شارل أيوب
اظهرت لوائح الشطب في الانتخابات النيابية ان الموارنة الذين كانت لوائح الشطب تضم مليون و480 الف ناخب ماروني في لبنان اصبح عددهم 696 الف ناخب ماروني، مع العلم ان هذه اللوائح الشطب ليست ثابتة لان هنالك كثيرين مسافرون ويجب شطب حوالى 20 في المئة من لوائح الشطب بالنسبة الى عدد الموارنة الذين سينتخبون في لبنان.
من انطاكيا حيث كان الموارنة اصبحوا الان في حدود البترون الى كفرشيما، اما بقية الموارنة في لبنان فبقوا بقعا صغيرة من عكار الى الضنية الى المنية الى طرابلس الخالية منهم، الى الجبل الى الجنوب الى البقاع.
سافر من سافر قهرا وهو يحمل حقيبته مرغما من وطنه الذي أحبه وطن الحريات والكرامة لانه رأى ان العهود وان رؤساء جمهوريات الموارنة بخاصة لم يلتفتوا الى الطائفة المارونية التي ينتمون اليها، بل كان همّهم جلبهم الى السجون والضرب والتعذيب ومنعهم من الحرية ويجب ان يكونوا عبيدا لدى رئيس الجمهورية، الذي كان يستقوي عليهم بالمخابرات السورية والمخابرات اللبنانية حتى انه منذ سنة 88 وحتى اليوم هاجر منهم الملايين.
تريدون لبنان من دون مسيحيين ومن دون موارنة فافعلوا، الموارنة اليوم في استراليا اكثر من لبنان وفي كندا اكثر من لبنان وفي اميركا اللاتينية اكثر من لبنان وعائلات بكاملها سافرت وحي واحد في شارع في بوسطن تسكنه 180 عائلة مارونية سافرت وتركت قريتها والابن استدعى والده ووالدته ثم سافرت شقيقاته اليه ثم اخواله واعماله وانتقلت قرية مارونية كاملة الى الولايات المتحدة ويشرف عليها مونسنيور الموارنة في بوسطن المونسنيور لحود.
لماذا كان على الموارنة السكوت ومنع اعطاء ارائهم بحرية، منذ عهد الرئيس امين الجميل وهم يهاجرون، الى الحروب التي نشبت بين العماد عون والقوات اللبنانية وسقط اكثر من 5 الاف شاب ماروني قتيلا في حروب لا تفيد، الا انها جرائم قتل بين العائلات الواحدة.
ثم كانت حرب تحرير مع سوريا، فتم قصف المنطقة الشرقية وكان مرفأ جونيه ممرا لهجرة المسيحيين، ومقابل 800 مدفع سوري واشتراكي وفلسطيني قصفنا بـ 80 مدفعاً، وفي حربين بين القوات اللبنانية والجيش اللبناني ثم حرب تحرير هاجر 800 الف مسيحي من الموارنة وغير الموارنة الى الخارج.
اليوم تجري الانتخابات ولوائح الشطب ظاهرة، مليون و350 الف شيعي سينتخبون مليون و400 الف سني سينتخبون الطائفة الدرزية 260 الفاً والى 280 الفاً سينتخبون، وكلهم اخوان لنا وكلنا شعب واحد ولا تفرقة بين ماروني وسني وشيعي ودرزي، او روم كاثوليك او روم ارثوذكس بل كلهم اخوان، وكلهم شعب واحد له تاريخ واحد وعاش مئات السنوات في قرى متجاورة، لا بل ضمن القرية الواحدة كانت هنالك عائلات مسيحية ومارونية وسنيّة وشيعية. كان الموارنة هم الجامع المشترك بين الطوائف كافة، لو نظرت الى لبنان لوجدت قرية فيها موارنة وشيعة، ووجدت قرية فيها موارنة وسنّة، ووجدت قرية فيها موارنة وطائفة درزية، لكن نادراً ما ترى قرية فيها طائفة سنية وشيعية سوية، او طائفة درزية وشيعية معاً، كان الموارنة مثال العيش المشترك فماذا فعلتم بهم؟ اقمتم عليهم قوانين المخابرات والاعتقالات ومنع الحريات وضربتم الاقتصاد وسرقتم اموال الشعب اللبناني وها نحن تحت 80 مليار دولار ديون خارجية فيما معمل كهرباء واحد ليس عندنا، وليتنا في المناسبة نرجو من النائب سامي الجميل رئيس حزب الكتائب ان يعارض، لكن نتمنى عليه عدم الصراخ وعدم الخطاب بهذا الصوت العالي كأنه يخطب بين جمهور من مليون جندي كما هتلر حيث كان يجتمع مليون جندي الماني ليخطب فيهم، فأكمل معارضتك يا شيخ سامي، لكن بالله عليك ان الصراخ الذي تقوم به في الخطابات المعارضة بات يؤذي صوتك اذ ان كل لبناني يعيش همه على قدره، فعارض واحصل على شعبية كتائبية ونتمنى لك النجاح، لكن بالله عليك خفف من الصراخ والضجيج والصراخ. وتذكر ان جدك الشيخ بيار الجميل، تذكر العميد ريمون اده وتذكر الرئيس كميل شمعون كانوا رأس الحربة في المعارضة ولم يكونوا يصرخون، بل كانوا يقولون كلاما مثل الرصاص وكله جوهر عميق دون الانفعال والصراخ. شبعنا من صراخك في شأن جبل النفايات في برج حمود وانتم كنتم في الحكومة ووافقتم عليه، شبعنا من الصراخ في شأن الكهرباء فقدم تقارير عميقة، والان نتركك يا شيخ سامي وانت حر في ان تفعل ما تريد، لكن منذ شهرين وحتى الان صراخك على التلفزيونات وفي المؤتمرات الصحافية لم يعد محمولاً. لماذا على الموارنة الذين كانوا من انطاكيا الى مصر، من تركيا الى قلب سيناء الى سانت كاترين في قلب سيناء ينتشرون وعاشوا مع الجميع وقدموا حضارة ونشروا كتباً وعلموا اجيال اللغة العربية واطلقوا كتب علم الاجتماع وعلم الفلسفة والرياضيات وعلم التعاون والمسلك البشري السليم، لماذا عليهم منذ 30 سنة واكثر ان يعيشوا تحت القهر، ومن قام باستعمال الوصاية السورية عليهم في غير حق، فكم من مسيحي قابل اللواء الراحل غازي كنعان واستقبله افضل استقبال وكان يريد تقريبه منه، لكن المخابرات السورية واللبنانية الاخرى وبخاصة رؤساء الجمهوريات والمخابرات اللبنانية والاجهزة اللبنانية كانت تمنع علاقات جيدة بين المخابرات السورية والشعب اللبناني.ثم ان رؤساء الجمهورية الذين توالوا منذ عهد الرئيس الياس الهراوي الى اليوم وحتى هذه الساعة كيف عاملوا المسيحيين؟ وان ذكرنا فنذكر عهد الرئيس ميشال عون انه لم يقم باعتقال المسيحيين، لكنه قال انه جاء هو وصهره جبران باسيل من اجل تعزيز الوجود المسيحي، فأي تعزيز للوجود المسيحي، ماذا فعلتم للوجود المسيحي؟ نعم لقد فعلتم، انكم اخذتم حصة التعيينات المسيحية في الدولة اللبنانية للتيار الوطني الحر وللعونيين. وبدلاً من ان تأتوا بأفضل المهندسين وافضل المحامين وافضل الدكاترة في العلوم الاجتماعية والسياسية والدولية وافضل الاطباء وافضل الخبراء الى مراكز في الدولة اللبنانية جئتم بأزلامكم من التيار. نعم لقد عززتم وجودكم للتيار الوطني الحر. لكن اذهب يا فخامة الرئيس ويا جبران باسيل وقم بزيارة قرى لبنانية كل الطرقات فيها حفريات. جمعتم دعما للتيار الوطني الحر ولتلفزيونكم، فلماذا لم تجمعوا من شخصيات غنية «يمون» عليها رئيس الجمهورية ومفتاحها الوزير جبران باسيل واقامة مصنع واحد في قرية مارونية لايجاد فرص عمل، وهل تعرفون ان في كندا موارنة اكثر مما في لبنان؟ ونحن لا نحملكم المسؤولية، نحن نحمّل مسؤولية 35 سنة من القهر ضد الموارنة، نعم لقد تم جلب الاف الموارنة من الشبان وحتى الشابات للتحقيق معهم وضربهم وقمع حرياتهم، واستغلال العلاقة مع سوريا والمخابرات السورية لضرب الموارنة والشعب المسيحي في لبنان، مع ان المخابرات السورية كانت هي الحريصة على الموارنة وعلى المسيحيين، وكانت تعليمات الرئيس الراحل حافظ الاسد بحماية المسيحيين، وهو دخل الى لبنان بجيشه الرئيس الراحل حافظ الاسد لمنع الحرب على المسيحيين وحصول حسم عسكري ضدهم، لكن ماذا عملتم انتم قمتم بتغيير الصورة قمتم بتصوير المسيحيين انهم جواسيس، جعلتم مكاتب تحقيقات في اجهزة الامن اللبنانية كلها لاضطهاد الموارنة، ولذلك فلا عجب ان يصل عدد الناخبين المسيحيين وبخاصة الموارنة الى نصف مليون ماروني ينتخبون في الانتخابات.
كأنكم تقولون للموارنة فتشوا عن بلد آخر
كأنكم تقولون للموارنة فتشوا عن بلد اخر واتركوا لبنان واقيموا مدينة لكم تتسع الى 500 الف ماروني، والموارنة خلال 15 سنة ماضية هاجر منهم اكثر من مليون و100 الف ماروني مع كامل عائلاتهم، الى كندا الى الولايات المتحدة الى اوستراليا الى المكسيك الى الارجنتين الى البرازيل وكل ذلك بسبب جو القهر، جو منع الحريات، جو جلب الشباب للتحقيق معهم وضربهم في الزنزانات، جو انانية القيادات المارونية التي كل واحدة تريد مصلحتها فقط منذ عهد امين الجميل وحتى اليوم جو الحروب الداخلية في المناطق المارونية، فلماذا كانت حرب القوات وحرب جيش عون، وعلى مدى جولتين، ولماذا مقتل 3 الاف شاب ماروني، ولماذا اطلاق 30 الف طلقة مدفعية تم المجيء بها من عند صدام حسين لتحصل اكبر حرب بين القوات اللبنانية وميشال عون؟ ثم لماذا اضطهاد المسيحيين بعد تفجير الكنيسة، لماذا جلب 2000 شاب مسيحي فيما رئيس الجمهورية يتفرج ويقوم بالسباحة ولا يسأل عن الاف الشباب الذين يأتون للتحقيق ويتم ضربهم وتكسير اضلاعهم؟ المخابرات السورية كانت تحب المسيحيين، كان كل ضابط مخابرات سوري يقيم افضل علاقة مع المسيحيين، لكن الاجهزة اللبنانية منذ عهد الرئيس الهراوي وحتى اليوم وهي تكتب ضد المسيحيين وتطلق الاتهامات ضد الموارنة بخاصة، لان الموارنة هم ملح لبنان، وكم خسر لبنان بهجرة الموارنة الى اوستراليا والى كندا والى اميركا والى كامل اميركا اللاتينية. كل قرية تحضر كل يوم عشرات الفيديو عن قداس ماروني في كنيسة مار شربل او كنيسة مار مارون او السيدة العذراء او كنيسة السيد المسيح وصور الفيديو تظهر مئات لا بل احيانا 2000 و3000 الف ماروني مسيحي وهم يحضرون القداس في سيدني عاصمة استراليا وفي ملبورن في استراليا ولا ترى الا الوجوه اللبنانية، اقامت هناك وتعمل بشرف وتعمل بضمير خالص وتقوم ببناء المنازل لدى شركات استرالية وغيرها. وتعلم اولادها في الجامعات والحكومات تحترمها ولا تقوم باضطهاد شاب ماروني وجلبه الى السجن لضربه واتهامه اتهامات ظالمة وكاذبة، ولذلك اصبح في استراليا حوالى مليون ماروني، وهم من الستينات يسافرون لكن الضغط الكبير على هجرتهم كان منذ 20 سنة تقريبا، ثم ماذا عن كندا حيث تسير في عاصمة كيبيك الكندية مونريال وتسمع اللغة العربية، ثم تسأله هل انت لبناني فيقول لك نعم، ويقوم باطلاعك على اخباره الحزينة، ويقول لك كيف ترك عمله في لبنان، واتهامي لدى المخابرات السورية بأنني ضد سوريا وضد لبنان وانا لم اتعاطَ السياسة لكن الاجهزة اللبنانية والاجهزة السورية كانت ضحية لعبة كبيرة وكلها ضد الموارنة، اين الموارنة في عكار؟ وكانت هنالك عشرات القرى المارونية في عكار وملأ الموارنة عكار، فأين هم الان؟ اصبحوا جزيرة صغيرة في بحر من طوائف اخرى، ومع اننا نعتبر ان السنّة اخوان لنا هم اهلنا هم اخواننا هم رفاق السنوات والعمر والاجيال عاش اولادنا مع اولادهم وتربوا في المدارس، وشربوا من المياه ذاتها وتنشقوا الهواء ذاته وزاروا نهر القرية وكانوا يلعبون معاً في انهر القرية وينابيع المياه في القرية دون تفرقة بين سنّي او ماروني او درزي او شيعي.
الماروني رمزه الاساسي كرامته
لكن يبقى السؤال: من الذي جعل عدد الموارنة الناخبين الفعليين نصف مليون ماروني؟ الماروني رمزه الاساسي كرامته، الماروني رمزه الاساسي حريته، الماروني رمزه الاساسي القضاء المفتوح في اتجاه السماء وعبادة الله والايمان بالرسالة السماوية التي بشر بها السيد المسيح، ولم تأت كلمة على لسان الرسل بأن السيد المسيح اعطى كلمة واحدة حول استعمال العنف او ضرب صفعة على وجه احد، بل قال باركوا اعدائكم سامحوا من اساء اليكم، ومن ضربك على خدك الايسر در له الايمن، قضى المسيح 33 سنة من حياته وهو يضحي والمسيحيون مشوا على دربه وضحوا في سبيل لبنان. من وضع دستور لبنان، من وضع فكر لبنان، من هم عمالقة الفكر في الادب والشعر واللغة العربية وعلم الفلسفة وتكوين الجامعات والاتصال بالجامعة اليسوعية كي تأتي الى بيروت؟ ثم من قال بالاتصال كي تأتي الجامعة الاميركية الى بيروت ايضا؟ وكانت اول جامعتان في كامل الشرق الاوسط وكان الخليج العريب كله يأتي للتعلم في الجامعة العربية. اليس الموارنة هم الذين قاموا بذلك؟ ثم من ارسل اول الاموال سنة 1910، قبل الحرب العالمية الاولى، الى لبنان لشق طرقات واعمار لبنان في حين كانت الامبراطورية العثمانية تسيطر على الاموال؟ ومع ذلك استطاع الموارنة تأمين ليرات من الذهب وارسالها الى قراهم واهلهم لشق طرقات وتأمين المياه واقامة خزانات مياه وغير ذلك، ولم يكن الموارنة يفرّقون في القرية ذاتها بينهم وبين بقية الطوائف من سنة وشيعة ودروز، بل كانت اموالهم يقدمونها في سبيل القرية كلها. حاربتهم الامبراطورية العثمانية 403 سنوات، وفرضت عليهم تغيير دينهم بالقوة، واضطهدتهم وذهبوا الى الجبال واقاموا كنائس علو الباب فيها 60 سنتم، من اجل ان لا يدخل الجنود الاتراك الى قلب الكنيسة، حفروا الصخور واقاموا سهول القمح ليأكلوا من طحينهم ومن عرق جبينهم، واقاموا المدارس في القرى وعلموا اجيالاً كاملة، هم الذين دعموا الامير فخر الدين المعني، هم الذين كانوا المفكرين حوله، ولانهم كانوا النخبة واطلقوا اهم الافكار له وهو كان لديه القدرة على القيادة قتله العثمانيون لانهم شعروا ان فكرا رائعا يقف خلفه ومعه هو الفكر الماروني المسيحي.
