Site icon IMLebanon

انتصار بوتين عبر حلفه مع ايران والعراق عبر ايران وسوريا وحزب الله وتركيا 

شارل أيوب

أرى أن السياسة الدولية لا تسير في اتجاه مصلحة اسرائيل كما يقودها الرئيس الاميركي دونالد ترامب حاليا، وان التطبيع بين اسرائيل والسعودية والامارات ومملكة البحرين وقطر أمر حاصل دون جهود الرئيس الاميركي ترامب، لا بل هنالك علاقة استراتيجية بين اسرائيل والسعودية عبر اتفاق نتنياهو ومحمد بن سلمان، كما ان الامارات يوجد فيها نفوذ اسرائيلي كبير امني ومخابراتي وجزء عسكري.
اما البحرين فلا تعني شيئاً لاسرائيل وحتى قطر لا تعني لها شيئاً في ميزان القوى الذي اقامه الرئيس الاميركي ترامب مع الدول الخليجية، ولكن بالنسبة الى مصر، فانني اجد ان اسرائيل تنظر الى التحالف الاميركي مع الرئيس المصري الفريق عبد الفتاح السيسي هو تحالف هام وجدي لكن مصر ضعيفة جدا ومربكة بالخلافات الداخلية، وما زالت تحت خطر انقلاب الاخوان المسلمين ضد الرئيس المصري في اي لحظة، وبالتالي فان اسرائيل التي تفرّقها عن مصر صحراء سيناء بكاملها، لا تخاف لا من قوة مصر ولا من دور مصر في ظل الدور المصري الضعيف الذي اصبح ملحقا بالدور السعودي عبر تأثير ولي العهد السعودي محمد بن سلمان على الرئيس المصري الفريق عبد الفتاح السيسي، خاصة وان مصر تعيش أزمة اقتصادية كبيرة وليس لها مصدر مالي يدعم موازنة مصر واقتصاد مصر الا السعودية، وحتى الان قدم ولي العهد السعودي محمد بن سلمان مع دولة الامارات مساعدات بالغة وكبيرة زادت عن 180 مليار دولار بعد تنازل مصر عن جزيرة صنافير وجزيرة تيران المصريتين ونقلتهما من السيادة المصرية الى السيادة السعودية، واصبحتا تابعتين الى ارض المملكة العربية السعودية.
وهنالك مشروع اسمه مشروع ليون يكلف 500 مليار دولار ستقيمه السعودية بقرار من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، حيث يكون لمصر في اطار هذا المشروع السياحي مدخول 15 في المئة من الارباح تغذي الموازنة المصرية، دون ان يكون لمصر حق السيادة على اراض في جزيرة صنافير وجزيرة تيران اللتين اصبحتا سعوديتين، تحت السيادة السعودية.
في المقابل، وبعد انتصار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بولاية جديدة لمدة 6 سنوات، يظهر ان الرئيس الروسي بوتين امتلك شعبية كبيرة في صفوف الشعب الروسي حتى لو تم القول انه حصل تزويرات فان النسبة التي نالها الرئيس الروسي بوتين ولو تم حسم منها 10 في المئة كعمليات تزوير تجعل الرئيس الروسي بوتين هو الاقوى على الاطلاق شعبيا في روسيا.
كما ان هجوم الصحف الفرنسية والبريطانية والعقوبات الاميركية الاوروبية على روسيا، جعلت الشعب الروسي يلتفّ حول الرئيس بوتين، وبدأت كراهية تظهر لدى الشعب الروسي حيال الاتحاد الاوروبي وبالتحديد لدى الرئيس الاميركي ترامب، وانتقلوا الى تأييد رئيسهم الروسي بوتين بقوة كبيرة، وبات يتمتع بقدرة شعبية تجعله يتخذ القرارات الكبيرة والخطيرة.

