Site icon IMLebanon

الوطني الحر يستنفر طاقاته في جزين : عازار مرشح الشيعة ! 

نور نعمة

19 يوماً تفصلنا عن موعد الانتخابات النيابية التي تشهد احتداما لا مثيل له بين الاحزاب وبعض الافرقاء السياسيين حيث يهيمن الخطاب الطائفي والكلام التحريضي على البرامج والمشاريع الوطنية. وهذه التحالفات الانتخابية تركت ندوباً بين قوى سياسية حليفة اذ احدثت شرخا عميقا بين بعض القوى السياسية والتي على الارجح سترخي بظلالها على مرحلة ما بعد الانتخابات. بيد ان العلاقة بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر اهتزت بعد ان لمس القواتيون ان الوطني الحر لم يبادر الى اقامة اي حلف انتخابي معهم لاسباب سياسية باتت معروفة وقد علم ان هذا الامر سيحتم على القوات ان تقوم بمراجعة لتحالفاتها بعد انتهاء الانتخابات ووضع النقاط على الحروف. اضف على ذلك، ظهر بوضوح التباعد بين القوات وتيار المستقبل خاصة في صيدا بعد ان اعلنت النائب بهية الحريري في عدة مناسبات ان التحالف مع القوات في هذه المنطقة مستحيل لانه يثير حفيظة اهالي صيدا وتحديدا الناخب السني اما في جزين فقد تعرضت القوات لمحاولات العزل والاقصاء من قبل التيارين الازرق والبرتقالي فماذا سيكون موقف القوات اللبنانية من ذلك؟ على ضوء ذلك، قالت مصادر قواتية ان بعض القوى السياسية التي هي في خانة الحلفاء تمضي في التضييق على القوات اللبنانية فبعض «الحلفاء» لا يريد ان تتوسع كتلة القوات النيابية وبالتالي كتلتها الوزارية كي لا تتمكن القوات من بناء الدولة الفعلية ومحاربة الفساد بالطرق الفعالة والمجدية.
وفي السياق ذاته، ازداد الشرخ بين حركة امل والتيار الوطني الحر الى نقطة اللاعودة بعد مبارزات كلامية بين الجانبين وقد ازعجت بعض الخطابات اوساط المقاومة لما تضمنته من محاولة لتشويش حالة التعايش السائدة في الجنوب. والحال ان الكلام الذي قاله الوزير جبران باسيل في بلدة الرميش وبلدات اخرى ازعج حركة امل وحزب الله خاصة انه لم يحدث في الجنوب اللجوء الى الكلام الطائفي فالجنوب مثال على التعايش بين المسلمين والمسيحيين.
من جانبه،  يبالغ تيار المستقبل بخطابه التحريضي وقد لجأ الى اسلوب الترهيب والتخويف لجذب الناخب السني لصفوفه وفي الوقت ذاته اعتمد الاسلوب التقليدي الذي يشد العصب السني عبر التحريض على ايران وحزب الله لزيادة حيثيته الشعبية عند اهل السنة دون ان يحسب «طريق العودة» . كما يستخدم المستقبل النفوذ المحلي وقد سخّر بعض الاجهزة الامنية لخدمة مصالحه الانتخابية. وعلم ان ماكينة تيار المستقبل كثفت من انتشار شباب تابعين للتيار في احياء وشوارع الطريق الجديدة كما يسعى التيار الى الضغط على اللوائح السنية الاخرى الضعيفة لتجيير ناخبيها الى مصلحة تيار المستقبل.

