IMLebanon

الديار: هل لبنان وحدة وطنية ومؤسسات؟ الجواب لبنان مذاهب ومناطق وزعامات

 

شارل أيوب

 

لو لم يكن فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون غير طائفي ولم يستفز أي طائفة طوال عهده منذ 3 سنوات وحتى اليوم لا الطائفة الدرزية ولا الشيعية ولا السنية ولا المسيحية لكان لبنان مشرذماً شرذمة اكثر مما هو حاليا مقطع الاوصال ومذاهب ومناطق وغياب وحدة وطنية.

 

اذا كنا نقول هذا الكلام فاننا نعبر عن رغبتنا الكبرى في ان يكون لبنان وطناً رائعاً فيه وحدة وطنية متكاملة لا تسيطر عليه المذاهب بل يسيطر عليه الولاء الوطني للبنان وتكون مصلحة لبنان قبل مصلحة المذاهب والزعامات والمناطق لكل حزب او لكل فئة.

 

ما حصل في عاليه اثناء زيارة الوزير جبران باسيل أشار بوضوح الى انه لا وحدة وطنية في لبنان، كذلك فان الوعي السياسي غير مكتمل، فالوزير باسيل كان عليه من حيث المبدأ ان يتصل بالوزير وليد جنبلاط وبالوزير طلال أرسلان ويبلغهم انه سيزور الجبل، لانهما احد اهم زعماء الجبل حيث الأغلبية هي من طائفة الموحدين الدروز، لكن الجواب كان هل يجوز ان يقوم وزير ورئيس اكبر تيار نيابي ان يطلب اذن من جنبلاط او أرسلان؟ والجواب هو ان يتصل لياقة بالوزير جنبلاط والوزير أرسلان وليس ان يطلب اذناً منهم، وعندها يكون ضيفا مكرما في قضاء عاليه وفي الشوف وفي كل المنطقة.

 

وفي المقابل، فان قيام عناصر الاشتراكي في قطع الطرقات في كفرمتى وقبر شمون ليس مظهراً حضارياً بل مظهر انفعالي، وحساسية سياسية لم يكن لها لزوم، وعلى كل حال تلقى الوزير باسيل إشارات كثيرة على وسائل التواصل الاجتماعي بأنه غير مرغوب به ان يأتي الى قضاء عاليه، وبدل ان يستوعب الوزير باسيل هذا الامر ويقوم باتصالات سياسية كونه رئيس اكبر تكتل نيابي، مع زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي الذي لديه 11 نائبا، ومع الوزير طلال أرسلان تجاهل الامر وذهب الى عاليه، وفي خطابه في الكحالة كان خطاب الوزير باسيل استفزازياً، فليس الوقت للحديث عن معركة سوق الغرب التي سقط فيها شهداء للجيش وسقط فيها شهداء من الطائفة الدرزية، ونقول في ذات الوقت ان قطع الطريق من شملان باتجاه قبر شمون وكفرمتى لم يكن يجب ان يحصل، لان الوزير باسيل هو وزير لبناني ويحق له المرور على الطرقات في قضاء عاليه، دون ان يقوم الأهالي بالترحيب به.

 

وهنالك سؤال ماذا كان دور الجيش اللبناني وهو الذي يملك 77 الف جندي وفي ذات الوقت لديه قائد مغوار وهو العماد جوزف عون، والعماد لديه قدرة قتالية كبيرة، ومؤخرا عندما كان قائد لواء على جبهة الجرود الشرقية وقاتل بقوة وكتائب المشاة والدبابات، فلماذا لم يسيطر الجيش على الوضع على الطرقات ولماذا يظهر السلاح امام عناصر الجيش ونحن رأينا الفيديو كان هنالك عناصر مسلحة وتحمل رشاشات من الطرفين من الحزب التقدمي الاشتراكي ومن الحزب الديموقراطي، ويظهر الفيديو أسلحة أيضا على شبابيك السيارات، وتمر شاحنات الجيش دون ان يقوم افراد الجيش والضباط بمصادرة الأسلحة او التدخل مع المسلحين لمنعهم من الوقوف على الطرقات.