بوتين انشأ تحالفاً استراتيجياً مع ايران

ثم ان الرئيس بوتين استطاع انشاء تحالف مع ايران استراتيجي، عسكريا وسياسيا، والرئيس الروسي باع ايران منظومة دفاع اس 400 الموجهة ضد الاهداف الجوية وهي ما كانت تحتاج اليه ايران وهي في أمسّ الحاجة اليه، لان ايران مهددة بغارات جوية اميركية او اسرائيلية او صواريخ ارض – ارض تنطلق من اسرائيل او من سفن بحرية اميركية او قواعد اميركية على ايران، في ظل التهديدات المستمرة من حلف الرئيس الاميركي ترامب ودفع اموال سعودية واماراتية لمحاصرة ايران وضربها، اضافة الى دعم سعودي -اماراتي الى الولايات المتحدة بحوالى 200 مليار دولار شرط ان لا يوقع الرئيس الاميركي ترامب على الاتفاق النووي الذي حصل بين الـ 5 دول الدائمة العضوية في مجلس الأمن زائد المانيا وهو الاتفاق التاريخي النووي بين ايران والدول الـ 6. وبما ان ايران لا تملك سلاح جو قوي كذلك لا تملك سلاح دفاع جوي ايضا فانها كانت في حاجة ماسّة الى منظومة الـ اس 400 القادرة على تدمير حوالى الـ 93 في المئة من الاهداف الجوية التي تهاجم ايران او اي بلد يتم وضع فيه منظومة اس 400 في حجم كبير وعندها تقوم منظومة اس – 400 باسقاط 93 في المئة من الاهداف.
ورغم ان هنالك قرار من مجلس الامن وعقوبات دولية على ايران واميركا، ومنع بيع ايران اي اسلحة، فلم يسأل الرئيس الروسي بوتين عن قرار مجلس الامن ولا عن رغبة اميركا وغيرها، بل باع ايران منظومة الدفاع اس – 400 وبحجم كبير وصل الى 24 منظومة دفاع تُسلّم فوراً، ثم 24 منظومة دفاع سيتم تسليمها سنة 2020.
وهكذا يصبح من الصعب جدا على اميركا واسرائيل قصف ايران  بسهولة لا بل على العكس اصبحت ايران في حماية عبر الغطاء الجوي الذي تؤمّنه منظومة الدفاع اس – 400.
ورغم ان ايران تملك صواريخ بالستية الا ان هذه الصواريخ لا تؤدّي الى الخسارة في الحرب بل تؤدّي الى احداث دمار في البلد الذي يتم اطلاق الصواريخ عليه ولكن مع منظومة باتريوت ومنظومة باك – 9 اصبحت الصواريخ البالستية الايرانية ليست ذات جدوى كبيرة، اذ رأينا كيف ان الصاروخ البالستي الذي تم اطلاقه من اليمن على مطار الملك خالد في الرياض تم اسقاطه بصواريخ باتريوت ولم يستطع الوصول الى مطار الملك خالد في الرياض، رغم قرب المسافة والدقة ما بين اليمن والسعودية.
وهنا نقول ان الصواريخ البالستية اذا انطلقت من ايران في اتجاه السعودية لن تقوم بالدقة الكبيرة لان الصاروخ البالستي الذي انطلق من اليمن على حدود السعودية تم اسقاطه ولم يكن في المسار الدقيق، فكيف اذا انطلق الصاروخ البالستي من ايران الى السعودية حيث مسافة 2000 كلم على الاقل.

