Site icon IMLebanon

حلف ثلاثي في الشوف وبعبدا يطيّر الحساب مع «التيار الوطني»

حلف ثلاثي في الشوف وبعبدا يطيّر الحساب مع «التيار الوطني»
تحالفات للثنائي الشيعي و«الوطني الحر» في البقاع وبيروت وبعبدا
محمد بلوط

تؤكد المعطيات الجديدة المتصلة بمسار التحالفات الانتخابية ان بصمات التدخل السعودي بدأت تظهر اكثر فاكثر منذ عودة الرئيس الحريري من المملكة.
ولعل ابرز ثمار هذا الدور هو التحالف السريع الذي حصل بين الثلاثي المستقبل – القوات – التقدمي الاشتراكي في ثلاث دوائر: الشوف – عاليه، بعبدا، والبقاع الغربي. وهو التحالف الذي اطاح بالدرجة الاولى مشروع التحالف العريض الذي كان رسمه الحريري مع التيار الوطني الحر قبل مجيء الموفد السعودي الملكي الى لبنان وذهابه لاحقاً الى الرياض.
ووفقاً للمعلومات المتوافرة لدى مراجع مطلعة، فان الانتخابات كانت في صلب مهمة الموفد السعودي والمباحثات التي اجراها والكلام الذي سمعه الرئيس الحريري والقيادة السعودية.
وحسب ما تسرب من معلومات ايضاً، فان الوصية السعودية الاولى للحريري كانت القوات اللبنانية، التي ترى فيها المملكة حليفاً لبنانياً اساسياً في وجه «حزب الله».
وتقول المعلومات ايضاً ان زيارة السعودية ادت الى تعديل خارطة تحالفات الحريري في العديد من الدوائر، لكنه في الوقت نفسه لا يريد ان يخرج كلياً من التحالف مع التيار الوطني الحر، ويفضل ان يبقى على علاقة جيدة معه لاعتبارات عديدة تتجاوز المصلحة الانتخابية.
وبالنسبة لانقلاب المشهد التحالفي في الشوف – عاليه وبعبدا، فان كل الدلائل والوقائع تدل على انه يتجاوز موضوع الخلاف على مقعد او مقعدين.
والسؤال هل صحيح ان الخلاف على احد المقاعد المارونية في الشوف هو الذي اطاح او ادى الى انفراط محاولة التحالف بين التيار الوطني الحر والحزب التقدمي الاشتراكي؟ وماذا عن دوره وتأثير تحالف تيار المستقبل والتقدمي في هذه الدائرة؟
واذا كانت التحالفات الانتخابية تعقد «بالمفرق» حسب مصلحة كل طرف، فلماذا انسحب الطلاق العوني  – التقدمي على بعبدا ايضاً؟
هذه الاسئلة فرضتها وتفرضها المتغيرات التي احدثها التدخل السعودي المباشر والضغط على الرئيس الحريري لتعديل موقفه وتوسيع دائرة التحالف مع «القوات اللبنانية» بعد ان كان يعتزم ان تكون حصة التحالف مع التيار الوطني هي حصة الاسد.
ويقول مصدر بارز ان ما حصل في اليومين الماضيين يؤكد مدى التأثير السعودي منذ مجيء الموفد الملكي  وبعد زيارة الرئيس الحريري والاجتماعات التي عقدها مع القيادة والمسؤولين السعوديين لا سيما مع ولي العهد محمد بن سلمان.
ويشير المصدر الى ان العبارة التي قالها الموفد السعودي في معراب خلال زيارة للدكتور سمير جعجع بأنه يشعر انه في بيته كانت ابلغ رسالة على ان الرياض تنظر الى القوات اللبنانية على انها حليف اساسي ومهم، وانها تريد اعادة ترتيب وتحسين العلاقة بينها وبين تيار المستقبل.
وحسب المعلومات المتوافرة ان القيادة السعودية تناولت الشأن الانتخابي مع الحريري وابلغته رغبتها في اعادة «تركيب» هذه العلاقة على المستوى السياسي والانتخابي، وانها تركز على اعادة لم شمل فريق 14 آذار.
وتقول المعلومات ان الحريري بعد عودته من الرياض بدأ بحسم تحالفه الكامل مع رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط، قبل ان ينصرف الى فتح موضوع بحث التحالف مع جعجع رغم انه لا يزال على علاقة نفور معه بسبب موقفه خلال ازمة الاستقالة في السعودية.
وحسب المعلومات ايضاً، فان مشاورات ومداولات مكثفة سجلت في الايام الماضية وشملت المستقبل والتقدمي والقوات ادت الى تبديل التحالفات واستبعاد التيار الوطني الحر. وساهم في تحقيق ذلك ايضاً ان التيار بقي مصراً على مطلبه بالتصرف بأحد المقاعد المارونية، ظناً منه انه سينال مطلبه لسببين: اولاً قدرته على الضغط والتأثير الانتخابي في عاليه خصوصاً، وثانياً لاعتقاده بان التحالف مع «المستقبل» سيبقى ولن يتعرض للاهتزاز في هذه الدائرة.
وادى التطور السلبي بين الوطني الحر والتقدمي في الشوف – عاليه الى انفراط التحالف بينهما في بعبدا، مع العلم انه كان تم الاتفاق مبدئياً عليه منذ اكثر من اسبوع.
وتقول المعلومات ان ما جرى في هاتين الدائرتين خلق اجواء  مستجدة تؤدي الى «خربطة» مسار التحالفات المرسومة الاخرى، وان البارز في ما حصل ويحصل هو ان الحريري بعد عودته من الرياض قد عدّل خريطة تحالفاته المرسومة وقلّص التحالف مع التيار الوطني الحر ليقتصر على دائرتين او ثلاث.
وحسب المجريات والوقائع، فقد طارت فكرة التحالف بين المستقبل والتيار الوطني الحر في البقاع الغربي ليحل محلها تحالف اخر بين المستقبل والتقدمي والقوات كما هو حاصل في الشوف – عاليه وفي بعبدا، بينما يتحالف التيار الوطني مع الثنائي الشيعي في البقاع الغربي، وفي بيروت الثانية، وفي بعبدا.
وتحدث مصدر في التيار الوطني الحر عن اسباب هذه التطورات فقال ان الموضوع سببه الخلاف على المقعد الماروني في الشوف – عاليه وهذه المسألة لم تلق حلا فحصل ما حصل. ولقد انسحب هذا الاختراق ايضا على بعبدا.
وحول زحلة قال «البحث جار ولم تحسم الامور بعد وكذلك ينطبق الامر ايضا على عاليه».
ولم يتطرق مصدر في «المستقبل» الى تفاصيل ما يجري من تحالفات لكنه قال: «الشغل ماشي وبشكل مكثف هناك عمل لحسم اللوائح والتحالفات، وستكون هناك نتائج خلال 48 ساعة قبل احتفال البيال لاعلان مرشحي المستقبل».
ورفض المصدر التعليق حول اسباب وخلفيات التحالفات التي عقدت في الايام القليلة الاخيرة في الشوف – عاليه وبعبدا، مكررا القول ان القانون الحالي يفرض تحالفات حسب طبيعة الدائرة والمصالح الانتخابية، وهذا الامر موجود عندنا وعند غيرنا.
وفي زحلة لم يحسم المستقبل والتيار الوطني الحر تحالفهما بعد ان كان تردد سابقا ان هذا التحالف قد تم وان الطرفين اتفقا على اسماء اللائحة والمرشحين.
اما في عكار فيبدو ان المستقبل سيتحالف مع التيار الوطني ا لحر الذي يملك قاعدة قوية في الوسط المسيحي، وسيخوضان المعركة في وجه لائحة تحالف 8 آذار والمردة والتي تملك ايضا حيثية قوية.

