شارل أيوب
يتصرف ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بوقاحة كبيرة لم يشهد لبنان لها مثيل بهذا الشكل، ذلك ان وزير الدفاع السعودي الذي هو اغنى وزير دفاع في العالم يرسل بكل وقاحة مندوباً الى بيروت اسمه علولا، صفته المعلنة انه موفد من القيادة السعودية وبالتحديد تحت اشراف ولي العهد السعودي محمد بن سلمان. اما صفته الفعلية، فهو ضابط مخابرات برتبة مساعد رئيس المخابرات العامة في السعودية، واختصاصه ملفات حزب الله، حزب تيار المستقبل، حركة امل، حزب القوات، الحزب الاشتراكي، حزب الكتائب، وشخصيات مثل الوزير سليمان فرنجية، بطرس حرب، اضافة الى تركيزه منذ سنتين لكن اكثر بعد انتخاب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على الاشراف على الملف، على اخبار ومعلومات عن التيار الوطني الحر الذي يرأسه الوزير جبران باسيل، ويعمل علولا في مركزه المخابراتي السري، اما علولا فمركزه العلني هو موفد، وقد ارسل بكل وقاحة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان علولا المزدوج الى لبنان، بعد ان طلبت السعودية من رئيس الحكومة اللبنانية الرئيس سعد الحريري، بعد استدعائه اليها واجباره على الانتخابات والاقامة الجبرية لمدة 14 يوما فيها، ثم تدخلت فرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا وقام الرئيس ميشال عون بتدويل خطف الرئيس سعد الحريري الى السعودية، بالسماح له بالسفر الى باريس تحت رعاية الرئيس الفرنسي ماكرون ثم العودة الى بيروت تحت 4 شروط كان اهم شرط فيها النأي بالنفس، وهي ان لا يتدخل لبنان في شؤون الدول العربية، وخاصة حزب الله في شؤون الخليج.
وعلى اثر ذلك، اجتمع مجلس الوزراء في بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون واعلنوا الالتزام بالشروط الاربعة التي طرحها الرئيس الحريري كي يتراجع عن استقالته، ومنهم وزيرا حزب الله الذان وقعا على الشروط الاربعة التي طرحها الرئيس الحريري واقرها مجلس الوزراء.
وقال الرئيس سعد الحريري ان مبدأ النأي بالنفس مقدس، وسيتم احترامه من كافة الوزراء ورئيس الحكومة ورئيس الجمهورية الذين وقعوا عليه.
قام لبنان بتنفيذ النأي بالنفس ولم تعد تظهر حملات او تصريحات ضد دول الخليج، لكن الوقاحة هي ان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ارسل الموفد المزدوج علولا الى لبنان وقام جهاز الامن والتشريفات والاستطلاع في السفارة السعودية بترتيب لقاءات للموفد المزدوج علولا مع رئيس الجمهورية الذي دام اللقاء معه عشر دقائق ثم مع الرئيس سعد الحريري الذي سافر ليل الثلثاء في 27 شباط الى السعودية، ليجتمع يوم الاربعاء في 28 شباط بالقيادات السعودية وعلى اساس ان البرنامج يتضمن استقبال الملك سلمان بن عبد العزيز للحريري وكذلك ولي العهد السعودي محمد بن سلمان سيستقبل الرئيس سعد الحريري منذ ان حصلت الازمة العنيفة للرئيس سعد الحريري واستدعائه الى السعودية قبل 4 اشهر.
هكذا ترى السعودية بكل وقاحة مبدأ النأي بالنفس الذي طالبت به واحتجزت رئيس حكومة لبنان واجبرته على الاستقالة، كي يصدر عن لبنان بيان النأي بالنفس عن التدخل في الدول الخليجية.
السعودية خرقت مبدأ النأي بالنفس ولم تحترمه، وهي التي طالبت به، وارسلت علولا الموفد المزدوج، في الواجهة موفد وفي الباطن رجل المخابرات اقام له فرع الامن والاستطلاع في السفارة السعودية لقاءات مع كامل الفاعليات اللبنانية، طبعا باستثناء حزب الله وحلفائه المقرّبين الى حزب الله.
علولا ورص الصف السني
واساس مهمة علولا انه بعد ان وصل الخبر الى السعودية بأن حزب الله سينال 5 مرشحين من نواب السنّة الـ 27 في المجلس النيابي، قرر العمل على رص الصف السنّي وعدم حصول حزب الله على اكثر من نائب سنّي واحد وتفضل السعودية عدم حصول حزب الله على اي نائب سنّي، كذلك فان السعودية قررت جمع احزاب وفاعليات 14 اذار واعلنت علنا دعمها لهم، حتى انها وصلت مع تصريح لعلولا ان منزل الدكتور سمير جعجع هو منزله.