حلف بوتين مع العراق

وبعد اقامة الرئيس الروسي بوتين حلفه مع ايران، فان لديه حلفاً مع العراق لان ايران تسيطر على العراق، ولان العراق الوطني لكن حاليا بعد فترة 40 سنة من حكم الرئيس الراحل صدام حسين، تسيطر الطائفة الشيعية على الحكم في العراق، وهي مرتبطة بالنفوذ الايراني، ولذلك يمكن وضع العراق الى حد ما في ظل النفوذ الروسي. وقد تحادث رئيس وزراء العراق السيد حيدر العبادي مع الرئيس الروسي بوتين في شأن تسليح العراق اسلحة من روسيا، والتي قد تحصل سنة 2019 وفق نتائج الانتخابات العراقية. لكن في مطلق الاحوال ايران تسيطر على العراق واميركا ليس لديها القوة الكبرى في العراق.
اما في سوريا، فان سوريا اصبحت شبه جزء من روسيا من خلال وجود القواعد الجوية والبحرية في سوريا اضافة الى 20 الف جندي روسي ودبابات روسية وكبار المستشارين من الجنرالات في الجيش الروسي، في وزارة الدفاع السورية وهم يعملون على كيفية اعادة بناء الجيش السوري بعد 7 سنوات من التفكك والمعاناة والحروب التي عاشها ويعمل المستشارون الروس على رفع عدد الجيش السوري النظامي التابع الى الرئيس بشار الاسد من 80 الف جندي ويرتفعون تدريجيا للوصول الى 210 آلاف جندي خلال 6 اشهر حد اقصى، كما قدمت روسيا 40 طائرة من طراز ميغ – 29 الى سوريا وقدمت 25 طائرة من طراز سوخوي – 27 الى سلاح الجو السوري. كما قدمت اكثر من 250 دبابة روسية حديثة من طراز ت – 90 و2000 ناقلة جند مدرعة الى الجيش العربي السوري. اضافة الى كامل الذخيرة والعتاد وقطع الغيار وكل لوازم تجهيز جيش بكامله. كما ان الجيش الروسي يقوم كل شهر بتدريب 20 الف جندي سوري مع ضباطهم في منطقة قرب البادية السورية وبالتتابع كلما انهى 20 الف ضابط وجندي سوري دورتهم خلال شهر، يدخل 20 الف جندي سوري اخر، وتجري مناورات بالذخيرة الحية وبقصف الطائرات الحقيقية، ومناورات برية قتالية واستعمال الدبابات وهكذا يعود الدم القوي الى الجيش العربي السوري، في حين ان الطيران الروسي لم يوفر نقطة للارهابيين والتكفيريين الا وضربها لصالح النظام الرئيس بشار الاسد.
من هنا فان حلف روسيا مع ايران والعراق عبر ايران ثم سوريا التي اصبحت بحلف استراتيجي عسكري شامل مع روسيا، ثم نفوذ روسيا عبر حزب الله الذي قاتلت قواته الى جانب الجيش الروسي والجيش السوري في سوريا وكانوا على جبهة واحدة في القتال ضد القوات الارهابية التكفيرية.

خلاف تركي – اميركي

اما العمل الضخم الذي قام به الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فهو نقل تركيا من علاقتها المطلقة والكاملة مع اميركا والحلف الاطلسي الى علاقة متوازنة لا بل اقرب الى روسيا من العلاقة مع اميركا. فظهر الخلاف التركي – الاميركي في شأن جيش حماية الشعب الكردي ودعم اميركا له، ولولا دخول الجيش التركي مدينة عفرين ودائرتها الكاملة وتحضيره للانطلاق نحو مدينة منبج وكامل ريف حلب، ثم منطقة باب الهوى باتجاه شمال سوريا، فان تركيا وقعت في خلاف كبير مع اميركا التي كانت تدعم الاكراد وهذا امر تعتبره تركيا يمس الامن القوي لها، فيما روسيا دعمت الجيش التركي وطلبت من الرئيس بشار الاسد وكافة القوى السكوت عن احتلال تركيا لاراضي سوريا في دائرة عفرين كذلك انطلاق قوات تركية تحضيرا لهجوم على مدينة منبج الاستراتيجية، وصولا الى شمال سوريا وهنا النقطة الهامة لان في شمال سوريا جيش اميركي، انما قيام الدولة الكردية في سوريا انتهى وقامت تركيا بانهائه، واختلفت مع اميركا، واصبحت حليفة للرئيس بوتين الذي اعطاها الضوء الاخضر وقام في تغطية الهجوم التركي جوا عبر النفوذ الروسي في العالم.
كما ان تركيا اشترت منظومة دفاع اس – 400 من روسيا، واشترت كميات هائلة منها، وبدلا من ان تتكل تركيا على صواريخ هوغ الاميركية وصواريخ باتريوت اصبحت تتكل على 72 منظومة دفاع اس – 400 هي الاوسع والاكبر في آسيا والشرق الاوسط، واصبحت تركيا في حماية من اي هدف جوي يتجه نحوها، وهذا تحالف كبير بين روسيا وتركيا.

