IMLebanon

بعد المسيحيين الدروز قد يدفعون الثمن !!

اذا كان المسيحيون المشرقيون يعانون من خطر وجودي بعد اقتلاعهم من العراق. واستهداف «داعش» و«النصرة» لهم في سوريا، فان القلق المسيحي ينسحب ايضا على الدروز في الشرق، كون صراع الاكثريتين في لعبة الامم قد تدفع ثمنه الاقليات حيث لا مكان للصغار من حيث العدد في تضامن الكبار. فكيف اذا كان الصراع ذا طابع اقليمي ودولي غايته تفكيك الهلال الخصيب و«تقسيم المقسم» وفق توصيف رئيس مجلس النواب نبيه بري، ومن هذا المنطلق يسعى الثالوث الدرزي المؤلف من رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط والمير طلال ارسلان والوزير السابق وئام وهاب لايجاد مخرج لطائفتهم كل على طريقته الخاصة وفق مصدر درزي في فريق 8 آذار.

حاول جنبلاط جاهدا عبر اتصالاته مع تركيا حماية الموحدين في سوريا، بحسب المصدر، وعلى الرغم من مهادنته «جبهة النصرة» على خلفية تحييد ابناء طائفته في المناطق التي تسيطر عليها الا ان ما جرى في بلدات جبل السماق الدرزية في ادلب اثبت فشل الرهان الجنبلاطي كون «النصرة» لا تقرأ الا في كتابها. فعمدت الى نبش المقامات الدرزية وسوتها بالارض وفرض اسلامها التكفيري على 14 بلدة درزية، ضاربة عرض الحائط باوراق جنبلاط الذي برأ «النصرة» من تهمة الارهاب ووصف «داعش» بالظاهرة التي تملأ الفراغ. فلم تنفع ولم تشفع مواقفه في تقديم الحماية لابناء طائفته، الى حد يسود الشارع الدرزي شعور بان جنبلاط لم يعد يشكل ضمانة لهم منذ احداث 7 ايار يوم ترك القيادة للمير طلال ارسلان لايجاد مخرج يعفي طائفته من الكأس المرة وفق المصدر الدرزي نفسه.

اما المير طلال يضيف المصدر الدرزي، فمواقفه نقيضة لموقف جنبلاط لجهة كيفية حماية الدروز فهو يلتزم دعم دمشق، ويرى في خلاص ابناء الطائفة بالقتال الى جانب الجيش السوري وعلى قاعدة «من اعتدى ليس منا، ومن لم يرد الاعتداء ليس منا»، مراهنا المير على عروبة دروز سوريا الذين يقاتلون على قاعدة الدفاع الحقيقي عن العروبة وليس عن الدروز، اما الوزير السابق وئام وهاب فيخالف جنبلاط وارسلان لجهة دخوله ارض الميدان دافعا بشباب حزب «التوحيد العربي» الى قلب المعركة لأنه وفق المصدر الدرزي عينه يرى ان هناك عدة مشاريع في المنطقة، اولها مشروع حلف المقاومة حيث يتموضع وهاب ومشروع التكفيريين والمشروع الاسرائيلي، وقد سقط لحزبه 13 شهيدا في المعارك دفاعا عن البلدات الدرزية آخرهم شيع منذ بضعة ايام.

ويضيف المصدر عينه ان وهاب سعى الي تسليح الدروز باللحم الحي واقتصر دعمه على السلاح الفردي وعلى المقاتلين ما اعطاه دفعا على الساحة الدرزية كون الموحدين يميلون بطبعهم الى «القبضايات» وكانوا عبر تاريخهم «حماة الثغور» الا ان هذه الحيثية وحدها لا تشكل الضمانة المطلوبة في زمن الزلازل الكبيرة حيث سقطت انظمة ودول وما يخشاه المصدر الدرزي ان تمد اسرائيل يدها في جبل الشيخ والسويداء عبر ضباط دروز في جيش العدو الاسرائيلي، واذا كان الدروز محصنين وطنيا الا ان هذه الحصانة قد تتعرض للاهتزاز في حال سقوط بلدات درزية في ايدي التكفيريين ما قد يضطرهم في حال حصول ذلك الى «التعامل مع الشيطان» في لعبة صراع البقاء لا سيما وان هناك شعورا عميقا لدى دروز سوريا ان دمشق لم تهتم بوصفهم كما يجب، وان مشروع المقاومة يجب ان يعتبر الدروز جزءا منه وان الوضع اللبناني يتأثر عميقا بالوضع السوري.

ويشير المصدر الدرزي الى انه في ظل هذا الصراع الوجودي تشهد الساحة الدرزية حركة لبعض المشايخ المقاتلين الذين يستقطبون الشباب بطريقة «اسيرية» وان الزعامة الدرزية وقيادة الموحدين ستبنى على قواعد جديدة وان ظاهرة «القبضاي» ستكون عقبة بوراثة نجل جنبلاط تيمور الزعامة كون البيك الكبير يستطيع ان يورث نجله مقعده النيابي، ولكن توريث النيابة لا تنسحب على توريث الزعامة كون لها حيثيات في القاموس الدرزي خصوصا وان الاقلية الدرزية الصغيرة وفق توصيف جنبلاط ينطبق عليها صفة «الشعب المقاتل». فهل جاء زمن «القبضايات» لقيادة الطائفة في ظل مرحلة «لا يعلو فيها الا صوت المعركة».