ولدى سؤال الدكتور سمير جعجع عما تم بحثه مع علولا الموفد السعودي، اجاب الدكتور جعجع، في طبيعة الحال تم التطرق الى الانتخابات النيابية التي ستجري في لبنان.
وامس الثلثاء اكمل علولا جولته وفق برنامج جهاز والامن والاستطلاع في السفارة السعودية، فاجتمع مع شخصيات عديدة واليوم، لديه لقاءات اخرى وبعدها قد يغادر الى السعودية او يبقى ليومين اضافيين.
والهدف الاساسي لعلولا هو التالي:
1 ـ ان السعودية مستعدة لدفع كامل الرشاوى المالية لتحالف 14 اذار كي يكون سوية، وان اي مسؤول او قيادي لا يسير ضمن الخطة فان السعودية مستعدة الى زيادة الرشوة المالية له.
2 ـ جمع تجمع 14 اذار سواء كان متحمسا جدا ام كان قريبا ام على شبه حياد الاشتراك في الانتخابات النيابية وحصول السعودية على الاكثرية النيابية في المجلس النيابي، طبعا بالتنسيق مع الموفد الذي سبق علولا الموفد المزدوج السعودي الى لبنان وهو معاون وزير الخارجية الاميركي ساترفيلد الذي امضى 12 يوما في لبنان تحت عنوان بحث بناء الجدار الاسمنتي مع اسرائيل فيما عمله الاساسي كان التركيز على الانتخابات النيابية وان واشنطن اوعزت الى السعودية بدفع الاموال المطلوبة وكامل الرشاوى لكل شخصية سياسية كبيرة لبنانية سواء كانت قائدة حزب ام قائد فاعليات، من اجل جمعهم جميعا في جبهة تشبه جبهة 14 اذار، ومحاصرة خط حزب الله مع حلفائه كي يكون مجلس النواب المقبل سعوديا مئة في المئة انما باشراف اميركي عام اما التنسيق الميداني فيتم عبر المخابرات السعودية مع جهاز مخابرات الرئيس سعد الحريري الخاص حيث يرسله الرئيس الحريري الى جهاز امن موجود رسميا لتنفيذ خطط المخابرات السعودية والسيطرة على المجلس النيابي المقبل وآلية الحكم، حتى ولو ادى الامر الى الاصطدام برئيس الجمهورية العماد ميشال عون.
السعودية ستعمل للحصول على 70 نائباً
وعلى ما يبدو فان السعودية ستعمل على الحصول على 70 نائبا بتوجيه سعودي ويأمرهم اما مباشرة او بواسطة الرئيس سعد الحريري ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لان السعودية تريد التمركز في الساحة اللبنانية ونقل الصراع بينها وبين ايران الى الساحة اللبنانية فتصبح الساحة اللبنانية ساحة مشتعلة بين خط التطبيع مع اسرائيل بقيادة السعودية وحلفائها في لبنان مقابل خط المقاومة ضد اسرائيل الذي تمثله المقاومة والاحزاب الحليفة لها، وستساعد الولايات المتحدة السعودية مباشرة في هذه العملية.
هذا ورصدت السعودية ميزانية هامة للانتخابات النيابية في لبنان، وعادت لاستيعاب الرئيس سعد الحريري، وهي تريد قيادة البلاد من خلال قيادة لبنان من خلال الـ 70 نائباً في المجلس النيابي ضد النواب اللبنانيين الذين يرفضون الاستسلام للعدو الاسرائيلي والتطبيع معه.
واذا كان لبنان قد انقسم في الماضي بين خط 14 اذار و8 اذار فان هذه المرة سينقسم بين خط التطبيع مع اسرائيل واقامة العلاقات تحت الطاولة مع اسرائيل من احزاب لبنانية تحت الطاولة عبر السعودية فانه في المقابل ستقوم احزاب المقاومة بمقاومة هذا الخط والتركيز على محاربة العدو الاسرائيلي الذي اصبح صديقا للسعودية اما العدو الاول للسعودية فهو ايران.
