من خلال وصول الموفد السعودي الى لبنان نزار العلولا ولقائه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لمدة 10 دقائق، واجتماعه بعدها مع رئيس الحكومة سعد الحريري، لكن الاجتماع الكبير كان في معراب عند الدكتور سمير جعجع والعشاء الذي جمعهما، والسؤال الذي يطرح بصراحة، ما هو سر قوة العلاقة بين رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع والسعودية.
فزيارة العلولا هي الاولى الى لبنان بعد ازمة استقالة الرئيس سعد الحريري في السعودية والتراجع عنها في بيروت، وما تركت من تداعيات سلبية على مسار العلاقات اللبنانية – السعودية، وسيزور الموفد السعودي بالاضافة الى الرؤساء الثلاثة القيادات السياسية في 14 آذار وشخصيات ووجه دعوة الى الرئيس الحريري لزيارة الرياض.
اللقاء الاول للعلولا كان مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ولم يدم اكثر من 10 دقائق غادر على اثرها العلولا دون الادلاء باي تصريح. وقد وزع المكتب الاعلامي في القصر الجمهوري بيانا عن الزيارة اشار فيه الى ان الموفد السعودي نقل للرئيس عون تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد الامير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ورسالة شفهية من الملك السعودي اكد فيها «حرص القيادة السعودية على قيام افضل العلاقات بين البلدين الشقيقين نظرا لما يجمع بين الشعبين اللبناني والسعودي من اواصر اخوة وصداقة ومحبة». كما اكد الموفد الملكي السعودي ان «بلاده تقف الى جانب لبنان وتدعم سيادته واستقلاله، وتتطلع الى مزيد من التعاون بين البلدين في المجالات كافة».
واشاد الموفد السعودي بــ«القيادة الحكيمة للرئيس عون في ادارة شؤون لبنان»، كما نوه بأن «اول زيارة رسمية قام بها رئيس الجمهورية كانت للسعودية».
ورحب الرئيس عون بالموفد الملكي السعودي، وحمله تحياته الى خادم الحرمين الشريفين وولي العهد، مؤكدا «حرص لبنان على اقامة افضل العلاقات مع المملكة العربية السعودية»، مركزا على محبة اللبنانيين لاشقائهم السعوديين والرغبة في التواصل الدائم معهم وعلى مختلف المستويات».
وتناول البحث الاوضاع في المنطقة، فركز الرئيس عون على «ضرورة عودة الوئام الى العلاقات بين الدول العربية، مذكرا بالموقف الذي كان اتخذه في قمة الاردن العام الماضي، والذي دعا فيه يومها الى طاولة مستديرة تجمع الدول العربية للاتفاق في ما بينها على ما يحافظ على وحدتها ومصالحها الحيوية».
وكانت جولة افق في العلاقات اللبنانية – السعودية، وضرورة تعزيزها في المجالات كافة.
عند الحريري
والتقى الموفد السعودي، رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري الذي أكد أن «المحادثات كانت ممتازة»، مشيرا إلى أنه «تلقى دعوة منه لزيارة المملكة وسيلبيها في أقرب وقت ممكن».
وقال الحريري في دردشة مع الصحافيين عقب اللقاء: «السعودية هدفها الأساسي أن يكون لبنان سيد نفسه، وهي حريصة على استقلال لبنان الكامل، وسنرى كيف سنتعاون معها في شأن المؤتمرات الدولية المقبلة».
وأكد الحريري أنه «يدعم خيار تأمين الكهرباء للمواطن 24 على 24 ساعة»، مشيرا إلى «جلسة قريبة لمجلس الوزراء تخصص لهذا الملف».
أما في شأن قانون الانتخاب، فقال: «برأيي لا أحد يملك بعد صورة التحالفات، فالمفاوضات جارية والأمور ستتضح تباعا. وميزة هذا القانون أنه يظهر حجم كل شخص».
عند جعجع
بعدها، التقى الموفد السعودي، رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع في معراب، وذلك بحضور وزير الاعلام ملحم الرياشي والنائبة ستريدا جعجع.
ورحب جعجع بالموفد السعودي، معتذراً عن تأخره بسبب انشغاله باجتماع اتنخابي، فرد العلولا قائلاً: «لا عليك حكيم انا في منزلي في معراب».
ولدى سؤال الصحافيين للموفد السعودي عما اذا كان سيصرح بعد اللقاء، اجاب: «لا اعتقد حتى لو ان جعجع هو ضيفي في معراب».
واولم جعجع على شرف الوفد السعودي.
زيارة ضريح الحريري
وزار العلولا يرافقه السفير السعودي لدى لبنان وليد اليعقوب والوزير المفوض في الديوان الملكي وليد البخاري ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري وكتب في السجل الذهبي: سيبقى الشهيد رفيق الحريري رمزاً وطنياً وعروبياً وسيعود لبنان كما اراده الشهيد حراً ومنارة للعالم.
ويزور الموفد السعودي الرئيس نبيه بري اليوم، وكانت السفارة السعودية طلبت موعداً للعلولا في عين التينة امس الاثنين، ولكن الرد ان مواعيد الرئيس بري كاملة، فعندها سألت السفارة السعودية «اذا زار الموفد السعودي قيادات سياسية قبل لقاء الرئيس بري فهل هذا مخالف للبروتوكول»، وردت عين التينة لا مشكلة في ذلك وحدد موعداً للعلولا اليوم.