 

وهذا يجعلنا نشير الى فضيحة كبرى في طرابلس عندما قام الإرهابي عبد الرحمن مبسوط بقتل آمر سرية مما أدى الى استشهاد النقيب الشهيد حسن فرحات واستشهاد معه رتيب من الجيش ورتباء من قوى الامن الداخلي ومع انه ظهر على الخط هاتف الارهابي أسماء رفاق له وتداول معهم بجهاز الخليوي ان الجيش لم يدخل الى الاسواق الداخلية في طرابلس لاعتقال رفاق الإرهابي عبد الرحمن مبسوط.

 

واذا كان البعض يقول انه تم اعتقالهم فللاسف نحن مضطرين ان نقول الحقيقة لأننا نعرف قلب طرابلس وهو انه لم يتم اعتقال الرفاق الحقيقيين للارهابي مبسوط وذهب الشهداء بدمائهم بشكل رخيص ولم يتم اعتقال الشبكة الإرهابية التي ساهمت في إعطاء الإرهابي مبسوط قنابل يدوية، وحزام ناسف وساعدته في إعطاء الذخيرة وكان معه اكثر من ممشط وهذا يتطلب مجموعة تعاونت معه وظهر ذلك على شبكة جهازه الخليوي، فلماذا لم يقم الجيش في دخول أسواق طرابلس الداخلية كما حصل ذات يوم وقام بتنظيف كامل طرابلس واكمل طريقه من الضنية والمنية وصولا الى عكار.

 

نقول ذلك لان عندنا قائد جيش له خبرة قتالية كبيرة سواء من حيث كان مغوارا في مطلع حياته العسكرية وخدم في المغاوير ثم قاد أفواجاً.

 

وقبل قيادة الجيش قاد لواء على جبهة الجرود الشرقية وقاتل قتالا قويا وضرب الإرهابيين، فلماذا لم يحصل حيطة وحذر لجولة الوزير باسيل في عاليه.

 

على كل حال، الوزير باسيل الذي يقوم بزيارات لتفعيل التيار الوطني الحر نقول له ان الزمن ليس زمن انتخابات نيابية ولا رئاسية كي تستنهض التيار الوطني الحر وماذا استنهضت منه في بشري؟ وماذا استنهضت منه في قضاء عاليه وكيف رجعت من شملان دون ان تستطيع ان تكمل جولتك؟ والان تحضر لزيارة طرابلس؟ واذا كان المطلوب حمايتك فيحتاج الامر الى 5 الاف جندي من الجيش اللبناني لحمايتك في طرابلس، كما انك يا معالي الوزير باسيل تريد زيارة النبطية وتم إيصال الخبر لك ان الوضع منقسم في النبطية والأجواء غير جيدة فهل يرسل الجيش معك 7 الاف جندي الى النبطية، ومن اجل ماذا؟ كل هذه الزيارة طالما انكم فزتم في الانتخابات بأكبر كتلة نيابية وطالما انكم لديكم 11 وزيراً في الحكومة، وطالما انك تشترك في التعيينات باكثريتها وتحوز على 80في المئة من التعيينات المسيحية، فعلى أي أساس تعمل لاستنهاض هذا التيار.

 

وفي العودة الى وضع الشوف ـ عاليه، فانه بعد تكليف اللواء عباس إبراهيم فان الأمور تسير نحو الحل وانه تم تسليم 3 موقوفين وفي ذات الوقت هنالك عنصر اشتراكي في وضع حرج جدا في مستشفى قلب يسوع وأجريت له عملية في الرأس ونتمنى له الشفاء، لكن السؤال، هل الذي حصل مع الوزير جبران باسيل من اشتباك بين عناصر مرافقة لوزير الدولة لشؤون النازحين صالح الغريب ومقتل مرافقين اثنين له، يقول الاشتراكي انهم هم اطلقوا النار، ويقول الحزب الديموقراطي انه جرى اطلاق النار عليهم حتى ان مخدة الراس للوزير صالح غريب أصيبت برصاصتين، والسؤال هل هذا هو بداية المشاكل في الشوف وعاليه، ام هي النهاية؟

 

ارسلان والحلف مع القيادة السورية

 

