IMLebanon

الديار: موجات النزوح تجدّدت والتفتيش عن إرهابيين… تعثر تسليم المطلوبين في عين الحلوة

 

اللجنة الخماسيّة ستعقد اجتماعاً ثانياً… وموفد قطري في بيروت بعد لودريان

 هل أخذت الرياض القرار بإنهاء «المرحلة الحريريّة» في الدولة؟

جهات سياسيّة وموقع «نوعي» دعموا اللواء عثمان – رضوان الذيب

 

لا بوادر لخرق رئاسي في المدى المنظور، وكرسي بعبدا ليست اولوية دولية وعربية، والاجتماعات الخماسية والثلاثية والثنائية مجرد اجتماعات «علاقات عامة» للصورة ورفع العتب، مع بيانات انشائية اذا صدرت، ليس فيها مسارات محددة وافكار ومبادرات للخروج من النفق الرئاسي. حتى ان اجتماع دول مجلس التعاون الخليجي مع وزير الخارجية الاميركي، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة، تطرق الى كل الازمات العالمية باستثناء لبنان، ولم يتضمن البيان الصادر عن الاجتماع اي اشارة الى الملف الرئاسي.

 

حتى ان اللجنة الخماسية التي انعقدت على هامش اعمال الجمعية العمومية للامم المتحدة، للبحث في الملف اللبناني، لم تصدر اي بيان بسبب الخلافات بين اعضائها حول الاسماء الرئاسية، وتقول المعلومات انها ستعقد اجتماعاً ثانياً قريبا.

 

وتقول مصادر ديبلوماسية ان طريق بعبدا تنتظر اجتماعات مسقط بين الاميركيين والايرانيين، مع تأكيدات بانضمام السعوديين اليها، لوضع اللمسات الاخيرة للاتفاق اليمني، وانهاء كل الشوائب والعقد التي حالت دون التنفيذ الشامل لوقف اطلاق النار، وسط مباحثات ايجابية في الرياض بين وفد الحوثيين وولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

 

واشارت المصادر الى ان الخطوة الاولى الناجحة التي تمت بين واشنطن وطهران لجهة الافراج عن المحتجزين والارصدة لن تكون يتيمة، وسيتبعها خطوات لاحقة للافراج عن باقي المحتجزين، وصولا الى مشاركة سوريا في الاجتماعات للبحث في مصير الاميركيين الخمسة في سوريا، مع ترجيحات لواشنطن انهم مع النظام السوري وبينهم قس اميركي.

 

ولفتت المصادر الديبلوماسية الى ان هذه التطورات الايجابية بين واشنطن وطهران برعاية مسقط والدوحة، ستشمل الملف الرئاسي اللبناني حتما، لكن هذا الامر يتطلب بعض الوقت، كون الجهود منصبّة الآن على اليمن ثم سوريا، والاجواء ايجابية، فيما طريق «الخماسية» مسدود كليا، وكل دولة تعمل على هواها في ظل خلافات اميركية – فرنسية عميقة، وتباينات سعودية – قطرية وتمنيات مصرية.

 

واكدت المصادر ان هذه الخلافات ترجمت في الاجتماع بين الدول الخمس على هامش اعمال الجمعية العمومية للامم المتحدة، واقتصرت المشاركة على نائبة وزير الخارجية الاميركي باربرا ليف، والمندوبين السعودي والمصري في الامم المتحدة، وكذلك قلصت فرنسا مستوى تمثيلها ولم يحضر لودريان، والارفع تمثيلا كانت قطر، رغم ان الاجتماع كان مخصصا لوزراء الخارجية، واستمر لـ 25 دقيقة بعد ان كان محددا بساعة.

 

وقد طالبت ليف فرنسا الالتزام بسقف زمني للمبادرة والا التراجع عنها، وضرورة عدم خروج فرنسا عن توجهات الخماسية التي اعلنت في قطر، وهددت بوقف المساعدات عن الجيش. وردت المندوبة الفرنسية بشرح جهود لودريان، مؤيدة دعوة بري للحوار بين اللبنانيين، وكشفت عن رفض المكونات المسيحية لها.

 

اما قطر ايدت الكلام الاميركي بالحسم، فيما جددت السعودية رفضت الدخول في الملف اللبناني قبل انجاز الاصلاحات، كما رفضت واشنطن صدور بيان عن الاجتماع الذي لم يحمل شيئا.

 

ومن الطبيعي ان تنعكس هذه الخلافات على مهمة لودريان عندما يعود اواخر الشهر، للاجتماع مع الاطراف اللبنانية للتشاور.

