لا يُشكل تعيين نعمة افرام رئيسا لـ «المؤسسة المارونية للانتشار» مفاجأة. فالشاب شارك في تأسيسها منذ تلك اللحظة التي أخذه بها ميشال اده جانبا في عزاء والده الوزير الراحل جورج افرام وطلب منه ان يلتقيا ليكمل فكرة ـ مشروع ـ حلم، ناقشه مع والده. ولدت المؤسسة عام 2006 وشغل اده منصب الرئيس فيها الى أن طلب من البطريرك بشارة الراعي تنحيته.
نادرون هم «الرؤساء» الموارنة الذين يتنازلون عن منصبهم. لكنّ اده فعل، وذهب أبعد من ذلك ليتمنى، مع سائر افراد المؤسسة، تعيين افرام مكانه. وهكذا، صار نائب الرئيس رئيسا بمباركة البطريرك، وتم تعيين المهندس شارل الحاج نائبا للرئيس.
يحمل افرام وزنات كثيرة ويطمح الى تحقيق الكثير. في كلامه تقدير كبير واحترام ومودة لسلفه اده «المثال والقامة الوطنية والمسيحية». يؤكد «يجب أن نعمل كثيرا ولا نخيب الآمال، خصوصا بعد اقرار استعادة قانون الجنسية». ويوضح «صحيح ان مؤسستنا مارونية لكن عملها، في عمقه، لبناني واهدافه وطنية». يضيف «ان فكرة التعددية هي في صميم تكوين لبنان وجوهره. فان لم يكن لبنان وطن الرسالة والانفتاح والتعايش ومختبر الحوارات، فأي دور له؟».
يبدي افرام قلقا كبيرا من «تدهور صورة لبنان في العالم وتشوهها، منذ أزمة عدم انتخاب رئيس، وخصوصا بعد أزمة النفايات. وانني المس ذلك بالمباشر، من خلال رفض كثير من الاجانب القدوم الى لبنان لاجتماعات العمل، في حين كنا تجاوزنا أزمة الثقة هذه منذ سنوات».
يراهن بحماسة على المغتربين اللبنانيين. برأيه «هم الرئة التي يتنفس منها لبنان، وقلبه النابض الذي يضخ الروح فيه». لا يملك أوهاما في ما خص موضوع الاغتراب. يعرف ان «المغتربين لا يقفون بالطوابير لاستعادة جنسيتهم». لكنه يملك احلاما كبيرة ويسعى الى تطبيقها، مزودا «بقناعة لبنانية عامة بوجوب اعادة الثقة مع الاغتراب، وهو ما تجلى بموافقة الجميع مسلمين ومسيحيين على قانون استعادة الجنسية. هو اشارة حرص على مغتربينا وتمسك بهم».
يؤكد افرام أنه سيتابع «العمل مع مكاتب المؤسسة المارونية المنتشرة في 14 دولة في العالم لنبقي على صلات الوصل ونشجع اللبنانيين على مواصلة زيارة بلدهم والاستثمار فيه. يتمنى لو تتوافر الظروف لياتي قسم كبير منهم لقضاء تقاعدهم في لبنان مثلا؟».
لـ«المؤسسة المارونية للانتشار» مكانة خاصة عند افرام، هو الذي يتولى مسؤوليات كثيرة. ويعتبر أن «لبنان كدولة اهمل منتشريه كثيرا، لكنه مع الاسف اهمل المقيمين ايضا، ولا بد من تغيير جذري في الكثير من مقارباتنا».