كي نعرف الحقيقة فان الوزير أرسلان هو حليف القيادة السورية وهو صديق للرئيس السوري بشار الأسد وصديق حميم للواء ماهر الأسد، قائد الفرقة الرابعة، ومقابل هذا الحلف بين الوزير طلال أرسلان رئيس الحزب الديموقراطي وبين موقف الوزير وليد جنبلاط المعادي للنظام السوري، ولقيادة الرئيس السوري بشار الأسد، حيث ان الوزير جنبلاط طالب الشباب الدروز السوريين في عدم الالتحاق بالجيش العربي السوري والقتال في صفوفه، ودعاهم لعدم الانخراط كليا في المعارك كي يوفروا دماءهم وهذا ما اعتبرته القيادة السورية مساً كبيراً في امنها الوطني والقومي، خاصة وان الجيش العربي السوري يحتاج الى كل فرد من الشعب السوري كي يقاتل منظمات الارهاب الكثيرة إضافة الى احتلال جبهة النصرة لمحافظة ادلب ودعم تركيا لجبهة النصرة والإرهاب إضافة الى احتلال تركيا لدائرة عفرين الكبرى إضافة لاحتلال الاميركيين التنف ومحافظة الرقة والحسكة، ولذلك اعتبرت القيادة السورية انها حاقدة على الوزير جنبلاط لانه يدعو الشباب من طائفة الموحدين الدروز لعدم الالتحاق بالجيش العربي السوري، وهذا يؤدي الى اضعاف القوة العسكرية ويعتبر مساً بالامن الوطني القومي، لذلك هم على علاقة قوية وداعمة للوزير أرسلان ضد الوزير جنبلاط، واذا كان حزب الله قد تحرك بعد الحادث في شملان بنصف ساعة وارسل الوزير قماطي ممثلا عن حزب الله لزيارة الوزير طلال أرسلان وإعلان دعم حزب الله له وإعلان الوزير قماطي انه من غير المسموح ان يكون هنالك ميليشيا في الجبل، وطبعا هذا الكلام موجه من قيادة حزب الله الى الوزير جنبلاط لانه لا يمكن لوزير من حزب الله ان يتصرف دون اذن من القيادة العليا لحزب الله، وحزب الله مستاء من جنبلاط بسبب إعلانه ان مزارع شبعا ليست لبنانية كذلك المشكل الحاصل في شان مصنع الباطون الكبير الذي يقيمه ال فتوش على حدود عين داره ومعروف ان هذا المعمل هو شراكة بين فتوش واللواء ذو شاليش وهو مسؤول عسكري سوري، وهو شريك لآل فتوش اللواء ذو شاليش منذ 25 سنة.

 

معمل آل فتوش في عين دارة

 

واعتراض جنبلاط وبلدية عين داره غير مقبول، وحزب الله يدعم المعمل إضافة الى دعم الأمير طلال أرسلان للمعمل والوزير السابق وئام وهاب لان هذا المعمل سيقوم بتوظيف شبان من حزب الله ومن حزب الوزير طلال أرسلان ومن حزب وئام وهاب، إضافة الى عمال من زحلة لآل فتوش، وهذا المعمل من اكبر المعامل وسيساهم في اعمار سوريا.

 

واذا كان من الضروري إقامة معمل باطون لاعمار سوريا كان يجب ان يتم قيامه قرب بر الياس او القريبة من الحدود اللبنانية ـ السورية وليس على حدود عين داره في قلب الشوف وهذا تحدٍ للوزير جنبلاط وللطائفة الدرزية المؤيدة له ولبلدية عين دارة واهاليها المسيحيين.

 

لكن الامر الواقع تم فرضه على الوزير جنبلاط وعلى بلدية عين داره المسيحية من ال فتوش بدعم سوري مربوط بدعم لبناني جاءت الرسالة من دمشق اليهم، على أساس دعوة الوزير جنبلاط للشبان الدروز بعدم الالتحاق بالجيش العربي السوري هو امر خطير وعلى أساس تحالف الوزير أرسلان مع القيادة السورية ومع الأسد وشقيقه اللواء الأسد يمكن اعتبار ان ما حصل قد انتهى في عاليه والشوف بالنسبة لزيارة الوزير باسيل لكن في ذات الوقت يمكن اعتبار ان هذا الامر هو بداية الحوادث وقد ينتقم أهالي الشهداء الذين سقطوا ما لم يتم توقيف كافة الذين اطلقوا النار على الشبان وقتلوهم، في وقت اظهر الحزب الاشتراكي فيديو يظهر مرافقي وزير صالح الغريب بان الشهيدين كانا يطلقان النار في الهواء لكن الحقيقة لم نعرفها وهي في يد المدعي العام التمييزي بالإنابة القاضي عماد قبلان رمز الشفافية والعدالة في القضاء اللبناني.

