صواريخ سوريا ضربت المواقع الاسرائيلية في الجولان فهل سقط اتفاق الفصل؟
الحكومة المقبلة لن تتألف الا على اساس المقاومة والإنماء
رضوان الذيب
بعد سبع سنوات من الحرب الداخلية بين الجيش العربي السوري واحزاب تكفيرية متشددة، وبعدما كان الجميع يعتقد ان سوريا انتهت ولم يعد لديها القدرة على التحرك، انتقل الجيش العربي السوري من الدفاع الى الهجوم. وكانت اولى الاشارات ان تصدت الدفاعات الجوية السورية للصواريخ الاسرائيلية واصابت طائرة اف 15 هبطت اضطراريا. ثم بدأت منظومة اس 200 صواريخ سام 5 باستعمالها سوريا بعد تنظيفها وتركيبها من قبل سلاح الصواريخ السوري بالتنسيق مع مهندسين من روسيا، واستطاعوا تحضير 25 الف صاروخ ارض – جو ولو كان قديم العهد، لكنه قادر على الاصابة اذا تمت معرفة تشغيل راداره في لحظة اطلاق الصاروخ.
في هذا الوقت، كانت تجري الانتخابات في لبنان. ويبدو ان حزب الله شعر ان المقاومة بحاجة الى غطاء سياسي متكامل من خلال المجلس النيابي القادم، لذلك كانت اطلالات سماحة السيد حسن نصرالله كثيفة مما اعطت نتائجها في الانتخابات النيابية. وحصلت المقاومة على اكثرية داخل المجلس النيابي اذا جمعنا حلفاءها مع نواب حزب الله، فانها تشكل كتلة برلمانية كبيرة قادرة على فرض رأيها في المجلس النيابي، لان بيضة القبان هي التيار الوطني الحر الذي جمع 30 نائبا برئاسة الوزير جبران باسيل. وهنا لن يكون القرار بيد جبران باسيل، بل القرار سيكون بيد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون. وهو تحالف مع حزب الله بشكل واضح على الدفاع عن لبنان وعلى ان لبنان بحاجة الى سلاح المقاومة ما دام ان الدول لا تسلح الجيش اللبناني بالاسلحة التي يحتاج اليها.
من هنا اجواء تأليف الحكومة المقبلة سيكون اتجاه حكومة مقاومة وانماء في الوقت نفسه، مقاومة لان ما يجري في سوريا ومن حرب اسرائيلية – سورية ورد من سوريا على العدو الاسرائيلي، كذلك الدور الايراني في سوريا والدور الروسي في سوريا يعلم ان سوريا قادرة على رد الهجوم الاسرائيلي وضربه كما فعلت امس عندما لاول مرة منذ حرب 1973 وقرار مجلس الامن بفصل القوات الاسرائيلية السورية بعضها بعضاً، قام الجيش السوري باطلاق صواريخ عبر الراجمات الثقيلة على مواقع الجيش الاسرائيلي في الجولان وعلى المراكز العسكرية الاسرائيلية.
واذا كان كلام الاعلام قد ركز على ان راجمات قصفت فقط 20 صاروخا، فالحقيقة هي انه وفق تقرير الاندوف القوات الدولية في الجولان فانه جرى اطلاق 60 صاروخا ارض – ارض على المواقع الاسرائيلية وعلى البلدات في الجولان من ناحية بحيرة طبريا وغيرها، مما ادى الى خوف وهجرة اكثرية سكان البلدات في الجولان من المستوطنات، اضافة الى تفريغ مستوطنات اسرائيلية بالكامل وانزالها باتجاه تل ابيب، ولاول مرة يرسل الجيش الاسرائيلي منذ 1973 تعزيزات ضخمة الى جبهة الجولان. وحتى الان، المعركة هي على جبهة الجولان وسوريا، والرئيس بشار الاسد هو اول رئيس دولة عربية تقوم مدافعها وراجماتها بقصف العدو الاسرائيلي منذ حرب 1973 في الجولان وفي سهل الحولان في اسرائيل.