30 سنة او 35 سنة واكثر والمسيحيون في اضطهادات او في حروب داخلية، فما الذي فعله المسيحيون ضد فتح الفلسطيني؟ وهم ساعدوا الشعب الفلسطيني كي تكون جونية الممر للشهيد ابو اياد احد قادة فتح، ولماذا قصف اكثر من 20 مليون طلقة مدفعية على منطقة صغيرة يعيش فيها الموارنة، من بعبدا الى المتن الشمالي الى كسروان الى جبيل الى البترون؟
الفتح العربي
ثم جاء الفتح العربي، فمن قام في بغداد ومن قام في بيروت بخاصة، بإطلاق النهضة العربية واطلاق كتابة الكتب وتفسير منهجي للقاموس العربي وتعليم من جاء من الصحراء والجزيرة والعربية، بالقاموس العربي الصحيح للكلمات العربية غير الموارنة؟ ومع ذلك كانت الجزية عليهم فاما ان يكونوا مسلمين او يدفعوا الجزية، ومع ذلك حمل المسيحيون كل ذلك حتى 40 سنة او 35 سنة قبل الان، لكن الـ 35 سنة السابقة لم يحصل مثلها حتى في ايام العثمانيين، لماذا كانت دوريات الجيش اللبناني تعتقل شباناً مسيحيين موارنة وتأخذهم الى الزنزانات، لماذا قيام المنطقة الشرقية بعد تفجير الكنيسة؟ بأنهم عملاء وخطة اسرائيلية ومحاولة لاقامة حكم ذاتي. وتكليف صحافي مخبر عند المخابرات كي يعلن ان اجتماعا حصل في الكسليك بعد تفجير الكنيسة وطلب الموارنة اقامة حكم ذاتي ومن هم المهندسون الذين هندسوا سوليدير، ومن هو اهم مهندس قام بالاتكال عليه الرئيس الشهيد رفيق الحريري بتنظيم سوليدير في بيروت؟ اليس الوزير السابق المهندس هنري اده؟ اليس الوزير السابق هنري اده من رسم خريطة بيروت الجديدة لكنه اقام فيها 3 حدائق، 6 برك مياه ضخمة؟ ومن اجل الربح الزائد ألغى الحريري الحدائق وبرك المياه فقدم استقالته هنري اده، اعظم مهندس وعضو المجلس الاعلى للمهندسين في نيويورك، والامين العام لجمعية المهندسين في فرنسا، لانه تم الغاء الحدائق وبرك المياه في بيروت وتغيير آثارها، اليس الموارنة من قدموا تقريرا كبيرا عن ان هنالك جامعة رومانية امام ساحة مجلس النواب؟ وان هذه الجامعة التاريخية عمرها 2400 سنة وصحيح انها حصلت في العهد الروماني لكن بناها الكنعانيون والرومانيون، ومع ذلك تم طمرها مع ابقاء فتحها بدائرة مترين، يطل المواطن منها فيرى عواميد ولا يرى اثرا.
آثار لبنان اغنى آثار العالم
ثم ماذا عن اثار مدينة بيروت العاصمة التي هي رمز للكنعانيين؟ وبعد الكنعانيين رمز الموارنة الذين جاؤوا مع موارنة حيث سكن مار مارون، ثم جاؤوا الى جبل لبنان وعملوا في لبنان وبنوا بيروت، لم يكن اهل بيروت عمال باطون وعمال حجارة وعمال ورش وبناء، كان الموارنة هم الذين يبنون البيوت ومنازل بيروت بناها المسيحيون وبخاصة الموارنة حجرا حجرا، واليازجي كتب ذلك، والمؤرخ التاريخي الصليبي كتب كل ذلك عن قيام الموارنة في كيفية اعمار بيروت حتى اعمار صيدا. كانوا ينظرون من جزين ليقوموا باعمار بيوت صيدا. من الذي جاء بسوق الافرنج الى صيدا، واصبح سوق الافرنج اليوم في صيدا اهم معلم تاريخي، اليس الموارنة من قام برسم ساحة الشهداء؟ اليس المهندس جورج ليون، وهو الذي رسم الساحة وتمثال الشهداء في ساحة بيروت واقام حولها مواقف لسيارة الاجرة، ثم زرعها كلها بالحدائق الخضراء؟ ثم من قام بإنجاز مشروع القطار الكهربائي في بيروت ويسمى ترامواي؟ اليس جورج عقل المهندس المبدع الفني الذي ترك الولايات المتحدة وجاء الى لبنان وقدم المشروع لحكومة الرئيس بشارة الخوري ورياض الصلح ونقذوا المشروع بالاتفاق مع الفرنسيين؟ قولوا لنا عن مجزرة واحدة قام بها الموارنة، الموارنة وهم عائدون من زحلة الى مناطقهم تم ذبحهم على يد احدى الطوائف ولا نريد ذكر طائفة كي لا نفتح جرحا، الموارنة كانوا في فردان والحمراء وكانوا في مناطق بيروت فتم تهجيرهم. الموارنة كانوا في الجبل وادت الحرب الى تهجيرهم، البقاع، زحلة، بعلبك بحد ذاتها كان ثلثها مسيحياً، ألم يقم الامير موريس شهاب بإحياء قلعة بعلبك من جديد واطلاق المهرجانات فيها والمحافظة عليها وطلب انضمامها الى اثار منظمة الاونيسكو الدولية كي تكون بعلبك اثرا لا يمحى في التاريخ ومحفوظة تحت سجلات الاونيسكو الدولية؟ وهو الاتي من كسروان الامير موريس شهاب وهو الذي تم تعيينه مدير الاثار وقام بالذهاب الى بعلبك، اضافة الى قلعة عنجر، اضافة الى قاموع الهرمل، اضافة الى اثار كثيرة في لبنان،. ثم من اعتراض مؤخرا اثناء قيام سوليدير على عدم ردم ارض بيروت والتنقيب عن الاثار، والاثار هي اغنى اثار في العالم لان عمرها 5 الاف سنة في بيروت، ويتم البحث عن الاثار بالازميل والمطرقة الصغيرة، التي لا تزيد وزنها عن كيلوغرام، فيما عملت في التفتيش عن الاثار جرافات وجرفت كل شيء، اما الوزير المهندس هنري اده فاقترح مع اكبر لجنة مهندسين فرنسيين كنديين ومن اميركا اقامة طابق بعلو 12 متراً في بيروت يحفظ كامل الاثار تحتها وفوق قوة من الباطون المسلح الفولاذي يتم انشاء الابنية والابراج كما هو حاصل في كاليفورنيا حيث اثار للهنود الحمر وكما هو حاصل في كندا الذين اقاموا مدينة كاملة على علو 12 متراً من قعر الارض الى 6 امتار فوق الارض واقاموا العمران والابنية والفيللات والابراج.