 

لبنان ليس وطنا

 

اما لماذا نقول ان لبنان ليس وطناً بل مذاهب ومناطق فالدليل على ذلك ان الميثاق الوطني الذي هو دستور الطائف موضوع على الرف وغير معمول به فلقد اختلف باسيل مع الحريري من خلال تصريحات الوزير نهاد المشنوق في غياب الرئيس الحريري عندما قال باسيل ان السنية السياسية ورثت المارونية السياسية وهي ليست افضل من المارونية السياسية، مع ان باسيل نفى هذا الكلام وبعضهم اظهر فيديو يقول فيه هذا الكلام، لكن «الديار» لا يمكن ان تتبنى أي رأي في هذا المجال وحصل خلاف كبير بين الحريري وباسيل لكن في لحظة اجتمع الحريري مع باسيل في مجلس النواب لمدة ساعتين ثم استكملوا الاجتماع على الغداء، وكل ذلك دام 5 ساعات، وظهرت معلومات ان الحريري اتفق مع باسيل على التعيينات وعلى مشاريع في الدولة سيتم تنفيذها من خلال أموال سيدر 1 وهذا التحالف الثنائي مناقض للميثاق الوطني الذي اقره الطائف، وقال ان مجلس الوزراء مجتمع من كل الأطراف يتخذ القرارات، فاعترض جنبلاط واعترض جعجع على هذا التحالف الثنائي لكن الدكتور جعجع لم يرفع اللهجة العالية بل زار الرئيس الحريري برفقة الوزير ملحم رياشي واجتمع به وتفاهم معه، اما الوزير جنبلاط فرفع الصوت وقال ان التحالف الثنائي لا يحل محل الميثاق الوطني والمطلوب وضع دستور الطائف على طاولة مجلس الوزراء وليس اجراء التعيينات بين الحريري وباسيل.

 

لقاء المذاهب

 

هذه هي المذهبية، مذهبية مارونية مع باسيل ومذهبية سنية مع الحريري، مع الشهادة ان الحريري هو من اهم رؤساء الحكومات المعتدلين غير الطائفيين الذي انفتح على الجميع حتى ان حزب الله كان في الفترة الأخيرة حريصا على الحريري والحريري على علاقة بكل الطوائف بشكل معتدل ولا يفرق بين احد وما مجيئه الى جامعة الروح القدس واشتراكه في الاحتفال الا انفتاح على الموارنة بروح سمحاء لبنانية تشكل وحدة وطنية لكن اجتماعه مع باسيل 5 ساعات وما تسرب عن اتفاقات عن تعيينات ومشاريع أدى الى مشكلة وربما الرئيس الحريري يريد إبقاء التسوية الرئاسية مع عون من خلال باسيل الذي هو الأقوى عند الرئيس العماد عون وعون يثق ثقة مطلقة بالوزير باسيل ويكلفه بكل الملفات عكس النائب شامل روكز الذي هو صهر فخامة الرئيس عون لكنه لا يلعب أي دور ولا يطلب منه عون ان يلعب أي دور نيابي او سياسي.

 

انتهينا من المذهب الماروني ـ السني، لننتقل الى المذهب الدرزي السني، برعاية شيعية، فالرئيس بري الذي هو حليف كبير واستراتيجي للوزير جنبلاط وفي ذات الوقت على علاقة جيدة مع الحريري تدخل بقوة وطبعا مع تفاهم مع حزب الله على القيام بوساطة بين جنبلاط والحريري، واليوم سيجمع الرئيس بري الرئيس الحريري، والوزير جنبلاط في لقاء هام في عين التينة ليتم التفاهم بين الوزير جنبلاط والحريري، وبالتالي بين المذهب الدرزي والسني برعاية شيعية، وكيف نقول ان لبنان وطن وحدة وطنية طالما ان اجتماع الحريري مع باسيل هو اجتماع المذهب السني مع الماروني ثم ننتقل الى عين التينة ليجتمع المذهب الدرزي مع السني برعاية شيعية، وأين هي دولة الوحدة الوطنية، وأين الولاء للبنان وتقديم مصلحة لبنان قبل مصلحة المذاهب، لا بل اين الطائف الذي رفضته «الديار» منذ إعلانه وحتى اليوم مع ان الرئيس عون عاد وايد الطائف، ومع ان الدكتور جعجع الذي ايد الطائف وارتكب اكبر خطأ دفع الثمن غاليا وما زال يؤمن بالطائف، ومع ان جعجع عمل على ارسال نواب الى الطائف واقناع البطريرك صفير بذلك الا ان الطائف كان مصيبة على لبنان، وهذا هو موقف «الديار» الدائم.

