IMLebanon

عادل الجبير وجواب «داعش»

أجاب وزير الخارجية السعودي عادل الجبير الجواب المفحم على سؤال من شخص غربي حضر كلمة الوزير في قاعة ميونيخ للأمن وهو يشرح أن علاقة  داعش» بالإسلام مثل علاقة جماعة كوكلوس كلان العنصرية بالمسيحية في أميركا.

هناك حالة من الشيطنة للمسلمين تجتاح الذهنية الغربية٬ وعلى أمواجها يبحر رجل مثل دونالد ترامب في الولايات المتحدة نحو المقعد الرئاسي.

هذه الموجات ليست في أميركا وأوروبا فقط٬ بل في الإعلام العالمي كله٬ وهي موجات خطيرة تمهد لمواجهات ساحقة ماحقة على مدار كوكب الأرض.

هي حملات مريضة وغبية وجاهلة٬ لماذا؟

مريضة٬ لأنها تقتات على مشاعر الكراهية الشاملة لدين يعتنقه نحو ربع سكان الأرض٬ من شتى الأعراق٬ بما فيها شعوب أوروبا نفسها٬ مثل الألبان والبوشناق٬ وغيرهم. فكيف تصدر حكًما بالكراهية المطلقة لأكثر من مليار ونصف المليار إنسان٬ بحكم جائر وصورة وهمية؟

غبية٬ لأنها تضع هذه الكتلة البشرية الهائلة كلها في سلة واحدة٬ عوض أن تعزل المتطرفين والإرهابيين لوحدهم٬ وتضيق الدائرة عليهم وتقلل عددهم٬ حتى يمكن الانتصار عليهم٬ ولكن بمثل هذه الأحكام المطلقة الشاملة الهائلة٬ تفّوت الفرصة لتحقيق ذلك٬ أتحدث من زاوية عملية بحتة وليس بمعيار أخلاقي حتى.

جاهلة٬ لأنها اختزلت أكثر من 1436 عاًما هو تاريخ بداية دين الإسلام٬ بحكم واحد٬ دين انتشر على مساحة جغرافية شملت العالم القديم٬ ووصل الدين أقاصي البحار في المحيطين الهادي والهندي٬ وانضوى فيه عشرات الأعراق٬ وقامت على حسه مئات الدول والممالك والإمارات٬ وانبثق منه عشرات المذاهب والطوائف٬ وأنتج من العلماء المسلمين في الطب والفلك والعمارة والموسيقى والرياضيات والبصريات وشتى الفنون٬ الآلاف من الأسماء الخالدة.

نعم كل أمة من الأمم٬ وكل دين من الأديان٬ يوجد فيه جماعات إرهابية وأصولية وحماة كراهية٬ أميركا ما زالت تعاني من هؤلاء٬ وأيضا الهند تعاني من الراديكالية الهندوسية٬ وأيًضا الدين اليهودي فيه من فيه من المتطرفين القتلة.

هل نقبل أن يقال عن «كل» المسيحيين واليهود والهندوس إنهم صورة للتطرف والراديكالية العمياء؟

غير أن هذا كله يكشف لنا فداحة فاتورة ترك أمثال «داعش» و«القاعدة» و«النصرة» والجماعات المتطرفة الشيعية كلها٬ بلا ملاحقة٬ ليس أمنية قانونية٬ بل ملاحقة فكرية وتربوية لا تبقي ولا تذر٬ هذا واجب المسلمين قبل غيرهم من أهل الأرض٬ فلا ينظف الدار إلا أهلها.

يجب أن تتحول الراديكالية والتطرف٬ ولا أقول الجماعات المسلحة فقط٬ في العالم المسلم إلى جماعات محظورة٬ تمارس غيها في الخفاء٬ خارج القانون٬ كالنازية في ألمانيا.