تركيا تدخل الباب النووي من البوابة الروسية

ثم نضيف العامل الهام والكبير، وهو ان تركيا اتفقت مع روسيا على شراء مفاعل نووي لانتاج الطاقة وهو مفعول نووي بقوة 2.3 من قدرة اليورانيوم الذي يبقى في الاطار السلمي، لكن اذا تم زيادة النسبة فيمكن للمولد النووي ان ينتج سلاحا نوويا، لكن الاتفاق الروسي – التركي هو بيع روسيا لتركيا مفاعل نووي، وقد قامت الولايات المتحدة واوروبا في وضع كل ثقلها لمنع روسيا من بيع تركيا المفاعلين النوويين ذات احجام ضخمة، فان الرئيس الروسي بوتين اتخذ قراره وباع تركيا مفاعلين نوويين بدأ العمل بهما واعلن الرئيس التركي اردوغان ان تركيا دخلت العصر النووي من باب روسيا ومن باب القرار الشجاع من بوتين الذي كسر القرارات الاميركية والتركية وجعل تركيا تدخل الباب النووي السلمي، وقال الرئيس التركي رجب طيب اردوغان هذا لا يعني ان تركيا ستكون متفرجة على الوضع اذا حصلت ايران او السعودية على السلاح النووي بل لدينا علماء اختصاصيين بالسلاح النووي وهم قادرون على جعل المولدات النووية للطاقة السلمية تنتج قنابل نووية وبسرعة كبيرة، لكن الرئيس اردوغان اضاف نحن لا نرغب في بناء قنابل نووية، ونعتقد ان ايران والسعودية لن يقوما بهذه المغامرة. لكن بيع الرئيس الروسي بوتين مفاعلين نووين الى تركيا جعل تركيا تدخل العصر النووي وبدلا من ان يكون لديها 920 خبير نووي منهم حوالى 60 ذات خبرة عالمية عالية فان الخبراء المختصين بالعصر النووي في تركيا سيزيد عددهم الى 5 الاف وستقوم روسيا بتدريب مئات الخبراء من تركيا في منشآتها النووية دون ادخالهم في المجال العسكري بل ابقائهم في مجال الاطلاع على القطاع السلمي، لكن حصول تركيا على 5 الاف خبير نووي من الان وحتى سنة 2021 سيجعل منها دولة قادرة على انتاج قنبلة نووية بسهولة كبرى نتيجة التسهيلات الروسية، ورغم ان الرئيس الاميركي دونالد ترامب اضاف مع الكونغرس الاميركي العقوبات على روسيا وهدد تركيا في حال شرائها المفاعلين النووين من روسيا فان القرار اتخذه الرئيس الروسي بوتين ورحب بالموضوع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان واعلن في خطاب امس انه تم البدء في بناء المفاعلين النوويين من روسيا في تركيا.
بالنسبة لي ارى انه في خضمّ حروب الشرق الاوسط والصراع فيه ومنطقة اسيا الوسطى، فان روسيا بحلفها مع ايران والعراق عبر ايران، وسوريا ولبنان عبر حزب الله الذي قاتلت قواته مع الجيش الروسي والسوري في سوريا، اضافة الى سوريا كقاعدة عسكرية كبرى اصبحت للجيش الروسي، اضافة الى الاتفاق النووي بين روسيا وتركيا، وبيع روسيا منظومة دفاع اس – 400 الى الجيش التركي بأكبر حجم وهي 72 منظومة دفاع تجعل الخط الاستراتيجي لسياسة موسكو مع ايران والعراق وسوريا وتركيا وجزء من لبنان اقوى بكثير من حلف الرئيس الاميركي ترامب مع ولي عهد السعودية وولي عهد الامارات ودولة مصر سواء على الصعيد الاستراتيجي ام العسكري ام على الصعيد الجغرافي السياسي في المنطقة.

