بوتين امتنع عن قصف الغوطة والطائرات السورية تقصف بعنف منطقة حرستا
5 مواطنين يموتون يوميا في الغوطة والقوى التكفيرية تصادر كل تموين سوري
لا يمكن التعايش بين دمشق والغوطة الشرقية ففي دمشق لواء الحرس الجمهوري والفرقة الرابعة اضافة الى 35 الف عنصر من اجهزة الامن والمخابرات الجوية وامن الدولة وشعبة الامن العسكري وشعبة الامن السياسي والشعبة الخاصة للقصر الجمهوري وهنالك الفرقة الرابعة التي يقود احد الويتها اللواء ماهر الاسد لكن عمليا هو القائد الفعلي للفرقة الرابعة، انما هنالك ضابط برتبة عماد يرأس الفرقة الرابعة، لكن نفوذ اللواء ماهر الاسد هو الاقوى، فكيف ستعيش الغوطة الشرقية مع دمشق وفي الغوطة الشرقية حوالي 30 الف مسلح من جيش الاسلام واحرار الشام وجبهة النصرة وبقايا داعش وقوى تكفيرية عديدة. وكما قلنا عددهم يصل الى 35 الف فان الفرقة الرابعة السورية وهي الاقوى في الجيش العربي السوري عديدها 30 الف ضابط وجندي. وتحاصر قوات الجيش العربي السوري الغوطة الشرقية منذ سنة 2011، وتمنع الاغذية والادوية عنهم، وانخفض عدد سكان الغوطة الشرقية من 800 الف نسمة الى 325 الف نسمة. لكن العدد الباقي لم يترك الغوطة كذلك فان التكفيريين من جيش الاسلام واحرار الشام وجبهة النصرة وبقايا داعش عددهم يصل الى 35 الف بينما البعض يقول ان عددهم هو 25 الف، انما يسيطرون على الغوطة الشرقية من حرزتا حتى طريق دمشق الدولي، ولديهم انفاق تحت الارض ومراكز ذخيرة كلها تحت الارض، كما ان لهم انفاق تمر من الغوطة الشرقية الى مناطق تصل الى محافظة حمص تحت الارض ولا يستطيع احد اكتشافها بسهولة، وعبر هذه الانفاق التي تمتد من الغوطة الشرقية الى قلب دمشق العاصمة، حيث يتم تأمين التموين والغذاء والادوية، اضافة الى انفاق باتجاه حمص وريفها فان الغوطة الشرقية تسبب اكبر مشكلة لنظام الرئيس السوري بشار الاسد على باب العاصمة سوريا. كذلك فان المدفعية التابعة للقوى التكفيرية في مدينة حرزتا في الغوطة الشرقية تضرب بعنف وبقوة مراكز الجيش العربي السوري اضافة الى قصفها في شوارع في دمشق من وقت لاخر، وهي تسبب ارتباكا كبيرا لدى سكان العاصمة السورية.
في المقابل، يضرب الجيش العربي السوري بدباباته ومدفعيته وسلاح الجو بقوة وعنف الغوطة الشرقية لاخضاعها، لكن الحرب التي شنها الجيش العربي السوري في الطيران والمدفعية وحاول الدخول الى حرزتا لم تؤدي الى نتيجة، بل اصيبت مدينة حرزتا بخسائر كبيرة لكن مقاتلي القوى التكفيريين محصنون تحت الانفاق وفي مراكز حصينة جدا، لم يستطع احد الوصول الى ضربهم وتعطيل قوتهم.
كما ان هنالك عناصر من فتح الاسلام تفكر باجتياز الغوطة الشرقية والهجوم على مراكز الجيش العربي السوري والوصول الى اوتوستراد المزة والقيام بعملية عسكرية كبيرة عبر 200 مقاتل تشل العاصمة دمشق ثم تنسحب هذه القوة مع الخسائر الكبيرة التي ستقع بها لكن تنسحب الى الغوطة الشرقية وتكون قد هزت العاصمة دمشق.
وفي المقابل تقف الدبابات السورية حول الغوطة الشرقية مع المدافع والوية من الفرقة الرابعة وحتى لواء من الحرس الجمهوري وهم يحاصرون الغوطة الشرقية ويقصفونها لكن السؤال دائما هو كيف تؤمن القوى التكفيرية الذخيرة والاسلحة والتموين منذ عام 2011 وحتى الان.