 

اجتماع الحريري ـ جنبلاط

 

بعد اجتماع الوزير وليد جنبلاط والرئيس سعد الحريري برعاية الرئيس نبيه بري سيتم التفاهم بين قيادة الحزب التقدمي الاشتراكي ورئاسة الحكومة بشخص الرئيس سعد الحريري، وبعدها سيعودون الى مجلس الوزراء وعندها سيتم بحث التعيينات، فالوزير باسيل يريد 75 الى 80 في المئة من التعيينات المسيحية وإعطاء الباقي للقوات والمردة والكتائب، والرئيس الحريري يريد الحصة السنية الكاملة من التعيينات والوزير جنبلاط يريد 70 في المئة لكن لا نعرف العدد بالضبط كم يريد الوزير جنبلاط ربما 70 او 80 في المئة او حسب الوضع، لكن كون الوزير جنبلاط يعتبر نفسه يمثل الاكثرية النيابية والشعبية في طائفة الموحدين الدروز فهو يريد تعيينات المراكز الدرزية وفق موافقته مع إعطاء حصة للوزير طلال أرسلان.

 

وعلى الصعيد المسيحي فان الشيخ فريد هيكل الخازن الذي هو حليف للوزير أرسلان اعلن ان باسيل لا يمثل المسيحيين، لكن الخازن لم يدعم بقوة الوزير طلال أرسلان لانه بين عائلة ال الخازن وال جنبلاط هنالك حلف تاريخي كبير ذلك انه عندما كان المرحوم النائب الياس الخازن وزيرا للداخلية ذهب الى مصرف لبنان وضرب حاكم المصرف ادمون نعيم فوقفت كل الجهات السياسية ضد المرحوم الخازن انما الوزير جنبلاط تضامن مع المرحوم الخازن انطلاقا من وحدة الحال والتحالف بين ال الخازن وال جنبلاط ولذلك النائب الماروني عن كسروان الشيخ الخازن لم يأخذ أي موقف ضد الوزير جنبلاط ويقف مع الوزير أرسلان بل اتخذ موقفا يعبر عن قناعاته وحافظ على علاقة ال الخازن المتينة مع ال جنبلاط وفي ذات الوقت بقي على علاقته مع أرسلان دون ان يعلن دعمه للوزير أرسلان ضد جنبلاط.

 

الوضع اليوم ليس انتخابات نيابية وليس انتخابات رئاسية كي يقوم الوزير باسيل في جولة ليستنهض التيار الوطني الحر وليست مناسبة لاستنهاض التيار فهو مستنهض وعنده 29 نائبا متحالفين مع التيار وعنده 11 وزيراً، ورئيس الجمهورية الذي هو الاب الروحي للتيار يأمر الجيش والأجهزة الأمنية وله الكلمة الأولى في الوزارات، لذلك ما السبب في زيارات الوزير جبران باسيل للمناطق.

 

باسيل فتح معركة للرئاسة باكراً

 

اغلب الظن ان الوزير باسيل فتح معركة الرئاسة باكرا، وفي وقت يلتزم فيه الوزير فرنجية الصمت، وفي وقت يلتزم فيه جعجع الحياد وجد الوزير باسيل المناسبة اتية للقيام بزيارات لكل المناطق والقاء الخطابات افتتاحا لمعركة الرئاسة منذ الان لانه يطمح جيدا للوصول الى الرئاسة، وهو يعتبر ان حزب الله حليفا له، وهو يعتبر أيضا ان 29 نائبا يمثلون التيار وحلفاءه يدعمونه وهذا يوصل العدد الى 45 نائبا، كذلك يعتبر ان التحالف الذي أقامه مع الحريري والحريري يملك اكثر من 20 نائبا وحليفا له يجعل باسيل المرشح الأقوى للرئاسة طالما انه على تفاهم مع الحريري وراعي التسوية بين الحريري وعون، وبالتالي يكون قد ضمن حوالى 86 الى 72 نائبا، خاصة من خلال وجود 11 وزيراً في الحكومة والخدمات التي يقدمونها للنواب وللناس التابعين للنواب وهذا يجعل التيار اقوى من خلال خدمات تقدمها 11 وزارة في حين ان حزب القوات الذي يملك 15 نائبا ليس عنده وزارة فاعلة الا وزارة العمل وهي ليست وزارة خدماتية هامة انما هي وزارة منظمة للعمل للأجانب ولولا ان المبدع الكبير والقانوني والمحامي الشهير الأستاذ كميل أبو سليمان هو من يدير وزارة العمل لكانت القوات لم تنجح في وجودها في الوزارة لان بقية الوزارات التي اعطوها لوزراء القوات اللبنانية هي وزارات تنمية إدارية في حين التيار لديه 11 وزيراً كلهم لديهم اهم الوزارات الخدماتية.