آثار بيروت ضاعت
آثار بيروت لا تقدّر بثمن، ذهبت ضاعت، اعترض المسيحيون على اثار بيروت، ليس لهم كلمة، ولنقل بصراحة، ان المسيحيين بنوا سوليدير، ولكن لم تكن لهم كلمة قرار، كان القرار في يد الطائفة السنية وفي يد الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وعندما طالبته اللجنة الدولية اللبنانية الفرنسية الكندية الاميركية بالسماح على الاقل باقامة مدينة في سهل الدامور ونقل اثار بيروت اليها، كان الجواب هل تريدون ان تعيشوا في الماضي ام في المستقبل، الاثار هي من الماضي وانتهى زمانها، نحن ننظر الى المستقبل، طبعا الرئيس الشهيد رفيق الحريري كان همه بناء بيروت وسوليدير ولكن خلافه مع الرئيس اميل لحود وقيام الرئيس لحود بمعاكسة الحريري في اكثرية مشاريعه واحدى اهمها اقامة قصر المؤتمرات فبدلا من ان يترك لحود الرئيس الحريري ان يقيم قصر المؤتمرات بكلفة 550 مليون دولار من ملعب النهضة على الروشة ويتصل بالبحر ويقيم فيها اهم مراكز مؤتمرات قام عن قصد وبالقوة بتوسيع حدود المسبح العسكري حتى اغلق الطريق على اقامة قصر الشعب ولم يكن الرئيس الحريري يستطيع التكلم لان الرئيس لحود والرئيس الهرواي كان يحظيان بدعم المخابرات السورية وكانا ينقلان اخبارا عن الحريري هو وغيره وكلهم، ولذلك كانت محاصرة الحريري في مشاريعه.
طبعا الرئيس الشهيد الراحل رفيق الحريري كان له طمع في المال، وجاء من السعودية بمليار ونصف وعندما استشهد كانت ثروته 16 ملياراً لكن الرئيس الحريري بنى لبنان اعمارا وطرقات وجسور. اما في شأن طمعه في المال، فهذا امر نسكت عنه لان الرئيس الشهيد رفيق البحريري دفع دمه ثمناً في خطته لاعادة واعمار لبنان.
كان سهل الحدت على اطراف كفرشيما كلها مناطق مسيحية فأين اصبحت الان لقد اصبح المسيحيون محصورين في كفرشيما وبلدة الحدت، كان المسيحيون يعيشون في فردان والحمراء ورأس بيروت والروشة وكانوا يملكون 45 في المئة من املاك بيروت فصادرتها شركة سوليدير، ووفق السجل التجاري لتجار بيروت فان 63 في المئة من اصحاب محلات بيروت التجارية وكل المراكز التي كانت فيها قبل قيام سوليدير كانت للموارنة، فتم تأليف لجنة برئاسة النائب الشهيد وليد عيدو وكان قاضيا وصادر كل الاملاك وقام الرئيس اميل لحود بالتوافق مع الحريري وحكمت شهابي وعبد الحليم خدام ومحيط الرئيس اميل لحود بالقول انه لا يمكن الدخول الى مدينة بيروت بسبب الالغام وكانت حجة واهية كي لا يعاود اي تاجر بناء محله في بيروت بل تمت محاصرة بيروت بالقول انها مزروعة بالالغام وقام بالترويج للموضوع العماد حكمت شهابي وعبد الحليم خدام ونفذ الامر لحود ومحيطه. وهكذا تم منع عودة 63 في المئة من تجار بيروت المسيحيين الى بيروت.
لم يعد هنالك موارنة في بيروت
وقرروا سعر المتر بـ 700 دولار، وتملكوا المحلات التجارية والعقارات بسعر 700 دولار للمتر المربع كما حددته اللجنة برئاسة القاضي وليد عيدو. ففرغت بيروت من المسيحيين والموارنة، والعاصمة التي كان فيها الموارنة يؤدون دورا ازدهاريا ومحل الماروني قرب المحل السني والدرزي والشيعي وكلهم اخوان، وكانوا عند الظهر ينادون بعضهم بعضاً لطلب الغداء ويأكلون معاً من كل الطوائف، فما الذي حصل الان؟ لم يعد هنالك موارنة في بيروت اصبحوا في منطقة هي شبه قرية هي الاشرفية ومنذ 35 سنة كما هي ساحة ساسين بقيت ذاتها، لم يتم توسيعها مترا واحدا لم يتم توسيع اي طريق في منطقة الاشرفية بينما الطرق والاوتوستراد الدائري تمت اقامته كله لخدمة سوليدير وغير سوليدير، ولمشاريع مجلس الانماء والاعمار، سيطرت عليه طائفة واشتركت مع رئيس طائفة اخرى في صرف اموال مجلس الانماء والاعمار وخلال 6 سنوات وصلنا الى 18 مليار دولار، وعندما وضع كل ثقله الرئيس لحود بإزاحة الحريري سنة 1998 اثر انتخابه رئيسا للجمهورية ماذا فعل لحود بخاصة محيطه الحاقدين على الرئيس الحريري؟ ومع تحريض الجهاز الامني اللبناني للمخابرات السورية ضد الرئيس الحريري، فذهب الحريري من رئاسة الحكومة سنة 1992 ولدى عودته منتصرا في الانتخابات وكان الدين عندما ترك الحريري 18 ملياراً وصل سنة 2000 وعاد الى رئاسة الحكومة وبلغ الدين 25 مليار دولار، اي انه زاد 7 مليارات في عهد لحود في حين انه كان يتهم الحريري بالدين الخارجي. فكيف والارقام موجودة ووزير المالية لدى لحود الذي جاء به ضد الحريري وزيرا للمالية يعرف تماما ان الدين كان 18 مليار دولار واصبح 25 مليار دولار في سنتين من عهد الرئيس لحود وفي بداية عهده.