وتقول اخبار انتشرت في صحف اجنبية وتلفزة اجنبية ان السعودية قامت بتطبيع هام تحت الطاولة مع اسرائيل والدليل على ذلك ان ولي العهــد السعودي محمد بن سلمان ضغط على ملك الاردن عبدالله الثاني بعدم حضور مؤتمر اسطنبول كي لا يصوّت الاردن في مؤتمر اسطنبول لرؤساء الدول الاسلامية الـ 57 ضد قرار ترامب، لكن ملك الاردن رفض طلب ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وقام بالاشتراك في مؤتمر رؤساء الدول الاسلامية والتصويت على قرار بأن القدس ليست عاصمة اسرائيل بل هناك القدس الشرقية التي هي عاصمة دولة فلسطين. ونتيجة رفض الاردن والملك عبدالله الثاني سماع كلمة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والرضوخ اليها قامت السعودية بقطع 500 مليون دولار مساعدة سنوية منها الى الاردن.
لكن الغريب في الامر، ان وزير خارجية اميركا تيلرسون زار الاردن واجتمع مع ملك الاردن عبدالله الثاني وابلغه ان يبقى الاردن مستقلا وان يبتعد عن جنون وقرارات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان. وفورا وقّع وزير الخارجية الاميركي مع الاردن اتفاقية بمساعدة واشنطن الى الاردن بقيمة مليار دولار بدل 60 مليون دولار سنويا، وجاءت المساعدة الاميركية ردا على قطع السعودية مساعدتها الى الاردن.
كما ان الولايات المتحدة عبر وزير الخارجية تعهدت بارسال اسلحة مجانية من الولايات المتحدة الى الاردن لتعزيز الجيش الاردني وزيادة قوته.
السعودية خرقت مبدأ النأي بالنفس
السعودية خرقت بكل وقاحة مبدأ النأي بالنفس وهي اذ طلبت عدم التدخل في شؤونها فانها تدخل في زواريب السياسة اللبنانية الضيقة وارسلت موفداً مخابراتياً بارزاً هو علولا وذلك لاقامة تحالفات نيابية سياسية بين قوى 14 اذار، فكيف يقبل الرئيس سعد الحريري في التدخل السعودي بهذا الشكل التفصيلي النيابي وفي المقاعد السنيّة والمسيحية من الحصة القريبة للسعودية، فيما هو اعلن قبوله بالتراجع عن الاستقالة اذا تم احترام مبدأ النأي بالنفس من الجميع من لبنان الى السعودية الى كافة الدول العربية.
لكن سياسة السعودية التي هي على علاقة ممتازة تحت الطاولة مع اسرائيل ورعاية الصهيونية العالمية لها، اضافة الى رعاية الولايات المتحدة والرئيس الاميركي ترامب والمساعدات المالية والعسكرية الضخمة التي تتلقاها اسرائيل من الولايات المتحدة تجعلها قادرة على السيطرة على المنطقة وادارة شؤون عدة دول عربية منها من يرفع علم اسرائيل في عاصمته مثل القاهرة وعمان، او يقيم مكاتب تنسيق واتصالات هي في حجم اكبر من سفارة مثل دول الخليج كلها، كذلك قيام دول الخـليج بتلزيم شركات امنية اسرائيلية الامن في المطارات والمرافىء والبنى التحتية الى هذه الدول العربية في اتفاقات تصل الى ملياري دولار لكي يقوم الجهاز الامني الاسرائيلي المؤلف من حوالى 25 الى 35 الف عنصر وضابط عملوا في جهاز الموساد الاسرائيلي واصبحوا على التقاعد واقاموا شركات امنية بالتزام امن كافة الدول التابعة لدولة الامارات في ابو ظبي اضافة الى حماية المراكز الرئيسية في السعودية.
اخيرا لا بد من القول الى السيد علولا، ليتك تعود الى بلادك، ونحن لم نرسل وراءك ولا نريد لا نفطك ولا بترولك ولا اموالك ولا دولاراتك، فعزّة الشعب اللبناني تساوي كل ما تملك السعودية اضعافاً بملايين المرات.
واذا جئت الى بيروت لتصلح خطيئة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان باحتجاز رئيس حكومة لبنان، هذا الامر يبقى بينكم وبين الرئيس الحريري الذي يحمل الجنسية السعودية، لكن الشعب اللبناني يرفض الاهانة والاذلال وانتم في السعودية قمتم بهذا العمل عندما سجنتم رئيس الحكومة لمدة 14 يوما واجبرتموه على خطاب كان وجه الحريري فيه اسود جدا وقاتماً، وقدم استقالته من الرياض بخطاب مكتوب في مكتب الديوان الملكي.
