IMLebanon

المتضررون من إعلان النيات

يشكّل المتضررون من «إعلان النيات» بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية أقلية قليلة جداً، بل شبه نادرة… والمقصود هنا بـ»المتضررين»، أولئك الذين ينتمون الى الطرفين إنتساباً حزبياً أو تأييداً عاطفياً وسياسياً إن للجنرال ميشال عون أو للدكتور سمير جعجع.

وينقسم «المتضررون» أو «الزعلانون» أو «الآخذون على خاطرهم» بين فئات عدة يمكن تصنيفها في ما يلي:

الفئة الأولى تمثل مجموعة من الذين لا يستطيعون أن يطلعوا من الماضي الأليم بين الجانبين. وفي هؤلاء من هم أصحاب نيات حسنة، وأصحاب أحقاد، وأصحاب طموحات.

الفئة الثانية ينضوي فيها أولئك الذين ساءهم سطوع نجم إبراهيم كنعان وملحم رياشي… الأولون عونيون والآخرون قوات. وفي تقدير هؤلاء ان الدور الذي أداه الرجلان (بجهد وصدق وإخلاص ومثابرة غريبة عجيبة) حولهما الى صاحبي دورين مميزين مرشحين للإستمرار وربما للمزيد من المهام.

الفئة الثالثة، إستطراداً، فيها (1) الذين داخل التيار الوطني الحر يعتبرون النتيجة التي توصل اليها كنعان تزيد من حجمه في المتن الشمالي، وهو أصلاً حجم وازن ومعروف من خلال النتائج التي أفرزتها صناديق الإقتراع في الدورتين النيابيتين الأخيرتين. وفيها (2) الذين في فريق القوات ويعتبرون أن ما توصل اليه الرجلان رشح ملحم رياشي الى دور متعاظم قد يكون في الوزارة الآتية مثلاً، وربما في الإنتخابات النيابية اللاحقة خصوصاً إذا تنامى التفاهم بين الجنرال والحكيم الى مدى أبعد يلامس إئتلافاً إنتخابياً (ولم نقل تحالفاً في هذه المرحلة).

الفئة الرابعة هي الجماعة، وفعلاً هم الأفراد (وليسوا الجماعات) الذين يبنون حضورهم (إن داخل التيار والعونيين أو داخل القوات والمؤيدين) على إستمرار الإختلاف… وهؤلاء موجودون داخل التيارات والأحزاب والتنظيمات كلها، وهم لا يستطيعون أن يبنوا لهم حضوراً في القرى والمناطق إلاّ من خلال الإختلافات(…)

ولكن المعلومات المبنية على الإحصاءات واستطلاعات الرأي تؤكد على أن هؤلاء جميعاً، بالفئات الواردة (أعلاه كلها) لا يشكلون سوى نسبة ضئيلة جداً. ولعل الدكتور سمير جعجع والعماد ميشال عون يعرفانهم بالأسماء.

وعلى سيرة «الإئتلاف» الإنتخابي (تكراراً: ليس التحالف حتى الآن) فإنّ شيئاً لا يمنع تشكيل لوائح إنتخابية تضمّ هذين الفريقين المسيحيين الكبيرين اللذين يمكنهما أن يتوافقا على رفقة طريق إنتخابية يمكن أن تكون منسجمة مع تخالف كل طرف منهما مع حلفائه المعروفين. وفي تقديرنا (ولا نملك المعلومات الدقيقة في هذا الشأن) فإنّ هذا الموضوع، بل هذا التمني، قد لا يكون مستبعداً من الأفكار المتداولة.

إن ما حصل وأدّى الى ورقة «إعلان النيات» هو حدث كبير جداً… ولعله أكبر ممّا كان يتوقع أكثر المتفائلين في التيار والحزب، وهو يحظى بترحيب كبير من الڤاتيكان إلى بكركي، ناهيك بالقواعد الشعبية التي ذهب بعضها  إلى إعتبار يوم «إعلان النيات» عيداً لدى المسيحيين.

وقد يكون مفيداً، هنا، التذكير بما قاله لنا مسؤول ڤاتيكاني كبير إثر تكرّم قداسة البابا باستقبالنا في لقاء خاص ضمن قاعة مقفلة (في إطار جامعة آل خوري) في الخريف الماضي بصورة سؤال: «ومتى يتوافق المسيحيون في لبنان»؟!

 خليل الخوري