IMLebanon

القرارات : إيران العدو الأول ــ اليمن تعتدي على السعوديّة ــ إتهام سوريا باستخدام الكيميائي وتأييد ضربها

القرارات : إيران العدو الأول ــ اليمن تعتدي على السعوديّة ــ إتهام سوريا باستخدام الكيميائي وتأييد ضربها
لولا كلمة الرئيس العماد ميشال عون لما كان هناك كلمة عربيّة وطنيّة قوميّة

شارل أيوب
انعقدت قمة الدمام في السعودية وهي قمة صهيونية – عربية، ولكن نستثني فخامة الرئيس العماد ميشال عون الذي كان له خطاباً عربياً وطنياً وقومياً يفتخر به الشعب اللبناني ويجـب ان يفتخر به الشعب العربي.
وجاء مضمون خطاب الرئيس عون ليعبر عن الواقع الحقيقي العربي ويضع النقاط على الحروف، ويدعم المقاومة ضد اسرائيل دون استعمال عبارات غوغائية ضد اميركا والغرب، ولكنه وضع الامور في نصابها.
ومن الخجل، اضطرت هذه القمة الصهيونية ـ العربية للقول انها ترفض قرار اعلان القدس عاصمة لاسرائيل. اما اذا كنا نريد ان نختصر للقارئ اللبناني والعربي ما جرى في القمة الصهيونية العربية فنبدأ بمقدمة بيان القمة حيث يقولون نحن قادة الدول العربية المجتمعون في الدمام نعتبر ان مسؤولياتنا كبيرة والمؤامرة كبيرة على العالم العربي ثم يقولون ان المركزية القضية هي فلسطين دون ان يكون لدى معظمهم الشجاعة ان يقولوا ان التطبيع بينهم وبين اسرائيل والتعاون والتنسيق مع العدو الاسرائيلي هو في اعلى المستويات لكن من خجلهم من الشعوب العربية قالوا ان القدس الشرقية هي عربية ثم يتحدثون عن المبادرة العربية التي تم اقرارها في قمة 2002 في بيروت واسرائيل رفضت هذه المبادرة ولم تسأل عنها منذ 16 سنة لكنهم يشكرون بشجاعة ان يحصل السلام مع اسرائيل مع جميع الدول العربية ولا يدينون كل الاعمال الوحشية والاعتداء الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني وعلى الدول العربية كما ان ملك السعودية يتجاهل ذكر اسم الجمهورية العربية ويأتي في البيان ان سوريا هي المسؤولة عن استعمال الكيميائي وان العدوان الثلاثي البريطاني الاميركي الفرنسي هو مبرر.
اما في البند الثامن فيقولون الحقيقة مقلوبة بشكل مقلوب وعكسي حيث يعلنون ان المملكة العربية السعودية تتعرض لعدوان من اليمن مع العلم ان السعودية والامارات هما من شن الحرب على اليمن ومن ادبيات قرارهما اتهام ايران انها وراء العدوان.
اما الجوهر الاساسي لمؤتمر الصهيونية العربية هو التركيز على ان ايران هي العدو الاول للدول العربية بمعنى آخر ان اسرائيل هي الصديق وايران هي العدو وانها تقوم بمحاولات عدوانية لزعزعة الامن وبث النعرات في كل الدول العربية ولا بد من حشد كل طاقات العرب لعزل ايران وضربها ودفع اموال لاميركا والغرب لضرب ايران ومحاصرتها.
اما في البند 13 فهم مع وحدة سوريا ووقف الحرب فيها مع العلم ان 5 دول يحضرون القمة ارسلوا نصف مليون اسلامي متطرف تكفيري لتدمير سوريا وقاموا بتسليحهم وتمويلهم وارسلوهم عبر الحدود التركية – السورية مما ادى الى اكبر دمار في سوريا واعترف رئيس وزراء قطر السابق ان قطر والسعودية دفعتا 135 مليار دولار لاسقاط النظام في سوريا مما ادى الى تدميرها.
في البند 14 تدين القمة النظام السوري لانه استعمل الاسلحة الكيميائية مع ان اللجنة الدولية لم تعط تقريرها بعد ويؤيدون العدوان الاميركي البريطاني الفرنسي على سوريا.
في البندين 16 و17 وغيرهما، كلمات من اجل مجرد الكلام عن الاهتمام بالعراق وليبيا وغيرها، دون اي كلمة لها معنى عميق او اقتراحات.
الرئيس المصري السيسي تباكى على عدوان اليمن على السعودية امام الاهتمام الجديد للمادة 27 فهو الاهتمام بجمهورية القمر المتحدة والوقوف الى جانبها وعبر اهتمامهم بجمهورية القمر المتحدة لا يذكرون فلسطين بكلمة واحدة اما الـ 1300 مليار دولار التي دفعتها السعودية في الولايات المتحدة استثمارات واسلحة لا يذكرونها بل يقيمون 150 مليون للشعب الفلسطيني وللقضية الفلسطينية فيما 1300 مليار للولايات المتحدة و46 مليار لبريطانيا و52 مليار لفرنسا.
اما التركيز الكبير فكان من الملك سلمان وامين الجامعة العربية احمد ابو الغيظ حول التدخل الايراني والخطر الايراني وقال الملك سلمان ان ايران هي التي تقوم باكبر الاعمال الارهابية في المنطقة ونحن في الديار لا نتطوع للدفاع عن ايران، ومن حق العرب اذا كانت ايران تؤذيهم ان يدافعوا عن انفسهم ويتصدوا لايران لكن اين فلسطين اين العدوان على سوريا اين الدعم الاميركي المطلق لاسرائيل للاعتداء علينا فلا وجود له.
ثم يأتي التركيز على قطر وانه لا حل معها الا باغلاق قناة الجزيرة وقطع قطر علاقتها مع ايران.