ونحن لا نريد الغوص في الديون الخارجية وكيفية هدر الاموال وصرفها، لكننا نسأل من كان يجلس الى طاولة التفاوض في لبنان لتقرير مصير لبنان ومصير الدولة ومصير المشاريع؟ كان الذي يجلس الى الطاولة هو الشيعي والسني، اما الماروني فكان مستبعدا والرئيس اميل لحود 9 سنوات قائد جيش و9 سنوات رئيس جمهورية مع محيطه كان يهمه الحكم والسيطرة والتحريض على الرئيس الشهيد رفيق الحريري لدى السوريين، وكان الرئيس الشهيد رفيق الحريري على تواصل مع السعودية ودول خارجية وكان الخلاف العميق هو الصراع على الحكم اراده الرئيس الراحل حافظ الاسد ان تكون السعودية مشرفة على لبنان لكنهم اطاحوا كل شيء وبالنتيجة دفع الموارنة الثمن في حرب، اما الرئيس اميل لحود فلم يقم احد باضطهاد المسيحيين مثلما قام في عهده كقائد للجيش ورئيس للجمهورية كما قام مع محيطه حيث لم يبق شاب مسيحي في المنطقة الشرقية الا وتم ضربه او جلبه الى زنزانات وزارة الدفاع وتعذيبه ومنعه من قول اي كلمة معارضة.
اما قسم كبير من الموارنة فاشتراهم الرئيس الشهيد رفيق الحريري للسكوت عن سوليدير ومشاريعه وكيفية صرف امواله والاستدانة من الخارج. وفي الوقت ذاته كانت طائفتان اخريان تفرضان على الرئيس الشهيد رفيق الحريري دفع مئات ملايين الدولارات بدل دفع تعويض الى المهجرين في لبنان وكانت قضية المهجرين تجارة في بيروت وخارج بيروت وطائفة اخرى كي تسكت عن الرئيس الشهيد رفيق الحريري تريد ضريبة مالية برئاسة زعيمها وكان الرئيس الشهيد رفق الحريري يدفع، وكل الدفع الذي حصل بين الطوائف كلها كان على حساب الشعب اللبناني.
الجريمة حصلت
اليوم والوزير نهاد المشنوق ينشر لوائح الشطب عن الانتخابات النيابية نكتشف ان 696 الف ناخب ماروني فقط سينتخبون مقابل مليون و600 الف شيعي ومليون و400 الف سني، في حين انه منذ 47 سنة كان المسيحيون في لبنان وبخاصة الموارنة، يشكلون 50 في المئة من عدد سكان لبنان وتحت القهر وتحت العذاب وتحت حروب عبثية وتحت تحريض المخابرات السورية التي نحن متأكدون انها كانت تحب المسيحيين وتريد التعامل معهم لكن اجهزة الامن اللبنانية منعتهم من التفاعل مع المسيحيين.
كما ان الحروب العبثية في المنطقة الشرقية بين القوات اللبنانية وعون ادت الى تدمير منطقة عين الرمانة وفرن الشباك وصولا الى المعركة العنيفة حول الصندوق الوطني في ضبية الذي كان للقوات اللبنانية ثم القتال عبر قصف بالمدفعية والصواريخ ثم الذهاب الى الجبال والقتال على خط بكفيبا والقليعات وتدمير كامل قرى قضاء بكفيا وكامل قرى قضاء القليعات، فيطرون، ريفون عشقوت. وكل ما يملك الموارنة هو 4 او 5 جبال موجودة في شكل متوسط في وسط لبنان، فكانت مسرحية لحرب ادت الى مقتل 4 الاف شاب وجندي من العونيين والقوات. ثم انتهينا بحرب التحرير الذي دمر لبنان وكان المؤتمر الدولي قد تم اقرار عقده في مدريد سنة 1991 ومع ذلك تم شن حرب التحرير، ولماذا؟
اليوم تجري الانتخابات ونصف مليون ماروني ينتخب فقط، والجريمة حصلت، والموارنة اصبحوا في اوستراليا وكندا واميركا والبرازيل والارجنتين والمكسيك وفنزويلا، وفقدنا اولادهم الذين اصبحوا من غير ثقافة رغم انهم ما زالوا متعلقين بالكنيسة المارونية، لكن لبنان خسر قسما هاما ودورا بليغا للطائفة المارونية في اعمار لبنان.
