IMLebanon

الديار: إستراحة العيد تخرقها الدعوات للحوار… هل يعود لودريان مع «الخيار الثالث»؟

 

وفد وزاري قريباً الى سوريا للتفاهم على قضية النازحين وفق مبدأ العودة الآمنة – صونيا رزق

 

دخلَ المشهد الرئاسي في استراحة عطلة عيد الاضحى المبارك حتى مطلع الاسبوع المقبل، في انتظار التحرّك السياسي الداعي الى الحوار، خصوصاً من قبل الثنائي الشيعي، بهدف تخفيف الاحتقان والحدّ من الانقسامات والتناحر بين فريقي النزاع، لذا تبدو الصورة اعتباراً من اليوم هادئة وخالية من اي شغب سياسي، او خلاف بين الاضداد، بحيث تسيطر اجواء العيد مع بداية موسم سياحي حافل بالاجواء الايجابية، التي ينقلها المغتربون والسياح الى الداخل اللبناني، للمساهمة في انتشال البلد من الهاوية الاقتصادية والمعيشية التي وقع فيها.

 

في هذا الوقت يبقى الانتظار لما سيحمله الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان، خلال زيارته المرتقبة الى بيروت في منتصف شهر تموز المقبل، حاملاً معه الدعوة من جديد ولمرة اخيرة الى الحوار البنّاء بين المتخاصمين، لانها «الخرطوشة» الاخيرة على ما يبدو، من قبل المسؤول الفرنسي الذي عاد خائباً كالعادة من لبنان، اذ لم يتغير شيء منذ زيارته الاولى منذ ثلاث سنوات، وتحديداً بعد ايام على انفجار مرفأ بيروت في 4 آب 2020، لكن اليوم الوضع مختلف اذ اختلفت المشاهد وبات لبنان في وضع صعب وحرج جدا، وسط الخلافات السياسية التي لم ولن تنتهي، اذ بات كل فريق يغني على ليلاه، غير آبه بما سيحمل الموفد الفرنسي من طرح او مبادرة، وسط كلام نقلته مصادر سياسية بأنّ عودته في تموز المقبل ستحمل جديداً، خصوصاً بعد لقاءات سيجريها مع مسؤولين غربيين، قد تفتح باب الاستحقاق نحو تسوية، توصل رئيساً توافقياً يتأرجح اسمه مع اسم شخصية اخرى، مشيرة الى انّ لائحة صغيرة ستكون في جَعبة المسؤول الفرنسي ستحوي أسماء توافقية بارزة، لا بدّ ان يكون احدها مقبولاً من اغلبية الاطراف، وإلا سيبقى الوضع على ما هو عليه وهذا يعني ان لا حل، وهنا الطامة الكبرى، اي سيطول أمد الفراغ الرئاسي سنوات، بالتزامن مع الانهيارات اليومية.

تقرير مليء بالحقائق والملاحظات…

 

الى ذلك، ينقل بعض النواب الذين التقوا لودريان، أن تقريره الذي سيقدم للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، سيحمل حقائق وملاحظات دوّنها عن آراء ومواقف بعض الاطراف السياسية التي التقاها، وشكلت له مفاجأة من جديد وهي تتضمّن بعض الشكاوى من قبل بعض افرقاء الطرفين، فرجع الى بلاده يائساً من جديد وعلى غرار المرة السابقة وربما اكثر، لكنه سيحاول علّ الصورة تتغير وتنطلق نحو حوار طالبت به بعض القوى، لكن حين يأتي وقت الجد لا نرى احداً في ساحة الحوار، ويبدو الثنائي الشيعي اليوم من اكثر المتحمسين لذلك، فبعد الدعوات العديدة التي اطلقها رئيس المجلس النيابي نبيه بري، لعقد طاولة حوار تزيل التناحر بين المسؤولين، شدّدت كتلته النيابية على ضرورة إطلاق حوارات غير مشروطة، كما دعا مسؤولون في حزب الله الى هذه الطاولة لانها السبيل الوحيد للحل، وفي هذا الاطار اعتبر نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم أنّ ثمانية أشهر من التمترس والمواجهة كافية لإثبات عدم جدوى هذا المسار لانتخاب الرئيس، ولم يعد من سبيل إلَّا الحوار للتفاهم والتوافق، والقواسم المشتركة مع تغليب المصلحة الوطنية.

