IMLebanon

النصيحة الملغومة  

 

تحوّل النائب ايلي الفرزلي الى مبشّر بفضائل العهد وأركانه خصوصاً وزير الخارجية جبران باسيل، وهذا من حقه الذي لا يجادله فيه أحد، إلاّ أنّ أبرز ما يلفت أنّ نائب رئيس مجلس النواب يصرّ، منذ أسابيع، على موضوع واحد وهو الإصرار على أفضلية حكومة الأكثرية تعارضها الأقلية.

 

وهذا كلام قد يكون منطقياً في البلدان التي تجرى فيها المنافسات الانتخابية على قاعدة حزبية، ولا يكون نظامها مبنياً على الميثاقية التوافقية مثل لبنان حيث تبدو «الصيغة» التي اعتمدها «الآباء المؤسّسون» لهذا الوطن قائمة على التوافق.

أضف الى ذلك تعذّر قيام حكومات على قاعدة الأكثرية والأقلية عندنا حيث للطوائف دور أساس ومؤثر وفاعل في المسار السياسي والوطني العام.

طبعاً نحن لا نستغرب مثل هذا الكلام عن الفرزلي الذي كان أحد وجوه النظام الذي قام على عزل القادة اللبنانيين المسيحيين الكبار زمناً غير قصير.

ولكننا نستغرب أن يدّعي في كلامه أنه يعمل لخدمة عهد الرئيس العماد ميشال عون… علماً أنّ فخامته عانى مثله مثل الدكتور سمير جعجع وسواهما معاناة كبيرة (… ومعروفة) جراء المبدأ المزعوم حول الأكثرية والأقلية النيابيتين.

فهل يخدم الفرزلي العهد في حكومة يقصى عنها سمير جعجع وسليمان فرنجية ووليد جنبلاط وسواهم باسم أكثرية موالية وأقلية معارضة؟!.

أو يقصى عنها التيار الوطني الحر وتكتل «لبنان القوي» بالذات، كما تفتقت عنه آراء الفرزلي في آخر إبداعاته في هذا المجال؟

وما هو المبرّر الذي يمكن الانطلاق منه والبناء عليه لإقصاء أفرقاء من هذا الطرف أو من ذاك في الحكومة العتيدة، أو أي حكومة لاحقة؟

ولو أخذ الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية بهذا المبدأ (وهما لن يأخذا به كما أعلنا مباشرة غير مرّة) فهل تستطيع أي حكومة أن تحكم عندما يكون جعجع وفرنجية وجنبلاط (… وآخرون) خارجها، وفي المعارضة، حتى ولو لم تكن بين أيديهم أكثرية نيابية؟!.

واستطراداً: هل كان سيّد العهد، الجنرال ميشال عون يعترف بالأكثرية في المجالس النيابية الأخيرة التي تعاقبت على ساحة النجمة؟ فلماذا توريط العهد في أمر ليس يريده في المبدأ وفي التفصيل.

إنّ الرئيس الفرزلي ذو خبرة كبيرة في الشأن السياسي (النيابي – الوزاري) في لبنان… فهل هو مقتنع بأنّ الحد الأدنى من اللعبة السياسية، ومن الممارسة السياسية، بل ومن النظام السياسي يسمح وفي هذا الظرف الدقيق بالذات، قيام حكومة أكثرية تعارضها أقلية؟

أما في الواقع: فهل يوافق الرئيس نبيه بري، وأيضاً سماحة السيّد حسن نصرالله، على هكذا طرح؟ والجواب معروف: إنهما لا يوافقان… وعندئذٍ أين هي الأكثرية المزعومة يا حضرة النائب إيلي الفرزلي؟!.

عوني الكعكي