IMLebanon

الديار: “إسرائيل” تخشى المفاجآت على الجبهة اللبنانية: نصرالله عاقل ولكن لا نتوقع قراراته

 

باسيل ملتزم الهدنة مع بري ويدخل حرب «المغتربين» : «عين» جعجع على مقعد البترون

الاتفاق المبدئي مع «الصندوق» مهدد وميقاتي «مستعجل».. الكهرباء في إجازة حتى الأحد ! – ابراهيم ناصرالدين

 

 

تزامنا مع «العتمة» الموقتة الممتدة الى يوم الاحد في دولة لم يكن ينقصها غير «عباقرة» غاب عنهم جدولة وصول الفيول في التوقيت المناسب، وبكل «بساطة» لا كهرباء في البلاد لاربعة ايام. في هذا الوقت تبين ان وزير الطاقة وليد فياض «مش فهمان» معنى «الجدوى السياسية» التي يبرر فيها البنك الدولي التاخير في الموافقة على تمويل استجرار الكهرباء والغاز من مصر والاردن، فيما القاصي والداني بات مدركا ان واشنطن تعرقل المشروع «كرمى» «لعيون» «الترسيم». وبانتظار عودة التغذية الكهربائية التي لن تتجاوز بالطبع اكثر من 450 ميغاوات، وهو ما يعادل أقل من 20 في المائة من حاجة لبنان للطاقة يومياً، سجلت الدولة اللبنانية «نقطة سوداء» جديدة في مسار التفاوض مع الصندوق النقد الدولي، ووفقا لمعلومات «الديار»ابلغ مسؤولون في «الصندوق» نائب رئيس الحكومة سعادة الشامي الموجود في واشنطن قلقهم من البطء الشديد في اقرار الاصلاحات المطلوبة ما يهدد بتضييع فرصة «التوقيع المبدئي» المهدد بتجميد طويل الامد، بعدما غرق قانون الكابيتال كونترول في «بحر» المزايدات الانتخابية التي وصفها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، المستعجل لتحقيق انجاز قبل تحول حكومته الى «تصريف الاعمال»، «بالشعبوية»، فيما تحمله القوى المعارضة للمشروع مسؤولية تاخير اقرار القانون بسبب الخلل الفاضح في تحميل المودعين الجزء الاكبر من الخسائر بغياب خطة تعاف متوازنة وواضحة. ولان «لا صوت يعلو فوق صوت الانتخابات»، حيث تتصدر»حرب» تصويت المغتربين بين «القوات» و»التيار» المشهد، لا تشريع قبل ال15 من ايار، وبعدها يوم آخر، ومواقف اخرى تحت «قبة البرلمان».

حراك سعودي «مربك»

 

في هذا الوقت، يواصل السفير السعودي الوليد البخاري حراكه «النشط» الذي شمل بالامس طرابلس والسراي الحكومي، وقد ظهرت علامات «التململ» في اوساط اللوائح السنية «المتمردة» او الراغبة في وراثة تيار المستقبل بسبب حراك السفير غير «المفهوم»، فهو بحسب اوساط «بيروتية» لا يقول «لا» «ولا يقول «نعم»، ولا يستثني احد في لقاءاته، والجميع يحاول فهم «ايحاءاته» لكنه جاء متاخرا وعودته حتى الان لم تترك اي تاثير مباشر في الناخبين السنة بل زادت المربكين ارباكا…

اسرائيل تقر «بالهزيمة»!

 

وفيما تشغل «البرودة» السعودية الانتخابية بال البعض على الساحة اللبنانية، دخلت اسرائيل على «الخط» من «بوابة» الاستحقاق الانتخابي وأقرت «بالهزيمة» امام حزب الله لانه باعتقادها فان النتائج لن تتغير في 15 ايار. وبحسب القائد الجديد في فرقة الجليل العسكرية في جيش العدو الإسرائيلي، شلومي بيندر الاستحقاق الانتخابيّ في لبنان الشهر المقبل «لن يغيّر الواقع القائم»، والسبب برايه ان حزب الله «يسيطر على الأحداث ويديرها من خلف الكواليس، فالقرار له في الحلبة السياسية، وسينجح في التوصّل إلى التوازن الذي يسعى إليه».