طرف ايلول بالرئاسة مبلول؟

 

الى ذلك ووفقاً للمعلومات وفي ظل الحديث قبل ايام عن إرجاء موعد الاستحقاق الرئاسي المنتظر، افيد بأنّ شهر ايلول قد يحمل المستجدات الرئاسية، اي ووفقاً للمثل الشائع «ايلول طرفو بالشتي مبلول»، لكن هذه المرة «طرفو بالرئاسة مبلول»، فثمة سياسيون يشيرون الى هذا الموعد، وفق ما ذكروا لـ «الديار»، في انتظار ما ستقرره المستجدات وعمليات التقارب السعودي – السوري، والعربي – الاقليمي، اي ما ستؤدي اليه عملية تحريك المياه الراكدة، لكن بالتأكيد بعد جولات حوارية وتفاهمات بالجملة للوصول الى تسوية، عنوانها رئيس توافقي مقبول، وهذه الصورة لا بدّ ان تظهر ولو بعد حين، لانّ الوضع لا يمكن ان يستمر على ما هو عليه، وعندئذ على لبنان السلام ،اي ستكون العواقب وخيمة جداً ولا احد سيقدر على استيعابها.

سحب ترشيح أزعور مقابل سحب ترشيح فرنجية

 

وعلى خط آخر، اشار نائب مستقل لـ «الديار» الى انهم نقلوا خلال محادثاتهم مع لودريان، وتحديداً خلال لقاءاته مع قيادات المعارضة، أنهم جدّدوا دعمهم لترشيح الوزير السابق جهاد أزعور، لكنهم عملوا على تسهيل الامور طالبين سحب ترشيحه مقابل سحب ترشيح رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية، من دون إعلان أي اسم في انتظار ما ستؤول اليه الامور، من ناحية إعلان لودريان عن تقريره النهائي، وخلاصة اجتماعاته مع الافرقاء اللبنانيين.

بين عون وبارود…

 

في غضون ذلك، يردّد عدد من النواب في مجالسهم الخاصة، أنّ المرحلة المرتقبة ستطلق اسم الوزير السابق زياد بارود، كخيار ثالث مطروح للرئاسة، لانّ اسئلة المسؤول الفرنسي، تناولته كطرح رئاسي توافقي مقبول من اغلبية الاطراف، فتلقى جواباً من البعض بأن بارود شخصية سياسية وسطية من خارج الاصطفاف.

 

كما نقلوا أنّ اسم قائد الجيش العماد جوزف عون، كان مدار بحث واسئلة من قبل لودريان عن مدى نسبة تأييده من المعنيين بالملف الرئاسي، في حين انّ تلك الاسئلة لم تكن حاضرة في اي مرة سابقة، وافيد بأنّ لقاء الموفد الفرنسي مع قائد الجيش والوزير السابق بارود، حمل طابعاً خاصاً ومميزاً عن سائر المرشحين الى الرئاسة.

وزير المهجرين متفائل بعودة النازحين

 

وعلى خط ملف النزوح السوري، بدا وزير المهجرين في حكومة تصريف الاعمال عصام شرف الدين، متفائلاً بعودة النازحين من لبنان الى بلادهم، بعد زيارة قام بها يومي السبت والاحد الى دمشق، حيث التقى وزير الإدارة المحلية والبيئة حسين مخلوف، المكلّف ملف النازحين ، ووزير الداخلية محمد الرحمون، وجرى بحث في التحضيرات لزيارة وفد وزاري لبناني قريباً الى سوريا.

 

الى ذلك أعرب شرف الدين عن ثقة بين الطرفين اللبناني والسوري، وجهوزية للبدء باستقبال أعداد كبيرة من النازحين، قد تصل في المرحلة الأولى الى 180 ألفاً وفق مبدأ العودة الآمنة، مؤكداً أنّ قرار العودة قد اتخذ.