سياسة المماطلة والتأجيل التي اعتمدتها السلطة الحاكمة في جميع نواحي الحياة السياسية والقضائية، وخصوصا في تشكيل الحكومات، كان الرئيس المكلف تشكيل الحكومة مصطفى اديب عازما على الابتعاد عنها معتمدا على الضوابط التي حددتها المبادرة الفرنسية في ما يتعلق بمهل التشكيل والبيان الوزاري وتنفيذ الاصلاحات، وكان عازما على الاستقالة إذا تم رفض تصوره للتشكيلة الحكومية التي يؤمن بأنها ستنال ثقة الشعب والدول الصديقة والشقيقة، لكن رئيس الجمهورية تمنى عليه تأجيل البحث في التشكيلة لمزيد من المشاورات لمدة يومين ومر يومان وثلاثة واربعة وربما تمتد الفرصة الى نهاية الشهر، وعندها يدخل أديب في دوامة التأجيل القاتلة التي تجيد استعمالها هذه السلطة الفاسدة التي وعدت اللبنانيين بكشف غوامض انفجار المرفأ في خلال خمسة ايام، وكذبت كعادتها لأننا اليوم تجاوزنا الشهر ونصف الشهر على الانفجار، دون ان يعرف شيئا المواطنون وخصوصا عائلات الضحايا والجرحى والذين تشردوا من بيوتهم المدمرة، واغلب الظن انه سيتم التعتيم على الانفجار وعلى الحرائق في المرفأ وفي وسط بيروت وأمس في بلدة عين قانا الجنوبية.
***
آخر اخبار مسلسل الحكومة الذي يصرّ فيه الثنائي الشيعي على وزارة المال، زيادة على ما طرحه الرئيس عون في مؤتمره الصحافي، أن الراعي الفرنسي ضنا منه بوصول الشعب اللبناني الى ابواب جهنم، تمنى على الرئيس المكلف عدم الاستقالة وتمديد المهلة حتى نهاية ايلول مع التمسك بمطلب عدم تسلم وزارات المالية والداخلية والطاقة أي وزير منتسب الى حزب من الاحزاب او قريب منها.
الرئيس عون عندما بشر اللبنانيين بأن نهايتهم ستكون في جهنم، كان ربما يكبر حجره لدفع المعرقلين الى تسهيل عملية التشكيل، على الرغم من انه يعرف تماما أن الشعب اللبناني لا يعيش اليوم في نعيم ولن يتغير عليه كثيرا الجو في جهنم.