وقال وزير الدفاع ليبرمان انه بعد الضربة الصاروخية الكبيرة على كل المراكز العسكرية الاسرائيلية والمستوطنات والتي بلغ عدد صواريخها 63، فان اسرائيل اعدت خطة لضرب كل المراكز الايرانية في سوريا، وابلغت روسيا بذلك كي، لا يقع سوء فهم. واكدت اسرائيل انها لن تضرب مراكز روسية، بل ستركز على نقاط دقيقة وتابعة للقوات الايرانية. وبالفعل، شنت 28 طائرة غارات متواصلة على اهداف في سوريا قالت انها تابعة لايران، وفي الوقت نفسه قامت المدفعية السورية المضادة للطائرات والصواريخ بإسقاط أكثر من 50 بالمئة من الصواريخ التي ضربتها اسرائيل ارض – ارض ومن الطائرات باتجاه المواقع على الاراضي السورية.
والموقف من الان وصاعدا سيتصاعد وهي نقطة البداية، وقد انكسر حائط الزجاج ولم يعد باستطاعة احد ترميمه. والقرار الشجاع جدا الذي اخذه الرئيس بشار الاسد بضرب المستوطنات الاسرائيلية في الجولان والمواقع العسكرية الاسرائيلية، هو اخطر قرار يأخذه زعيم عربي منذ فترة طويلة.
وقبل الاسترسال في العمليات الحربية نعود الى لبنان.
تشكيل الحكومة
وقبل الاسترسال في العمليات الحربية نعود لنتحدث عن الحكومة الجديدة ونتائج الانتخابات النيابية. واذا كان وزير الخارجية اللبنانية لم يستنكر قرار ترامب لالغاء توقيعه على الاتفاق النووي في حين ان بريطانيا وفرنسا استنكرا فان وزير خارجية لبنان لم يستنكر العدوان الاسرائيلي على الاراضي السورية فإن الزمن في الحكومة المقبلة قد تغير ولن تكون الحكومة المقبلة الا حكومة مقاومة وانماء وجاهزة للدفاع عن لبنان، ورأس الحربة حزب الله. والعمل على الانماء والدفاع عن لبنان لا يعطل البناء الداخلي لان لبنان اساس البناء تم به سنة 1993 حتى 1998، وخلال ست سنوات كانت معظم المشاريع منفذة، وخرج الرئيس الراحل رفيق الحريري سنة 98 وعاد سنة 2000، وحصلت خلافات مع رئيس الجمهورية، وكان الجميع بانتظار انتخابات 2005، وراهن الحريري بحصوله على الاكثرية قبل استشهاده، ولكنه استشهد امام السان جورج دون تحقيق حلمه.
لا يمكن ان يأتي رئيس حكومة، في ظل الصراع الايراني – السعودي بهذا الشكل، الى رئاسة الحكومة. ورغم تقديرنا للرئيس الحريري، فلا يستطيع ان يتجاهل ضرب اسرائيل لدولة عربية هي سورية، ولا يستطيع تجاهل موقف ترامب من الغاء الاتفاق النووي مع ايران. فمثلا، السعودية ايدت الغاء الاتفاق مع ايران فيما اكثرية الدول العربية انتقدت قرار ترامب، حتى ان الرئيس الفرنسي قال انه قرار خاطئ جدا. فما هو موقف الرئيس الحريري هنا، هل يعلن ان ترامب على خطأ او يرحب مثل السعودية بالغاء الاتفاق، ام يبقى صامتا لا لون له احمر ام اصفر ام اخضر باتجاه القرار الاميركي نحو ايران؟
الرئيس الحريري عاد الى الحضن السعودي وكان ذلك واضحا من خلال دعمه في الانتخابات النيابية في لبنان. واكبر دليل هو ان المفتي دريان حضر احتفالات الحريري الشعبية، ومفتي الشمال الشيخ مالك الشعار حضر كل احتفالات الرئيس الحريري، بينما قاطعت دار الفتوى والمفتين في المناطق الاحتفالات السياسية لكل الاحزاب السنية في الدرجة الاولى. ورغم ان مهرجان الرئيس ميقاتي حضر اكثر من 120 شيخا وايدوه كل مشايخ طرابلس حيث لم يبق الا 5 مشايخ مع المفتي مالك الشعار، الا ان السعودية اعادت الاعتبار للحريري، فهل يستطيع اخذ موقف مغاير للموقف السعودي؟