ونقلا عن ضابط روسي قال الى صحيفة روسية ان الغوطة الشرقية الجزء القليل منها فوق الارض والجزء الكبير هو كله انفاق تحت الارض، واننا قصفنا مدينة حرزتا في اعنف القنابل والصواريخ ودمرنا الابنية فيها، لكن بعد ساعة عاودت مدفعية القوى التكفيرية في حرزتا بضرب العاصمة دمشق وضرب مراكز الجيش الروسي والايراني وحزب الله والجيش العربي السوري.
وتعتبر اميركا وخاصة الجيش الاميركي ان الغوطة الشرقية هي التي ستفرض جزءا من الحل على الرئيس السوري بشار الاسد في قبول الدستور الجديد ما لم يستطع الانتصار على الغوطة الشرقية الذي هو حتى الان شبه مستحيل. ولم تستطع اي قوة تابعة للنظام للدخول الى الغوطة الشرقية، لذلك فان الغوطة الشرقية ستبقى متمردة حتى تحصل المعارضة السورية على دستور جديد، انما القوى التكفيرية في الغوطة الشرقية لا تقبل بدستور عادي مدني كما تطالب الاحزاب السورية المدنية في الغوطة الشرقية لان اهل الغوطة الشرقية معتدلين ومحكومون من القوى التكفيرية لكن في عمقهم يريدون حلا سياسيا يحافظ على الرئيس السوري بشار الاسد رئيسا للجمهورية شرط ان يكون الدستور مدني وان تكون صلاحيات الرئيس الاسد محصورة في اطار رئاسة الدولة اما السلطة الاجرائية لادارة اجهزة المخابرات وادارة كافة شؤون المواطنين فتكون ضمن المحاكم المدنية ولا تحقق فيها المخابرات لا العسكرية ولا امن الدولة ولا مخابرات الامن الجوي ولا الامن السياسي، بل تقوم المحاكم المدنية بالتحقيق في هذه الامور.
كذلك فاكثرية الاحزاب المعتدلة في الغوطة الشرقية قررت الصمود حتى الموت ولو جوعا ولو من دون ادوية حتى اقرار شروط المعارضة ليس التكفيرية انما شروط المعارضة في وضع دستور جديد يلغي النظام الرئاسي في سوريا ويلغي دور حزب البعث الرئيسي في حكم سوريا حيث يعتبرون ان حزب البعث انتهى زمانه ولم يعد موجودا منذ رحيل الرئيس حافظ الاسد وشنق الرئيس الراحل صدام حسين في العراق.
والغوطة الشرقية منطقة كبيرة جدا للغاية، وهنالك طرق تسلل سير على الاقدام حيث يقوم اهالي من الغوطة الشرقية بالسير مشي على الاقدام في الجبال حول الغوطة الشرقية وصولا الى محلات تجارية في دمشق دون ان تدرك بهم المخابرات السورية، ويقومون بالتموين وشراء الحاجات اللازمة ويعودون بها الى الغوطة الشرقية. ولا يمكن لاي جيش محاصرة كامل الغوطة الشرقية من كل النواحي، بل يمكن محاصرتها من الابواب الرئيسية والطرق العادية الداخلة اليها، اما الطرق التي هي سيرا على الا قدام وبين الاودية والجبال فمن الصعب منع المواطنين في الغوطة الشرقية من السير عليها والوصول الى قلب العاصمة دمشق وشراء التموين والاغراض والادوية وكل ذلك. اضافة الى ان لاهالي الغوطة الشرقية اقارب في دمشق يقومون بملاقاتهم على منتصف الطريق بالبضائع والاغراض ويعطونها الى اهالي الغوطة الشرقية.
اما بالنسبة الى المال، فان المال القطري هو الاساس في دعم الغوطة الشرقية رغم علاقة قطر المقبولة مع سوريا ورغم ان السعودية والامارات والبحرين اعداء سوريا بالدرجة الاولى، لكنهم لا يقومون بتموين الغوطة الشرقية فيما قطر ترسل الملايين من الدولارات الى الغوطة الشرقية، لمساعدة عائلات ويصل مدخول كل عائلة الى حوالي 500 دولار من الاموال القطرية.