ليرحل علولا من لبنان بأسرع وقت
اما الان فنريدك سيد علولا ان ترحل من لبنان باسرع وقت، لانك لو جئت ضيفا، لكنت بالنسبة الينا ملأت الدار، لكن طالما انك ضابط في وجه سياسي وعمق مخابراتي خبيث جدا لتستطلع القوى السياسية وتتدخل في الانتخابات اللبنانية فنحن لا نصدق متى انتهى التدخل السوري في الشؤون اللبنانية، ولم نقم بطلب استبدال التدخل السوري بالتدخل السعودي، مع العلم ان التدخل السعودي هو تدخل مخملي للاموال، والضغوطات الاسلامية السنية وغيرها وبالتالي افضل شيء تفعله سيد علولا ان تعود الى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وان لا تتدخلوا في شؤون لبنان وان تنفذوا مبدأ النأي بالنفس، نحن نسأل لماذا الشاب وحده عمره 38 سنة اسمه محمد بن سلمان هو ولي العهد وهو وزير الدفاع وهو رئيس شركة ارامكو وهو رئيس اجهزة المخابرات مجتمعة عبر الجهاز الوطني للمخابرات السعودية، كذلك يحظى من ارسلك ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بأكبر ثروة في العالم ليس وزراء دفاع العالم بل اكبر شخصيات ورؤساء الدول في العالم.
نحن لا نريدك سيد علولا فأنت ارسلت عبر دفع 135 مليار دولار مع قطر مئات الالاف من التكفيريين والارهابيين والوحشيين من التنظيمات الاسلامية المسلحة الى سوريا والعراق وكنتم تريدون عبر سوريا الدخول الى لبنان لخلق الذعر والرعب، ولكن الجيش اللبناني قضى على المؤامرة وضرب كامل التنظيمات التكفيرية وغيرها. واذا كنت تحترم مملكتك السعودية خاصة وان فيها الارض المقدسة والكعبة المقدسة والكريمة فما عليك الا السفر الى السعودية وترك الانتخابات اللبنانية حرة دون دفع رشاوى او التدخل سياسيا او جمع حزب مع حزب، لان لبنان بلد ديموقراطي حر لا يحتاج لك ولمن اوفدك الى لبنان. وطالما انكم تهتمون بالديموقراطية، ليتـكم تهتمون بالسماح بابداء الرأي في السعودية فقط وليس بالديموقراطية وقيام احزاب وصحافة حرة ومجلس نواب فيه معارضة واكـثرية والحـكومة تتشكل من المجلس النيابي، لكن انتم ليس عندكم شيء من كل هذا فنظامكم هو ملكي ثم ولي عهد يرثه، وقد تطابقت «شن مع طبقة»، وابدلتم الحرية عندك والعمل السياسي بانتقالكم الى العمل السياسي في لبنان، فتحت اي حق تتدخلون في لبنان وتزورون قيادات سياسية لتحضير الانتخابات النيابية اضافة الى تحضير صندوق مالي لدفع رشوة الى القيادات السياسية والوزراء وبطبيعة الحال رئيس الحكومة الرئيس الحريري الذي لو لم يكن له شيء في السعودية ايجابي سيقدمونه له تعويضا عن ثروته التي فقدها هناك لما كان تم استدعاؤه.
الاخطاء السعودية تلو الاخطاء
انتم في السعودية منذ ان جاء الملك سلمان بن عبد العزيز وسلم ولي العهد نجله محمد بن سلمان وقام بازاحة كافة من في المراكز ثم استدعاء 37 اميراً و350 رجلاً من اكبر رجالات المال في العالم والاعمال، تقومون بالاخطاء تلو الاخطاء، فلقد قمتم في شن حرب على اليمن مضى عليها 4 سنوات والجيش السعودي معروف انه الجيش الاقوى في الخليج وفيه حتى كامل المنطقة اقوى من ايران واقوى من الجيش المصري، ذلك ان المجلة البريطانية الرسمية التي تصدر عن الجيش البريطاني كتبت تقول ان السعودية اشترت سنة 2017 اكثر مجموع ما اشترته وصنعته ايران وتركيا ومصر ودول الخليج والاردن والعراق ولديكم اكبر جيش ومع ذلك فشلتم في حرب اليمن خلال 4 سنوات ولم تستطيعوا السيطرة على تلة، حتى ان العاصمتين لليمن صنعاء وعدن ليستا بايديكم بل بأيدي الثوار والحوثيين، فمن صنعاء تم طرد الرئيس المصطنع للسعودية وهو عبد الهادي منصور وطردهم من العاصمة صنعاء مع كامل دائرتها وقراها ومدنها، كذلك انتم فشلتم في عاصفة الحزم في عدن كما جيش الامارات، وجئتم بالمرتزقة تدفعون 5 الاف دولار لكل مرتزق كي يقاتل عنكم ومع ذلك فشلتم في حرب اليمن وتقومون بتغطية فشلكم بأن ايران تقوم بتسليح الحوثيين وطلبتم اتخاذ قرار في هذا الشأن، فسقط امس في مجلس الامن بعد دراسته وعدم ايجاد اي وثائق او اسلحة ايرانية هامة موجودة في اليمن مع الحوثيين.