 

الموفد القطري وصل عصر امس الى بيروت

 

وفي ظل الصورة الضبابية غير الواضحة وزحمة المواعيد، وصل الموفد القطري ابو فهد جاسم ال ثاني الى بيروت عصر امس، ومن المقرر ان يبدأ اجتماعاته اليوم، وسيلتقي كل الاطراف. وذكر انه بصدد تقديم مقترحات جديدة مع اقامة طويلة في بيروت.

 

حوار بري بعد زيارة لودريان

 

وحسب المعطيات، فان المعارضة المسيحية وتحديدا «القوات» و»الكتائب» ومكونات سياسية حسموا قرارهم برفض الحوار، متسلحين بالموقف الاخير للبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، بان الحوار يعني اجراء الانتخابات الرئاسية فورا، وعلم ان الراعي ابلغ لودريان انه لم يعد متحمسا للحوار اثناء اللقاء الاخير بينهما.

 

بالمقابل، فان نتائج اللقاءات بين التيار الوطني الحر وحزب الله لن تظهر في المدى المنظور، و هي بحاجة لاشهر واشهر، هذا ما اوحى به رئيس التيار جبران باسيل للذين التقاهم الايام الماضية. وفي حين عاود الاصدقاء المشتركون بين رئيس مجلس النواب نبيه بري وباسيل تحركاتهم لتقريب وجهات النظر بين الرجلين، لكنهم اصطدموا بجدار سميك من عدم الثقة بينهما «وكريزما» مفقودة. وتبين «لسعاة الخير» ان معظم اعتراضات باسيل على فرنجية انه مرشح بري، ولا يستطيع تجاوز هذه المسألة داخل التيار.

 

وفي المقابل، فان الاتصالات بين التيار والمعارضة متواصلة ودائمة، خصوصا بين التيار و «الكتائب»، لكن باسيل عاد وطالب امس بحصر الحوار في موضوع الانتخابات الرئاسية وبرامج العهد ومواصفات الرئيس، وبفترة زمنية ومكان محددين، وان يكون غير تقليدي ومن دون رئيس ومرؤوس، بل بادارة محايدة. هنا سألت مصادر متابعة هل يقصد باسيل انه يرفض حوارا برئاسة بري وعقده في المجلس النيابي ؟ كما سألت مصادر مقربة من «حركة امل» هل هكذا تجري الحوارات ؟

 

واكدت المصادر ان بري متمسك بمبادرته، واوحى انه قد يدعو الى جلسة للحوار بمن حضر، لكنه لم يحسم الخيار النهائي حتى الآن، بانتظار الاتصالات الخارجية وعودة لودريان، في ظل تكامل المبادرتين. وفي هذا المجال اكد رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي دعمه للحوار الذي دعا اليه بري، داعيا الخماسية الى تبني هذا الحوار، وحمّل ميقاتي القوى السياسية المسيحية مسؤولية التأخير في تطبيق الاصلاحات المطلوبة من المجتمع الدولي، وحوّلتها الحكومة الى المجلس النيابي الذي ترفض القوى المسيحية انعقاده لتشريعها، كونها تعطي الاولوية لانتخاب رئيس للجمهورية.

 

الرياض والقرار السني

 

وعن موقف السعودية ودورها، تقول مصادر سنية ان السعودية عادت الى الساحة اللبنانية بعد انتقال البحث من «تكتي» الى «استراتيجي».

 

الا ان مصادر مواكبة سألت : هل اتخذت الرياض القرار بابعاد كل رموز المرحلة «الحريرية»، وما يمت لسعد الحريري و «تيارالمستقبل» بصلة عن مراكز القرار في مؤسسات الطائفة السنية وادارات الدولة، مؤكدة للجميع «الامر لي سنيا»؟ وهل ما شهدته بلديتي صيدا وبيروت، وما طال المراكز الاولى في الدولة مؤخرا، وحملة وزير الداخلية على مدير عام قوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان لها علاقة في هذا المنحى ؟ خصوصا ان كل المساعي الاماراتية والمصرية والكويتية لاعادة سعد الحريري الى الحضن السعودي فشلت.

 

وطرحت المصادر المواكبة : هل يستطيع وزير الداخلية «الدق» باللواء عثمان دون غطاء كبير؟ رغم ان الملف عاد وطوي حاليا، بعد الدعم اللا محدود للواء عثمان من وليد جنبلاط ونجله، وجهات سياسية، و «موقع نوعي»، ومرجعيات سنية ووطنية وفاعليات، في ظل انجازاته في قيادة قوى الامن الداخلي. ويُذكر هنا، ان اللواء عثمان يحال الى التقاعد منتصف الـ 2024، هذا مع العلم ان ميقاتي كان الداعم الاول له منذ اشهر، وربط الموافقة على التمديد للواء ابراهيم يومها بالتمديد لعثمان.