ها هو الجبل هل هو مزدهر من دون المسيحيين، ها هي المنية وطرابلس وعكار هل هي مزدهرة من دون المسيحيين؟ ها هو البقاع هل هو مزدهر من دون المسيحيين، ها هو الجنوب وهو يعمل بالفيللات والمراكز التجارية الكبرى وكله اعمار، لكن اين الفن الماروني في تكوين تجمعات ضخمة كبرى كانت تجعل من الجنوب جنة الجنات، رغم ان الجنوب يزدهر قطاع البناء فيه واقامة المراكز التجارية وعمران الفيللات والمنازل منتشر في شكل كبير نتيجة المهاجرين من اهل الجنوب من الطائفة الشيعية الى افريقيا وارسال الاموال لاعمار منازلهم في الجنوب بعدما عانوا 30 سنة و40 سنة من الاضطهاد والغارات والعدوان الاسرائيلي على قراهم.
المسيح علّم الموارنة الفرح
لكن لو كان الموارنة في الجنوب لكان المركز التجاري الذي يقيمونه حاليا ضمن هندسة مهمة جدا، بل يكون مركزاً لتجمع مثل مبنى الـ«ABC» في جونيه وضبيه والاشرفية، احدى امثلته المراكز التجارية التي تمت اقامتها من طرف بيروت باتجاه المناطق المسيحية حيث الابراج الكبيرة وحيث اهم مراكز المصارف وحيث العمران المدني وحيث اهم المطاعم وحيث اهم الفنادق وحيث اهم السهرات كأن لبنان لا يعيش حربا لان الموارنة يحبون الفرح والمسيح علمهم الفرح وقال لهم لا تحزنوا حتى على الصليب عندما تم صلب السيد المسيح وحتى حين لفظ انفاسه كان مبتسما وقال سامحهم يا ابتِ، لانه رمز للمحبة والفرح. هكذا الموارنة فتشوا عن انهاض اقتصاد لبنان، فتشوا عن اعادة المسيحيين الى قراهم فتشوا عن الموارنة في كيفية ايجاد اتصالات معهم، قوموا بانشاء مركز الكتروني كبير كلفته 100 مليون دولار بدل دفع مليار و800 مليون دولار مضروبة بمرتين، اي 3 مليارات و600 مليون دولار لاستئجار 4 بواخر تركية تعطي الواحدة 400 كيلووات، وسعرها الحقيقي بحدها الاقصى هو ملياران ونصف مليار دولار واصنعوا مركزا الكترونيا ضخما مع شاشات وقوموا بتجهيزه بخبراء الكترونيين وغير ذلك لاقامة علاقة اتصال مباشرة بين لبنان وكافة المراكز الالكترونية اللبنانية في الخارج ولا نحصرها نحن في الموارنة، فنحن الموارنة، اخواننا الدروز، اخواننا السنة، اخواننا الشيعة، اخواننا الكاثوليك، اخواننا العلويون في لبنان، اخواننا كل الذين جاؤوا الى لبنان حتى ان مليون ونصف مليون نازح سوري منذ 7 سنوات لم يقم لبناني واحد بالاعتداء على سوري بل على العكس حصلت جرائم سورية قتل فيها شبان سوريون مواطنين لبنانيين، حتى ان لبنان طوال 70 سنة من استقباله نصف مليون نازح فلسطيني لم يقم يوماً بالاعتداء على اي مخيم بل حصل العكس، فأي علاقة بين مرور سيارة وقتل شخص من آل ابو عاصي مرافق الشيخ بيار الجميل الجد، ثم مرور حافلة تحمل فلسطينيين واطلاق النار عليها، ثم اعطاء 3 ساعات انذار فرصة للذين أطلقوا النار، وعند السادسة مساء كانت صواريخ الكاتيشيا تنهمر مثل الشتاء على المناطق المارونية المسيحية وهم لم يعرفوا ما الذي حصل ولم يسمح الفلسطينيون بإجراء تحقيق في كيفية اطلاق النار على الفلسطينيين، في الحافلة التي يستقلونها كذلك كيف مرت سيارة قبل نصف ساعة وقتلت مرافق الشيخ بيار الجميل وكان كل اهل عين الرمانة من المسيحيين واهالي فرن الشباك واهالي الحدت واهالي بعبدا لا يعرفون شيئا باستثناء اعلان بيان من ياسر عرفات انه يعطي 3 ساعات للحكومة اللبنانية بتسليم من اطلق النار على حافلة الفلسطينيين، وبعد السادسة ستتحرك الثورة الفلسطينية وتبدأ عملها. وعند الساعة السادسة بدأت صواريخ الكاتيوشيا تنهمر على المناطق المسيحية، وبدلا من ان يقوم الجيش اللبناني بإسكات اطلاق صواريخ الكاتيوشيا وارسال 5 الاف جندي الى عين الرمانة والشياح وفرن الشباك لم تتحرك الا سريتان هما 150 جندياً من الجيش اللبناني.
لا نضع اي لوم على السوريين
اليوم يفكر الموارنة عن منطقة في العالم تتسع لـ 500 او 600 الف ماروني يعيشون فيها مع مسيحيين اخرين من الروم الارثوذكس والروم الكاثوليك ليقيموا فيها بحرية في ظل قانون دون استدعائهم الى الزنزانات، دون تكسير اضلاعهم، دون بعد تفجير الكنيسة اتهامهم بأنهم عملاء، دون جلب 2000 شاب الى الزنزانات وتكسير اضلاعهم دون ارسال الجيش اللبناني الى المناطق الشرقية لاعتقال شبان موارنة ومسيحيين وضربهم والتحقيق معهم . الموارنة يعشقون الحرية و30 سنة ممنوع عليهم الحرية، ونحن لا نضع اي لوم على السوريين، نحن نضع اللوم على من كان يقوم بالتنسيق مع المخابرات السورية ليشحنهم ضد المسيحيين في لبنان واحزاب المسيحيين في لبنان.