الثنائي الشيعي

على صعيد اخر، قطع الثنائي الشيعي شوطا كبيرا في رسم وترتيب تحالفاته ومعركته الانتخابية في معظم الدوائر.
ففي بيروت الثانية يخوض الثنائي المعركة بالتحالف مع جمعية المشاريع الخيرية (الاحباش) ومرشحين سنة من فاعليات بيروتية، ومع التيار الوطني الحر الممثل بالمرشح عن المقعد الانجيلي.
اما في بعبدا فقد تم الاتفاق على التحالف بين الثنائي الشيعي والتيار الوطني الحر حيث تتشكل لائحة قوية لهذا التحالف في هذه الدائرة التي تعتبر خزانا قويا للطرفين.
وفي البقاع الغربي يذهب الثنائي الشيعي ايضا الى الانتخابات بتحالف مع التيار الوطني الحر في وجه تحالف المستقبل – التقدمي – القوات.
اما في زحلة فلم تتضح حتى الآن التحالفات بالنسبة للاطراف الاخرى بينما يخوض الثنائي الشيعي معركته بالتحالف مع النائب نقولا فتوش.
ويسعى الثنائي الشيعي في بعلبك – الهرمل الى منع حصول اللوائح المنافسة على الحاصل الانتخابي لتفادي اي خرق للائحة في هذه الدائرة الحيوية خصوصا بالنسبة لحزب الله، مع العلم ان هناك لوائح منافسة بدأت تتشكل منها لائحة برئاسة الرئيس حسين الحسيني التي تستند الى مرشحين من العائلات والمجتمع المدني واليسار، ولائحة يتردد انها ستجمع المستقبل والقوات.
وقد حسم «حزب الله» مسألة تسمية المرشح الماروني لمصلحة النائب اميل رحمة بالتعاون مع التيار الوطني الحر.

بري: لاقرار الموازنة

من جهة اخرى، اكد الرئىس نبيه بري امام زواره مساء امس، ان الموازنة صارت في مراحلها الاخيرة في مجلس الوزراء، وانه ينتظر احالتها الى المجلس النيابي في مطلع الاسبوع المقبل.
وقال ان المجلس سيعمل جهده لاقرار الموازنة في نهاية آذار أو أول نيسان، قبل ان ينصرف النواب والجميع كليا الى الانتخابات. وحول موضوع مشروع البواخر للكهرباء، اكتفى الرئيس بري بالقول: انا لست مع هذا المشروع ولا جديد لدي في هذا الشأن.

بري استقبل العريضي ومنصور

استقبل الرئيس نبيه بري في عين التينة الوزير السابق البير منصور وبحث معه الشأن الانتخابي.
واستقبل بعد الظهر النائب غازي العريضي وعرض معه الاوضاع العامة والانتخابات النيابية.