«مفاجآت» الجبهة الشمالية

 

ولم يخف بيندر قلقه من حصول مفاجآت على الجبهة الشمالية، وقال «بإمكان حزب الله القيام بخطوة غير متوقعة. ونحن مستنفرون وقلقون طوال الوقت، وندرك أنّ الواقع قد يقفز من صفر إلى مئة بتسارع». وكشف بيندر أنه بحوزة جيش العدو الإسرائيلي «معلومات استخباراتية جيدة» عن حزب الله. لكنه أضاف «كضابط في رتبتي، ينبغي أن أفكر في قدرات الجانب الآخر وليس بنياته. وأنا أرى ما الذي يطوّره، محاولاً أن أسبقه بتطوير خططنا. وفي جميع الأحوال، لا يمكنني أن أسمح لنفسي بإدارة المخاطرة من خلال الافتراض أنه مرتدع استخباراتياً».

الجبهة اللبنانية «خارج السيطرة»

 

وفي السياق نفسه، كشفت صحيفة «اسرائيل اليوم» ان الجيش الإسرائيلي «قلق من احتمال تشابك الجبهات مع بعضها بعضا مثلما حدث في أيار من العام الماضي فغزة مرتبطة بالضفة، والأخيرة مرتبطة بالقدس المرتبطة بدورها بفلسطينيّي الـ48، وهؤلاء مرتبطون بالجبهة الشمالية. واذا كانت اسرائيل تسيطر بالمطلق على قواعد الحرب في غزة، كما تقول الصحيفة لكنّ الأمر برايها مختلف بالنسبة للبنان؛ حيث من المتوقّع أن يُمطر حزب الله إسرائيل بآلاف الصواريخ يومياً، ويتسبّب ذلك بسقوط قتلى وأضرار كبيرة.

حزب الله اكبر تهديد

 

وفي هذا السياق، اعترف قائد فرقة الجليل في تصريحات لصحيفة «هارتس» ان «التهديد المركزي الأكبر على إسرائيل منذ سنوات هو حزب الله»، مشيراً إلى أنه حين تندلع الحرب سيكون الهدف توجيه ضربة شديدة جدا للحزب، وتقليص ترسانته العسكرية واستهداف قياداته العسكرية ومقاتليه. على أمل أن يؤدّي ذلك إلى ردع لسنوات طويلة». لكنه اقر في الممقابل أنه طرأ تغيير جوهري في السنوات الأخيرة، ويتمثّل في انتشار قوات «الرضوان» على الحدود اللبنانية الجنوبية، بعد اكتساب هؤلاء خبرة من خلال مشاركتهم في القتال بسوريا. وقال إنّ لدى هذه الفرقة «أدوات لم تكن بحوزتهم في عام 2006، وفي مقدّمة ذلك خطط وقدرات هجومية ضدنا سواء على مستوى الجبهة الداخلية، أم على التصدي لاجتياح برّي للجيش الإسرائيلي». ولفت إلى أنّ «حزب الله انتقل إلى جيش من حيث تطويره للتشكيلات العسكرية الهجومية الواسعة…!

الدخول الى «رأس» نصرالله!

 

وفي محاولة منه لمقاربة التحدي مع الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله يقول بيندر،  إنه ليس لديه تبجح للدخول إلى رأس نصر الله، نملك معلومات جيدة عن حزب الله. ولكن على مستواي، عليّ أن أفكر في قدرات الطرف الآخر وليس نياته. ويخلص الى القول «نصر الله منطقي، لكن منطقه هذا لا يتفق بالضرورة مع منطقنا. هل هو عاقل ومتزن في اتخاذ قراراته؟ حسب رأيي، نعم. السؤال هو: هل سيقود هذا إلى قرارات متوقعة من ناحيتنا؟ الجواب: ليس دائماً. لدي صعوبة معرفية معينة عندما أحاول فهمه. أنا إسرائيلي، ولست شيعياً – لبنانياً!

انتكاسة «الكابيتال كونترول»

 

في هذا الوقت، اضعفت «انتكاسة» «قانون الكابيتال كونترول»، اثر ربط عدد من النواب مناقشة المشروع بـ»خطة التعافي»، موقف نائب رئيس الحكومة سعادة الشامي الموجود في واشنطن لاجراء اتصالات مع المسؤولين الاميركيين ومسؤولي «ًصندوق النقد». وبحسب المعلومات «حوصرت» زيارته بسلسلة من الاسئلة حول اسباب التأخير في الاصلاحات، دون ان يملك اجابات حول امكان اقرارها قريبا، ما يهدد بعدم تحويل الاتفاق المبدئي الى اتفاق نهائي قريبا، فصندوق النقد طالب بإقرار موازنة المالية العامة، كما طالب بإقرار «الكابيتال كونترول» و»خطة التعافي»، وهي ملفات باتت مؤجلة إلى ما بعد الانتخابات، دون اي ضمانة بان يقرها المجلس النيابي الجديد، وهو امر اغضب رئيس الحكومة نجيب ميقاتي «المستعجل» لتحقيق انجاز قبل تحول حكومته الى «تصريف الاعمال» دون ضمانات جدية بعودته الى السراي الحكومي بعد 15 أيار. وفيما اتهم النواب «بالشعبوية» ردت مصادر نيابة بالتاكيد انه لا يمكن «تهريب» ملفات بهذه الاهمية تحت ضغط الوقت وضغط «الصندوق» فالشكل هنا ليس مهما بقدر المضمون، فمصير اموال المودعين ليس «مزحة»، وكذلك يجب تحديد واضح لصلاحيات اللجنة المخولة منح استثناءات في قانون «الكابيتال كونترول»، وكذلك سقف السحوبات المحددة.

