IMLebanon

فتاوى “داعشية” ومدارس لـ”التكفير”!

يتحدث “المعلم” رجل الدين لتلامذته عن فتاوى شن الحرب وفرض أحكام الشريعة، حتى داخل الدول التي يدين أهلها بالإسلام. نذكر مثالاً فتوى “ماردين” التي ولد فيها إبن تيمية، أو فتوى “التترّس” التي تنصّ على قتل المسلمين من أجل الوصول إلى إقامة الخلافة. أما ممارسات قطع الرؤوس وفرض الجزية وختان النساء، فتستند الى فتاوى منصوص عليها في العقائد السلفية، وتدرّس في شكل اعتيادي كـ”التكفير” أيضاً في مدارس في بعض الدول العربية، وذلك على الرغم من محاولات إصلاح التعليم وإعادة النظر في المناهج. وهذه الفتاوى يطبقها تنظيم “الدولة الإسلامية” ولا تلقى إدانة أو اعتراضاً من المؤسسات الدينية الإسلامية. فهناك مناهج للتعليم الديني تستند الى “التكفير” لا تزال تدرّس في مصر مثلاً، وفي دول عربية أخرى.

ولعل ما رافق اعتداءات باريس الإرهابية وقبلها لبنان من رسائل لـ”داعش” تشير الى أن جيلاً من الشباب تشرّب فتاوى القتل، ولا يكترث الذين يعيشون منهم في الغرب ما إذا كانوا درسوا في مدارس فرنسية أو أوروبية بصفة مهاجرين، بينما الشباب الذين تركوا مدارسهم أو جامعاتهم والتحقوا بالتنظيمات الإرهابية لا مشكلة لديهم في تنفيذ عمليات انتحارية استناداً الى فتاوى تخرج علناً من “دولة الخلافة” وأحياناً من خطب دينية مرتجلة في بعض المدارس الدينية في المنطقة، وتحرّض التلامذة على العنف وكره أبناء الطوائف الأخرى، وتحضّ المراهقين منهم على الجهاد.

وقد يسأل البعض عن سبب قيام طالب جامعي أو تلميذ مراهق بتنفيذ عملية انتحارية ضد الآخر، من دينه ومن ديانات أخرى، وعن سبب انخراط جماعات في حروب دينية مشتعلة في المنطقة، الا انه يحيلنا الى نتيجة واحدة. فإذا سأل تلميذ عن تنظيم “داعش” أو مختلف التنظيمات الإسلامية السلفية والجهادية، فهل سيجيب المعلم أنهم آتون من مجتمعات همجية، أم أن هذه التنظيمات ولدت من رحم فتاوى معينة ومناخات متطرفة؟ هل سيقول إن كل هذه الحركات تستمدّ عقائدها من الفتاوى المتشدّدة التي توجب الجهاد على المسلمين ضدّ من يسمّيهم ابن تيمية الكفّار والمرتدّين والمشكوك في إسلامهم وغيرهم، ومن هذا المفهوم يرى المتطرّفون أنّ عليهم إعلان الحرب وإقامة الخلافة الإسلاميّة. ولعل هذه الفتاوى لا مكان لها في لبنان، لكن انعكاساتها وتداعياتها، والمناخات التي تتركها في أوساط عديدة، أخطارها كثيرة، خصوصاً وأن لبنانيين لا مشكلة لديهم في تنفيذ عمليات انتحارية، على ما شهدناه خلال السنوات الماضية وبالأمس القريب، ذلك أن مدارس دينية تديرها جمعيات، تدرّس التلامذة في صفوف دينية خاصة لا رقابة عليها ولا أحد يعرف كيف يتحول التلميذ تكفيرياً وعلى استعداد للموت من أجل الخلافة.

بعض تلامذتنا، يخضعون لتعليم جماعات متطرفة. هذا يحصل عندنا أيضاً، ويحتاج الأمر الى معالجة سريعة!