ويتم تهريب الاموال من العراق مرورا بسهل الغاب الى ريف حماه وريف حمص ثم وصولا الى النبك ومن النبك الى الغوطة الشرقية وهناك يتم توزيع الاموال. اما الاموال القطرية فلا تأتي دفعة واحدة بل هي تأتي على دفعات صغيرة مستمرة كي لا يتم مصادرة مبلغ 300 مليون دولار دفعة واحدة، بل يتم ارسال 3 ملايين دولار الى مليوني دولار يوميا الى الغوطة الشرقية.
طلب الرئيس السوري بشار الاسد من قادة الجيش العربي السوري انهاء الغوطة الشرقية لكن الجيش العربي السوري فشل في ذلك واستعمل الطيران والدبابات وصواريخ الكاتيوشيا والمدفعية وحاول الهجوم بريا لكنه لم ينجح مع حلفائه الايرانيين وحزب الله وقوات عراقية من احتلال الغوطة الشرقية كما اشترك الطيران الروسي في قصف الغوطة الشرقية لكن القصف الروسي لم يؤد الى نتيجة. وكما قال الجنرال الروسي الذي كان مسؤولا عسكريا في سوريا وفي العاصمة دمشق ان المشكلة الكبرى هي ان الغوطة الشرقية اصبحت تحت الارض وفي الانفاق وان لا الطيران ولا قذائف المدفعية تطاله.
ولولا وجود الفرقة الرابعة القوية في دمشق لكانت القوات التكفيرية في الغوطة الشرقية قامت باعمال ارهابية وتفجيرات وعنف كبير داخل العاصمة السورية، لكن ضمان الامن في دمشق والعاصمة الاولى لسوريا وللعالم وهي دمشق واقدم مدينة في العالم دمشق تقوم الفرقة الرابعة بحمايتها والسيطرة بالنار على الغوطة الشرقية.
سمح النظام السوري بادخال شاحنات اغذية وادوية الى الغوطة الشرقية تحت اشراف الامم المتحدة، لكن الذي حصل ان القوات التكفيرية من جيش الاسلام واحرار الشام وجبهة النصرة صادروا مواد الغذاء والادوية ووضعوها في مخازن لهم لانهم يريدون استعمالها لثلاثين او 35 الف مقاتل من التكفيريين وقاموا بحرمان المدنيين من اهالي الغوطة الشرقية منت الاغذية والادوية. ولذلك فان النظام امتنع عن ارسال قوافل تغذية جديدة وادوية طالما ان التكفيريين يحصلون عليها ويضعونها في مخازن ويقومون بحمايتها بالسلاح بينما اهالي الغوطة الشرقية ليس لديهم اسلحة مقاتلة مثل القوات التكفيرية.
اخيرا السؤال هو كيف ستعيش دمشق والغوطة الشرقية سوية، المشكلة كبيرة لدى القيادة السورية، فلا هي قادرة على ازاحة الغوطة الشرقية ولا الغوطة الشرقية تريد الاستسلام للنظام السوري. و الغوطة الشرقية هي على ابواب دمشق العاصمة وقادرة على قصف مدفعي لطرقات دمشق اذا ارادت، لكنها من حين الى اخر تضرب بعض القذائف المدفعية، وتتوقف عند هذا الحد.
يقول القائد من القوى التكفيرية في الغوطة الشرقية ان زمنا ليس بعيدا ستقوم الغوطة الشرقية بتغيير خريطة دمشق، اما احد الضباط الكبار في الفرقة الرابعة فيقول انه عندما يأتي القرار من السيد الرئيس الدكتور بشار الاسد فسنسحق الغوطة الشرقية كلها وخلال 48 ساعة.
فماذا سيكون مصير التعايش بين العاصمة دمشق وبقعة جغرافية والتي مساحتها 110 كلم مربع يتواجد فيها 35 الف الى 40 الف تكفيري من اشرس المقاتلين ومحاصرين داخل انفاق تحت الارض وفي مخازن عميقة تحت الابنية اضافة الى انهم يقاتلون حتى الموت. فيما الفرقة الرابعة هي القوة الحاسمة والتي تقاتل ايضا حتى الموت وضباطها وعناصرها من اقوى العناصر البشرية في الجيش السوري انما المشكلة ان الغوطة الشرقية تحكم باب دمشق والعاصمة السورية وتشكل خطر على مركز الرئاسة السورية من حيث انها تزعزع الامن في العاصمة السورية دمشق.