لا تشريع قريبا!

 

وفيما دعا رئيس مجلس النواب، نبيه بري، لجنتي المال والموازنة والإدارة والعدل إلى جلسة مشتركة في تمام الساعة العاشرة والنصف من قبل ظهر يوم الثلاثاء المقبل، لمتابعة درس «الكابيتال كونترول»، واستكمال النقاش فيه، في ضوء الإيضاحات التي طلبها المجلس النيابي من الحكومة والتي أرسلتها له بموجب مذكرة بشأن السياسات الاقتصادية والمالية بتاريخ 22 الجاري، رجحت مصادر نيابية عدم تمرير المشروع قبل الاستحقاق الانتخابي، لان احدا من النواب لن يتحمل تمرير مشروع الحكومة الذي يحمل المودعين 60 مليار دولار من الخسائر.

ميقاتي «وشعبوية» النواب!

 

وكان ميقاتي قد اكد في مستهل جلسة مجلس الوزراء ان ما حصل في مجلس النواب «شعبوية» واضحة من قبل النواب، وقال «إن الدمج بين «الكابيتال كونترول» وضمان الودائع أمر خاطئ. فالكابيتال كونترول لا يتحدث عن حجم الودائع ولا عن ضمانها، وكان يفترض أن يقر هذا القانون في اليوم التالي لبدء الأزمة المالية في لبنان، ولكن التأخير في بته مستمر، واذا كنا سنقدّم خطة للتعافي الاقتصادي ونقول للناس إننا سنعيد اليها أموالها، فمن المفترض اتخاذ اجراء لفترة معينة لكي تبقى هذه الأموال في لبنان ومراقبة التحاويل الى الخارج أمرا أساسيا في هذا الموضوع. أما المعارضة التي نسمعها في هذا الملف اهدافها شعبوية قبل الانتخابات، ولكنها ستتسبب بالمزيد من المشكلات.  وبعد انتهاء الجلسة، استقبل ميقاتي السفير السعودي لدى لبنان وليد بخاري الذي زار طرابلس ايضا.

فياض «مش فهمان»؟!

 

وفيما توقعت مؤسسة كهرباء لبنان أن تعود التغذية بالتيار الكهربائي تدريجا إلى ما كانت عليه، أي بحدود 450 ميغاواط، بدءًا من يوم الأحد بعد تفريغ ومطابقة مواصفات الفيول الذي بدا تفريغه بالامس، اكد وزير الطاقة وليد فياض انه «لا يعرف ما معنى الجدوى السياسية التي يتحدثون عنها في البنك الدولي والتي هي حجة للتأخير في اقرار تمويل استجرار الغاز»، مؤكدا انه «على تواصل مستمر مع ادارة البنك الدولي ومع السفير الاميركية دوروثي شيا والسفيرة الفرنسية آن غريو ومع إدارة البنك الدولي في المنطقة، والكرة الآن في ملعب الإدارة الأميركية والبنك الدولي… كما اعلن انه لم يتبلغ رسميا من البنك الدولي بان هناك تأخيرا»، وقال: «لقد عقد اجتماع يوم الجمعة الماضية ولم يسفر عن النتيجة الإيجابية المتوقعة، ونسمع مثلما تسمعون بأنهم ما زالوا يدرسون الجدوى السياسية للمشروع! في المقابل، طمان وزير الاقتصاد امين سلام بانه لا يوجد قرار برفع الدعم عن الخبز.