 

كما ان الوزير باسيل نسج علاقة جيدة واتفاقاً في جلسة الـ 5 ساعات مع الرئيس الحريري واقر ان يأخذ التعيينات السنية كلها مقابل ان يأخذ التيار 80 في المئة او 70 في المئة من التعيينات المسيحية، لكن الوزير باسيل يريد الحصة الأكبر من التعيينات المسيحية سواء في القضاء ام في الامن ام في الإدارة ام في الوزارات، وهذا ما جعل العلاقة تصبح قوية بعد اجتماعه مع الحريري فلذلك فان باسيل أراد اكمال جولاته كي يظهر وجهه شعبيا باتجاه معركة الرئاسة لان لا سبب اخر للزيارات، فلا مطلوب شرح مشروع حكومي ولا مشروع عن الكهرباء او عن الأنهر او السياسة الخارجية، بل اطل على الناس ليظهر انه المرشح الأكبر للرئاسة وهكذا يأخذ السفراء الأجانب وسفراء أوروبا نظرة بان الوزير باسيل بجولاته الشعبية هو الأقوى. لكن حادث عاليه الذي حصل وتم قطع طريق قبر شمون ضرب الزيارات مع العلم ان باسيل يقول انه سيزور طرابلس وسيكون على قائد الجيش العماد جوزف عون ارسال قوة كبيرة من الجيش كي لا يحدث توترات في طرابلس لان الأسواق فيها عناصر سلفية منها الإرهابي مبسوط الذي قتل والذي قتل امر سرية شهيد، ويوجد غير الإرهابي مبسوط مئات والاف في شوارع طرابلس الداخلية وقد يقومون باعمال إرهابية لذلك على قائد الجيش اذا اقر باسيل زيارته لطرابلس ان يقوم بانتشار عسكري كبير لحمايته، وهنالك زيارة لباسيل الى النبطية، وقد وصل الخبر ان جمهور حزب الله الذي سيستقبله، اما جمهور امل فلا يريد استقباله وهذا سيخلق مشكلة ولا بد من معالجة الوضع مع ان بعض المعلومات بات تشير الى ان باسيل سيلغي الزيارة، لكن قد تم الإعلان عن زيارة باسيل لطرابلس انما اليوم الأربعاء وصل خبر بان الوزير باسيل سيزور طرابلس.

 

وفي المعلومات التي تم تداولها بعد اجتماع مجلس الدفاع الأعلى برئاسة عون ان عون طلب من صهره وزير الخارجية عدم القيام بزيارات للمناطق تجنبا للحوادث وحصول توتر كبير في المناطق، وفي واقع الأمور فان التيار أكثرية جمهوره مسيحي، فالوزير باسيل يستطيع ان يزور الكورة والبترون وكسروان وجبيل والفتوح والمتن الشمالي والاشرفية وعين الرمانة وبسوس ووادي شحرور والحازمية وجزين وان يبتعد عن المناطق التي فيها مذاهب لديها حساسيات في الحكم سواء من حيث الحكومة ام من حيث قرارات تتخذها الحكومة، واذا كنا سألنا في بداية هذا المقال عما اذا كان لبنان وطن فيه وحدة وطنية فاننا نقول كلا ان لبنان مذاهب ومناطق وزعامات وللأسف نحن نريد لبنان الوحدة الوطنية نحن لا نريد انقساماً عمودياً نحن نريد لبنان ان يتجول فيه كل الشعب اللبناني من كل الطوائف ولكن ليس في اليد حيلة ولا نحن من نقرر هنالك رؤساء وحكومة ومجلس نواب وقيادة جيش وأجهزة امنية هم عليهم القيام بهذا الدور.