طرابلس : لائحة الميقاتي الاكثر حظاً

بداية من طرابلس حيث يصل عدد المقترعين الى 350 الف مقترع في الضنية – طرابلس – المنية ومن المتوقع اذا وصلت نسبة الاقتراع الى 50% ان يكون الحاصل الانتخابي 15,900 صوت وكلما ارتفع عدد الناخبين كلما ارتفع الحاصل ومن هنا تبرز معركة طرابلس الانتخابية على انها من المعارك الاكثر احتداما مقارنة بدوائر انتخابية اخرى. وعليه، يبدو ان لائحة الرئيس نجيب ميقاتي هي الاوفر حظا في الحصول على اكبر نسبة من المقاعد في دائرة الضنية-طرابلس-المنية حيث يحظى ميقاتي بـ18 الف صوت محسومة لصالحه دون ان نذكر الناخبين الذين سيصوتون له للخدمات التي قدمها للمدينة ولكل المساعدات التي تبرع بها لاهالي هذه الدائرة. وضمن لائحة ميقاتي، يظهر جان عبيد على انه مرشح قوي ويتمتع بقاعدة شعبية واسعة عند الناخبين المسلمين والمسيحيين على حد سواء حيث في الانتخابات النيابية التي حصلت عام 2009 حصل عبيد على 32 الف صوت وحده وكان قد خاض معركة شرسة ضد اللائحة التي عرفت حينذاك بلائحة حيتان المال. ويرى مسيحيو هذه الدائرة ان ترشيح جان عبيد يشكل بادرة امل لهم بما ان التمثيل المسيحي قد شجب عنهم منذ عام 2005 حيث انتخب الياس عطالله نائباً عن طرابلس لكن سرعان ما عاد بنشاطاته الى الشوف كما انتخب سامر سعادة نائبا عام 2009 لكن الاخير ركز نشاطاته السياسية في منطقة البترون وبالتالي شعر مسيحيو طرابلس بان لا تمثيل حقيقياً وفعلياً لهم في المجلس النيابي.
اما المقعد للروم الارثوذكس في الميناء، فعلى الارجح انه سيكون من نصيب المرشح نقولا نحاس الذي هو ايضا في لائحة ميقاتي وذلك لعدة اسباب ابرزها ان اهالي الميناء كانوا قد اجتمعوا منذ اربعة اشهر وقرروا انتخاب فقط مرشح «ابن الميناء» وليس مرشحاً خارج هذه المدينة. وفي الضنية، يحظى جهاد اليوسف المرشح من جرد الضنية بشعبية كبيرة في منطقته ولذلك تقول مصادر انتخابية ان لائحة ميقاتي ستتمكن على الارجح من الفوز باربعة مقاعد ان لم يكن اكثر من ذلك.
اما لائحة اللواء اشرف ريفي الذي يستخدم الخطاب اللاذع لحزب الله والنظام السوري ولكن دون ان يتعرض لاي من القيادات الطرابلسية ، من المحتمل ان تحصل على مقعد او مقعدين على الارجح. وهنا يراهن ريفي على شعبيته السياسية للحصول على الحاصل الانتخابي بما ان اعضاء لائحته غير بارزين في النشاط السياسي في طرابلس.
من ناحية اخرى، يصب تيار المستقبل كل جهوده في معركة دائرة الشمال الثانية او ما يعرف بالضنية-طرابلس-المنية لمواجهة الرئيس ميقاتي حيث ان التنافس يحتدم بين الجانبين والمعركة تخاض على اساس من سيحصل على مقاعد اكثر في هذه الدائرة؟ هذا ولفتت اوساط سياسية الى ان النائب محمد كبارة يغيب عن كل مهرجانات تيار المستقبل في طرابلس رغم التحالف الانتخابي القائم بينهما وذلك لان المستقبل قرر اعطاء الصوت التفضيلي لسمير الجسر وهذا ما ارخى بظلاله على العلاقة مع «ابو العبد».
وفي هذا الاطار، يبرز الصفدي كداعم لتيار المستقبل في هذه المعركة حيث تعمل الماكينة الانتخابية للصفدي والمعروفة بعملها النظامي بتجيير اصوات مناصري الصفدي لصالح الحريري. ومن المتوقع ان تفوز لائحة الحريري بثلاثة او اربعة مقاعد في هذه الدائرة.
والى ذلك، تبدو لائحة كرامي ضعيفة فقد تحصل على مقعد او مقعدين حيث اما يفوز فيصل كرامي اما جهاد الصمد او يفوزان معاً رغم ان مصادر انتخابية تستبعد الاحتمال الثاني.