اميل لحود منع امين الجميل من البقاء في لبنان ولم يكن هنالك قرار بإرغام امين الجميل على السفر، لكن اميل لحود من المتن، والرئيس اميل لحود الذي يكره امين الجميل ارغمه على السفر الى الخارج. ولم يقبل الا ابقاء 11 جنديا معه كرئيس جمهورية سابق، بينما الرئيس اميل لحود معه اليوم 3 ضباط و65 جندياً ورتيباً. وعندما يقترب احد منه ليطالب بقسم من العسكريين يشتكي الى حزب الله كي يتصل بقيادة الجيش ولا يطلبون شيئا منه. الاجهزة الامنية اللبنانية لم تبق حرية لماروني او لمسيحي لم يكن له الحق في الكلام لم يكن له الحق في الحرية، كانت كرامته غير مصانة، لا بل كانت كرامة الماروني والمسيحي مدعوسة، كيف يمكن اتهام المسيحيين من عمشيت الى جبيل الى كسروان الى المتن الشمالي الى بعبدا بأنهم عملاء اثر تفجير كنيسة سيدة النجاة في ذوق مصبح وليس للمسيحيين اي علاقة في الموضوع؟ فتشوا عمن فجر الكنيسة واقيموا تحقيقا جديا، بدل ارسال دوريات من المكافحة والجيش ومحاصرة مراكز واتهام الموارنة بالعمالة وبأنهم يريدون حكماً ذاتياً.
مغادرة 4 ملاين ماروني خلال 45 سنة
ان اكبر خسارة للبنان هو مغادرة 4 ملايين ماروني من لبنان خلال 45 سنة.
يا معالي وزير الداخلية نهاد المشنوق، قم بواجبك وضع لوائح الشطب وقم بتوزيعها على الطوائف، لكن هل هنالك فكر وطني عميق يسأل كيف اصبح عدد الناخبين الفعليين للموارنة حوالى 500 الف فعليا، رغم ان لوائح الشطب تقول بـ 696 الف وارجوك يا معالي الوزير نهاد المشنوق ان تقول لنا ان لوائح الشطب هي مليون و200 الف لان السر منتشر في البلد والذين وضعوا لوائح الشطب يعرفون الارقام والنسخ عن لوائح الشطب موجودة، اكبر جريمة في تاريخ لبنان لن يرتكبها العثمانيون ولا المماليك ولا اهل العربة عندما جاؤوا من الصحراء الى بغداد والشام ولبنان. فلم يرتكبوا ذلك، بل ان 40 سنة واخر 30 سنة كانت المدة الظالمة المريرة التي حصلت فيها حروب عبثية عونية ـ قواتية، ثم حرب تحرير بين عون وسوريا ثم استلام اسلحة صدام حسين واجراء اكبر حرب في المنطقة الشرقية، ثم تحريض المخابرات السورية 30 سنة ضد المسيحيين، ثم 9 سنوات لاميل لحود 9 قائد جيش و9 سنوات رئيس جمهورية. كذلك محيطه في الاجهزة الامنية الذين زرعوا الترهيب ومنع حرية الكلام والتدخل في الاعلام والسياسة خارج نطاق مسؤولياتهم وتحريض المخابرات السورية على المسيحيين ادى الى هجرة الموارنة.
ليت مار مارون ينصحنا بإيجاد مدينة في البرتغال او اسبانيا او ايطاليا او النمسا او المانيا او فرنسا فنذهب ونقيم مدينة تتسع لـ 700 الف مواطن ماروني ومسيحي يسكنون فيها بدل السكن في زنزانات وتكسير اضلعهم ومنعهم من الكلام ومن الحرية، اضافة الى اهانتهم واهانة عائلاتهم ومؤسساتهم.
خمس دول اسمها لبنان
على كل حال، اصبح هنالك 5 دول اسمها لبنان، دولة مارونية لبنانية ومسيحية في استراليا، دولة مسيحية مارونية في الولايات المتحدة، دولة مسيحية مارونية في كندا، ودولة مسيحية مارونية في اميركا اللاتينية، ودولة خامسة اسمها لبنان موجودة في لبنان والموارنة فيها مضطهدون لا دور لهم فعلياً. واما العقل الخلاق الماروني المسيحي الذي ينطلق من عمق لاهوتي مسيحي فيتصل من الارض الى السماء ويضم اكثر من 3 ملايين ونصف مليون كاتب ينتشرون في العالم ويعبّرون عن فكر مسيحي، قسم كبير منهم ماروني وممنوع الان في هذا الزمن الحديث عنهم، الاقباط في مصر لانهم مسيحيون لا يحق لهم تعيين محافظ او وزير.
المسيحيون في العراق كانوا 4 ملايين ولا يحق لهم الان تعيين وزير مسيحي في الحكومة العراقية باستثناء في سوريا حملات تكفيرية، وحرب كنائس انقذها الرئيس بشار الاسد في معلولا وصيدنايا، لكن يجب وضع دستور يريده التكفيريون ان يكون دين الدولة الاسلام. اما المسيحي فيجب عليه دفع الجزية كما يريد التكفيريون في الدستور السوري الجديد. اما في لبنان فقد هاجر الموارنة ومن بقيَ يعيش على قهر ينعزل عن البقية يريد الحفاظ على حريته وعلى كرامته، وعلى فكره الايماني بالله وبالاخلاق وبالمبادىء العليا.
شارل أيوب