السعودية خرقت مبدأـ النأي بالنفس ولم تحترمه وهي التي طالبت به. وها هي تتدخل في الانتخابات النيابية اللبنانية وتدفع رشاوى مالية الى نواب ورؤساء احزاب ووزراء وحتى مسؤولين اعلى من وزراء وكل ذلك لايجاد اكثرية سعودية اسرائيلية في مجلس النواب تكون في وجه كتلة النواب التي تدعم المقاومة وتعتبر ان الحق لا تحميه الا القوة والقوة المؤيدة بصحة العقيدة والحقوق، لا القوة الظالمة مثل العدوان الاسرائيلي بل القوة المرتكزة على حقوق مثل حقوق الشعب الفلسطيني الذي تم اغتصاب ارضه وطرده من بساتين الليمون والزيتون واقامة مدن وابنية سكنية لـ 7 ملايين اسرائيلي في فلسطين المحتلة على حساب المنازل والارض الفلسطينية.
حاربتم في اليمن وفشلتم
انتم حاربتم في اليمن وفشلتم، واليوم يضع وزير الدفاع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الحق على رئيس اركان الجيش السعودي وقائد سلاح الطيران وقائد سلاح البحرية وقائد سلاح الصواريخ وقائد الوحدات الخاصة، وقائد الدفاع الجوي. ويتم اقالتهم جميعا وتعيين بديلا عنهم، والمشكلة ليست في الضباط المشكلة هي في فشلكم وعدوانكم على اليمن لان الشعب اليمني لم يرضخ لكم.
ثم قمتم بحصار قطر، على اساس ان لها علاقات مع ايران بنسبة 12 الى 15 في المئة تجارية، وبعد الحصار ارتفع اتكال قطر على ايران الى نسبة 85 في المئة في استيراد مواد التغذية والادوية وكل ما تحتاجه قطر من ايران، ذلك ان ايران هي سوق للبضائع الصينية والهندية والصين الوطنية وهونغ كونغ وكوريا الجنوبية وكامل منطقة آسيا. ولذلك فان قطر باتت تستورد كل شيء من ايران لمجرد ان شاباً اسمه محمد بن سلمان لا نعرف مدى ثقافته وعلمه ولا نعرف مدى خبرته الا بمقدار فشله في الحكم حتى الان وفي ادارة الحروب وفي التعاطي في المسألة اللبنانية ثم وقوعه في صدمة رهيبة، حيث ظهر فشله الكبير عبر احتجاز الرئيس سعد الحريري.
سيد علولا احمل اغراضك وارحل ولا تتدخل في الانتخابات والسياسة اللبنانية وطبق مبدأ النأي بالنفس الذي طالبت به مملكتك السعودية، فليس لديك الحق في الاجتماع بالفاعليات السياسية اللبنانية قبل اسابيع من الانتخابات النيابية.
كما انك تتدخل في تركيب لوائح واقامة تحالفات ضمن تنظيم 14 اذار، وهذه وقاحة كبيرة منك ومن قبل من ارسلك.