سجالات «عنيفة»

 

انتخابيا، وكما كان متوقعا «انفجر» الخلاف بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر على خلفية اقتراع المغتربين، بعدما تقدم اعضاء تكتل  الجمهورية القوية النواب بيار بو عاصي، جورج عقيص، ادي ابي اللمع وعماد واكيم من الامانة العامة لمجلس النواب بطلب عقد جلسة للهيئة العامة للمجلس النيابي بهدف طرح الثقة بوزير الخارجية عملا بالمادة ٣٧ من الدستور، بسبب ما اعتبروه ارتكابات ومخالفات جسيمة ترتكبها وزارة الخارجية والمغتربين في موضوع تصويت المغتربين في الانتخابات النيابية القادمة. وهو امر استدعى ردا قاسيا من رئيس تكتل «لبنان القوي» جبران باسيل الذي اعتبر ان «القوات» تريد فرض شروطها على الوزارة، خاصة في سيدني-أستراليا، وبشكل مختلف عن كل العالم. وقال «هذا منطق الميليشيا بالفرض والكذب الذي لا ينتهي. القوات تطرح الثقة بالوزير، ونحن نطعن في أي تغيير للمعايير الواحدة لمصلحة الميليشيا». كلام باسيل استدعى ردا قواتيا عنيفاً عبرعضو تكتل الجمهورية القوية النائب عماد واكيم الذي وصف باسيل بانه «بينوكيو» العصر.

معركة «دائرة المغتربين»

 

وفي هذا السياق، لفتت اوساط سياسية مطلعة الى ان خلفية هذه السجالات الانتخابية ترتبط حصرا بدائرة الشمال الثالثة حيث لصوت المغتربين تاثير كبير في النتائج إذ تراهن القوات اللبنانية على تهديد مقعد باسيل النيابي في البترون. فعدد المغتربين المسجلين في هذه الدائرة بلغ نحو 27 الف صوت وهو كفيل بتحديد هوية مقعدين اذا ما انتخب جميع المسجلين، فيما سيحدد هؤلاء مصير احد المقاعد اذا ما انتخب نصفهم. ووفقا لاحصاءات «القوات» غالبية هؤلاء معارضون للتيار الوطني الحر وتخشى حصول «مفاجآت» من قبل من تصفهم «رجال «باسيل في الخارجية لعرقلة انتخاب هؤلاء، ولهذا تقوم بحملة استباقية لمنع حصول ذلك.

ماذا تريد «القوات»؟

 

وفيما تنفي مصادر «التيار» وجود نية لعرقلة انتخاب المغتربين وتصف هجمة «القوات» بالمفتعلة لحصد اصوات انتخابية في ظل عدم مطابقة حساب «بيدرهم» على حساب «الحقل» الانتخابي، لفتت اوساط مطلعة الى ان «القوات» اللبنانية تسعى للحصول في هذه الدائرة على اربعة مقاعد نيابية وتضع في صلب اهدافها اضعاف باسيل لا اخراجه من الندوة النيابية بفعل صعوبة هذا الامر، ليس فقط بالارقام، وانما لوجستيا، فوفقا للحسابات اذا ارادت الماكينة القواتية التركيز على محاولة اسقاط باسيل في البترون فستكون خسارة مقعد في بشري امرا محسوما، وبما ان رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع لا يتحمل خسارة مماثلة، دون ان تكون النتائج في البترون مضمونة، فانه لم يحسم حتى الان توجه الناخبين هناك، ويمكن اختصار المشهد في هذه الدائرة بالقول «عين جعجع على مقعد باسيل في البترون وقلبه على مقعد القوات في بشري».

باسيل ملتزم «الهدنة»

 

وفي هذا السياق، تتوقع تلك الاوساط ارتفاع منسوب السجالات بين «القوات» والتيار» مع اقتراب الاستحقاق الانتخابي، خصوصا ان رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل «ملتزم» بالاتفاق مع حزب الله بعدم فتح اي سجال مع رئيس مجلس النواب نبيه بري لضمان تعويض خسارته لعدد من المقاعد النيابية في المناطق حيث الصوت الشيعي فيها حاسم، ومن هنا تم تجاهل رد المعاون السياسي لرئيس المجلس النيابي النائب علي حسن خليل على رئيس الجمهورية ميشال عون على خلفية اتهامه «الثنائي الشيعي» بتعطيل التحقيق القضائي في انفجار مرفأ بيروت. هذه «الهدنة» المستمرة حتى موعد الانتخابات ستقابلها معركة مفتوحة على «الساحة» المسيحية حيث يفترض حصول التغيير الانتخابي «المحدود»؟

حجز املاك؟

 

قضائيا، اصدر قاضي التحقيق الاول في جبل لبنان نقولا منصور قرارا بالحجز على كل املاك رجا سلامة وارسل المذكرة بواسطة النيابة العامة الاستئنافية الى وزارة المالية لوضع الاشارة على ممتلكاته كافة.