 

وتابعت المصادر ان المرحلة التي شهدت انكفاء سعوديا عن لبنان والطائفة السنية انتهت كليا، والرياض نجحت في استعادة القرار السني بكل تنوعاته وتلاوينه السياسية، وهي تريد ان تكون الحاضن للجميع و لكل الاطياف السنية، ونجحت بجمع ٢٢ نائبا سنيا في بيت السفير السعودي، و جمع كل الاطياف حول مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان واعادة انتخابه «والتفيء بعباءته»، فيما ميقاتي يقول في الامم المتحدة «السعودية امنا وبينا»، وحسب المصادر فان العهد الجديد سيشهد تسمية الرياض لرئيس الحكومة وللمدير العام لقوى الامن الداخلي و «الميدل ايست» وكل المواقع السنية، ودعم «المقاصد» و»دار الايتام الاسلامية» والمؤسسات الاجتماعية والمستشفيات بشكل مباشر وعبر دار الفتوى، وتصفية كل ارث «الحريرية السياسية والاقتصادية والامنية»، في ظل معلومات بان مسؤولي «المستقبل»، وتحديدا الذين ما زالوا يدينون بالولاء للحريري، غير مرحب بهم في السفارة السعودية في بيروت.

 

ملف النازحين

 

ملف النازحين مفتوح على شتى الاحتمالات، مع تزايد موجات النزوح خلال اليومين الماضيين عبر منطقة وادي خالد، وبادارة شبكات لبنانية – سورية يصل عددها الى اكثر من 300 شبكة، يتزعمها نافذون على حدود البلدين، مع تأكيدات للاجهزة الامنية المحلية والفلسطينية والعربية، عن دخول احد امراء «داعش» الى لبنان في الاسابيع الماضية مع عدد من مرافقيه، واستقر في مخيمات النازحين في البقاع، بالاضافة الى دخول ارهابيين تابعين لابي محمد الجولاني من الرقة ودير الزور، مزودين بالاحزمة الناسفة ويملكون كفاءة عالية بالقتال، ودخل بعضهم الى المخيمات الفلسطينية.

 

وقد نفذ الجيش اللبناني مداهمات واسعة في مخيمات النازحين السوريين في البقاع وطرابلس، وواصل دورياته على الحدود، واعتقل العديد منهم والذين اعترفوا ان وجهتهم اوروبا.

 

وفي معلومات مؤكدة، ان اعداد موجات النزوح الاخيرة فاق كل التوقعات، حسب التقارير التي رفعها رؤساء البلديات الى الاجهزة المختصة، وسجلوا فيها دخول نازحين جدد الى كل البلدات والقرى، مما زاد من الاعباء الاجتماعية، مع قلق حقيقي وجدي من ارتفاع معدلات الجريمة، والمشاكل بين اللبنانيين والسوريين في كل المناطق والقرى.

 

المخيمات ومشكلة المطلوبين

 

عودة الحياة الطبيعية الى مخيم عين الحلوة ما زالت تصطدم بقضية تعثر تسليم المطلوبين المتهمين في اغتيال قائد الامن الوطني الفلسطيني اشرف العمروشي ومرافقيه، هذا المطلب لن تتراجع عنه حركة «فتح»، واكد عليه المسؤول الفلسطيني عزام الاحمد، الذي اعطى مهلة 10 ايام لتسليم المطلوبين تنتهي اواخر ايلول، فيما رفضت «حماس» هذا الانذار ودعت الى مواصلة الحوار، واشارت الى ان اصرار «فتح» على تسليم المطلوبين بالقوة والحسم العسكري ادى الى خراب المخيم.

 

فردت «فتح» باتهام «حماس» بالمشاركة الى جانب المسلحين بالقتال في محورين، وهذا ما نفته «حماس»، مؤكدة الى ان تواصلها مع مسلحي الطوارئ يتم عبر «عصبة الانصار»، وليس بشكل مباشر. بدورهم وزع المسلحون في الطوارئ معلومات عن مغادرة بعض المتهمين المخيم الى جهة مجهولة. بالمقابل تمسك هيثم الشعبي المسؤول عن الجماعات الارهابية في حي الطوارئ رفض تسليم اي مطلوب، والانسحاب من مدرسة الاونروا في حي الطوارئ.

 

في موازاة ذلك، تعقد اللجنة التي تم تشكيلها مؤخرا من الفصائل الفلسطينية، بالاضافة الى ممثلين لـ «امل» وضباط من الجيش والامن العام اجتماعاتها اليومية، لتذليل كافة العقد ومنع تجدد المعارك، وتأمين عودة الذين غادروا المخيم، وايجاد مساكن للذين احترقت منازلهم، خصوصا ان حجم الخسائر المالية في الاشتباكات الاخيرة فاق الـ 15 مليون دولار.