IMLebanon

ضبط المناكفات بين «أمل» و«التيار» وخرائط طرق لما بعد الانتخابات  

 

أيام معدودات تفصلنا عن موعد اجراء الانتخابات النيابية في الداخل اللبناني، يوم الأحد في 6 ايار المقبل.. وهي انتخابات بدأت على مستوى المنتشرين في الاغتراب، في ست دول عربية (يوم الجمعة الماضي) واستؤنفت يوم أول من أمس الاحد، على مستوى أميركا وأوروبا واوستراليا وافريقيا، وان بقليل من الحماسة وقلة المقبلين على صناديق الاقتراع..

 

حتى الآن، سارت الامور على «نحو سليم ومرضٍ» وبأقل قدر من الاخطاء و»التجاوزات»، والجميع يتطلع الى الاحد المقبل، يوم «الاستفتاء» وحسم الخيارات، لمعرفة ما ستؤول اليه الانتخابات التي يعوّل عليها عديدون في الداخل اللبناني، كما في الخارج، الدولي والاقليمي والعربي، ويعلقون «أهمية استثنائية» وهم يتطلعون الى أين ستتجه صناديق الاقتراع، وما ستكون عليه التوزعات السياسية داخل «البرلمان الجديد»، وان كان البعض يتحفظ على وصف «الجديد» على خلفية، ان الافرقاء السياسيين الحاليين هم الذين سينبتون البرلمان، وان تغيّرت بعض الاسماء، حيث العبرة هي في النهج والسلوك والبرامج والمواقف والاداء، وما الى ذلك، وليست في الاسماء، على رغم خشية البعض من حصول اختراقات محدودة وفق «الحاصل الانتخابي» للقانون الجديد المعمول به، والقائم على النسبية..

«المكتوب يقرأ من عنوانه..» على ما يقال.. وقد تظهرت التباينات بين قوى سياسية بارزة، غير محصورة في منطقة او دائرة او جهة معينة، حيث توقف العديد من المتابعين والمراقبين عند «التباينات» التي تتظهر يوماً بعد يوم، بين الرئيس نبيه بري على رأس حركة «أمل»، والضامن عودته الى رئاسة المجلس، وبين «التيار الوطني الحر»، بقيادة (صهر رئيس الجمهورية) وزير الخارجية جبران باسيل، وتظهرت اكثر في الايام الاخير الماضية، على ساحة الجنوب الثالثة، كما على ساحة صيدا – الزهراني وفي اكثر من مكان، وقد خرج ما في الصدور الى العلن، باعلان الرئيس بري في مهرجان «عهد القسم» في صور، ومن على شاشة عملاقة، رفضه «جعل لبنان قربانا للمصابين بداء العظمة والمقعدين نفسياً..» حيث «هناك اليوم من يحاول ان يسلك الطريق الى محاولة تدمير فكرة ورسالة لبنان عبر سياح انتخابيين، أحدهم «يبرغت» اليوم في دائرتنا..» في اشارة الى ما يقوم به باسيل من دون ان يسميه، في الجنوب الثالثة وغيرها..

لم تنجح – أقله حتى الآن، المساعي الذي بذلت – خصوصاً من «حزب الله» للملمة التصدع في العلاقات بين «أمل» و»التيار الحر» وإن حققت شيئاً مقبولا لجهة ابقاء هذه الخلافات والتباينات ضمن اطر معينة لا تتجاوز «الخطوط الحمراء» املين ان يمر هذا الاستحقاق الانتخابي بسلام، خصوصاً وان عديدين التقى الرئيس بري في الايام القليلة الماضية، شددوا على تمسكه بأن استحقاق الانتخابات النيابية، هو استفتاء شعبي بكل المعايير والمقاييس، كما أنه محطة فاصلة، على رغم تطلع اخرين بأن تكون الانتخابات مجرد حق في التمثيل استناداً الى قانون النسبية..»؟

اللافت، ان كلا من الرؤساء الثلاثة (ميشال عون، نبيه بري وسعد الحريري) وما يمثلون، وضعوا «خرائط» طريق لمرحلة ما بعد انجاز الاستحقاق الرئاسي، وان كان كل فريق يسعى لأن تكون له كتلة نيابية وازنة «حتى نستطيع ان نفرض حضورنا داخل المجلس..» على ما قال رئيس «كتلة الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد وتكرر ذلك على السنة عديدين من أطياف «الثنائي»، «أمل» و»حزب الله» وفي قراءة متابعين عن كثب، فإن مواقف الرئيس بري، التي تقاطعت مع «لاءات» الرئيس عون لما ورد في بيان «مؤتمر بروكسل» للنازحين السوريين، جاءت لقطع الطريق على أية مزايدات على هذا الخط، كما عززت موقف الدولة اللبنانية من المجموعة الدولية، ازاء هذا الملف، ورفضه لجهة رفض ما ورد في البيان المشترك عن «العودة الطوعية» للنازحين، و»العودة الموقتة»، و»ارادة البقاء»، و»الانخراط في سوق العمل» وهي عبارات وضعها رئيس الجمهورية بأنها «تناقض وسيادة الدولة اللبنانية وقوانينها، ويتعارض مع الدستور ومع قسمي ويعرض وطني للخطر لأن مؤداه توطين مقنع للنازحين في لبنان..».

لم يخرج الرئيس سعد الحريري عن قاعدة «خريطة مرحلة ما بعد الانتخابات» وهو لايزال متمسكاً أمام جمهوره، وأمام اللبنانيين عموماً، وأمام دول العالم بـ»النأي بالنفس» الذي أقرته الحكومة باجماع أعضائها، كما ويتمسك بالاستقرار السياسي والاقتصادي. وهو، وإذ يقر بوجود خلافات بينه وبين «الآخرين» فإن حاذر إثارتها، باستثناء تلك مع «حزب الله» و»النظام السوري».. والجميع متفق على استئناف الحوار حول الاستراتيجيا الدفاعية بعد انجاز الانتخابات، وتشكيل حكومة جديدة..

ليس من شك في ان زيارات الرئيس الحريري المناطقية أعادت الاعتبار لـ»التيار الازرق».. والجميع يتطلع الى ما ستؤول اليه صناديق الاقتراع الاحد المقبل ليبنى علي الشيء مقتضاه، حيث يتفق هؤلاء على قاعدة ان ما بعد الانتخابات لن يكون كما قبلها» من دون استثناء سائر القوى السياسية.. التي تشكل «بيضة قبان» في هذه الدائرة او تلك.. وهو (أي الحريري) يشدد في كل طلة، او لقاء، او مهرجان انتخابي على.. «كثافة» الاقتراع والانتخاب «زي ما هي».