابات ستحصل وفي وقتها، أن ليس من امكانية إلا أن تحصل هذه الانتخابات على أساس القانون الحالي، ومن دون أي تغيير في ما يتعلق بالدوائر والنظام الانتخابي وغيره».

 

واضاف: «يبقى هناك موضوع يدور البحث حوله يتعلق بانتخابات غير المقيمين، أكثرية الأفرقاء باستثناء «التيار الوطني الحر»، هم ليسوا مع الابقاء على المقاعد الستة المخصصة لغير المقيمين، إنما بالمقابل الأكثرية، باستثناء بعض الأفرقاء، يقولون إننا لا يمكننا أن نحرم غير المقيمين من حقهم في الانتخاب، وانه لا بد أن يصوتوا لكل الدوائر بالطريقة نفسها التي حصلت في المرة السابقة».