الفرس يكرهون العرب لأنّ الفتوحات الاسلامية أطاحت بالامبراطورية الفارسية، وكان ذلك في العام الـ15 للهجرة بعد معركة القادسية بقيادة سعد بن أبي وقاص في مواجهة الامبراطورية الفارسية بقيادة رستم فرخزاد، والتي انتهت بانتصار المسلمين ومقتل رستم، هذا أولاً.
وثانياً: ويكرهون الرئيس العراقي صدّام حسين والعراق بسبب حرب بين البلدين دامت 8 سنوات، وعندما توقفت الحرب التي استمرت بين عامي 1980 و1988. قال آية الله الخميني: «إني أتجرّع كأس السم».. عندما وقّع على عقد السلام بين إيران والعراق.
وفد المملكة العربية السعودية بقي 3 سنوات في بكين يفاوض وفد الجمهورية الاسلامية في إيران بقيادة علي شمخاني، حتى تم عقد اتفاق برعاية الصين… ولكن هذا الاتفاق لا يزال غير صريح وغير واضح.. ولكن ما تبيّـن منه انه بحاجة الى 3 سنوات لتنفيذه… بالنسبة للمملكة كان همّها الوحيد ايقاف حرب اليمن التي استنفدت أولاً «صندوق الأجيال» الذي أنشئ من أجل المستقبل، أي عندما ينتهي مدخول النفط. ويُقال إنّ هذا الصندوق كان قد وصلت مدخراته الى 900 مليار دولار أميركي. يبقى السؤال اليوم: ماذا بقي من هذا الصندوق؟
كذلك، فإنّ المملكة منذ بداية الحرب عام 2015 مع الحوثيين الى اليوم، خسرت مئات المليارات، والمصيبة الكبرى انه لا يوجد أفق لتلك الحرب.
بالرغم من ذلك إذا كانت المملكة تظن انها بتوقيع اتفاق مع الدولة الاسلامية في إيران ستتوقف الحرب مع اليمن.. فهذا التفكير خطأ وغير صحيح، لأنه عندما تريد أن تقتل أفعى عليك أن تقتلها من رأسها وليس من ذنبها…
المشكلة ان هناك مشروعاً جاء على أساسه آية الله الخميني، وهو التشييع.. أي ان تتحوّل شعوب البلاد الاسلامية السنّية الى شيعية، والمصيبة الأكبر ان الجمهورية الاسلامية التي تعرف ان عدد أهل الشيعة في العالم يصل في أقصى حد الى 150 مليوناً، بالمقابل هناك مليار و500 مليون من أهل السنّة في العالم، ويعلمون بأن تحقيق «مشروع ولاية الفقيه» مشروع فاشل ومستحيل، وكل ما يفعلونه هو تدمير الدول العربية. نبدأ بالعراق لنرى كيف كان وكيف أصبح بعدما احتلته أميركا عام 2003.. ودمّرت الجيش العراقي وسلّمت العراق على طبق من ذهب الى جماعة ولاية الفقيه. ويكفي أنه قبل دخول مشروع ولاية الفقيه لم يكن في العراق أي نظرة مذهبية: هذا سنّي وهذا شيعي. وأكبر دليل على ذلك ان حرب 8 سنوات لم يتصرّف عسكري أو ضابط واحد تصرّفاً مذهبياً أو أعلن رفضه محاربة إيران.
الأسوأ ان العراق اليوم يعيش حالة تقسيم لم يشهدها في تاريخه، وهذا الوضع خلق وضعاً متدهوراً أمنياً واقتصادياً ومالياً. ويكفي ان ميزانية العراق لهذه السنة 153 مليار دولار، ولا توجد كهرباء… لذلك يضطر العراق الى شراء الكهرباء من إيران… فمن يصدّق ان بلداً غنياً بالنفط والغاز عاجز عن بناء محطات لإنتاج الكهرباء.
نقطة ثانية، فإنّ أرقام جداول الرواتب للميليشيات الطائفية وعلى رأسها «الحشد الشعبي» المرتفعة تستحوذ على نصف الموازنة بالقوة…
أكتفي بهذه المعلومة.. ولننتقل الى سوريا، وأتساءل: أين كانت سوريا عام 2000 صفر ديون… وأين أصبحت اليوم؟ باختصار، اليوم تحتاج الى 1000 مليار دولار لتعود كما كانت عام 2000. انهيار اقتصادي مالي وهجرة نصف الشعب السوري وتشريده وقتل مليون ونصف مليون مواطن.
وفي لبنان لا انتخاب لرئيس الجمهورية للمرة الثالثة في الوقت المحدّد، لسبب بسيط هو ان حزب الله هو الذي يختار رئيس الجمهورية.
اما في اليمن فحدّث ولا حرج، يكفي ان الحوثيين الذين يتبعون سياسة إيران يريدون تقسيم اليمن، بالاضافة الى تدمير المدن وتقسيم الشعب اليمني، ويعملون على الانهيار المالي.
انطلاقاً من ذلك… فإنّ الحل الحقيقي لأي اتفاق مع إيران هو عدم تدخل إيران بالشؤون الداخلية للدول العربية، وأي اتفاق أو حديث مع إيران غير ذلك لن يؤدي الى استقرار أو سلام حقيقي.