Site icon IMLebanon

بعد تحذيرات السفارات نريد أن نعرف  

ليست مسألة بسيطة يمكن المرور عليها وكأنها لم تكن، فأن يصدر عن خمس سفارات عائدة لدول غربية بارزة، خمسة تحذيرات في ثلاثة أيام تدعو أقلّه الى الحذر من التجوال في لبنان، والبعض ذكر مناطق محدّدة… فهذا أمر في غاية الخطورة. وفي تقديرنا أن السلطة اللبنانية لم تتعامل معه بالجدّية المطلوبة.

فلا يكفي أن تصدر ادارة كازينو لبنان توضيحاً نرى أنه زاد غموض الموقف أكثر ممّا «أوضح».

واذا كانت واشنطن وأتاوا وباريس ولندن وبرلين  حريصة على رعاياها عبر تحذيرات أصدرتها سفاراتها في لبنان، فمن باب أولى أن تكون الحكومة اللبنانية (والأجهزة الأمنية تحديداً) أكثر حرصاً على الشعب اللبناني… لأنه اذا كان الرعايا الاجانب (وبالذات الاميركيون والكنديون والفرنسيون والبريطانيون والالمانيون) يتجوّلون في بلدنا افراداً او بأعداد قليلة، فاللبنانيون يتجوّلون بالاعداد الكبيرة في هذا البلد، وفي الامكنة كلّها.

طبعاً نحن لا نريد من هذا الكلام أن نزعم أن المسؤولين غير معنيين او غير مهتمين بالسلامة العامة. قطعاً لا نقصد اي شيء من ذلك.

إلاّ أننا نود أن نعرف الحقيقة. خصوصاً وأن السفارات الخمس  لم تصدر بياناتها إلاّ بعد التداول في موضوع التحذيرات مع الجهات المعنية في لبنان، ونعني  المسؤولين السياسيين والامنيين اللبنانيين.

ونحن، كمواطنين عاديين، نعترف بأنّ تلك التحذيرات أثارت قلقنا. خصوصاً أنّ كلاماً كثيراً جرى تداوله، بعد تحرير الجرود عن خلايا نائمة ومخططات مشبوهة.

ولا شك في أننا نثق بالاجهزة الامنية. إلاّ أن الغموض يثير القلق ويضاعف المخاوف. وليت المسؤولين يردّون على علامات الاستفهامات التي طرحها اللبنانيون امس وأول من امس وقبلها تزامناً مع ما تكرّمت به علينا سفارات الدول الخمس من تحذيرات.

أوّلاً – ما هي المعلومات المتوافرة لدى الاجهزة الامنية حول هذا الموضوع الامني الحسّاس بإمتياز؟

ثانياً – هل أجرى المعنيون تقاطعاً في المعلومات مع تلك السفارات أو أنهم فوجئوا ببياناتها التي جاءت متتالية يومياً؟

ثالثاً – هل ثمة تهديدات مباشرة تستهدف مواطني الدول الخمس ام تراها شاملة؟

رابعاً – هل إن التكتم اللبناني الرسمي (على الاقل حتى موعد كتابة هذه العجالة ليل امس) يهدف الى عدم بث الذعر؟ او الى عدم توافر معلومات؟ او الى أن «المعلومات» هي مجرد شائعات؟

خامساً – هل لبنان مستهدف جدياً وبهذا الحجم الذي يتبدّى في ما بين أسطر التحذيرات؟

جدّياً، أن سيل الاسئلة لا يتوقف عند تلك التي اوردناها اعلاه، ولكنها نتيجة حتمية لواقع فرضته مبادرات السفارات الخمس واثار، كما قلنا آنفاً، القلق الشديد والخوف احياناً.

وفي تقديرنا اخيراً وليس آخراً، ان الغموض ليس سبيلاً إلى اي حل، ولن يخفف من موجة القلق.

فتفضلوا واطلعوا الناس على الحقيقة، أو يا سيدي، على ما يمكن منها.

(تحية الى وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق الذي ألقى بعض الضوء على تحذيرات السفارات الاجنبية، علماً ان الجيش أوقف ليلاً خلية تابعة لداعش يترأسها المصري فادي ابراهيم المتواري داخل «عين الحلوة» كانت تخطط لتنفيذ عمل إرهابي).