جزين – صيدا: الوطني الحر يستنفر كل طاقاته

بحسب اوساط سياسية، قامت الماكينة الانتخابية للتيار الوطني الحر باعلان استنفار انتخابي في منطقة جزين تحديدا بعد ان ازدادت المنافسة حدة مع المرشح ابراهيم عازار وبعدما باتت فرص نجاح الاخير عالية جدا خاصة ان عدة عوامل انتخابية تغيرت منذ عام 2009. ومن ابرز هذه العوامل ان الناخب الشيعي سيصوت في انتخابات 2018 في دائرة جزين للمرشح عازار وبذلك يكون ابراهيم عازار المرشح الماروني الاقوى في هذه الدائرة. ويشار الى ان للناخب الشيعي قوة وازنة في جزين وعدد الناخبين الشعية يقارب 12 الف صوت في جزين و8 الاف صوت في صيدا.
وعليه، اشارت هذه الاوساط الى ان ماكينة الوطني الحر تسوق ان عازار مرشح حركة امل وذلك من باب التحريض والتُأثير على الناخب المسيحي بان المرشح عازار لا يمثل القاعدة المسيحية الجزينية. اضف ان عازار في الانتخابات النيابية عام 2009 حصل على نسبة اصوات عالية ثم حقق نتائج ايجابية في الانتخابات البلدية ولذلك التيار الوطني الحر يتحسب لنتائج معركة جزين.
هذا ويرى الوطني الحر ان هناك محاولات للسيطرة على قرار جزين ومصادرة قرارها وتجدر الاشارة الى انه بعد صدور نتائج انتخابات 2009، قال التيار الوطني الحر: «لقد حررنا التمثيل النيابي لجزين».
وحول تحالف الوطني الحر مع الجماعة الاسلامية فانه حتى هذه الساعة لم يلق قبولا من البيئة الجزينية التي «تنفر» من توجهات الجماعة السياسية وتعتبر ان الجماعة لا تنتمي لنسيجها الاجتماعي الجزيني. واللافت ان جمهور الوطني الحر لم يلتق مع جمهور الجماعة الاسلامية في اي لقاء انتخابي حتى هذا التاريخ. وبعبارات اخرى، هذا التحالف احرج التيار الوطني الحر وحثه على تبرير وجهة نظره لانصاره وللبيئة الجزينية الغير متحزبة.
في المقابل، تنظر حركة امل لمعركة منطقة جزين على انها «ردة اجر» بما ان الحركة كانت تفوز بمقاعد جزين منذ اول انتخابات نيابية بعد اتفاق الطائف وقد حسمت حركة امل وحزب الله موقفهما الداعم لابراهيم عازار في هذه الدائرة.
من جانبها، قالت اوساط سياسية ان القوات اللبنانية شعرت بخيبة امل من حلفائها سواء في جزين ام في صيدا. وهنا قالت مصادر قواتية «نعلم الاسباب التي دفعت بتيار المستقبل والوطني الحر لاخراجنا من التحالف في دائرة جزين ولكن سيكون لنا موقف وتقييم للموضوع في الوقت المناسب» وتابعت: «سنتخذ الموقف المناسب بعد ان نعلن الاسباب السياسية الحقيقية لما حصل مع القوات».
بيد ان النائب بهية الحريري لم تخف عدم رغبتها بالتحالف مع القوات اللبنانية نظرا للتداعيات السلبية التي سيخلفها هذا التحالف ونظرا «للنفور» الذي يشعره الناخب السني الصيداوي من القوات. واعتبرت الحريري ان التحالف مع القوات في صيدا يخسرها ولا يربحها فالصورة الراسخة عند اهالي صيدا ان للقوات تاريخاً غير نظيف في معارك شرق صيدا التي حدثت عام 1982 من جهة الخطف والتعذيب. وخير دليل على ذلك، ان معظم الملصقات التابعة للقوات اللبنانية مزقت في صيدا.
اما الجماعة الاسلامية فقد انتقدت توجهات تيار المستقبل واتهمت السفارتين السعودية والمصرية بالتدخل ضدها في الانتخابات النيابية ومحاولة اقصائها عن الصورة الانتخابية.

بعلبك -الهرمل: لمن يحيى شمص؟

قالت مصارد قواتية ان القوات تمثل الجسم الابرز داخل البيئة المسيحية في منطقة بعلبك الهرمل ولولا قانون الانتخابي النسبي لما كانت القوات قادرة على تحقيق فرصة للاختراق ولمنافسة حقيقية بوجه حزب الله. واعربت هذه المصادر الى ارتياحها للمعركة والى تحالفاتها مع قوى شيعية مستقلة. واعتبرت ان من يحاول اسقاط القوات في المنطقة فهو يحاول اقصاء الصوت المسيحي ومن يريد التعايش عليه ان يقبل بالقوات.
في المقابل، علم ان تيار المستقبل والقوات اللبنانية اختارا المرشح يحيى شمص لاستخدامه كغطاء لتحصيل الحاصل الانتخابي لمصلحتهم ومن المستبعد ان يفوز المرشح الشيعي في لائحة المستقبل-القوات في هذه المنطقة بل سينحصر الفوز بالمقعدين السني والمسيحي في هذه الدائرة. وقالت اوساط سياسية ان حركة امل وحزب الله يردان على خصومهما بتكرار الدعوة بالاقبال على صناديق الاقتراع من كل الطوائف. وهنا اشارت هذه الاوساط ان حزب الله منذ ان وافق على القانون النسبي فقد قبل وسمح بفوز مرشح او مرشحين في هذه المنطقة ولذلك كل هذه الحملة لا تستأهل كل هذا الضجيج الانتخابي الذي يحاول البعض تسويقه لصالحه.

الشوف: القوات حريصة على مصالحة الجبل

قالت مصادر قواتية ان حلفها متين مع النائب وليد جنبلاط وهي حريصة على ترسيخ المصالحة في الجبل علما ان الوطني الحر كان غائبا عن هذه المصالحة لتذرعه بانه لم يتورط في هذه الحرب ولكن الحقيقة ان كل الاطراف معنية بما حصل في الحرب الاهلية ولذلك هي معنية ايضا في السلم.