كيف ستتعامل اميركا مع التطورات؟
النار حامية جدا، اذا قررت اميركا الحرب في المنطقة وتريد النجاح، فليس امامها الا ان تستعمل قنابل نووية او ان تأتي بجيش من مليون ونصف جندي للسيطرة على افغانستان وايران والخليج بكامله ومساحته 6 مليون كلم مربع كذلك العراق وسوريا ولبنان، دون ان نتحدث عن وضع اليمن والمتطوعين من الجزائر والسلفيين في ليبيا وفي مصر ايضا. واميركا غير مستعدة لارسال مليون ونصف جندي، ومن المستبعد ان نصل الى وقت يتم فيه استعمال القنابل النووية، لذلك الحرب السورية على اسرائيل ستكمل خطواتها تصاعديا. وكما بدأ حزب الله بعشرة عناصر في بداية التحرير ووصل الى 18 الف مقاتل والان الى اكثر، يمكن ان يتصاعد مع كامل صواريخهم وقواعدها. ولذلك اسرائيل التي تخشى حصول هذا الامر، بدأت طوال 2017 بضرب المراكز الايرانية وحققت 118 غارة. ولكن الان الوضع تغير، واصبحت المواجهة اصعب بين سوريا وايران وحزب الله في وجه اسرائيل. والحشد الشعبي ينتظر اشارة للمشاركة، والمخيمات الفلسطينية جاهزة للقتال ضد اسرائيل ايضا. كما ان وضع الاردن لن يكون سليما اذا اندلعت الحرب، فالفلسطينيون لن يقفوا على الحياد.
اي رئيس حكومة للبنان لن يكون مقاطعاً لسوريا
بالعودة الى لبنان، فإن رئيس حكومة لبنان لن يكون مقاطعا لسوريا. فالرئيس الحريري لا يتكلم مع النظام السوري ولا يريد فتح خطوط معه، والامر خطر في المنطقة. لذا، من الضروري التنسيق بين لبنان وسوريا، وان اكثر من نصف الشعب اللبناني له علاقات مع سوريا او له موقف مؤيد لسوريا، بدليل اذا اخذنا ليس عدد النواب بل عدد الاصوات التي صوتت لنواب المقاومة وحلفائهم، نجد ان الفرق شاسع جدا جدا بين الاصوات التي ايدت المقاومة وبين عدد الاصوات التي ايدت الاحزاب ضد المقاومة اما الجيش اللبناني فوضعه ممتاز وهو مدرب ومنظم ويتميز بالانضباط وقوي يلتزم بأوامر الحكومة اللبنانية وبالقرار 1701 في الجنوب اللبناني. بالنسبة للمقاومة وللعدو الاسرائيلي، فيمنع المقاومة بالتواجد جنوب نهر الليطاني واعلن ان سيتصدى لاي دخول اسرائيلي او محاولة اجتياز او تقدم له باتجاه الحدود اللبنانية. واميركا تبنت حماية الجيش اللبناني اذا كان يدافع عن لبنان ولا يقوم بأي عمل هجومي ضد اسرائيل. والجنرال فوتيل في المنطقة الوسطى ابلغ العماد عون انه يضمن سيادة لبنان ومنع الاعتداء عليه من اي جهة كانت، ويمنع اسرائيل من ضرب لبنان اذا لم يضرب لبنان او يشترك في حرب ضد اسرائيل.
لكن من يضمن خرق اسرائيل للاجواء اللبنانية؟ والهجوم على سوريا من الاجواء اللبنانية، من يضمن كيف يتقدم الجيش الاسرائيلي برا اذا حاول الهجوم من هنا؟ فالرئيس الحريري غير القادر على التنسيق مع سوريا والذي هو في الخط السعودي لا يمكنه تأليف الحكومة. واذا عدنا للمعارضة، فيريدون الوزير عبد الرحيم مراد، وهو مرفوض من اكثر من نواب المجلس النيابي الجديد، لا يريدون وزيرا للمقاومة هكذا، ويمكن الاتجاه الى الرئيس ميقاتي الذي ترأس الحكومة لفترة طويلة بعد اغتيال الرئيس الحريري وقام بسياسة الوسط حتى مرر مرحلة من 2005 حتى 2009 الى يوم الانتخابات النيابية وقتها.