مهما فعلتم لستم في بالنا
واخيرا نقول لك، لو جمعت كل بترول السعودية وجمعت كل غاز السعودية وكل ما عندكم وجمعتم ولي العهد معهم محمد بن سلمان، فنحن لا نراكم ولا ننظر اليكم ولستم في بالنا لاننا نحن شعب ذو حضارة 5 الاف سنة، لدينا منازل مبنية بالحجارة منذ 5 الاف سنة، لدينا شوارع كنا نضع الضوء فيها بقناديل الزيت منذ 3 الاف سنة، نحن بلد جرى فيه تأليف خلال 60 سنة اكثر من 73 مليون كتاب، او تم نشرها عبر لبنان. نحن نبني الجامعات عندنا وانتـم تستوردون الجامعات من الخارج، واقول لك يا علولا ارحل الى ولي عهدك محمد بن سلمان وقل لـه لن يكون لك نفوذ في لبنان، لانك من اتباع امـيركا واسرائيل، وكل من يتبع اميركا واسرائيل تعرف الشعوب من هو، ولا نريد الكلام ماذا تقول الشعوب لكن هو يعرف نفسه انه في أعلى رتبة هو مُخبر وبالرتبة العليا ايضا هو منفذ. فعُد الى ولي عهدك الذي خاض حربا فاشلة في اليمن لمدة 4 سنوات واليوم بدل ان يحاسب نفسه يحاسب ضباط الجيش السعودي ويقيلهم من مراكزهم وقمتم بحصار قطر وفشلتم، وقمتم بشن حرب على العراق ودعم التكفيريين وفشلتم. وارسلتم 230 الف تكفيري مع كامل تكاليف تسليحهم وتمويلهم بـ 135 مليار دولار بوثيقة موجودة على شاشات التلفزة اعلنها رئيس وزراء قطر ان السعودية وقطر دفعت 135 مليار دولار لتدمير النظام السوري وسوريا، كذلك ارسلتم التكفيريين الى لبنان في سلسلة الجبال الشرقية وسيارات لهم مفخخة الى مراكز لحزب الله والسفارة الايرانية، كذلك الى مدخل مدينة الهرمل حيث استشهد احد اشجع ضباط الجيش وهو ملازم اول مغوار وفشلتم، وحاولتم اسقاط الحكومة اللبنانية كي يعيش لبنان في فراغ حكومي ويكون بلدا دون حكومة وفشلتم، فبماذا نجح هذا العبقري محمد بن سلمان ولي عهد السعودية. كذلك حاولتم اثارة نعرة سنيّة ـ شيعية في لبنان وفشلتم، وهذه هي كامل انجازات عهد ولي عهدك السعودي محمد بن سلمان الذي توّج قمة نجاحاته بغش الامراء ورجال الاعمال وابلاغهم ان لديهم موعداً مع الملك سلمان، وعندما جاؤوا قام بسجنهم في فندق في الرياض واستولى على ثرواتهم تحت عنوان سد العجز في الموازنة السعودية، فيما اليخت الذي اشتراه في ساحل فرنسا ثمنه نصف مليار دولار، ولوحة فنية بـ 300 مليون يورو، اي 350 مليون دولار، وشراء قصر لويس الخامس عشر بـ 300 مليون دولار. ومع ذلك هو يريد التقشف لسد عجز الموازنة السعودية.
على الاقل يا علولا احترم المبدأ الذي اعلنتم عنه وهو النأي بالنفس لكن يا علولا هل تعرف انت معـنى النأي بالنفس، هل لديك ثقافة وعلم وفهم، ام انهم يزوّدونك بتوجيهات وتعليمات ويقولون لك اذهب الى لبنان مع الدولارات، ونفذ المهمـات التـالية.
ليعتذر محمد بن سلمان
اما ما كنا نتمناه فهو ان لا يستقبلك احد على كافة المستويات واعطاك اهمية، لاننا نحن في لبنان ولو بقينا 10 لبنانيين مواطنين فقط، لن نقبل بعلاقة مع السعودية الا بعد ان يعتذر محمد بن سلمان عن احتجازه لرئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري واجباره على الاستقالة، وما لم يعتذر لا نريد محمد بن سلمان ولا كل بتروله ودولاراته ولا نشتريهم بـ «فرنك»، ولا بـ «قرش».
لا حل قبل اعتذار ولي العهد السعودي محمد بن سلمان عما قام به من اهانة تجاه لبنان وتجاه رئيس الحكومة اللبنانية الحريري عندما استدعاه واجبره على الاستقالة وسجنه 14 يوما.
فليعتذر محمد بن سلمان من الشعب اللبناني كي نقبل باستقبال موفد من قبله.
اما الذين يزحفون على ابواب علولا ويستقبلونه لدى المسؤولين الرسميين وغير الرسميين فلا علاقة لهم في كيفية الحفاظ على كرامة لبنان طالما ان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لم يعتذر عن الاهانة التي وجهها الى لبنان عبر سجن رئيس حكومة لبنان 14 يوما واجباره على الاسـتقالة بقوة.