في غمرة الإنشغال بالإستحقاقات الإنتخابية في كل من باريس وواشنطن، يبدو من البديهي أن يتراجع حضور الطرفين في “اللجنة الخماسية” من أجل لبنان، إلاّ إذا بادر المعنيون إلى الإفادة من المساحة الزمنية المحدودة في الاسابيع المقبلة، من أجل تركيز البحث بالملف الرئاسي خلال شهر تموز الجاري، وهو ما يراه النائب أديب عبد المسيح “إحتمالاً ممكناً يستند إلى نضوج ظروف التسوية والتهدئة على الجبهة الجنوبية ما قد يفتح الباب أمام البحث باستحقاق رئاسة الجمهورية”.
ويشير لـ “الديار” الى أن “هذه الفرصة المتاحة من أجل إطلاق محادثات التهدئة في الجنوب، قد تكون مجالاً لفرصةً جديدة لانتخاب رئيس الجمهورية”، ويؤكد أن جبهة الجنوب “تشهد تصعيداً متزايداً وإنما في الوقت نفسه، فإن التسوية قد تنضج في تموز، وذلك وفق المعلومات المتوافرة، والتي تشير إلى إمكانية ظهور مؤشرات على هذه التسوية في شهر تموز الحالي ومن الممكن أن تنتج هذه التسوية رئيسا للجمهورية”.
وعن ملامح هذه التسوية التي ستؤدي إلى التهدئة في الجنوب، يقول إنها ستكون “مبنية على تنفيذ القرار 1701 لكي توافق عليها إسرائيل، ولذا فإن هذه التسوية ستستند على القرار الدولي، ولكن بمرسوم تطبيقي جديد يرعاه الوسيط الأميركي آموس هوكستين الذي سيعود إلى المنطقة في الأسبوع المقبل”.
ويركز على أن “الحل هو لدى هوكشتاين وورقة التسوية في يده، ولكنه كان يسمع دائماً في كل اجتماعاته في بيروت أنه عندما يتوقف إطلاق النار في غزة، سيبدأ النقاش بملف التسوية الحدودية ولكنه كان يصرّ دائماً على أنه يريد الفصل بين ما يحصل في غزة وما يحصل في لبنان”.
وعن ورقة النواب المعارضين الرافضين للحرب، يؤكد أن “هذا تذكير بأن نصف الشعب اللبناني لا يريد الحرب ولا يريد جرّ الحرب من غزة إلى لبنان ويرفض سقوط شهداء ويرفض تدمير لبنان أكثر ممّا هو مدمّر اليوم كما يرفض أن يقوم أي طرف بسلب قراره، كما أنه تذكير بأن في لبنان دولة وهي قادرة وبالقانون، على اتخاذ قرار السلم والحرب، وقادرة على التواجد أقلّه بالجنوب عبر قانون الطوارىء، الذي نطالب كما أنه تذكير بأننا نريد أن تقوم الدولة بواجباتها”.
وعن الواقع الداخلي في حال نشوب حرب “إسرائيلية”، يشدد على أن “لبنان لا يستطيع تحمل حرب “إسرائيلية”، ولكن احتمال وقوع الحرب قائم، ولكن من ناحية القراءة السياسية، لا حرب في لبنان لأنه من السهل بدء الحرب ولكن لن يكون من السهل إنهاؤها”.
وعن تموضعه بعد تركه كتلة “تجدد”، يؤكد أنه “معارض مستقل”.
وعلى صعيد آخر، وتعليقاً على المبادرة السعودية بدفع 10 ملايين دولار لهيئة الإغاثة، والإعلان عن ذلك باحتفالٍ بالأمس في السراي الحكومي، يقول عبد المسيح إنه “على الجميع في لبنان فهم هذه المشهدية، والتي جمعت فيها السعودية كل اللبنانيين على اختلاف اطيافهم في السراي الحكومي، لأن السعودية تؤمن بالدولة وقد دخلت على خط دعم لبنان عن طريق هيئة حكومية تابعة لرئاسة الحكومة، وقد حمل خطاب السفير السعودي كلامأً كبيراً عن السراي وتاريخه، وبالتالي هذا السراي هو مركز قرار ومركز شرعية ومركز سيادة الدولة، وهذا هو أهم ما في المشهدية اليوم، وعلينا جميعاً قراءته هكذا، علماً أنه ليس غريباً على المملكة أن تقوم بمثل هذه المبادرات”.