لذلك على رئيس الجمهورية التفاهم مع الرئيس بري ورئيس الحكومة الحالي الرئيس سعد الحريري. لكن كيف يمكن الجمع بين حكومة تعمل للانماء وحكومة في الوقت نفسه تتناسب مع الجو التصعيدي العسكري والمقاوم وبين قيام 28 طائرة اسرائيلية امس بشن غارات طوال الليل على اكثر من 58 موقعا تابعاً لايران، في حين ان الصواريخ السورية تصدت للصواريخ الاسرائيلية التي تم اطلاقها على اهداف في سوريا وسقط اكثر من 50 بالمئة من هذه الصواريخ بواسطة سلاح الدفاع الجوي السوري.
ماذا ستكتب الحكومة في بيانها الوزاري؟
وبالنسبة الى الهبات والمنح التي تم تقديمها للبنان وهي 11 مليار ونصف مليار فان اوروبا لن تتراجع عن دعمها للبنان، ولكن اي اشتعال للحرب سيؤجل الاعمار والبناء في لبنان حاليا، هل سيقبل الرئيس الحريري تبني مبدأ المقاومة ضد اسرائيل ام ان الجيش هو الذي يتصدى، وهل لديه القدرة على التصدي دون المقاومة؟ والجواب لا، فهو بحاجة الى المقاومة بل الى الشعب اللبناني كله كي يدعمه على هذا الاساس. وعندما رأينا ان طوال شهر كامل كان سماحة السيد حسن نصرالله يوماً بعد يوم يدير الحملة الانتخابية ويخاطب الشعب اللبناني، كان يدرك السيد نصرالله ان الغطاء السياسي الشعبي للمقاومة هو اكثر من ضروري عبر انتخابات نيابية نالت، فيها المقاومة قوة شعبية كبيرة. ولذلك قال وزير الامن الاسرائيلي انه في اي حرب مقبلة لن نفرق بين لبنان وحكومته وحزب الله لان الحزب باتت لديه كتلة قوية وشركاء بحيث لا يمكنك التفريق بين الحكومة والحزب. وارتقبت اسرائيل اشارة الحزب التي قررها السيد نصرالله عبر خوضها المعركة مباشرة وظهورها على الشاشات ليلة بعد ليلة حتى كانت النتيجة تغطية شعبية للمقاومة. وهذا ما ادى باسرائيل الى فهم واستنتاجات واكتشاف لماذا كان سماحة السيد حسن نصرالله يخطب يوما بعد يوم من اجل الانتخابات.
وعبر نتائج الانتخابات النيابية لن تشترك الطائفة الشيعية في اي حكومة لا تكون في بيانها الوزاري معادلة الشعب والجيش والمقاومة، ولن تدخل قوى حليفة لحزب الله الى اي حكومة لا تذكر ذلك. كما ان العماد عون في خطابه بقسم اليمين قال ان المقاومة نحن بحاجة اليها، وبالتالي لا يمكن لفخامة رئيس الجمهورية تأليف حكومة دون حزب الله. من هنا قد يسير الاتجاه نحو الرئيس ميقاتي او يقتنع الرئيس الحريري بالانفتاح على سوريا واعتبار الجيش والشعب والمقاومة ثلاثياً ضرورياً لحماية لبنان.