قمة صهيونية عربية بامتياز

من خلال مضمون القرارات سواء عدم ادانة اسرائيل على الرغم من العدوان المستمر من جيش الاحتلال الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني واخرها هو استشهاد الفلسطينيين على حدود غزة المحاصرة من الاحتلال الاسرائيلي وعدم استنكار كل الغارات التي قامت بها على طوال السنة وهي 114 غارة جوية.
ثم ان المقاومة وحزب الله لم يتم ذكرهما مباشرة لكن حزب الله هو ذراع ايران في لبنان ويجب بتره برأي دول الخليج ودول اخرى تداولوا فيما بينهم واغتنموا الفرصة ليخططوا ضد المقاومة في لبنان.
بزيارة 48 ساعة لولي العهد السعودي لفرنسا عقد صفقة بـ 18 مليار دولار اما فلسطينيو الضفة والـ 48 فنالوا كلهم 150 مليون دولار اي ما لا يكفي لشراء الفيول لمحطات الكهرباء اما بشأن تقديم المواد الغذائية والطعام للشعب الفلسطيني والعائلات المحاصرة من اسرائيل ومنع الشبان من العمل فقد قدم لهم ملك السعودية 50 مليون دولار لـ 6 ملايين فلسطيني في فلسطين المحتلة و5 ملايين في مخيمات الدول العربية وهكذا قامت السعودية بأكبر تضحية للشعب الفلسطيني وخاصة الملك سلمان الذي قدم 50 مليون دولار لتقديم المواد الغذائية للشعب الفلسطيني مع العلم ان يخت ولي العهد اشتراه بـ 550 مليون دولار بشاطئ فلسطيني اضافة الى شراء قطع فنية بـ 330 مليون وقطر الملك لويس الخامس عشر بـ 300 مليون دولار.
يا هكذا تكون النخوة العربية تجاه الشعب الفلسطيني او لا تكون، هذه هي النخوة العربية الحقيقية بتقديم 50 مليون دولار لمواد غذائية لكل الشعب الفلسطيني، والرئيس الاميركي ترامب يقول لولي العهد السعودي ادفع ادفع اكثر ان ما تدفعه هو فول سوداني لديكم ثروة مالية كبيرة ونحن نريد حصة من ثروتكم وبكل وقاحة يعلنها الرئيس الاميركي ونال النصيب الذي يريده بما فاق 1300 مليار دولار عدم التركيز على مخططات اسرائيل والتركيز وتوجيه الانظار العربية على ان ايران هي العدو وانا شارل ايوب لا اعرف اذا كانت ايران تقوم عبر خلايا بتحريك ربما فئات شيعية في الخليج ولكنها تقدم الدعم الكامل للمقاومة ضد ايران فلماذا تشويه صورة ايران انها مصدر ارهاب في الدول العربية ولا يتم تخصيص 3 صفحات مما تقوم به اسرائيل من عدوان على الشعب الفلسطيني والشعوب العربية.
قمة عربية استمرت 5 ساعات من بينها ساعتين ونصف الساعة لتناول الطعام ونصف ساعة لتناول الشاي والقهوة بالهال وثلاث ارباع الساعة لمناقشة وضع العالم العربي كله.
