استوقفني خطاب الرئيس نجيب ميقاتي في الافطار الذي أقامته «مؤسسة العزم»، هذه الجمعية التي انبثق اسمها من اسم المرحوم والده عزمي ميقاتي.
حاول الرئيس ميقاتي أن يبرّر فشله في الانتخابات البلدية في طرابلس، غامزاً من قناة أحمد كرامي وسواه بأنهم لم يكونوا متحمسين لهذه الانتخابات.
لا بدّ من العودة الى ما قبل تشكيل اللائحة الائتلافية… فقد سبق تأليفها اجتماع بينه وبين الشيخ سعد الحريري محاولاً الإيحاء بأنه زعيم طرابلس وأنه ينتقي من يريد من الأسماء للائحة، بالرغم من أن للرئيس الحريري مرشحاً… ولكن انطلاقاً من مبدأ الحفاظ على وحدة الطائفة السنية فقد تنازل عن مرشحه تاركاً للميقاتي أن يأتي بمن يريد…
وهنا لا بد من الاشارة الى أنّ الرئيس ميقاتي كان متمسّكاً باللائحة، وبأنه صاحب القرار… وكأنه يقول: أنا الزعيم في طرابلس وأنا من يأتي بالفوز الى اللائحة.
وقع الحريري أمام خيارين: إمّا أن يؤلف لائحة، وهنا سيكون «ضرب اسفين» في وحدة الصف التي عمل من أجل تحقيقها… وإما أن يترك الحرية لميقاتي… فاختار ترك الحرية لميقاتي تاركاً له هذا المجال عن حسن نيّة.
وجاءت النتيجة كما يعرف الجميع لتشكل نكسة كبيرة لادعاء نجيب ميقاتي بأنه زعيم عاصمة الشمال.
نقول بكل صراحة ووضوح إنّ هنالك مقوّمات للزعامة، وهذه المقوّمات هي أولاً الصدق، وفي هذه النقطة أتذكر وعدين قطعهما الميقاتي لأهل طرابلس، أولهما بنك الفقراء الذي أعلن عنه سنة 2008، والثاني أنه سيؤمن التيار الكهربائي لطرابلس 24 على 24 والفاتورة ستكون مخفّضة، أي أدنى من تسعيرة الدولة.
ولم يصدق في الوعدين.
ثانياً الكرم، والمثل السائر يقول: «الكرم يغطي كل العيوب»، وفي هذا المجال لا ننكر بعض المساعدات التي يقدّمها في طرابلس، ولكنها لا تساوي شيئاً قياساً الى إمكاناته وقدراته المعروفة من الجميع.
هذه باختصار بمثابة نصيحة الى الرئيس نجيب ميقاتي إذا كان يريد أن يسمع.
ولا أريد أن أسترسل في هذا الموضوع لأنّ في جعبتي الكثير لأقوله، فأكتفي بما تقدّم عسى أن تصل هذه النصيحة الى من يهمه الأمر.