ترامب والحصول على مليارات الدولارات

ويبدو ان الرئيس ترامب يعمل على الحصول على اكبر كمية من المليارات للولايات المتحدة ليعزز وضع الحزب الجمهوري الذي ينتمي اليه والتحضير لترشيحه مرة ثانية في الانتخابات المقبلة، وهو بالفعل استطاع الحصول على 500 مليار دولار من السعودية منها 208 مليار دولار شراء اسلحة و250 مليار دولار استثمارات سعودية في اميركا، كذلك حصل من دولة الامارات على 250 مليار دولار استثمارات اماراتية في الولايات المتحدة، كذلك حصل من الصين على مبلغ 250 مليون دولار مقابل عدم فرض ضرائب على البضائع الصينية المستوردة من الصين الى الولايات المتحدة.
وهكذا حقق تعزيز الوضع المالي والاقتصادي للولايات المتحدة، وقال بصراحة سوف نصرف حوالى 1500 مليار دولار تلقّيناها مجانا من هذه الدول، لاننا نحميها بينما كان الرؤساء الاميركيون قبلي يحافظون على هذه الدول ولا يقبضون ثمن حراسة الجيش الاميركي خارج الاراضي الاميركية لدول غنية بثروات طائلة.
واضاف الرئيس الاميركي ترامب ان الـ 1500 مليار دولار ستجعل من طريق نيويورك – كاليفورنيا جنة من الجنات، كما انني سأبني اكبر مستشفيات مدنية وعسكرية في الولايات المتحدة، سواء للجيش الاميركي ام للمدنيين، كذلك سيتم انشاء مختبرات دراسات متقدمة وصرف اموال للبنية التحتية في المدن الكبرى في الولايات المتحدة وكل ذلك لن يكلف اكثر من مليار دولار فيما سأقوم في تحويل 500 مليار دولار الى الخزينة الاميركية تكون احتياط ودعم للموازنة الاميركية.
على الصعيد المالي والاقتصادي استفاد الرئيس الاميركي ترامب، على الصعيد الاستراتيجي فانه بين حلف ترأسه الولايات المتحدة مع المملكة السعودية عبر محمد بن سلمان ومع دولة الامارات عبر محمد بن زايد، ومع مصر عبر الرئيس السيسي الذي وضعه صعب، مقابل حلف قامت في تأسيسه روسيا، وبالتحديد الرئيس الروسي بوتين مع ايران والعراق عبر ايران وسوريا، وقسم من لبنان وتركيا فان روسيا باتت تسيطر على الشرق الاوسط بقوة كبرى اكثر من الولايات المتحدة بعدما كانت واشنطن سيدة المنطقة لوحدها واصبحت موسكو تسيطر على آسيا الوسطى من حدود ايران مع افغانستان، الى حدود تركيا مع كازاخستان وكامل آسيا الى الشرق الاوسط عبر العراق وسوريا وجزء من لبنان، وعبر دول اساسية تخضع لهذا الحلف الكبير بقيادة موسكو. مع العلم ان موسكو حافظت بقيادة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على تطمين اسرائيل انها لا تستهدف وجود اسرائيل او ضرب اسرائيل او تهديد امن اسرائيل. لكن ستقوم بتقوية هذه الدول وتعزيز قوتها، وفي ذات الوقت اعطت روسيا ضمانات الى اسرائيل بأن حلفها مع هذه الدول ليس موجها ضد اسرائيل بل موجه في الدرجة الاولى ضد الولايات المتحدة وهيمنتها على المنطقة وقد استطاع بوتين اخراج اميركا من جزء كبير من المنطقة واصبح وضع روسيا وجيشها ونفوذها السياسي اقوى من نفوذ الولايات المتحدة في المنطقة.