العمليات الحربية مع العدو
عند الساعة 12 ودقيقة اي بعد منتصف ليل الثلاثاء – الاربعاء بدقيقة، بدأت راجمات مخفية بتمركزها، لكن فوهاتها مفتوحة وغير مغطاة، وبدأت باطلاق صواريخ غراد المتطورة والجديدة باتجاه كل المراكز العسكرية في الجولان. وبعد هذا القصف، قامت راجمة صواريخ ثانية تحمل 20 صاروخا مثل الاولى وقصفت المستوطنات خلف خطوط العدو، ودب الذعر بين السكان في المستوطنات وبدأوا الانتقال والهرب. وحاول الجيش الاسرائيل منعمها، ولكنهما هربوا باتجاه الساحل. ثم بدأت راجمة ثالثة بقصف المراكز العسكرية، وبخاصة الرادارات التي تمت اصابتها بشكل مباشر. ويبدو ان الاسرائيليين لديهم خسائر كبيرة، ولم يذكروهما لان 60 صاروخا نزلوا في بقعة 60 متراً وثلاث 3 كلم طول، وتم ضرب اربعة صواريخ من طراز اس 20 الروسية المتطورة، وهذا الصاروخ بدأت روسيا بتطويره، ثم تركته ولم تكمل صناعته، فأخذت الصين تصميمه وتطويره واطلاقه وصنعت منه الالاف وباعت لدول العالم صواريخ كثيرة. ومنذ 12 سنة كادت ان تحصل ازمة بين اسرائيل وسوريا حول استقدام الصواريخ الايرانية اس 20 . وحاولت اسرائيل منع الباخرة من التوجه الى اللاذقية، الا ان روسيا واميركا طلبتا من اسرائيل عدم التدخل مع الباخرة. ومنذ ذلك الوقت، تسلح الجيش السوري بصواريخ اس 20 ، وهو يحمل رأساً متفجراً ب500 كلغ ويدمر المنشآت بقوة. واذا كانت اسرائيل تقول انها تلقت 20 صاروخا فقط، فالحقيقة هي 64 صاروخا وصواريخ اس 20 المدمرة.
قررت رئاسة اركان حرب العدو الاسرائيلي الرد بقوة، فوضعت بنك الاهداف وهو حوالى 53 هدفا تعتبر ان ايران موجودة فيهما. وابلغت روسيا فورا انها ستقصف في سوريا بواسطة 28 طائرة، وكيلا يحصل اي خطأ ان لا يتم استعمال منظومة اس 600 واس 400 ضد الطائرات الاسرائيلية او الصواريخ، على ان تدوم الغارات 40 دقيقة لضرب 58 هدفا من حمص الى محيط دمشق الى ريف حلب، وبالفعل نفذت اسرائيل الغارات ولم تعترضها الصواريخ الروسية اذ يعتبر بوتين ان حماية المراكز الايرانية لا يشملها اتفاقه مع الرئيس السوري بشار الاسد، بل ان روسيا تضمن حماية النظام السوري وجيشه وشعبه وتمنع تقسيم سوريا او اي اجتياح خارجي تركي او اميركي للاراضي السورية. نفذت اسرائيل بواسطة 28 طائرة غارات على اهداف ايرانية، وقالت انها قصفت البنية التحتية للوجود الايراني في سوريا، بينما خرج الناطق العسكرية السوري ليقول ان الغارات اصابت 3 شهداء. وتم تدمير 50 بالمئة على الاقل من الصواريخ الاسرائيلية، وهو امر صحيح لان كل الوكالات نقلت ان 50 بالمئة من الصواريخ تم اسقاطها بواسطة السلاح الجوي السوري.
انعقاد الحكومة الامنية المصغرة في اسرائيل
عند الساعة التاسعة الا ربعاً بتوقيت بيروت ليل الخميس – الجمعة من شهر ايار، اجتمعت الحكومة الامنية المصغرة ودرست الوضع وكيف تقوم بالتصعيد ضد الوجود الايراني في سوريا، وهددت ايران انه في حال ضربت اميركا اي هدف في ايران فان ايران ستجتاح الكويت والسعودية ودول الخليج بهجوم بري فوري، وان الجيش الاميركي غير قادر على ردع نصف مليون جندي، وهناك نصف مليون جندي اخرين جاهزون للدخول الى العراق، ومنها تنطلق وحدات الجيش الشيعي المسمى بالحشد الشعبي باتجاه السعودية وليس بين العراق والسعودية الا 8 كلم وحائط صغير، وتنتشر حرب عراقية – سعودية بين البلدين. هذا اضافة الى ضرب صواريخ بالستية على كل السعودية ومطاراتها وشركة ارامكو احدى اكبر مصافي النفط في العالم واشعالها.
