Site icon IMLebanon

إتحاد أفريقيا يفتقد عربه!

في الوقت الذي ينشغل البال العربي بالأزمة الخليجية التي تأجل خروجها من الكتمان أو التكتم على دواعيها إلى العَلَن، تنعقد في أديس أبابا القمة التاسعة والعشرون للإتحاد الأفريقي بمشاركة أربع وعشرين دولة وملك واحد وتسعة رؤساء حكومات.

وكان مدعاة للإستغراب أن قادة عرب أفريقيا لم يشاركوا في هذه القمة وأنابوا عنهم مَن يمثِّلهم، مع أن موجبات المشاركة كثيرة وبالذات بالنسبة إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي لم يثمر السعي المتعدد الجوانب من مصر لإنجاز تسوية لموضوع سد النهضة الذي أصرت أثيوبيا على أحقية إنشائه وبما يحقق مكاسب لها على صعيدزراعات متنوعة في أراضيها وتطويق أزمة مياه للري وللشرب معاً. ومن شأن التشغيل ﻟ «سد النهضة» قريباً أن ينعكس سلباً على مصر التي تتجه نحو المئة مليون نسمة مما يعني أن فقدان نسبة من مياه نيلها سيتسبب في أزمات قد تصل إلى مشارف الكوارث البيئية.

الرئيس السيسي المنشغل البال بالأزمة مع قطر شريكاً في المعاناة لكل من الملك سلمان بن عبد العزيز والملك حمد بن عيسى ورئيس دولة الإمارات خليفة بن زايد ورئيس اليمن عبد ربه منصور هادي، كأن لو حضر شخصياً سيحقق في القمة الأفريقية بعض النقاط لمصلحة مصر في موضوع السد وكذلك ما هو أكثر من دعوة أطراف الأزمة الخليجية إلى إيجاد حل سلمي. وهذا موقف من قمة الإتحاد الأفريقية معنوي أكثر منه وسيلة ضغط خصوصاً أن عدداً كبيراً من القادة الأفارقة معنيون بإستقرار دائم لدول الخليج.

إلى ذلك إن غياب قادة دول عرب أفريقيا عن القمة يأتي في وقت تواصل إسرائيل تحقيق إختراقات لمصلحتها في بعض دول القارة وهو ما لاحظه ملك المغرب محمد السادس خلال جولاته في عدد من الدول الأفريقية. ولأن هذا الإختراق يؤذي القضية الفلسطينية والعلاقة العربية عموماً مع القارة الأفريقية، لذا كان مهماً أن يحضر القادة العرب الأفارقة وبالذات ملك المغرب ورئيس مصر ورئيس السودان وهؤلاء بكامل الصحة والعافية وقادرون على تحمُّل مشاق السفر عكس قادة دول أُخرى مثل الجزائر وتونس يمكن تفهُّم دواعي غيابهم.

وخيراً فعل الرئيس الفلسطيني محمود عباس بمشاركته في القمة لأنه في الحد الممكن خطف بحضوره وبما قاله في كلمته بعض الضوء الساطع على الزيارة التي كان يقوم بها في أيام إنعقاد القمة رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي إلى إسرائيل متعمداً أن تكون الزيارة لإسرائيل التي تحتل أرض فلسطين متناسياً تراث الهند أيام البانديت نهرو ووقوف الهند مع الحق ضد الباطل. ليس هذا هو المأمول يا رفيق ناريندرا من هندنا ذات التراث العظيم في زمن حركة عدم الإنحياز.

فؤاد مطر