اسرائيل غير مرتاحة لسياسة ترامب

في الواقع ما زلت اعتقد ان اسرائيل غير مرتاحة لسياسة الرئيس ترامب وتحالفه مع السعودية والامارات مقابل حلف استراتيجي كبير قام به الرئيس الروسي بوتين، وهي مهما تلقت ضمانات من روسيا فان اسرائيل تخشى قوة ايران وتطوير اسلحتها البالستية الصاروخية كذلك تخشى السيطرة الحالية الايرانية على العراق وجيش العراق، كذلك تخشى اعادة البناء الجيش السوري على اسس جديدة حديثة، بعدما خاض حرب 7 سنوات وعودة عدد الجيش السوري الى 400 الف كما يخطط الرئيس السوري بشار الاسد وكما وافق الرئيس الروسي بوتين على بناء جيش من 300 الف جندي سوري بسلاح حديث افضل من بناء جيش من 400 الف ليس لديه كامل العدة العسكرية. لكن الجيش السوري بعدد الـ 300 الف جندي وضابط منظم وبعيد عن الفساد الذي كان فيه قبل الحرب وبعيد عن ساحات القتال وبعد 7 سنوات حرب اصبح الجيش السوري مع السلاح الروسي من طائرات ودبابات وربما تحصل سوريا على منظومة دفاع اس – 400 سيشكل خطراً ترى فيه اسرائيل خطر عليها، كذلك فان اسرائيل ليست مرتاحة لاقتراب حزب الله من موسكو ووجود جنرالات من الجيش الروسي مع ضباط سوريين كبار مع قادة من حزب الله، قادوا معارك سوية ضد التكفيريين وحصل تنسيق عسكري بين حزب الله والجيش الروسي اثناء المعارك. وهذا ما لا تريده واشنطن كليا اذ تريد ابقاء عزل حزب الله عن التحالف او التقارب مع اي قوة هامة، فكيف اذا حصل اقتراب روسي مع حزب الله، الذي تعتبره اسرائيل العدو الاول لها والذي تعتبره انه كمقاومة في لبنان وحزب الله يأخذ قرارات خطرة وشجاعة جدا في الحرب ولا يهاب من الجيش الاسرائيلي ولذلك فامتلاك حزب الله 100 الف صاروخ يشكل هاجس لدى اسرائيل تريد الخلاص منه.
ومن هنا لا ترتاح الى تقارب حزب الله مع موسكو، كما لا ترتاح الى تزويد الجيش السوري الذي يحصل على اسلحة صاروخية هامة ضد الدبابات، سيحصل حزب الله على قسم من هذه الصواريخ الروسية التي يتم تسليمها الى الجيش السوري ويقوم الجيش السوري في اعطائها وتقديمها الى حزب الله.

السعودية والامارات يراهنان على سقوط الاتفاق النووي

المرحلة المقبلة هي وفق ما أرى ان السعودية والامارات تراهن في ايار على عدم توقيع الرئيس الاميركي ترامب الاتفاق النووي، وبالتالي سقوط الاتفاق النووي وخروج ايران منه كردّة فعل على عدم توقيع الرئيس ترامب له، مع العلم ان الدول الاوروبية بريطانيا وفرنسا والمانيا اضافة الى الصين، اضافة الى روسيا سيلتزمون بالاتفاق النووي ويطلبون من ايران عدم اعتبار الاتفاق النووي قد سقط حتى لو خرجت منه اميركا، والسعودية تراهن هنا على انفجار الوضع بين اميركا وايران.
لكن اوروبا ستقف ضد الرئيس الاميركي ترامب في هذه السياسة، وتعتبر انها حققت انجازاً في ضبط ايران نوويا ومنعها من تخصيب اليورانيوم بنسبة 21 في المئة وتخفيض التخصيب الى 2 في المئة، وهكذا اصبح العمل النووي الايراني لا يشكل اي خطر، خاصة وان ايران سمحت لوكالة الطاقة الذرية بزيارات مفاجئة وفي اي لحظة الى كامل المنشآت النووية الايرانية مع وضع كاميرات واجهزة قياس للاشعة داخل المنشآت النووية الايرانية وهكذا اوروبا مرتاحة ان ايران تنفذ الاتفاق، ولا ترى موجباً ان يقوم الرئيس الاميركي ترامب في عدم توقيع الاتفاق النووي مع ايران والغائه.
لكن السعودية والامارات وخاصة محمد بن سلمان يريد ومستعد ان يدفع ثروات طائلة الى اميركا واقتصاد اميركا وموازنة اميركا وجيش اميركا كي يضرب ايران.
فما الذي سيحصل، اقول انني انتظر شهر ايار وموقف الرئيس الاميركي دونالد ترامب، لانه من الان وحتى شهر ايار ستحصل امور عدة في الشرق الاوسط لكنه يبدو ان الرئيس الاميركي ترامب ذاهب الى المواجهة مع ايران، عندها ستواجه ايران الجيش الاميركي في الخليج، وقد نكون على ابواب انفجار كبير في المنطقة العربية والاسيوية.