عطلة الأعياد انتهت.
ومرحلة العمل بدأت.
والسؤال واحد: لبنان الى أين؟
الأوضاع في البلاد غامضة.
والتكهنات كثيرة والتباينات أيضاً.
ولذلك، فقد أخذ السياسيون يبحثون عن مخارج وحلول.
كثيرون هم القادة.
معظمهم يبحث عن أدوار، في حقبة حافلة بالضوضاء.
ولا ضوء يُنير الطريق الى الحكم، بالأكثرية أو بالتوافق والوفاق.
والعالم ينأى بنفسه عن لبنان، وعن قضاياه الصاخبة حيناً والشائكة أحياناً.
والدول الاقليمية بعضها ينتظر نصيحة دولية.
وبعضها الآخر يخالف ما هو معروف.
اذاً، الخوف، كل الخوف من الرتابة.
وهي اذا ما أصابت فئة، أغرقتها في تفاصيل، لا أمل بعدها في النجاة من الخمول.
لماذا، لا يصار الى انتخاب رئيس جديد، بعد نيّف وعشرة أشهر.
العارفون بالأسرار يقولون ان سوريا، كانت تصرّ على أن يكون لها رأي في الرئيس الجديد.
وعندما خسرت هذا الدور، وتعاظمت عليها المشاكل الداخلية والخارجية، أصبحت تعارض انتخاب رئيس جديد، ليكون لها رأي في كل ما يخطط للمنطقة.
أما في الداخل، فثمة فريق يطالب برئيس ينال أكثرية الأصوات في البرلمان.
عشرون جلسة مرّت، ولم يكتمل فيها نصاب حضور الجلسات.
وفريق ثان لا يريد رئيساً يكون دوره تعداد المشاكل.
بل يريد قائدا للجمهورية فاعلاً، وفق الدستور.
وثالث يريده حيادياً، لا رأي له ولا طعم!؟
إذن، لا أمل للبنان برئيس جديد قبل عدة أشهر.
والانتظار ممل ومكروه.
كان الاستاذ الكبير سعيد فريحه، يقول ان مشكلة الجمهورية تكمن في سيادة الفساد على السياسيين.
والحرب على الفساد، اصبحت مثل الحرب على داعش وأخواتها، وعلى النصرة وأبناء عمومتها.
ولا تعود الجمهورية الى أصالتها، الا بالقضاء على الفساد.
وكما حارب لبنان الاستعمار والانتداب، ينبغي له أن يحارب الاستعمار الجديد والانتداب الحديث.
… وكذلك البدع التي تطفو على وجه الحياة السياسية.
ويقول الرئيس كميل شمعون ان لبنان مفعم بالوجوه اللامعة، لكنها وحدها لا تحقق المبتغى، لأن الطريق الى اخماد الفساد طويلة، ولا بد من طول صبر وأناة لاعداد دولة حديثة.
عندما عاد الماريشال مونتغومري الى بلاده من الخارج، فتحوا له صالون الشرف في المطار، لكنه اصر على المغادرة مع المسافرين.
وبادر الماريشال مستقبليه، بأنه أصبح متقاعداً، ومواطناً عادياً.
إنه درس كبير في التواضع من رجل كبير في التاريخ.