Site icon IMLebanon

كمين متقدم في عرسال: ما بعد إطلاق العسكريين ليس كما قبله

يبدو أن ما بعد إطلاق العسكريين المخطوفين من سجون «جبهة النصرة» ــ الفرع السوري لتنظيم «القاعدة»، لن يُشبه ما قبله. إذ إن مرحلة جديدة بدأت ملامحها تظهر في مواجهة المسلحين التكفيريين في الجرود، وهي تقضي بشلّ تحركاتهم بين أماكن وجودهم، بدءاً من وادي حميد وصولاً إلى معقلهم الرئيسي في وادي الخيل في جرد عرسال الأوسط.

ويشير إلى ذلك الاستهداف اليومي لمواقع المسلحين وتحركاتهم قبل مضي 24 ساعة على إطلاق العسكريين. إذ لا يكاد يمر يوم من دون أن تستهدف مرابض المدفعية الثقيلة للجيش تحركات هؤلاء، بحسب ما تؤكد مصادر أمنية. وبالتالي، لم يعد هناك ما يربك الجيش، ولا مقاتلي حزب الله المنتشرين من الجهتين الجنوبية والشرقية لجرود عرسال، في التعاطي مع المسلحين كأهداف متحركة كلما سنحت الفرصة.

وفي هذا السياق، نجح رجال المقاومة أمس في اصطياد «أبو فراس الجبّة»، أحد القادة العسكريين في تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابية، في معقلها في وادي الخيل في جرود عرسال. الرجل الثلاثيني الذي نعته مواقع المعارضة السورية بأنّه قيادي في «جيش الفتح»، كان ضمن موكب عندما استهدفه المقاومون، وقد سقط معه ثمانية مسلحين، خمسة منهم أثناء محاولتهم سحب جثته.

مصادر مطلعة أوضحت لـ«الأخبار» أن «أبو فراس الجبّة» الملقب بـ«الأسمر»، وهو من بلدة الجبّة في القلمون السوري، كان هدفاً لعملية «رصد دقيقة» لتحركاته وأوقات تجواله والآليات التي يتنقل بها. وقد تمكن مقاتلو حزب الله، في كمين متقدم قرابة التاسعة إلا ربعاً من صباح أمس، من استهدافه بصاروخ موجه أثناء تفقده حاجزاً لعناصره في وادي الخيل، ما أدى إلى مقتله وثلاثة عناصر وتدمير الآليات الثلاث في الموكب. محاولات مسلحي «النصرة» لسحب جثث «الأسمر» وعناصره باءت بالفشل بعد مواجهة عنيفة مع مقاتلي حزب الله بالأسلحة المتوسطة، أدت إلى مقتل خمسة من المسلحين. فيما دكّ الإسناد الناري من مرابض مدفعية الحزب في كل من جبل «شعبة القلعة» المطلة على وادي الخيل، ونقاط أخرى، مواقع متعددة لـ «النصرة» في وادي الخيل، فيما استهدفت مرابض مدفعية الجيش اللبناني تحركات للمسلحين في وادي حميد ووادي الخيل.

المقاومة تصطاد أحد قياديي «النصرة» وثمانية مسلحين

وعلمت «الأخبار» أن الجبّة من المقربين من أمير «جبهة النصرة» في عرسال والقلمون أبو مالك التلي، وأنه يُعَدّ «الرابط» بين القيادة والعناصر المنتشرين على الأرض. وتُعَدّ منطقة وادي الخيل في جرد عرسال الأوسط «المعقل الرئيسي والأخير» لمسلحي «النصرة»، والمكان الذي تتجمع فيه سائر قياداتها وبينهم التلي، بعد حصارهم من الجهتين الشرقية والجنوبية من قبل مقاتلي حزب الله، ومن الجهة الشمالية من مسلحي تنظيم «داعش»، فيما يشكل الجيش اللبناني عبر نقاطه التي تتوزع على طول المنطقة الغربية من وادي الرعيان وحتى وادي حميد ورأس بعلبك والقاع مروراً بوادي الحصن وعقبة الجرد والمصيدة.

والجدير ذكره أن وادي الخيل شبه محاصر مع منفذ وحيد في اتجاه وادي حميد. فمن الجهتين الجنوبية والشرقية يُعَدّ جبل «شعبة القلعة» الذي سيطر عليه مقاتلو حزب الله موقعاً استراتيجياً مطلاً على وادي الخيل من الجهة الشرقية، ويمنح مقاتلي الحزب أفضلية لمراقبة تحركات المسلحين واستهدافهم، في حين أن وادي سهل الرهوة هو المنفذ الوسطي الجنوبي لوادي الخيل. وقد سقط سهل الرهوة أيضاً بأيدي مقاتلي حزب الله في تموز الماضي. أما خربة يونين من الجهة الشمالية فهي الفاصل بين مسلحي «النصرة» و«داعش».