اما بالنسبة للجيش العراقي، فيدخل السعودية ويجتاح مناطق عديدة، وليس بمقدور الجيش السعودي ان يردع الجيش العراقي. كما ان جزءاً من القوة الايرانية ستتوجه نحو سوريا، فيما ستعمل اسرائيل على ضرب بالطيران القوافل الايرانية لكن عندئذ تكون اسرائيل تتلقى صواريخ حزب الله وانتشارها العسكري في الجليل. وستحصل كما حصل في سوريا اختراقات من الحزب لقرى وبلدات كان يسيطر عليها التكفيريون. وسيخترق الحزب مناطق في المستوطنات الاسرائيلية، وستحصل المعارك من شارع الى اخر. وقد وضع حزب الله مستوعبات بوزن 500 كلغ قرب الجدار الاسمنتي الذي بنته اسرائيل. وفور قرار الحرب، يتم تفجير العبوة المناسبة او كل العبوات والعبور عبره الى داخل الجليل وبدء المعارك ضمن الجليل حتى حيفا.
وتعتقد المقاومة انها في حرب 2006 استطاعت بواسطة 7 الاف مقاتل منع الجيش الاسرائيل من التقدم، وانها الان بحجم 50 الف مقاتل قادرة على ردع تقدم اي هجوم اسرائيلي على لبنان. في حين انها في الوقت نفسه تستطيع ارسال ما بين 25 الف الى 50 الف مقاتل لاجتياح الجليل وحصول المعارك هناك وبين المستوطنات. كما ان المقاومة التي ستقصف تل ابيب ومطار بن غوريون وحيفا ونهاريا، وتهجم على المستوطنات في الجليل ستتسبب بنزوح 3 ملايين اسرائيلي من شمالها الى المنطقة الغربية من اسرائيل اي فلسطين المحتلة.
واذا اندلعت الحرب سيتم قصف السعودية قصفا لا مثيل له، وستقصف ايران بالصواريخ البالستية اسرائيل. ولدى اسرائيل منظومة صواريخ ارض – ارض هامة وقادرة على ضرب ايران واصابة مدن فيها. لذلك يمكن القول ان الحرب بين اسرائيل وايران وكل ما يدور في فلكهما تشبه الحرب العالمية الثالثة. فهل من قادر على وقف هذا التصعيد ام ان صفقة القرن التي عقدها محمد بن سلمان وخان فيها العرب جعلت ترامب من خلال هذه الصفقة يقرر الهجوم على ايران وضربها ومحاصرتها واعلان القدس عاصمة لاسرائيل وعدم النظر الى وجهة النظر والحقوق العربية انه اتفاق محمد بن سلمان مع صهر الرئيس الاميركي كوشنير، وهو اتفاق الصهيونية العالمية مع اميركا والسعودية التي دفعت اكبر ثروة وهي 1300 مليار دولار بستة اشهر لاميركا لتحقق لها محاصرة ايران وضربها واذا استطاعت اسقاط النظام الايراني.
وفي المقابل، فان اسرائيل باتفاقها تحت الطاولة مع السعودية خسرت كل شيء، فاصبحت محاصرة من غزة بطريق العودة والصواريخ من غزة وبين لحظة واخرى بصواريخ من الاردن، وتم فتح جبهة الجولان وستظل جبهة الجولان تضرب صيفا شتاء مثلما حصل في جنوب لبنان قبل سنة 2000 .كما ان المقاومة اللبنانية ستكون بالمرصاد لضرب اي تحرك للعدو الاسرائيلي ان الواقع الاسرائيلي. اليوم في اسوأ وضعه ولا تعرف لمن تشكو وكل قصفها لا يوصل الى حل لأمان اسرائيل، بل هي تعيش على اعصابها وتقصف بالصواريخ والطائرات وتحصل على اهم الاسلحة من اميركا، وهي غير مرتاح وآخر لاجئ فلسطيني يعيش في المخيم منذ 70 عاما معنوياته اعلى من اي جنرال على رأس اي فرقة في الجيش الاسرائيلي.