هنا نتذكر الشاعر عمر ابو ريشة الذي قال لكننا للتحوير باسم العاصمة حيث قال: خافوا على العار ان يمحى
فكان لهم على الدمام لدعم العار مؤتمر
نحن لا تعنينا الا الخطة الصهيونية المعادية لشعوبنا العربية ونحن سنقاوم الصهيونية واسرائيل وان هذه المؤتمرات فلا تعنينا بشيء ونخجل بهكذا مؤتمرات صهيونية عربية وليتهم يلغون الجامعة العربية لان دورها هو تلقي الاوامر من الصهيونية العالمية ووزارة الخارجية الاميركية.
بالنتيجة، نستنتج من القمة ان ايران هي العدو الاول والتطبيع السري مع اسرائيل يجب ان يكتمل ويصبح علنا وثالثا سكوت كامل عن العدوان الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني وقتل الشبان والاطفال في غزة بدم بارد وافتخار وزير الدفاع الاميركي بالقناص الذي اطلق الرصاص على شاب في ظهره ومنح الجندي الاسرائيلي القناص وساما خاصا. ونستنتج ان 50 مليون دولار لتقديم الغذاء للشعب الفلسطيني عبر الاونروا كذلك تقديم 150 مليون دولار للسلطة امر سينهض بفلسطين. ثم ادانة سوريا انها هي من استعمل السلاح الكيميائي دون انتظار نتائج لجنة التحقيق الدولية وتأييد العدوان الاميركي البريطاني الفرنسي على سوريا، وتجاهل ملك السعودية في خطابه وهو يخطب اسم الجمهورية العربية السورية.
اما الحديث عن صمود الشعب الفلسطيني في وجه العدو الاسرائيلي ممنوع لانها ليست العدو بل العدو هو ايران اما اغرب ما في الامر هو اتهام اليمن بشن العدوان على السعودية فيما السعودية هي التي اعلنت عاصفة الحزم على اليمن وشنت حربا بـ 200 طائرة وقصفت اليمن بالصواريخ والمدفعية والطائرات ليل نهار لمدة 1000 يوم.
لكن القمة العربية انجزت انجازا كبيراً عندما تحدثت عن دعم جمهورية القمر والوحدة الوطنية فيها وذكرت عربيا العراق وليبيا بدل ارسال وفد عربي من الجامعة العربية الى ليبيا والعراق لحل المشاكل هناك.
اما السلاح الاميركي الذي يأتي مجانا الى اسرائيل لتعتدي به علينا وعلى الشعب العربي فلا ذكر له.
لم يكن ينقص الا ان يجلس على الطاولة هرتزل مؤسس المؤتمر الصهيوني العالمي لكن ربما كان جالسا عبر وجوه اخرى.
وفي النتيجة اين هؤلاء القادة من وجدان شعوبهم ودفع اموال شعوبهم خوة لاميركا واسرائيل والصهيونية ولدول تعتدي علينا.؟
يا خجل التاريخ من هذه القمة.