كفى فشلاً، وكفى لوماً بعضكم للبعض الآخر، فجميعكم فشلتم فشلاً ذريعاً.
لا تتعاركوا على مَن أخرج الجيش السوري، لانكم أخرجتموه ولم تحكموا يوماً البلاد كما يجب. أخرجتم الجيش السوري ونسيتم ان تبنوا دولة وبلداً. لا تتبادلوا الاتهامات ولا اللوم، فجميعكم اصبحتم سبب عيشنا بين النفايات، من دون رئيس ومن دون دولة ومن دون أمن.
لا تتباكوا على حقوق المسيحيين ولا تتنافسوا عليها، فحقوق المسيحيين انتم أوصلتموها الى ما آلت اليه اليوم.
لا تعتبروا انكم حررتم لبنان لأن البعض رضخ والبعض الآخر لم يرضخ، لكنه أوصل بحروبه ومخططاته الفاشلة الوطن والمسيحيين الى “الطائف” والهيمنة السورية.
لا تدعوا الى التظاهرات والحشود والساحات للتباهي بأعداد، لاننا شبعنا من الساحات من دون نتائج ملموسة ولا تغييرات جذرية. شبعنا من صفقاتكم وخطبكم وذهابكم الى الدوحة وسواها، وسمسراتكم وحصصكم النيابية والوزارية التي هي هدفكم الوحيد.
لا أتكلم على طرف محدّد، بل صراحة تامة أتكلم على غالبية القوى والاطراف والاحزاب والتيارات اللبنانية الفاشلة، واقول مع كثيرين من اللبنانيين بل مع الغالبية الساحقة منهم كفى فشلاً، كفى رخصاً، كفى متاجرة.
اللبنانيون في حالة اشمئزاز مما يعيشون وما يسمعون ومن كل ما يشاهدون.
عشر سنوات ولم يتغير شيء. ودم الشهداء لم يهرق كي نصل اليوم الى العيش بين النفايات وبين صراعاتكم وصفقاتكم. استشهد من استشهد لكي يبقى اولادهم ولكي يبقى مستقبل لبنان لأولادهم، وكي نعيش في دولة مستقلة.
استشهد من استشهد لكي يخرج الجيش السوري ويبني جميع ابناء لبنان وطناً حضارياً، فأين اصبح لبنان الاخضر ولبنان الثقافة ولبنان الحلم، حلم كل من استشهد من اجلهم؟
شبعنا جرّ الناس الى الساحات والتظاهرات من أجل مصالحكم، من دون رؤية ومن دون برنامج معيّن ولا نتائج ملموسة.
هل يعقل بعد سنة وثلاثة اشهر من فراغ رئاسة الجمهورية وتعطيل مجلس النواب وتعطيل الحكومة، ان يظل اللبنانيون مؤمنين بكم ومصدّقين انكم تأخذونهم الى مستقبل زاهر ومستقر، وانكم تبنون دولة حقيقية لأبناء الاجيال الشابة؟
إذا كان من ايجابية واحدة في هذه الظروف السوداوية التي أوصلتم لبنان اليها فهي ان معظم اللبنانيين باتوا لا يؤمنون بأن من يفترض ان يكونوا ممثليهم ويحملوا همومهم ويقدموا اليهم الحلول، يستحقون هذه الصفة. فلبنان لم يشهد حتى في الحروب اوضاعاً أشد قتامة من تلك التي يعيشها اليوم.
كفاكم وكفانا فشلاً، واعترفوا بأنكم فاشلون.